وطار: بلادي وان هنت علي عزيزة

وطار: بلادي وان هنت علي عزيزة
الجزائر - دنيا الوطن رياض وطار

"يا حسراه على وقت زمان" هي عبارة غالبا ما يتداولها العجزة في الجزائر تعبيرا عن حنينهم لوقت مضى وولى كانت فيه العيشة حلوة بحلاوة أناسها كما تدل أيضا على سخطهم من الوقت الراهن الذي نعيش فيه وقتا رغم أنه يتسم بسرعة تدوال المعلومات من خلال التكنولوجيات الحديثة التي ظهرت وكذا  وسائل النقل العصرية التي كانت منعدمة هي الأخرى في تلك الفترة حيث كان المرء يجد نفسه مجبرا على قطع مسافات طويلة على ظهر الحمار أو الحصان أو البغل ليصل قريبه مريضا وما ان يصل حتى يجده قد لقي حتفه  إلا أن تدني المستوى الأخلاقي عند المسؤوليين يجعلنا نحن أيضا نشاطرهم المقولة ونتمنى لو كانت لدينا آلة تمكننا من السفر إلى تلك الحقبة الزمنية أين كان المسؤول يحترم فيه رعيته ولا يقلل من أدبه في شأنهم.

ترددت كثيرا قبل أن اخط هذه الأسطر إلا أنني وجدت نفسي مجبرا على كتاباتها تعبيرا مني عن سخطي مما يحدث في جزائر العزة والكرامة جزائر كنا نفتخر بالأمس  الانتماء إليها أما اليوم أجد نفسي استحي من أن أتفوه باسمها ليس لأنني احتقر انتمائي إليها بل لان مسئولينا سامحهم الله جعلوني أخاف من التفوه بها لكي لا انعت عند الأخر بكل الأسماء والصفات.

هؤلاء المسؤولين الذين آمنهم الشعب المغلوب في أمره في تسيير شؤونه اليومية تراهم اليوم يحتقرونه ويشتمونه بأندى الصفات إلا درجة لا تطاق ولا تحتمل ويا ريت توقفت شتائمهم إلى هذه الدرجة بل وصلت بهم الوقاحة إلى شتم مهد الثورة الجزائرية التي سمحت لهم باعتلاء تلك المناصب التي يحتلونها اليوم وكأنهم بهذه التصرفات أرادوا ان يلطخوا ويتنكروا لعظماء الثورة التحريرية من امثال العربي بن مهيدي، العقيد لطفي، بن بولعيد وآخرون لا يسعننا المقام لذكرهم جلهم لان القائمة طويلة فمعذرة لكل من لم اذكره .

ماذا يريد هؤلاء المسؤولين من وراء سلوكاتهم الرديئة؟! سؤال طالما راودني منذ اندلاع الأحداث بغرداية وصولا إلى الاحتجاجات التي عرفتها منطقة الأوراس  بالأمس ولم أجد له جوابا مقنعا إلى حد كتابة هذه الأسطر رغم الاعتذارات التي قدمت ورغم المساعي الحثيثة للمسئولين من اجل احتواء الوضع إلا أن كل هذا لم يقنعني ولم يشفي غليلي فيا ليت لم أكن جزائريا ....

هل من منقذ؟ يرى المؤرخين أن لكل فترة زعيمها يقود شعبه نحو النجاة فهل من منقذ يقود الجزائر نحو بر الأمان في ظل التشاحنات والخلافات التي تشهدها الساحة السياسية الجزائرية حاليا هذا ما ستسفره لنا الايام القادمة والى ذلك الحين بلادي وان هنت علي عزيزة.   

التعليقات