الجروان خلال كلمته أمام الجلسة الخاصة بشأن الأمن القومي العربي

الجروان خلال كلمته أمام الجلسة الخاصة بشأن الأمن القومي العربي
رام الله - دنيا الوطن
 المنامة في 5 مارس 2014م عقد البرلمان العربي برئاسة معالي السيد" أحمد محمد الجروان" رئيس البرلمان جلسته الثالثة من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان والتي قرر البرلمان تحويلها إلى جلسة خاصة بشأن الأمن القومي العربي، وشارك فيها ممثلاً عن جامعة الدول العربية السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد، وذلك بحضور معالي السيد "خليفة بن أحمد الظهراني" رئيس مجلس النواب البحريني ومعالي السيد "علي بن صالح الصالح" رئيس مجلس الشورى البحريني.

وفي بداية الجلسة ألقى معالي السيد أحمد محمد الجروان رئيس البرلمان العربي كلمة استهلها بشكر البرلمان العربي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة -حفظه الله-  ولحكومة جلالته وللشعب البحريني الكريم على استضافتهم لأعمال البرلمان العربي في الجلسة الثالثة لدور الانعقاد العادي الثاني للفصل التشريعي الأول.

وأشار معاليه إلى أن الجلسة الثالثة للبرلمان العربي تعقد في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للوطن العربي تتجلى على وجه الخصوص في النزاعات الداخلية المتفاقمة وتعاظم التهديدات المتعددة الأوجه التي تستهدف كيان الأمة العربية. مما يتطلب منا جميعاً مزيداً من الوحدة والتضامن ورص الصفوف لإفشال كل المخططات التي ترمي في المحصلة إلى إخضاع الأمة العربية و إبقائها تحت النفوذ، و صرفها عن مواصلة مسيرة  التنمية والنهوض الحضاري المنشود.

وأضاف الجروان أن استشراء ظاهرة الإرهاب المقيت الذي يطال العديد من البلدان العربية والذي  يعمل على زعزعة إستقرارها وترويع الآمنين مثلما يحدث في كل من مصر وليبيا واليمن والعراق وسورية ولبنان والصومال، وحتى في بلدان آمنة مثل مملكة البحرين الشقيقة، جاء ليزيد من تعقيد الوضع المعقد أصلا، ويسهل تنفيذ أجندات أجنبية. وآخر فصول هذه العمليات هو العمل الإرهابي الجبان الذي تعرض إليه منتسبو قوات الأمن البحرينية قبل يومين وراح ضحيته قتلى وجرحى أبرياء. وإننا ندد ونشجب مثل هذه العمليات الإرهابية الجبانة الدخيلة على مجتمعاتنا و ثقافتنا العربية، ونعزي أسر الشهداء وقيادة وحكومة وشعب البحرين بهذا المصاب الجلل، داعياً الدول العربية والإسلامية والصديقة إلى الوقوف خلف قيادة البحرين لوقف مثل هذه الأعمال الإرهابية في جميع المحافل الدولية وتجفيف منابع الفتن والإرهاب.

واوضح معاليه أن البرلمان العربي يعتبر القضية الفلسطينية  جوهر الصراع العربي الصهيوني، والقضية المحورية للأمة العربية، طالما لم يُمَكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية، متمثلتاً في بناء دولته المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف ، كما يعتبر البرلمان العربي أن الحل  العادل للقضية الفلسطينية سيشكل أساساً لاستتباب الأمن والسلام في المنطقة ويهيء مقومات الإستقرار اللازم للتنمية والرقي، ويجدد البرلمان العربي بالمناسبة تضامنه مع الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الشرسة التي تستهدف تهويد القدس وبسط السيادة الصهيونية الكاملة عليها، وتغيير معالمها الديموغرافية العربية .

وأوضح معالي رئيس البرلمان العربي  أن الأمة العربية تواجه تحدياً خطيراً آخر يتمثل في الأزمة، بل المأساة، السورية التى ستدخل عامها الرابع قريباً. أن تعقيدات هذه الأزمة والتشابك بين العناصر الداخلية والخارجية نظراً للموقع الجيوسياسي الهام لسوريا، يزيد من صعوبة التوصل إلى الحل المنشود. الحل الذي لا نراه إلا حلاً يصنعه جميع السوريين، من كافة مكونات وأطياف الشعب السوري كما أصبنا بخيبة أمل من نتائج مؤتمر جنييف 2، التي أتت دون تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، داعياً إلى تعزيز العلاقات الإقليمية واقامة شراكات تحفظ لمواطني المنطقة بصورة عامة الأمن والاستقرار وبما لايسمح لأي طرف من كان التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

كما دعى معالي السيد احمد محمد الجروان  المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه مراعاة التحقق من التقارير اللا مسؤولة،  والمضللة، والتي تصدر من منظمات تدعي الحياد، ضد دول تبذل الكثير من الجهد في تحقيق الرخاء لمواطنيها.

واختتم معاليه كلمته بإعرابه عن سعادته بأن تكون "المنامة" أول عاصمة عربية تشهد عقد أولى جلسات التعاون بين البرلمان العربي  وجامعة الدول العربية. وجدد الترحيب بسعادة السفير وجيه حنفي الذي يمثل الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي.

وألقى معالي السيد خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب البحريني كلمة تقدم في بدايتها بخالص العزاء والمواساة لأسر شهداء الواجب من رجال الأمن البواسل الذين طالتهم يد الإرهاب الآثمة وسقطوا فـــي ســبــيـــل الوطن وأمنه واستقراره. وأعرب معالي رئيس مجلس النواب عن ترحيبه بانعقاد أعمال اجتماعات البرلمان العربي في مملكة البحرين مشيداً بالدعم الكبير الذى توليه القيادة الرشيدة، لمثل هذه الاجتماعات بين البرلمانات العربية، والتي تسهم في تعزيز العلاقات الأخوية، وتعمل على الدفع بالعمل العربي المشترك خطوات كبيرة نحو التكامل والتنسيق.

وبين معاليه أن مملكة البحرين حققت الكثير من الانجازات وعلى مختلف الأصعدة منذ أن بدأت مشروعها الإصلاحي ومسيرتها الديمقراطية، وأن البحرين على الرغم مما تتعرض له من أعمال إرهابية  مدعومة ومخطط لها من جهات خارجية معروفة تستهدف أمنها واستقرارها ومنجزاتها الوطنية وحياة مواطنيها والمقيمين على أرضها الطيبة، سوف تواصل طريق الإصلاح والبناء والتنمية بكل إصرار، وان يد العدالة سوف تطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين. وأعرب معالي رئيس مجلس النواب عن تقديره للبرلمان العربي دعمه المستمر لأمن البحرين واستقرارها، ونأمل ان تستمر هذه الجهود المباركة  في كل ما من شأنه خدمة القضايا العربية.

ثم ألقى معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى كلمة أدان من خلالها العمل الإرهابي الآثم وعبر معاليه عن ترحيبه باحتضان مملكة البحرين لهذا التجمع البرلماني العربي، شاكراً ومقدراً للبرلمان العربي المساعي الدءوبة على طريق تعزيز العلاقات البرلمانية العربية المشتركة..

وأشار إلى أن المنطقة العربية تمر بمرحلة تتسم بمتغيرات على جميع الأصعدة وعلى رأسها المتغيرات السياسية التي تتطلب حلولاً جماعية عاجلة، وقرارات حاسمة لمواجهتها تصب في الصالح العام العربي، مؤكداً أن أعضاء البرلمان العربي لم يكونوا في يوم من الأيام بمعزل عن هذه القضايا ، معبراً عن تطلعه بكل اهتمام إلى هذا الاجتماع بما سيتطرق إليه من قضايا و مناقشات.

وكان البرلمان العربي قد وافق على تحويل جلسته إلى جلسة خاصة لمناقشة تقرير الأمين العام بشأن الأمن القومي العربي، حيث عرض سعادة السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد للشؤون القانونية بالجامعة العربية تقرير الأمين العام للجامعة العربية والذي أدان من خلاله التفجير الإرهابي، في الوقت الذي أكد خلاله أن التحديات التي تواجه الأمة العربية على مستوى الأمن القومي، مبيناً الحاجة لوضع أهداف مشتركة وآلية للعمل وفق ما نص على ذلك ميثاق الجامعة العربية.

وتناولت كلمة سعادة السفير الصراع العربي الإسرائيلي والجزر الإماراتية بالإضافة إلى الأسلحة النووية معتبراً أنها قضايا تمثل تحدياً جاداً وأساسياً للأمن القومي العربي ولم يوجد لحد الآن حل شامل لها، كما بين سعادته أن القمة القادمة للجامعة العربية ستتخذ قرارات يتم من خلالها إعادة تقييم نشاط كل الأجهزة المكونة للجامعة، وذلك لضمان تطوير عمل الجامعة.

ثم فتح المجال لخمسة من أعضاء اللجنة الخارجية والسياسية لطرح تعليقاتهم بشأن ما تضمنه التقرير، فيما توالت مداخلات أصحاب السعادة الأعضاء بشأنه المدينة والمستنكرة للعمل الإرهابي الجبان الذي وقع في مملكة البحرين ، قبل أن يتناولوا جوانباً مختلفة من شؤون الأمن القومي العربي التي وجهوا من خلالها تساؤلاتهم للأمين العام المساعد بشأنها، لتختتم بعد ذلك الجلسة.

التعليقات