بيان الجمعيّة التّونسيّة للإحياء العربي بمناسبة اليوم العربي للّغة العربيّة

رام الله - دنيا الوطن
يا أهل الإحياء  لا تتردّد دوائر الاستعمار والإمبرياليّة والصّهيونيّة في تنفيذ مقاربتها الشموليّة لتجريف الوعي العربي وترويض الأمّة من خلال انتشارها الوبائي" وتآمرها الحلزوني الذي يلتفّ على جميع المناحي ليصل إلى تخوم اللّغة العربيّة التي تتعرّض إلى تعذيب مُزدوج من ذوي قرباها الّذين يلثغون الرّاء غاء أو من الأباعد اّلذين يكيدون لها كيدا" .وتأبى اللّغة العربيّة بما لها من ميكانزمات دفاعيّة وحصانة جسميّة فضلا على قدراتها الوظيفيّة إلاّ أن تنسج من ذاتها بذور بقائها ومقوّمات صمودها .... 
يا أهل اللّغة العربيّة 
عبثا نرهقها ، فقطعا لا تستقيم صَلاتنا إلا بالعربية التي هي عِماد هويّتنا وبوّابة خلاصنا وحاضنة تراثنا ومعجزة فكرنا الكبرى ، يقول الفرنسي " إرنست رينان " : ( اللّغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر ، فليس لها طفولة ولا شيخوخة ) . 
أحبّتنا 
لقد أدركت دوائر الاستعمار أنّ القلاع الحصينة لا تفتكّ إلا من الدّاخل وأن التّخريب الفعّال واحتلال الإرادة لا يكون إلاّ عبر العُملاء المحليين ومن خلال جروح غائرة في الهويّة والوعي والواقع وفق قصف مُمنهج ومُبرمج إيغالا في التهشيم والتهميش والتّبشيع حتّى تتضاءل اللّغة العربية أمام اللّغات الأخرى توسّلا إلى انتكاسة الوجدان العربي وفي هذا الإطار يتنزّل تشجيع اللّهجات المحليّة لتفتيت اللّغة الواحدة وتمزيق النّاطقين بها من ذلك هرولة أحدهم (في اليوم الأسود )لِيُحذّر من "الكارثة " المتمثّلة في تضمين الدّستورـ تجذير الناشئة في هويّتها العربيّة الإسلاميّة وترسيخ اللّغة العربيّة ودعمها وتعميم استخدامها ـ خوفا على مصير الحداثة . فيأتيه الردّ عبر مقالة ـ د عمر فرُّوخ ـ : " أَعجب من الّذين يدرسون اللّغات الميّتة ثم يريدون أن يُميتوا لغة حيّة كالعربيّة ". إنّ هذا الّرهط لا يتردد في اتهام اللّغة العربيّة بالعجز والقصور فيميل إلى تعويمها وتهجينها عبر تغذيتها بالعامية ونشرها وإغراقها في سيل من الألفاظ الأجنبية تحقيقا للجم التّطلّعات القوميّة والسّيطرة على الشّعب العربي واستعباده وإذلاله وتأبيدا لتبعيّته . فمن يُجيد لغة ما لابد أن يُعجب بتاريخها وفكرها ويصير له انتماء من نوع ما إلى تلك الأمّة. لذلك يذهب مخطّطهم عميقا في كل الاتجاهات، في مخابر السّلطة وفي مناهج الدّراسة وفي الأروقة والمكاتب والسّاحات والمطبوعات ومعلّقات الإشهار والدّعاية وفي وسائل الإعلام وفي الرّؤوس والّنفوس وفي الصّدور والسّطور... 
يا أهل العربيّة وأحبّتها وروّادها ويا حّراس الأمل 
نسي الأغبياء زمن الثّورات العابرة للقارات وزمن الرِّبا والوباء وتجارة العبيد والإماء أنّنا سُلالة محمّد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وأنّه أوّل من ضاق ذِرعا بالتبعيّة إذ قلّب وجهه في السّماء بحثا عن حلّ جذري يُخلّصه من استقبال المسجد الأقصى قِبلة اليهود في صَلاتهم "قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلَنولينّك قِبلةَ ترضاها " ـ البقرة 144ـ فوحدها الأسماك الميّتة تسبح مع التيّار، ووحدها اللّغة العربيّة تبقى ثابتة في أصولها ضاربة جذورها ، ونبقى نحن العرب العاربة حاضنة اللّغة العربيّة ويبقى تراث الأمّة جِدارها الذي تستند إليه ،ورسالتها درعها وتعويذتها حتّى لا تتسلّل إليها كريات دم مُعولَمة .

التعليقات