خطة كيري واليوم الموعود

كتب غازي مرتجى
أحاديث طويلة تتناول استشراف اليوم التالي لرفض القيادة الفلسطينية لخطة "كيري" الموعودة .. الجميع يُحلّل وفق ما يرشح له من تسريبات أو تصريحات موجهّة دون الأخذ بعين الاعتبار السلوك التفاوضي الإسرائيلي المعتاد وقتل الوقت والمبادرات بطرق أصبحت مكشوفة ..
اليوم التالي بل الشهر التالي لرفض خطة كيري سيمر كأي يوم عادي , فما أصعب التهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي سبقت حصول فلسطين على انجاز عضو دولة مراقب بالأمم المتحدة , يومها توقّع المحللون انهيار السلطة ورسموا الصورة الأكثر سواداً للحال الفلسطيني بعد الاعتراف .. وفي خضم الحديث عن تلك الفترة , نجد أنّ التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة تزامن مع حرب إسرائيلية ضروس ضد قطاع غزة لم يكن لها مبررات على الإطلاق بحسابات العالم أجمع .. يومها وللتاريخ فقد توحّد الضغط العربي ضد إسرائيل والولايات المتحدة وتمكنّت الوحدة الفلسطينية المؤقتة من انتزاع انتصارين في الشهر ذاته .. فانتهت حرب غزة بلا اي نتائج كانت اسرائيل تود الحصول عليها ولا أوقفت الحرب توجه الرئيس ابو مازن للأمم المتحدة .. بل على العكس فقد حاز على قبول المعارضة بتوجهاته ولقي دعما ً لا محدود ..
في اليوم التالي لنهاية "عدّاد" المفاوضات ستكون الأمور كما هي الآن , طبعاً لو استمرّت الأوضاع على حالها ولم تسبق إسرائيل "اليوم الموعود" بحرب كما استبقت "انجاز الدولة" !.
السيناريوهات المرسومة وبما تعكسه البيروقراطية التفاوضية الفلسطينية – إيجابية في الوضع الفلسطيني الحالي- يُمكن القول أن المفاجآت الفلسطينية لن تكون كبيرة .. عدا عن حالة التسخين التي تتم في المرحلة الحالية فإنها ستنتهي ويتم "تبريدها" بمقاطعة المفاوضات شهراً أو شهرين على الأكثر –اعلامياً فقط- والاستمرار بالتفاوض مع الإدارة الأمريكية كما يحصل الآن .. ربما انتظاراً لظهور "رابين 2" .
القيادة الفلسطينية تعي تماماً أن حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي تؤثر سلباً على المفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل , وتعلم القيادة الفلسطينية أيضاً أن تقاطع الأهداف بين بعض الفلسطينيين وإسرائيل سيكون علناً في الأشهر القليلة القادمة لكنها تعي تماماً أنّ إسرائيل تُحاول الضغط عليها بأوراقها الخاصة -وهي للأسف فلسطينية- لتتمكن من انتزاع تنازلات أخرى .
لو نظرنا للأمور مجردّة , تجد أن القيادة الفلسطينية تعيش في وضع لا تُحسد عليه , وفي المقابل تجد ان قيادة إسرائيل تعيش ذات الوضع لو أخذنا بعين الاعتبار حالة الانقسام الحاد في الحكومة الإسرائيلية والتركيبة اليمينية المتطرفة التي تحكم إسرائيل في الوقت الحالي .. فتنظيمات اليمين المتطرف تهدد بيبي نتنياهو باسقاطه فور اعلانه قبول مقترحات كيري أياً كانت .. حتى لو اعترفت القيادة الفلسطينية بيهودية الدولة , وتجد أن نتنياهو بين فكي الكماشة في ائتلافه الهش فلا هو قادر على مجاراة أمريكا ولا استطاع توحيد ائتلافه على رؤية واضحة .
نتنياهو يعلم تماماً أن حبل المشنقة السياسية يقترب منه , ويُحاول بخباثته وغبائه في ذات الوقت إبعاد الأنظار عنه , فـ"تحركش" بحزب الله على أمل الرد ومن قبل "استفزّ" المقاومة في غزة على أمل التصعيد , وسياسياً يُناكف الولايات المتحدة بقضية إيران ويستغل الوضع السوري المأساوي لتنفيذ خرافاته ..
لو كانت القيادة الفلسطينية في أزمة فالحكومة الإسرائيلة في أزمة مضاعفة , والحال الداخلي الفلسطيني ليس بأفضل حال من الداخلي الإسرائيلي مع اختلاف درجات "الخطوط الحمراء" لدى "الداخلين" !.
سيعرض "كيري" ورقته على الجانبين قريباً , وسيبدأ جولات مكّوكية بين رام الله وتل أبيب وقد يشملها بالأردن والسعودية ومصر في محاولة لحل وسط .. لا تتوقعوا من طروحات "كيري" أن تحل القضايا الفلسطينية الأساسية ولا حتى ان تحقق الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية , فلو كان باستطاعته ذلك لما استمرّ حتى اللحظة بإخفاء ورقته "السحرية" , فمن يتصوّر ان كيري سينحاز للقضايا الفلسطينية واهم , لكنه سيُحاول عرض ضمانات وامتيازات توازي "شطحات" ورقته المرتقبة .. وبعد ورقة كيري سندخل في جولة جديدة من المفاوضات على بنود الخطة السحرية ما يستوجب تمديد الإطار الزمني المحدد لإنهاء المفاوضات التي لم تكن في يوم من الأيام "قرآناً" ولم يذكر التاريخ يوماً التزام أمريكا أو إسرائيل باتفاق بحذافيره إلاّ لو .. !.
الصورة لن تكون وردية بالتأكيد .. حتى لو استمرّت على ما هي عليه فستظهر للعيان وللمواطن العادي بأنها "مأساة" على الأقل لتبرير تمديد المفاوضات لفترة جديدة .
أحاديث طويلة تتناول استشراف اليوم التالي لرفض القيادة الفلسطينية لخطة "كيري" الموعودة .. الجميع يُحلّل وفق ما يرشح له من تسريبات أو تصريحات موجهّة دون الأخذ بعين الاعتبار السلوك التفاوضي الإسرائيلي المعتاد وقتل الوقت والمبادرات بطرق أصبحت مكشوفة ..
اليوم التالي بل الشهر التالي لرفض خطة كيري سيمر كأي يوم عادي , فما أصعب التهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي سبقت حصول فلسطين على انجاز عضو دولة مراقب بالأمم المتحدة , يومها توقّع المحللون انهيار السلطة ورسموا الصورة الأكثر سواداً للحال الفلسطيني بعد الاعتراف .. وفي خضم الحديث عن تلك الفترة , نجد أنّ التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة تزامن مع حرب إسرائيلية ضروس ضد قطاع غزة لم يكن لها مبررات على الإطلاق بحسابات العالم أجمع .. يومها وللتاريخ فقد توحّد الضغط العربي ضد إسرائيل والولايات المتحدة وتمكنّت الوحدة الفلسطينية المؤقتة من انتزاع انتصارين في الشهر ذاته .. فانتهت حرب غزة بلا اي نتائج كانت اسرائيل تود الحصول عليها ولا أوقفت الحرب توجه الرئيس ابو مازن للأمم المتحدة .. بل على العكس فقد حاز على قبول المعارضة بتوجهاته ولقي دعما ً لا محدود ..
في اليوم التالي لنهاية "عدّاد" المفاوضات ستكون الأمور كما هي الآن , طبعاً لو استمرّت الأوضاع على حالها ولم تسبق إسرائيل "اليوم الموعود" بحرب كما استبقت "انجاز الدولة" !.
السيناريوهات المرسومة وبما تعكسه البيروقراطية التفاوضية الفلسطينية – إيجابية في الوضع الفلسطيني الحالي- يُمكن القول أن المفاجآت الفلسطينية لن تكون كبيرة .. عدا عن حالة التسخين التي تتم في المرحلة الحالية فإنها ستنتهي ويتم "تبريدها" بمقاطعة المفاوضات شهراً أو شهرين على الأكثر –اعلامياً فقط- والاستمرار بالتفاوض مع الإدارة الأمريكية كما يحصل الآن .. ربما انتظاراً لظهور "رابين 2" .
القيادة الفلسطينية تعي تماماً أن حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي تؤثر سلباً على المفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل , وتعلم القيادة الفلسطينية أيضاً أن تقاطع الأهداف بين بعض الفلسطينيين وإسرائيل سيكون علناً في الأشهر القليلة القادمة لكنها تعي تماماً أنّ إسرائيل تُحاول الضغط عليها بأوراقها الخاصة -وهي للأسف فلسطينية- لتتمكن من انتزاع تنازلات أخرى .
لو نظرنا للأمور مجردّة , تجد أن القيادة الفلسطينية تعيش في وضع لا تُحسد عليه , وفي المقابل تجد ان قيادة إسرائيل تعيش ذات الوضع لو أخذنا بعين الاعتبار حالة الانقسام الحاد في الحكومة الإسرائيلية والتركيبة اليمينية المتطرفة التي تحكم إسرائيل في الوقت الحالي .. فتنظيمات اليمين المتطرف تهدد بيبي نتنياهو باسقاطه فور اعلانه قبول مقترحات كيري أياً كانت .. حتى لو اعترفت القيادة الفلسطينية بيهودية الدولة , وتجد أن نتنياهو بين فكي الكماشة في ائتلافه الهش فلا هو قادر على مجاراة أمريكا ولا استطاع توحيد ائتلافه على رؤية واضحة .
نتنياهو يعلم تماماً أن حبل المشنقة السياسية يقترب منه , ويُحاول بخباثته وغبائه في ذات الوقت إبعاد الأنظار عنه , فـ"تحركش" بحزب الله على أمل الرد ومن قبل "استفزّ" المقاومة في غزة على أمل التصعيد , وسياسياً يُناكف الولايات المتحدة بقضية إيران ويستغل الوضع السوري المأساوي لتنفيذ خرافاته ..
لو كانت القيادة الفلسطينية في أزمة فالحكومة الإسرائيلة في أزمة مضاعفة , والحال الداخلي الفلسطيني ليس بأفضل حال من الداخلي الإسرائيلي مع اختلاف درجات "الخطوط الحمراء" لدى "الداخلين" !.
سيعرض "كيري" ورقته على الجانبين قريباً , وسيبدأ جولات مكّوكية بين رام الله وتل أبيب وقد يشملها بالأردن والسعودية ومصر في محاولة لحل وسط .. لا تتوقعوا من طروحات "كيري" أن تحل القضايا الفلسطينية الأساسية ولا حتى ان تحقق الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية , فلو كان باستطاعته ذلك لما استمرّ حتى اللحظة بإخفاء ورقته "السحرية" , فمن يتصوّر ان كيري سينحاز للقضايا الفلسطينية واهم , لكنه سيُحاول عرض ضمانات وامتيازات توازي "شطحات" ورقته المرتقبة .. وبعد ورقة كيري سندخل في جولة جديدة من المفاوضات على بنود الخطة السحرية ما يستوجب تمديد الإطار الزمني المحدد لإنهاء المفاوضات التي لم تكن في يوم من الأيام "قرآناً" ولم يذكر التاريخ يوماً التزام أمريكا أو إسرائيل باتفاق بحذافيره إلاّ لو .. !.
الصورة لن تكون وردية بالتأكيد .. حتى لو استمرّت على ما هي عليه فستظهر للعيان وللمواطن العادي بأنها "مأساة" على الأقل لتبرير تمديد المفاوضات لفترة جديدة .
على الهامش : رؤية رئيس مصر القادم وطريقة فهمه وتعامله مع القضية الفلسطينية ستُشكّل نقطة فاصلة .. وهي الحلقة المفقودة التي أضعفت القيادة الفلسطينية في الوقت الراهن بسبب حالة عدم الاستقرار التي تمر بها .. فـ"مصر" هي حامية القضية الفلسطينية وبعودتها يُمكن القول أنّ القضية الفلسطينية عادت للواجهة .