اللواء صاعقة متقاعد جمال قدسيه لدنيا الوطن: مجموعات الصاعقة الفدائية كانت طليعة الجيش المصري في حرب 1973

اللواء صاعقة متقاعد جمال قدسيه لدنيا الوطن: مجموعات الصاعقة الفدائية كانت طليعة الجيش المصري في حرب 1973
رام الله - دنيا الوطن
لم ينصف التاريخ ولا المؤرخون جيش التحرير الفلسطيني , ذلك الجيش الباسل والذي روى بدمائه أرض المعارك التي خاضها , سواء على الأرض الفلسطينية أو في معارك الدول العربية في مصرأو سوريا أو لبنان أو الأردن . 

دنيا الوطن سلطت الضوء على معركة العرب في عام 1973 والتي أبلى فيها مقاتلو جيش التحرير الفلسطيني بلاءا حسنا , على الجبهتين السورية والمصرية فعلى الجبهة المصرية حيث شارك جيش التحرير الفلسطيني .

وبالاشارة الى معركة العرب يقول اللواء صاعقة متقاعد جمال قدسيه: بعد عام 1967 وبعد النكسة مباشرة , تم نقلنا بعد تجميعنا الى منطقة قريبة من الاسكندرية على البحر الابيض المتوسط , وكانت هذه المنطقة قاعدة للغواصات والسفن الحربية المصرية , وهناك أبلغنا أننا سنقوم بالتدريب لإعادة التأهيل , وكنا نتدرب في أجواء صعبة جدا وفي ظروف أيضا صعبة , حيث كانت قد بدأت حرب الاستنزاف , وكان يقود جيش التحرير المرحوم الفريق عبد الرازق المجايده واللواء فخري شقوره. 

وأضاف: تدربنا تدريبا شاقا في منطقة مليئة بأشجارالخروع , ولازلت اذكر كيف كنا نتدرب تحت حرارة تفوق ال45 درجه مئوية , وكيف كنا ننتشر ساعة صفارات الانذار بين هذه الأشجار , طيلة حرب الاستنزاف . 

وتابع: فجأة تم استدعاءنا ولا نعرف لماذا , وصدرت الأوامر لنا بالتجمع للمغادرة ولا نعرف الى أين ! وصعدنا الى القطار , وساربنا ليلا أيضا ولا نعرف الى اين , حتى وصلنا الى قناة السويس و هناك تم جمعنا في معسكر اسمه المعسكر الأبيض , وهناك التقينا مع كتيبتين من الجيش الجزائري كانت متمركزة في هذا المعسكر . 

وواصل سرد القصة "لدنيا الوطن": كنا طيلة وجودنا في هذا المعسكر تحت وابل النيران والصواريخ من الجيش المصري والجيش الاسرائيلي طيلة حرب الاستنزاف , فقد كنا على خط النار والتماس بين الجيش المصري والاسرائيلي . 

وفي متابعة دقيقة لما كان يحدث على الجبهة قال اللواء قدسية: جائتنا التعليمات من القائد ياسرعرفات , بأن يجب علينا ان نعد العدة لاقتحام الضفة والقطاع من جيوش عربية وسنعمل معهم خلف خطوط الاسرائيليين كقوات صاعقة ضاربة , وتم فرزنا لمجموعات صغيرة كل مجموعه مكونه من 11 فرد يقودها ظابط , وكان أول مجموعة وقتها تشكلت يقودها الشهيد اللواء أحمد مفرج أبو حميد .

 واضاف: كنت قائد مجموعة ومعي ثلاث ضباط ومنهم حسين صبيح , وتدربنا كيف ندخل خلف خطوط العدو , وكان لدينا ثلاث كتائب تم تقسيمها الى مجموعات صغيرة وكانت كلها تشكل لواء الصاعقة الذي كان يقوده الفريق المرحوم المجايده.

وبالاشارة الى لحظات الانتظار وساعة الصفر  قال قدسية: انتظرت وبرفقتي حسين الصبيحي وبرجس ذيب حسب التعليمات ننتظر لحظة الاقتحام  ,وفي لحظة الصفر انطلقت الطائرات المصرية عبر قناة السويس وخط بارليف ومن فوق رؤوسنا, تدك حصون العدو بأكثر من 200 طائرة مقاتلة , وبعد أن اشتعل خط بارليف صدرت الأوامر بالاقتحامه.

 واضاف: عبر خط بارليف والقناة عشرات الالاف من الجيش المصري البطل , واندفعت مجموعات الصاعقة الفلسطينية التي شكلناها وكانت تنتظر على أحر من الجمر لحظة الاقتحام , مع الكتيبتين الجزائريتين .

وتابع: اندفعت كأول رأس للحربة المصرية خلف خطوط الاسرائيليين وبدأنا العمل خلف الخطوط , وبدأنا اقتحامات لمواقع العدو ومنها اقتحامات وجها لوجه بالسلاح الأبيض , وكانت ملحمة رائعة مع صاعقة الجيش المصري والجزائري , الى أن تمت محاصرتنا في ثغرة الديفرسوار , حيث كنا داخل العمق الميداني للجيش الاسرائيلي في سيناء . 

واستطرد: بعدها تم فك الاشتباك بين القوات المصرية والاسرائيلية.

وفي معرض سرده للقصة قال: "ما يؤلمني أنه حتى الان لم يتم انصاف جيش التحرير الفلسطيني والذي كان رأس حربة في عبور قناة السويس , وكانت مجموعات الصاعقة الفلسطينية هي أول من انطلقواندفع خلف خطوط الاسرائيليين , فقد كنا نعتبر انها معركتنا وأننا زاحفون الى فلسطين عبر قناة السويس وسيناء".