يسألونك عن رامي الحمد لله

بقلم: عبدالله عيسى
بعد استقالة د.سلام فياض "ابو خالد" وبعد رحلة من العطاء حيث انجز خلال وجوده في منصبه كرئيس لوزراء فلسطين ما يزيد عن 2000 مشروع في كافة محافظات الضفة الغربية واحدث نقلة نوعية تاريخية في البنية التحتية والحياة المعيشية لأبناء شعبنا في الضفة ولكنه واجهه في النهاية اعاصير من نكران الجميل والتهجم الشخصي عليه والتطاول من قبل اصحاب مصالح ضيقة وصل بهم الأمر الى حشد متظاهرين واقتحام مكتبه في رئاسة الوزراء فاستقال الرجل تاركا خلفه الجمل بما حمل وتاركا لشعبنا والتاريخ ان يحكم على فترة رئاسته للوزراء ولم يكن الشعب الفلسطيني يوما من الأيام ناكرا للجميل او ذاكرته ضعيفة فهو دائما يذكر رجاله وقادته بكل خير الأحياء منهم والأموات .
وتفاجئ الناس بأن وضع الرئيس ابو مازن ثقته في شخص اكاديمي من الطراز الأول في فلسطين ولكنه كان بعيدا عن الأضواء ولم يعرف عنه أي نشاط سياسي يذكر باستثناء قناعاته الشخصية وهو شخص الدكتور رامي الحمدلله رئيس الوزراء الحالي والرئيس السابق لجامعة النجاح في نابلس وفي حينها سألني كثير من الأصدقاء من الإعلاميين والسياسيين لماذا اختار الرئيس ابو مازن الدكتور رامي الحمدلله تحديدا دون غيره رغم وجود اسماء كثيرة في الواجهة تتنافس على عشق منصب رئيس الوزراء الا أن الرئيس اختار من لم يسعى اليها.
الحقيقة أن هذا السؤال حيرني شخصيا وكانت اجابتي عليه في حينه أن الدكتور رامي الحمدلله ينتمي الى عائلة عريقة كان لها باع طويل في السياسة والنضال في بلدة عنبتا في طولكرم ورغم صداقتي ومودتي الكبيرة للدكتور رامي الحمدلله أعترف انني قدرت سبب اختيار الرئيس ابو مازن للدكتور رامي الحمدلله شخصيا ولم اتوصل للإجابة عاجلا فتريثت في الكتابة عن هذا الموضوع حتى توضحت امامي حقائق وفهمت ربما جوانب من سر اختيار ابو مازن للحمدلله رئيسا للوزراء.
فالرئيس اراد ان يخلف سلام فياض رجل لا يقل مكانة ويتوافق مع سياسة ابو مازن في مكافحة الفساد وأن تحظى شخصية رئيس الوزراء بثقة الشارع الفلسطيني وتعطي دفعا لإنجاز اقامة الدولة الفلسطينية وهي سنة حميدة سنها ابو مازن من تعيينه سلام فياض ولا تراجع عن هذه السياسة.
بدأت تتضح للناس اجابات على السؤال الكبير الذي طرح عند تكليف د.رامي الحمدلله برئاسة الوزراء فهو عنيد في الحق لا يخشى لومة لائم تبرع براتبه للسلطة منذ تسلمه رئاسة الوزراء لا يتستر على مظلمة او فساد ولا يطعن الشعب الفلسطيني بكرامته وذلك بالخضوع لإملاءات الاحتلال الاسرائيلي واعتقد ان الرئيس ابو مازن جذبته هذه الصفات وجعلت الحمدلله محل ثقته.
لقد سمع الناس عن توقيف موكب د.رامي الحمدلله من قبل قوات الاحتلال لثلاث مرات حتى الآن والسبب أن الاحتلال الإسرائيلي يطلب من الحمدلله ان يطلب تنسيق مسبق معهم واعلامهم سلفهم أثناء خروجه من بيته في نابلس الى مكتبه في رام الله وتعمدوا توقيف سيارته واجباره على المشي على الأقدام وقبل الحمدلله أن يكون كأبناء شعبه يعاني ما يعانون رافضا التنسيق المسبق الذي يمس الكرامة والسيادة الفلسطينية وبدأ الرجل بجمله من الإصلاح الإداري ومحاربة الترهل بزيارات مفاجئة لوزارات عند الساعة الثامنة صباحا وتفقد سير العمل حتى ضج بعض الوزراء والموظفين من الجولات التفقدية لرئيس الوزراء وعجبوا لأمر د.رامي الحمدلله الذي يدخل وزاراتهم عند الساعة الثامنة صباحا وهي مشكلتهم مع رئيس وزراء ينام باكرا ويصحوا باكرا ولا يوجد عمل له الا اصلاح هذه الوزارات.
طبعا تضررت اصحاب المصالح الضيقة والشخصية وحاولوا استعمال مواهبهم ومهاراتهم في الدسائس والمكائد وكادوا له كيدا كي يعطلوه عن عمله وكي يبتعد عن خط سيره الذي حظي بإعجاب الشارع الفلسطيني لينشغل في مهاترات مع اصحاب المصالح الضيقة.
آن الأوان أن يكف اصحاب المصالح الضيقة عن دسائسهم ومكائدهم وخزعبلاتهم لأنهم بحق أصبحوا مثل المماليك الذين يتقنون الطعنات في الظلام ويقضون ليلهم في تدبير المكائد والدسائس لرجل ناجح يحترمه أبناء شعبنا ويقدرون عمله وجهده لإصلاح المؤسسات التي تحتاج الى اصلاح.