الصحافة المستقلة في الجزائر.. تبييض للأموال و"تسويد" لحياة الصحافيين
الجزائر - دنيا الوطن
وسيلة بن بشي
عند الحديث عن “قطاع الصحافة الخاصة” في الجزائر أشعر وكأنني سأتحدث عن “القطاع الحانوتي” كما يسميه أحد الزملاء، ولو أن هذا الأخير أكثر تنظيما وله قوانينه التي تحكمه. ساهمت الصحافة المستقلة، بشكل كبير في “انحطاط الصحفي”، وكان لها دور مهم في تحويل الكتابة الصحافية إلى “بازار”، وأساءت كثيرا إلى الكتابة الصحافية لأن الدولة عندما فتحت مجالا للخواص، لم تفكر أبدا في قانون أساسي يحمي الصحافي ويحدد واجباته وحقوقه.
وسيلة بن بشي
عند الحديث عن “قطاع الصحافة الخاصة” في الجزائر أشعر وكأنني سأتحدث عن “القطاع الحانوتي” كما يسميه أحد الزملاء، ولو أن هذا الأخير أكثر تنظيما وله قوانينه التي تحكمه. ساهمت الصحافة المستقلة، بشكل كبير في “انحطاط الصحفي”، وكان لها دور مهم في تحويل الكتابة الصحافية إلى “بازار”، وأساءت كثيرا إلى الكتابة الصحافية لأن الدولة عندما فتحت مجالا للخواص، لم تفكر أبدا في قانون أساسي يحمي الصحافي ويحدد واجباته وحقوقه.
المعمول به حاليا هو قانون فضفاض لا يحمي الصحافي بقدر ما “يهينه” لأن قانون العقوبات هو من يترصد الصحافي ليكبله ويضيق عليه كل السبل، مما جعله ضحية مزاجيات ونزوات ملاك الجرائد ومدرائها، مع العلم أن أغلبهم لا يفقهون في الصحافة شيئا، بل هم تجار جربوا كل أنواع التجارة وأرادوا أن يستثمروا في الكتابة الصحافية التي لا تحكمها قوانين وهذا ما يفسر الأجور الزهيدة، بل لنقل “الحقيرة” التي يمنحها ملاك الجرائد لموظفيهم من الصحافيين..
والأدهى في الأمر أن هناك مدراء كانوا صحافيين أعادوا إنتاج نفس الممارسات التعسفية لملاك خارج المهنة.. وهنا تحضرني حكاية رجل مقاول أراد أن يفتح جريدة فاستعان بصحافي معروف “بفتوحاته الإعلامية”، فقال المقاول بنية صادقة للصحافي المرموق “أنا رجل إسمنت لا أفهم كثيرا في مجال الصحافة، مني المال وعليك تدبر الباقي”.
وكان رجل الاسمنت قد حدد أجورا “محترمة” للصحافيين، لكن صاحب الفتوحات الإعلامية اعترض قائلا ليعلن وفاءه “بثلث هذا المبلغ سأوظف لك صحافيين”. استغرب رجل “البيطون” أي “الخرسانة”، الأمر وقال “كنت أعتقد أن الجامعيين يشترطون مبالغ كبيرة..
هي قصة حقيقة وهناك العديد من القصص التي تروي الإهانات والمهازل التي يتعرض لها الصحافي ومهنة الصحافة بشكل عام. الصحافي بين مطرقة الدولة التي تؤكد أنها لا يمكن أن تفرض أي شيء على القطاع الخاص، والنضال الذي تمارسه، حتى الآن، هو فقط من أجل صحافيي القطاع العام، وبين سندان ملاك المؤسسات الإعلامية التي تستغل الإعلامي استغلالا فاحشا.
نحن في وقت يوظف فيه الصحافي بالمجان والمهزلة الكبرى الاستعانة بدعم الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب من أجل توظيف الصحافيين.. ودور أغلب ملاك الجرائد والمؤسسات الإعلامية هو تبييض الأموال و”تسويد” حياة الصحافيين.