يتوقف القلب كلياً عن العمل خلال العملية لساعات: دنيا الوطن في غرفة عمليات "القلب المفتوح" .. أسباب الإصابة بالمرض وطرق الوقاية .. شاهد الصور

يتوقف القلب كلياً عن العمل خلال العملية لساعات: دنيا الوطن في غرفة عمليات "القلب المفتوح" .. أسباب الإصابة بالمرض وطرق الوقاية .. شاهد الصور
غزة - دنيا الوطن-أسامة الكحلوت
تعتبر عملية القلب المفتوح من أصعب واخطر العمليات للإنسان ، فهي تعتمد على شل  عضلة القلب لإيقاف القلب عن العمل أثناء التدخل الجراحي عليه. لإجراء العملية ونقل مهام القلب والنبض و الرئة لجهاز ينوب عن القلب في استقبال وضخ الدم إلى الجسم .

وتنقسم عمليات القلب إلى قسمين مفتوح ومغلق، وتتم عملية القلب المفتوح باستخدام الدورة الدموية الصناعية( القلب والرئة الصناعية) لإجراء العملية خلال توقف القلب.

وتجرى أكثر هذه العمليات عند الأطفال والكبار ، حيث تمثل عند الأطفال التشوهات الخلقية منها البسيط (مثل تشوه ثقب بين الإذنين أو ثقب بين البطينين وضيق في الصمام الأورطى, ووجود وصلة شريانية بين الشريان الرئوي والشريان الأورطى )  و المعقد (مثل التشوه الرباعي، البطين الأوحد، انعكاس مكان الشرايين العظمى للقلب).

أما عند الكبار فأمراضهم معروفة مثل شرايين القلب وتحتل الدرجة الأولى وأمراض صمامات القلب، وأمراض عضلة القلب، والأورام ، أمراض غشاء التامور و الإصابات منها بأداة حادة أو صلبة أو إطلاق نار أو شظايا ناتجة عن انفجار .

وتحتل أمراض شرايين القلب  الدرجة الأولى وتسمى أمراض الطبقة المتعلمة بحسب عمل هذه الفئة بجلوسهم يوميا وبذل مجهود فكرى وليس عضلي ، و تعدى ذلك إلى الطبقة المتوسطة  والفقيرة بحملهم لهذه الأمراض وتحتل مرتبة عالية بمعاناتهم من انسداد الشرايين التاجية .

أمراض الصمامات:

 توجد في القلب أربع صمامات تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد و لا تسمح بالرجوع، فتصاب هذه الصمامات باعتلال فتكون على شكل تضيق أو ارتجاع لكل منها له أعراضه, كما يمكن أن يكون هناك اعتلال مزدوج أي تضيق  و ارتجاع في آن واحد. ومن المسببات لاعتلال الصمامات وهى في الدرجة الأولى الروماتيزم، الالتهابات البكتيرية و الفطرية و الفيروسية كذلك أمراض اعتلالية بسبب التقدم بالسن و الشيخوخة.

أمراض عضلة القلب:

 وتؤدى إلى ضعف شديد في عضلة القلب و عدم قدرتها على القيام بالوظيفة المطلوبة منها. نوع  يكون أولى أي السبب هو مرض غير معروف أدى إلى  ضعف العضلة القلبية و نوع ثانوي ناتج عن مرض معروف إما في صمامات أو شرايين القلب أو بعض التشوهات الخلقية للقلب.

أمراض غشاء القلب:

وهى عبارة عن التهابات في غشاء التامور المحيط بالقلب و ينتج عنة زيادة في السمك مع وجود سوائل أو دم أو صديد حول القلب و الذي يتطلب علاجه طبياً أو جراحياً.

أعراض أمراض القلب بصفة عامة:

آلام في الصدر عند بذل مجهود, حرقان أو اختناق أو ثقل في الصدر، لهثه، ضربات سريعة في القلب, عدم انتظام في دقات القلب. و أوضح الدكتور عبد الكريم مهنا استشاري جراحة القلب والأوعية الدموية ورئيس قسم جراحة القلب في مستشفى الشفاء أن عدد كبير من كبار السن يعانون من هذه الأعراض بعد بذل مجهود، وقال " عندما يراجعنا المريض نقوم بفحوصات رسم القلب وعمل تلفزيون للقلب، عمل قسطرة للشرايين و كذلك الفحوصات المخبرية. ويقوم الأطباء بشرح حالة المريض المرضية ونوع العملية وإمكانية اختفاء الأعراض و خطورة العملية و تختلف الخطورة من مريض لآخر. ويوضح الجراحون مدى نجاح العملية وخطورتها وعلى سبيل المثال إذا كانت 95 % نجاح  و 5% خطورة فكلمة خطورة هنا تعنى الوفاة.

تفاصيل العملية:

ويشرح د. مهنا بداية تفاصيل العملية قائلا " بعد إجراء تحاليل كاملة للدم وتلفزيون وتخطيط وأشعة يعرض المريض على اخصائى التخدير ، وبعد موافقة المريض يتم تحضيره للعملية ويتواجد في المستشفى  قبل العملية بيوم ويتم إدخاله إلى غرفة العمليات و تبدأ المرحلة الأولى وهى تخدير المريض و تحضيره للعملية. ثم تبدأ المرحلة الثانية وهى البدء بالجراحة وتتمثل في  فتحة في الصدر حيث يتم قص عظمة القص منتصف الصدر طوليا ويتم فتحها بجهاز معين يفتح الصدر طوليا" حوالي  15 سم إلى 20 سم و يوسع القفص الصدري بجهاز معين لنتمكن من الوصول إلى غشاء التامور المغلف للقلب حيث يتم فتحة للوصول إلى القلب ويظهر أمامنا القلب والشرايين الخارجة منه  ويتم معاينة المجال الجراحي".

ثم تبدأ مرحلة وصل الدورة الدموية الاصطناعية حيث يتم تحويل دم المريض كاملا" إلى جهاز معين أسمه القلب و الرئة الاصطناعية حيث هناك يتم أكسدة الدم وضخه للمريض أثناء توقف القلب. بعد وصل الدورة الدموية الاصطناعية و البدء باستخدامها و فصل الدورة الدموية الطبيعية. يتم توقيف القلب عن العمل بواسطة محلول معين وظيفته شل عضلة القلب وحمايتها أثناء توقف القلب لأجراء العملية المطلوبة إما تصليح أو زراعة صمام أو زراعة شريان تاجي أو إقفال ثقب داخل القلب.

وأشار إلى انه أثناء استخدام الدورة الدموية الاصطناعية تكون هناك معاير معينة مهمة للحفاظ على سلامة الأعضاء الحيوية للمريض من ضغط وحرارة و نسبة الهيموجلوبين وغازات الدم، حيث إن المريض في هذه المرحلة يعتمد كلياً على أشياء من صنع الإنسان و أي خلل في هذه المرحلة يمكن أن يؤدى إلى مضاعفات كبيرة. وبعد الانتهاء من العملية الجراحية الأساسية على القلب يتم أولا" عودة النبض و الحياة إلى القلب ويتم ذلك عن طريق البدء بتنشيط الدورة الدموية الطبيعية للمريض مع الاعتماد على الاصطناعية بشكل كلى و بمجرد دخول الدم للقلب و شرايينه التاجية يبدأ القلب بالخفقان في هذه المرحلة يتم التأكد من المعايير الأساسية مثل غازات الدم و الضغط والحرارة و عند التأكد من أنها في النسب الطبيعية تتم عملية الفطام من الدورة الدموية الاصطناعية، في هذه المرحلة المهمة تكون الدورتان الاصطناعية و الطبيعية تعملان معا" وتدريجيا" يتم الاستغناء عن الاصطناعية حتى يتمكن الجهاز الدوري للمريض بان يأخذ على عاتقه المهمة الأصلية وهى الدوران, من الممكن أن يتم ذلك بصورة ذاتية أو بمساعدة دوائية مثل الأدوية القابضة للشرايين و التي ترفع الضغط.

وبعد العملية يعتمد المريض على قلبه كلياً  ويتم تأمينه من أي نزيف دموي، و بعد ذلك تبدأ عملية إقفال المجال الجراحي هنا توضع أنابيب بلاستيكية حول القلب لتأمين خروج السوائل التي تفرز بعد العملية و كذلك لمراقبة أي نزيف محتمل من القلب بعد العملية، ويوضع سلكيين على الجدار الخارجي للقلب لاحتمالية استخدامهم بالعلاج الكهربائي بعد العملية الجراحية خاصة في أول 72 ساعة بعد العملية. وبعد هذه المرحلة تبدأ مرحلة إقفال القفص الصدري وذلك بواسطة أسلاك مصنوعة من ستانليس ستيل و عددها سلك لكل 10 كيلوجرام من وزن المريض، وبعد ذلك يتم إقفال الجرح الخارجي (النسيج الدهنى  بواسطة خيطان تذوب ذاتياً ) ومن ثم  (الجلد إما بواسطة غرز عادية أو سحرية أو دبابيس). وبعد ذلك يتم نقل المريض إلى العناية الفائقة لجراحة القلب وهو تحت التخدير الكلى و التنفس الأصطناعى،  حيث بالغالب خلال 4 – 6 ساعات يتم عملية الفطام أي رفع الأجهزة عن المريض بعد التأكد من عدم وجود نزيف دموي و إن المريض في كامل وعيه وغير معتمد على الأدوية الرافعة للضغط بشكل عالي.

وأضاف د.مهنا من الممكن أن يحتاج المريض لقلب مساعد  اسمه بالون أورطى يستخدم في حالات معينة بالإضافة للمواد القابضة للشرايين في حال ضعف عضلة القلب بعد الجراحة.

و قال د. مهنا أن عظمة القص تلتئم كليا" بعد 6-8 أسابيع و أن الأسلاك الموجودة تبقى مكانها وترفع فقط إذا كان هناك ألم من وجودها و ذلك بعد فترة لا تقل عن ثلاثة شهور إلى ستة شهور بعد العملية.

سبل الوقاية:

وأكد د. مهنا أن هناك عدة عوامل للوقاية من هذه الإمراض أهمها :  الحيطة والحذر منذ الصغر وليس بعد سن الـ40 وخاصة الذين يحملون جينات وراثية تحمل لهم أمراض القلب ، بعدم الإفراط في الأكل والدهنيات والسكريات والأكل حسب ما يحتاجه الجسم ، وممارسة الألعاب الرياضية و يتوجب على مرضى الضغط والسكري الحصول على العلاج المناسب منذ بداية  المرض لان ذلك هو احد أسباب ظهور مرض القلب وتدهور حالة المريض ، ويتوجب عن المريض الابتعاد عن العادات السيئة مثل  التدخين والمواد الملوثة للبيئة والغبار ومخلفات المصانع ، وتخفيف حدة السمنة عن طريق توازن الأكل وزيادة الحركة " و الابتعاد عن الانفعالات النفسية. إن أمراض الشرايين تصيب أشخاص من هم فوق  سن 50 ولكن في الآونة الأخيرة بدأت تصيب أشخاص من هم فوق سن الـ30 . وتقدر نسبة نجاح عمليات القلب المفتوح تتراوح بين 90 إلى 98 %  وهناك نسب اقل من ذلك حسب نوع وحجم العملية ووضع المريض.

 وتتراوح العملية من ساعتين حتى 6 ساعات ويكون الطبيب الجراح ضمن فريق مكون من الجراح ومساعدين اثنين  و اختصاصي التخير ومساعده  و اختصاصي التروية الدموية و مساعده ومجموعة ممرضين مختصين بالعمليات الجراحية.

و قال د.مهنا أن عمليات القلب لها مضاعفات مثل أية عملية جراحية هي:  نزيف دموي ناتج عن التدخل الجراحي، جلطة قلبية أثناء العملية الجراحية في أي مرحلة من مراحلها، هبوط حاد في الدورة الدموية مع ضعف شديد في عضلة القلب بعد العملية،  خلل في النظام الكهربائي للقلب، تسمم دموي   التهابات الجروح ومضاعفات العملية نفسها ، جلطة دماغية تؤدى إلى شلل نصفى أو كلى أو جزئي، فشل كلوي... وبعض المضاعفات النادرة الحدوث. جميع المضاعفات يتم التعامل معها حسب البروتوكول الجراحي لكل حالة على حدة وممكن إن يتم السيطرة عليها ويمكن أن لا يتم الاستجابة للعلاج وعدم السيطرة عليها وهى التي تؤدى إلى الوفاة و كذلك الإعاقة.