تفجيرات مصر

تفجيرات مصر
كتب غازي مرتجى
استيقظ المصريون يوم الجمعة على سلسلة تفجيرات عنيفة هزّت مواقع أمنية ومدنيةحيوية  حسّاسة بالتقدير العسكري , حصدت تلك التفجيرات عشرات الجرحى والشهداء وهدفها كان واضحاً بالمكان لا بعدد القتلى والجرحى .

الأجهزة  الأمنية المصرية عليها أن تتعامل بحكمة وبتروّي مع تلك التفجيرات وليس بردّات فعل "معاندة" قد تحصد المزيد من التفجيرات وردّات الفعل العشوائية الإرهابية ..

"تطهير الإرهاب" يجب أن يكون ضمن خطة محكمة يُشارك بصياغة أهدافها وأساليبها فضلاً عن الأجهزة الأمنية الجهات الدينية والاجتماعية والأهلية , فهذا النوع من الإرهاب ممسوح العقول والقلوب لا يمكن مقارعته فقط بالقتل أو بحملات أمنية ..

لا تتركوا مصر تتحوّل إلى عراق ثانٍ , فأسلوب التفجيرات لم يكن كسابقتها في التسعينات حيث تصاعدت موجة الإرهاب لكنها استهدفت في حينها السُيّاح لكنها في المرة تستهدف المصريين المدنيين ولا تُفرّق بين شرائح المجتمع المصري وتوجهاته الفكرية أو الدينية ..

على الجهات المصرية أن تتروّى في أسلوب دفاعها عن كينونة "مصر" وتاريخها , وعليها عدم تأخير أي من خططها التي نصّت عليها خارطة الطريق .

"الإرهاب لا دين له" ولا ضمير حتى , وتذكّروا معي الفيديو الذي نُشر عبر وسائل الإعلام لمجموعة من منزوعي القلوب والعقول وهم يطلقون النار على مرضى مستشفى عسكري في اليمن وكيف قتلوا كل من في المستشفى .. وخرج بعدها معتذراً أحد قادة "القاعدة" بكل سفاهة .. ولأن "الفيديو المذكور" أثار غضباً يومها اعتذرت القاعدة , وعشرات العمليات الانتحارية والتفجيرية تحتاج لاعتذار القاعدة هذا لو كان هناك تسجيل فيديو ! 

التفجيرات الأخيرة لا تستهدف المدنيين بقدر ما تستهدف المس بهيبة الدولة المصرية وتضرب مليون عصفور بحجر واحد .. وستفشل بالتأكيد .

في بيان "بيت المقدس" الاستفزازي , جعلوا إغلاق أنفاق غزّة سبباً ومعبر رفح وحصار غزة ضمن أهداف عملياتهم الحقيرة , لا يعلمون أنّ كل غزّة بلا استثناء ترفض أي أعمال تفجيرية أو انتحارية بدءاً في العراق أو لبنان وليبيا ومؤخراً مصر .. وجميعهم وعلى لسان واحد يؤكدّون أن "تل أبيب" أقرب من القاهرة .

لك الله يا مصر الكنانة ..