حرب غزّة

حرب غزّة
كتب غازي مرتجى
(1)
السؤال الذي يتردد في الآونة الأخيرة .. هل اقتربت حرب غزة ؟ وما هي خيارات حركة حماس في حال استمرار حالة الخنق الشديد البطيء المُستخدمة منذ عزل مرسي مؤخراً ؟ .

حركة حماس تعيش أزمة خانقة , ولديها خيارات محدودة , تعرضت سابقاً لذات السيناريو بعد أحداث الإنقسام لكن الظروف الدولية والإقليمية ساعدتها في حينها وتمكنّت من الخروج من أزمتها في ذلك الوقت بأقل الخسائر الممكنة .

الآن , "مصر" تهدد حماس والدعاية الإعلامية المصرية الموجهة ضد غزة بشكل عام وليس ضد حماس فقط ليست عابرة أو "تفريغ كبت" أو حتى كما يحاول البعض التخفيف منها بوصفها نقل لحالة عدم الاستقرار في مصر لـ"شماعة غزة" لإلهاء الرأي العام .. لا بل هو مخطط يحتوي على ما يحتوي من تفاصيل مؤلمة للفلسطينيين بشكل عام ولغزة بشكل أخص .. والخاسر الوحيد هي "مصر" !

"إسرائيل" أيضاً تحاول اللعب على وتر عدم الاستقرار العربي لإنهاء "المقاومة" مرّة وإلى الأبد , فإسرائيل تعلم جيداً أنّ "مصر" لن تقف مع غزة , والأردن كذلك وسوريا أيضاً .. بل غالباً ستقف ضد غزّة .

"حماس" من جهتها تعلم يقيناً أن أي حرب قادمة لن تكون "نزهة" بل ستكون أصعب من الحربين الأخيرتين .. و"الاحتلال" يعلم يقيناً أن المعركة القادمة لن تكون سهلة أيضاً .. لا نُبالغ هنا بقدرات المقاومة الفلسطينية لكن دوماً الرهان على "حرب الشوارع" فهي الحاسمة في أي معركة كانت .. لكن في حال انتهت كل المؤشرات إلى هذا الحل فعندها تكون "حماس" قد وصلت إلى نقطة "علي وعلى أعدائي" وهو الأسلوب الذي تحاول حركة حماس تلافيه في المرحلة الحالية بحسب التصريحات والوقائع على الأرض , هذا الخيار لن يبدأ إلا في حال استمرار الاستفزازات الإسرائيلية , او اتخاذ اسرائيل قرار الحرب لأهدافها وبدعم عالمي وإقليمي لم يحدث مسبقاً .

أتوقّع أن يكون النصف الأول من العام الحالي غاية في الصعوبة على غزّة , وأكاد أجزم أن إسرائيل لن تُفوّت الفرصة وستستغل انشغال "العرب" بأحداثهم ومصائبهم والشحن العكسي للرأي العام العربي لتبدأ معركة لطالما انتظرتها .

"حماس" تملك من البراغماتية  ما يمكنها من محاولة "لملمة" الانفجار القادم والتخفيف من آثاره , لكن الجميع مؤمن أنّ استمرار الأوضاع في غزة على حالها واستمرار الأزمة الخانقة التي تمر بها حركة حماس لن تزيد عن أشهر أو أسابيع  .. 

الحل الأسلم هو "المصالحة الفلسطينية" لتجنيب الشعب الفلسطيني ما يُحاك له من مؤامرة , على الرغم من يقيني أنّ إسرائيل لن تسمح بحال من الأحوال وبأي أسلوب كان انجاز مصالحة فلسطينية داخلية بذات الأحوال وتوزيع القوى الموجود على الساحة الآن .

(2)

كنت قد وصفت العام 2013 على صعيد دنيا الوطن بعام الإنجازات , وتحدثت سابقاً عن تصنيف معهد متخصص في جامعة أوكسفورد لدنيا الوطن كأكثر المواقع زيارة في فلسطين , وسردت في حينها تفاصيل علمنا بهذا التصنيف وكان صُدفة لا أكثر ..

قبل يومين أرسل أحدهم نتائج لاستطلاع رأي ودراسة أقامتها لجنة متخصصة في لندن وبمشاركة من أساتذة جامعات , وفي الدراسة المُرسلة كانت دنيا الوطن قد احتلت المركز الثالث بحسب التقييم الوصفي والكمّي لمدى تأثر الرأي العام بها واستند معد الدراسة على سؤال عن الموقع الذي يتم تصفحه فور تشغيل جهاز الحاسوب فكانت دنيا الوطن .
الدراسة التي أعدها مجموعة من الأساتذة خلُصلت إلى أنّ من يُدير دنيا الوطن يؤثربنسبة 78 %  على الرأي العام من المُستطلعة آرائهم , وبالمناسبة هذا أسلوب علمي وليس "شخصي" .. من يُدير دنيا الوطن الزميل عبدالله عيسى لم يكن يوماً "وليد الإنترنت" , بل وبحسب "السي في" المختصر الذي أعرفه على الرغم من قربي الشديد منه , فقد عمل في جامعة الدول العربية وكتب في أكبر الصحف العربية وله من الدراسات والمؤلفات ما قد لا يستطيع فهمه "غلمان الفيسبوك" .

للتشبيه فعندما تقول أن الواشنطن بوست هي الصحيفة الأكثر تأثيراً في الرأي العام الأمريكي فمن البديهي ان تقول أن من يتحكّم بسياسة النشر والإدارة بالصحيفة كان شخصاً أو مجموعة أو لوبي .. هم من يتحكمّون بالرأي العام .. على الرغم من بُعد "التشبيه" عملياً عن "دنيا الوطن" فسياسة نشرنا وتحريرنا تنبع من القاريء وحده وفي أحيان كثيرة نخلق العداوات والخصومات فقط لانحيازنا لإرادة مواطن بسيط !

شهادتي ستكون مجروحة بشخص "عبدالله عيسى" فليس من حقي تقييمه , فإنجازاته ومثابرته وتاريخه لم يشفع عند البعض بنشر خبر استطلاع أجراه مجموعة متخصصة بالخارج لا نعرفهم بالأصل ! , وكأنّ أخبار إنجازات دنيا الوطن يجب أن تكون ممنوعة من النشر حتى في دنيا الوطن !.

حقيقة .. في أسبوعي "الاستفتاء" الأخير تلقيت بعض الآراء السلبية ممن يعتبرون أنفسهم "زملاء" في المهنة .. فـ"الحقيقة" هنا تكمن في أنّك زميلي في حال كنت في ذات "مكاني" أو  أقل .. لكن في حال تميّزت عن الآخر تُصبح في ليلة وضحاها أحد أهم الأعداء وفجأة تكتشف "الحقيقة المُرّة" !

سفينة دنيا الوطن , انطلقت , وبمشيئة الرب تسير .. لم يأت التميّز من فراغ ولم يكُن يوماً بـ"الصدفة" بل جاء بعد "معارك" لم ولن تنتهي لأننا صوت المواطن .. ومن يُكرّم دنيا الوطن ويُنزلها مكانتها هم قراؤنا الذين نعتز بهم دوماً وأبداً ولم ولن نخذلهم بل سنستمر ولن يُثنينا هذيان نكرة أياً كان ..