الشعبية في غزة تكرم أعضاء اللجنة المركزية والرقابة الذين تخلوا عن مواقعهم القيادية طوعاً

الشعبية في غزة تكرم أعضاء اللجنة المركزية والرقابة الذين تخلوا عن مواقعهم القيادية طوعاً
رام الله - دنيا الوطن
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صباح اليوم بمدينة غزة حفل تكريم لأعضاء اللجنة المركزية العامة والرقابة المركزية الذين تخلوا طوعاً عن مواقعهم القيادية في الجبهة في إطار عملية التجديد، وتجسيداً لقناعات تجربتهم النضالية الغنية.

وحضر الحفل قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وشخصيات وطنية واعتبارية.

وافتتحت الحفل الرفيقة سامية الزبيدي، داعية الحضور للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عزف السلام الوطني الفلسطيني.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين د.رباح مهنا كلمة أشاد فيه بالرفاق الذين تخلوا عن مواقعهم القيادية، مشيراً أنهم شكّلوا نموذجاً يحتذى به، لافتاً أن هذا الأسلوب مارسه العديد من القيادات في تاريخ الجبهة، فقد تخلّى الرفيق المؤسس الأمين العام جورج حبش عن موقعه القيادي في المؤتمر الوطني السادس وبقي عضواً ملتزماً ومنضبطاً يؤدي مهامه الوطنية والقومية علي أكمل وجه.

وأضاف بأن ما قام به الرفيق المؤسس لم يكن هو النموذج الوحيد، فقد سبقه وتلاه عدد من الرفاق، حيث تخلوا عن مواقعهم القيادية مع التزامهم بالجبهة، ومنهم علي سبيل المثال الرفاق أبو ماهر اليماني، صلاح صلاح، فتحي البواب وغيرهم.

وأكد د.مهنا بأن العضوية الحزبية والقيام بالمهام النضالية لا ترتبط بهذا الموقع أو ذاك، وأن الرفاق القياديين أكدوا أنهم ما زالوا أعضاء حزبيين سيمارسون دورهم في خدمة الوطن والجبهة ومشروعها الوطني التحرري والمجتمعي الديمقراطي، وأبدوا استعداداً عالياً لتنفيذ أي مهمات يكلفوا بها في هذا المجال.

ولفت د.مهنا إلى أن تكريمنا لرفاقنا الذين تركوا الهيئات القيادية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محط فخر واعتزاز لرفاق كانوا ومازالوا قادة، نستفيد من خبراتهم وتراثهم النضالي وآرائهم السديدة ومواقفهم الصلبة.

وشدد على أن هذا السلوك الديمقراطي الحضاري يؤكد أن هكذا خطوات لا تعكس فقط الزهد في المناصب والتواضع والتأكيد علي أن العضو في الحزب الثوري لا يربط نشاطه وفعله بموقعه القيادي، بل يربط ذلك بالقيام بكل المهمات الثورية التي تُطلب منه أينما كان موقعه، وكذلك أرادوا إفساح المجال لقيادات جديدة لتنخرط في عضوية اللجنة المركزية العامة ولجنة الرقابة المركزية، وهو ما أدي إلي وجود نسبة تجديد عالية، حيث بلغت في اللجنة المركزية العامة حوالي 70%.

وفي الموضوع السياسي، أكد د. مهنا على أن مواجهة خطة كيري التي تخدم الأهداف الإسرائيلية تستوجب ممارسة ضغط شعبي كبير ومستمر لوقف المفاوضات العبثية والضارة، والعودة بملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها التي تؤكد على حق شعبنا بالدولة والعودة وتقرير المصير.

وأكد على أن هذه التحديات الكبيرة تستوجب ضرورة العمل الجدي لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وذلك يتحقق من خلال عدة خطوات من أهمها تفعيل وانتظام اجتماعات الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لإنجاز برنامج إجماع وطني والتحضير لانتخابات مجلس وطني في الوطن والشتات والإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة، وتشكيل حكومة توافق وطني، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال ستة أشهر من تشكيل الحكومة، وإيقاف كل الممارسات القمعية ضد أبناء شعبنا سواء كان ذلك في الضفة أو في قطاع غزة.

وفي هذا السياق دعا د.مهنا الأخوة في حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة لتنفيذ خطوات جدية لتفعيل المجتمع بهدف تعزيز صمود أبناء شعبنا لمواصلة معركة الحرية والاستقلال، وهي إجراء انتخابات بلدية بالتمثيل النسبي الكامل بإشراف لجنة الانتخابات المركزية، وإجراء انتخابات طلابية في كل الجامعات بالتمثيل النسبي الكامل بمشاركة وإشراف كل الكتل الطلابية، وإجراء انتخابات نقابية في كل النقابات بالتمثيل النسبي الكامل بمشاركة وإشراف كل الكتل النقابية.

وفي ختام كلمته، جدد افتخاره بهؤلاء الرفاق، مؤكداً أن تجربتهم ستكون مفيدة لنا، وأن عطائهم سيستمر في خدمة الحزب والوطن.

بدوره، عبرّ القيادي الجبهاوي الكبير الرفيق يونس الجرو باسم الرفاق القياديين الذين تخلوا عن الهيئات القيادية عن شكره وتقديره للشعب الفلسطيني الذي احتضن كل فصائل العمل الوطني والإسلامي، وقدّم عظيم التضحيات من قيادات تاريخية
وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى.

وأكد الرفيق الجرو بأن التخلي عن مراكز القيادة داخل الجبهة ليس جديداً فقد سبق أن رسخ ذلك الرفيق الحكيم المؤسس، مشيراً أن هذه المرة قد تخلى عدد كبير من القيادات المؤثرة وتركت المراكز القيادية الأولى، وهو فرصة لتجديد الدماء وتعزيز روح الديمقراطية.

وأوضح الجرو بأن العمق العربي والقومي هو الأساس في مواجهة الاحتلال الصهيوني وحلفائه من الامبريالية العالمية، داعياً القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية للتوحد جميعاً وفق برنامج سياسي وطني متوافق عليه.

كما أكد على أن التجربة النضالية الفلسطينية والعربية أكدت على ضرورة نبذ الخلافات والصراعات بين القوى الوطنية والإسلامية والتوحد ضمن رؤية وآلية أو برنامج لتحقيق الأهداف المطلوبة.

وشدد على أهمية وحدة العمل للقوى الديمقراطية الفلسطينية، داعياً للتخلص من النرجسية والانتهازية لبعض القيادات والتي تعرقل هذه الوحدة.

وتخلل الحفل فقرات من الفولوكلور الشعبي والدبكة الشعبية لفرقة العصرية، نالت حماسة الجمهور.

وفي ختام الحفل كرمت لجنة تكونت من أعضاء المكتب السياسي في الجبهة الرفاق ( د.مريم أبو دقة، د.رباح مهنا، غازي الصوراني، كايد الغول، جميل مزهر ) بالإضافة لقيادات الفصائل الفلسطينية، الرفاق القياديين الذين تخلوا عن مناصبهم القيادية طوعاً وهم الرفاق ( يونس الجرو، عبد العزيز أبو القرايا، جميل المجدلاوي، أحمد حنيدق ( أبو فادي)، جلال عزيزة، أحمد دلول، أبو علي ناصر، أبو بيسان الصليبي، يحيى الغلبان، عبد الرؤوف الطلاع، كارم نشوان).