مصالحة .. أم مسلسل تركي ؟

مصالحة .. أم مسلسل تركي ؟
كتب غازي مرتجى
وكأنّ الشعب الفلسطيني اعتاد على "إبر البنج" التي يحقنه بها قادته , فمنذ أسبوع وأجواء المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس وتسريبات التقارب بين الطرفين في أشدها , فلا يزال هنية يقدّم القرابين لحركة فتح ليل نهار فيما تعتبرها حركة فتح مناورة على الرغم من موافقة الرئيس على إنهاء الإنقسام فوراً في خطابه الأخير .

قصة "الراعي والذئب" حاضرة في حكايات المصالحة , ووصفها النشطاء بـ"المسلسل التركي" الذي لا ينتهي إلا بمقتل كافة أبطال المسلسل أو موت المشاهدين ! .

حماس الآن في أشد الأوقات للمصالحة , وكذلك حركة فتح .. فحماس أمست وحدها بعد أن كانت مؤخراً صاحبة الكلمة في الإقليم , وفتح تمر بمنخفض المفاوضات دون "آمبريلا" تحميها من الانتقادات المتوقعة أو "الافتكاسات" الناجمة عن تعنّت اليمين الإسرائيلي وصراع اللوبي اليهودي مع الإدارة الأمريكية صاحبة الكلمة العُليا في المفاوضات .

أعتقد أن الحديث عن المصالحة في الوقت الحالي لم يأت من فراغ , والحديث الجانبي الذي يدور عن قرب التوصل لاتفاق سلام لم يكن صدفة  , "المفاوضات والمصالحة" التقيا مؤخراً .. وما يجري النقاش حوله لا يقتصر على "موظفون وأجهزة أمنية ومصالحة مجتمعية" بل أكبر من ذلك وأعمق .. والأيام القادمة ستكشف ما إن كان الحديث زوبعة أم حقيقة !