الطوائف المسيحية في "اسرائيل".. قلة قليلة يعانون من الاندماج بين اليهود والفلسطينيين ويرغبون بالانضمام للجيش الاسرائيلي

رام الله - دنيا الوطن
من ينظر من الخارج ويرَ الصلبان، السقوف المذهبة والأجراس التي تزيّن سماء إسرائيل، سيصعب عليه أن يصدّق أنّ السكان المسيحيين يشكّلون مجرّد 2 في المئة من عدد سكّان إسرائيل (مقابل 75% يهود، 16.5% مسلمين، 1.7% دروز، فيما لم تُذكَر ديانة الباقين).
من ينظر من الخارج ويرَ الصلبان، السقوف المذهبة والأجراس التي تزيّن سماء إسرائيل، سيصعب عليه أن يصدّق أنّ السكان المسيحيين يشكّلون مجرّد 2 في المئة من عدد سكّان إسرائيل (مقابل 75% يهود، 16.5% مسلمين، 1.7% دروز، فيما لم تُذكَر ديانة الباقين).
في سنة 2013، وفق معطيات الناطق باسم الكاثوليك في البلاد، ثمة نحو 158،000 "مسيحي" في إسرائيل، من بينهم نحو 80% "عرب مسيحيون"، والباقون هم بشكل أساسيّ مهاجرون من الاتّحاد السوفياتي (ذوو جذور مختلطة مسيحية - يهودية)، قسم منهم مهاجرون من أجل العمل أو أعضاء طاقم كنسيّ ثابت، وقسم آخر من مجموعات عرقية غير عربية (كالأرمن).
ووفق تقرير نشرته صحيفة المصدر فان بداية المسيحية في "اسرائيل" تعود إلى فترة حياة وخدمة يسوع المسيح. وبعد موته، أنشأ أتباعه أول جماعة مسيحية في التاريخ في القدس وقربها.
مع الوقت، انتشر "المسيحيون" في كل أنحاء البلاد، مع ازدياد (في الفترة الرومانية المتأخرة) وانخفاض (في الفترة الإسلامية). لكن على مرّ السنين، بقيت "نواة مسيحيّة" في إسرائيل، وهي تتركز في القرون الأخيرة في ثلاث بؤر رئيسية: القدس، الناصرة، وحيفا.
وحسب الاحصائيات فان 71% من المسيحيين العرب يعيشون في لواء الشمال، 13% في لواء حيفا، و9.5% في لواء القدس. أمّا "المسيحيون غير العرب" فيتوزعون على المحافَظات المختلفة أمّا التجمعات الأكبر للمسيحيين غير العرب فهي في المدن الكبرى الثلاث - حيفا، القدس، وتل أبيب.
رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريس يحتفل عيد الميلاد مع أولاد مسيحيين ومطران مدينة حيفا (Mark Neyman/GPO)
مهمّون رغم قلّة عددهم
رغم نسبتهم القليلة بين السكّان، فإنّ حضور السكان المسيحيين في إسرائيل ملحوظ خاصة في اعيادهم ففي كانون الأول يحتفلون بعيد الميلاد. ويتدفق آلاف الإسرائيليين على مناسبات "عيد الأعياد" في حيفا مشارِكين في الاحتفالات المسيحية.
كذلك يجري الاحتفال بأعياد أخرى مثل "عيد الشُّكر" و"عيد الفصح" في إسرائيل، فتتحوّل الكنائس المتعددة في البلاد، التي يؤمها السياح، إلى مراكز حجّ للزوار من العالم المسيحي.
ومن أبرز الكنائس كنيسة البشارة في الناصرة، كنيسة المهد في بيت لحم و كنيسة القيامة
عالم مصغَّر للحجّ
وفي اعيادهم وموسم حجهم تعجّ المدينة القديمة في القدس، بالسيّاح والحجّاج، والسوق فيها ملأى بالتذكارات المسيحية المتربطة بالموسم مثل قلادات الصليب الفضيّة، تماثيل للمسيح مصلوبًا منقوشة على خشب زيتون، قابضات مفاتيح للمسيح طفلًا، سبحات صلاة، وغيرها.
ويقع الحي المسيحي في القدس محاطا بع حي يهودي وآخر اسلامي يحتفظ بمفاتيح الكنيسة الأقدس في العالم المسيحي، اما السلطات اليهودية مسؤولة عن كل شيء آخر.
وفي الحديث عن الوضع الداخلي بين الطوائف المسيحية في اسرائيل فهي تنقسم إلى أربع فئات أساسية: الأرثوذكس (مثل كنيستَي الروم الأرثوذكس والروس الأرثوذكس)، الأرثوذكس الشرقيين (مثل الكنائس الأرمنية، القبطية، الإثيوبية، والسريانية)، الكاثوليك الرومان (اللاتين والشرقيين - الروم الملكيين الكاثوليك)، والبروتستانت.
تضمّ هذه الطوائف نحو 20 كنيسة قديمة ومحلية ونحو 30 مجموعة أو تيّارًا آخر، معظمها بروتستانتي.
هويّة معقّدة
يرى "المسيحيون" أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، حتى إنّ موضوع تجنّد العرب المسيحيين للجيش الإسرائيلي طُرح مؤخرًا.
ويشير التقرير أن نسبة الشبّان الذين يتجندون للجيش من الطوائف المسيحية هي في ازدياد في السنوات الماضية
في مجال التجنيد تحظى الطوائف المسيحية بدعم بنيامين نتنياهو، الذي أوعز أخيرًا بإقامة "منتدى لتجنيد المسيحيين إلى الجيش الإسرائيلي"والخدمة الوطنية، بالتنسيق مع زعماء الطوائف الذي قالوا: "نرى أنفسنا مواطنين متساوي الحقوق - وكذلك الواجبات". فيما عارض أعضاء الكنيست العرب في إسرائيل المبادرة بشدّة.
وكشف بحث أُجري في جامعة بن غوريون فحص العلاقات بين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين في إسرائيل وفي الضفة الغربية النقاب عن نتائج بخصوص شعور "المسيحيين" بالانتماء فهم يميلون الى المنافسة اكثر من الاندماج
وحسب البحث: "في الضفة الغربية وإسرائيل على حدٍّ سواء، مال المسيحيون، أكثر من المسلمين، إلى الحفاظ على روايتهم ورفض رواية الطرف الآخر. وقد بلوروا أفكارًا نمطية سلبية أكثر عن مجموعة "الآخر" (الطوائف المسيحية في إسرائيل عن الفلسطينيين، وفي الضفة عن الإسرائيليين) ومالوا أكثر إلى المنافسة، وأقلّ إلى الاندماج".
وكان الاستنتاج الأساسي للبحث أنّ "الحاجة إلى الشعور الانتماء والتكتّل الداخلي هي حيوية، ويُبذَل جهد أكبر لفعل ذلك حين تشعر المجموعة بالخطر، ما يجعلها تنفرز عن المجموعات "الأخرى
الوجه نحو الغرب
كشف التقرير أن العرب المسيحيون منفتحين على الغرب وحياتهم تشبه الدول الأوروبية أكثر من دول الشرق الاوسط
ويُعدّ جيل الزواج بين عرب إسرائيل من أبناء الطوائف المسيحية الأعلى في الدولة (أكثر حتى من اليهود)، ومعدل الأبناء في الأسرة هو اثنان فقط (وفق بيانات دائرة الإحصاء المركزية).
ويكشف الفحص على مرّ السنين أنّ العرب المسيحيين لديهم نسب نجاح أعلى في البجروت، مقارنةً بالمسلمين والدروز، وكذلك مقارنةً بطلاب المدارس العبرية عامّةً، كما أنّ نسبة الذين يتابعون دراستهم الأكاديمية هي من أعلى النسب في البلاد.
مع ذلك، فإنّ اندماجهم في المجتمَع بعيد عن المثالية، ولا يزالون يعانون من تمييز طائفي ومن تعابير عنصرية من باقي سكان "إسرائيل".





ووفق تقرير نشرته صحيفة المصدر فان بداية المسيحية في "اسرائيل" تعود إلى فترة حياة وخدمة يسوع المسيح. وبعد موته، أنشأ أتباعه أول جماعة مسيحية في التاريخ في القدس وقربها.
مع الوقت، انتشر "المسيحيون" في كل أنحاء البلاد، مع ازدياد (في الفترة الرومانية المتأخرة) وانخفاض (في الفترة الإسلامية). لكن على مرّ السنين، بقيت "نواة مسيحيّة" في إسرائيل، وهي تتركز في القرون الأخيرة في ثلاث بؤر رئيسية: القدس، الناصرة، وحيفا.
وحسب الاحصائيات فان 71% من المسيحيين العرب يعيشون في لواء الشمال، 13% في لواء حيفا، و9.5% في لواء القدس. أمّا "المسيحيون غير العرب" فيتوزعون على المحافَظات المختلفة أمّا التجمعات الأكبر للمسيحيين غير العرب فهي في المدن الكبرى الثلاث - حيفا، القدس، وتل أبيب.
رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريس يحتفل عيد الميلاد مع أولاد مسيحيين ومطران مدينة حيفا (Mark Neyman/GPO)
مهمّون رغم قلّة عددهم
رغم نسبتهم القليلة بين السكّان، فإنّ حضور السكان المسيحيين في إسرائيل ملحوظ خاصة في اعيادهم ففي كانون الأول يحتفلون بعيد الميلاد. ويتدفق آلاف الإسرائيليين على مناسبات "عيد الأعياد" في حيفا مشارِكين في الاحتفالات المسيحية.
كذلك يجري الاحتفال بأعياد أخرى مثل "عيد الشُّكر" و"عيد الفصح" في إسرائيل، فتتحوّل الكنائس المتعددة في البلاد، التي يؤمها السياح، إلى مراكز حجّ للزوار من العالم المسيحي.
ومن أبرز الكنائس كنيسة البشارة في الناصرة، كنيسة المهد في بيت لحم و كنيسة القيامة
عالم مصغَّر للحجّ
وفي اعيادهم وموسم حجهم تعجّ المدينة القديمة في القدس، بالسيّاح والحجّاج، والسوق فيها ملأى بالتذكارات المسيحية المتربطة بالموسم مثل قلادات الصليب الفضيّة، تماثيل للمسيح مصلوبًا منقوشة على خشب زيتون، قابضات مفاتيح للمسيح طفلًا، سبحات صلاة، وغيرها.
ويقع الحي المسيحي في القدس محاطا بع حي يهودي وآخر اسلامي يحتفظ بمفاتيح الكنيسة الأقدس في العالم المسيحي، اما السلطات اليهودية مسؤولة عن كل شيء آخر.
وفي الحديث عن الوضع الداخلي بين الطوائف المسيحية في اسرائيل فهي تنقسم إلى أربع فئات أساسية: الأرثوذكس (مثل كنيستَي الروم الأرثوذكس والروس الأرثوذكس)، الأرثوذكس الشرقيين (مثل الكنائس الأرمنية، القبطية، الإثيوبية، والسريانية)، الكاثوليك الرومان (اللاتين والشرقيين - الروم الملكيين الكاثوليك)، والبروتستانت.
تضمّ هذه الطوائف نحو 20 كنيسة قديمة ومحلية ونحو 30 مجموعة أو تيّارًا آخر، معظمها بروتستانتي.
هويّة معقّدة
يرى "المسيحيون" أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، حتى إنّ موضوع تجنّد العرب المسيحيين للجيش الإسرائيلي طُرح مؤخرًا.
ويشير التقرير أن نسبة الشبّان الذين يتجندون للجيش من الطوائف المسيحية هي في ازدياد في السنوات الماضية
في مجال التجنيد تحظى الطوائف المسيحية بدعم بنيامين نتنياهو، الذي أوعز أخيرًا بإقامة "منتدى لتجنيد المسيحيين إلى الجيش الإسرائيلي"والخدمة الوطنية، بالتنسيق مع زعماء الطوائف الذي قالوا: "نرى أنفسنا مواطنين متساوي الحقوق - وكذلك الواجبات". فيما عارض أعضاء الكنيست العرب في إسرائيل المبادرة بشدّة.
وكشف بحث أُجري في جامعة بن غوريون فحص العلاقات بين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين في إسرائيل وفي الضفة الغربية النقاب عن نتائج بخصوص شعور "المسيحيين" بالانتماء فهم يميلون الى المنافسة اكثر من الاندماج
وحسب البحث: "في الضفة الغربية وإسرائيل على حدٍّ سواء، مال المسيحيون، أكثر من المسلمين، إلى الحفاظ على روايتهم ورفض رواية الطرف الآخر. وقد بلوروا أفكارًا نمطية سلبية أكثر عن مجموعة "الآخر" (الطوائف المسيحية في إسرائيل عن الفلسطينيين، وفي الضفة عن الإسرائيليين) ومالوا أكثر إلى المنافسة، وأقلّ إلى الاندماج".
وكان الاستنتاج الأساسي للبحث أنّ "الحاجة إلى الشعور الانتماء والتكتّل الداخلي هي حيوية، ويُبذَل جهد أكبر لفعل ذلك حين تشعر المجموعة بالخطر، ما يجعلها تنفرز عن المجموعات "الأخرى
الوجه نحو الغرب
كشف التقرير أن العرب المسيحيون منفتحين على الغرب وحياتهم تشبه الدول الأوروبية أكثر من دول الشرق الاوسط
ويُعدّ جيل الزواج بين عرب إسرائيل من أبناء الطوائف المسيحية الأعلى في الدولة (أكثر حتى من اليهود)، ومعدل الأبناء في الأسرة هو اثنان فقط (وفق بيانات دائرة الإحصاء المركزية).
ويكشف الفحص على مرّ السنين أنّ العرب المسيحيين لديهم نسب نجاح أعلى في البجروت، مقارنةً بالمسلمين والدروز، وكذلك مقارنةً بطلاب المدارس العبرية عامّةً، كما أنّ نسبة الذين يتابعون دراستهم الأكاديمية هي من أعلى النسب في البلاد.
مع ذلك، فإنّ اندماجهم في المجتمَع بعيد عن المثالية، ولا يزالون يعانون من تمييز طائفي ومن تعابير عنصرية من باقي سكان "إسرائيل".





التعليقات