ماذا لو استخرجنا غاز غزة وبترول الضفة ؟

ماذا لو استخرجنا غاز غزة وبترول الضفة ؟
كتب غازي مرتجى
كل شهر تقريباً يُنشر خبر عن "الغاز" الموجود على سواحل غزة , وآبار البترول التي دُفنت أسفل وخلف الجدار الفاصل بالضفة , ما إن يُنشر الخبر إلا وتتناقله كافة وسائل الإعلام ويمتليء الفيسبوك عن بكرة أبيه سباً ولعناً بالإحتلال تارة .. وأخرى بطرفي الإنقسام .

أصبحت على يقين "منقوص قليلاً" أنّ هذا الخبر "المكرّر" والتصريحات على أعلى مستوى بتحوّلنا إلى دولة نفطية قريباً ما هي إلاّ "إبر بنج" من النوع الأصلي .. وليست "صينية المنشأ" !

جميعنا نبدأ برسم الخيالات والأوهام .. لكن أكاد أجزم أنّ أهل غزة أصبحت أحلامهم مقتصرة على "دوام الحال الطبيعي " .. فمثلاً لو تمكّنا من استخراج الغاز الطبيعي فأقصى أحلام الغزّي أن يتمكّن من الحصول على "أنبوبة الغاز" الخاصة به بعد يومين فقط من تسليمها للموزّع ! 

لو تمكّنا من استخراج البترول والغاز .. سيضمن الغزّي ثبات جدول "قطع ووصل الكهرباء" .. فأقصى ما يتمنى المواطن هنا أن يرى "الكهرباء" لـ 8 ساعات متواصلة .. وبعد استخراج الغاز والبترول -إن شاء الله- يتمنّى المواطن الغزّي منحه يوماً مفتوحاً في الكهرباء بعد تثبيت جدول القطع !

لو تمكّنا من امتلاك "آبار النفط" سيتحوّل الفسدة من "مصاصّي دماء الشعب" إلى "مصّاصي آبار الغاز والبترول" .. تطوّر استراتيجي وترقية لا مثيل لها .

لو تمكّنا من الحصول على الموافقات الدولية والإسرائيلية على استخراج البترول والغاز .. هل بإمكاننا الحصول على أدوات الحفر والتنقيب !؟ .. سأحاول البدء بتأسيس شركة تنقيب عن البترول - على الورق فقط! - 

في الضفة هناك آبار بترول .. وفي غزة هناك حقول غاز .. وفي حال الموافقة على التنقيب .. سيمنع الإنقسام الاستمرار بذلك .. فخارج عن الشرعية والوطنية من يشتري غاز غزة .. ومرتد عن الدين من يستخدم نفط الضفة ! -الضريبة لمين؟-

لو تمكّنا من التنقيب عن البترول واستكشاف الغاز .. سيبدأ مصطلح "الخلجنة" بالانتشار .. وسرعان ما نتحوّل إلى "ممالك" وسنرتدي "الشماغ" .. وأشك أن يرتدي أي شخص "شماغ عرفات" !

في حال أصبحنا دولة نفطية مصدرّة للغاز ومُنتجة للنفط.. هل سيبقى "وفد المفاوضات" على حاله ؟ وهل ستختلف الاستراتيجيات وقواعد الاشتباك اللطيف ؟ .. السؤال المطروح : هل يستخدم المفاوض الفلسطيني حقيقة الكنز الطبيعي الفلسطيني في رفع سقف مطالبه!؟ أعتقد أنها مؤجلة إلى مفاوضات الحل النهائي !

لو تمكّنا من ذلك .. هل ستعمل السلطة على سداد ديونها وقروضها .. والأهم هل ستعمل على إعادة أموال المانحين ؟

لو بالفعل كان ما كان .. هل ستتوقف النقابات عن احتجاجاتها لرفع الرواتب ؟ .. أشك فسيجعلوا من لون النفط أحمراً ليُعارضوا ويحتجّوا !

واقع أشبه بالخيال .. وأحلام تقترب من حدود المُتطلبات الإنسانية .. نسخر من حالنا ويسخر الكل منّا .. ربما لو كانت هناك "وحدة جغرافية وطنية" ومعارضة حقيقية , ومقاومة بكافة الأشكال .. لاختلفت الحسابات والمعايير .. ولأيقن العدو قبل الصديق أنّنا سنصنع يوماً استراتيجية السياسة المقاومة المدعومة بنفط وغاز !