"ربحي عرفات" يكشف لدنيا الوطن أسرار "المحكمة العسكرية" لقتلة زئيفي .. وتفاصيل مفاوضات كسر حصار كنيسة المهد

"ربحي عرفات" يكشف لدنيا الوطن أسرار "المحكمة العسكرية" لقتلة زئيفي .. وتفاصيل مفاوضات كسر حصار كنيسة المهد
رام الله - خاص دنيا الوطن  
مرت القضية الفلسطينية بعدة مراحل سواء في الخارج او اثناء العودة الى الوطن وادارة دفة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من على الاراضي الفلسطينية ,المواجهة تعددت في الخارج ولكن المخرج كان سبيل النجاة من الطوق ,لكن ان تدير المفاوضات من داخل سجن مغلق ,الامر الذي يتطلب مزيدا من الحكمة في اتخاذ القرار الذي سيلزمه اخذ مزيدا من التدابير لحمايته.

دور الشهيد القائد والراحل ياسر عرفات كان حاضرا في كل مراحل النضال العربي والفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي, حتى على صعيد المفاوضات على الثوابت والمفاوضات الجانبية في كثير من المواقف التي واجهت الشعب الفلسطيني.

اللواء فتحي عرفات تحدث وبكل صراحة ووضوح "لدنيا الوطن" عن دور ومهام الرئيس الراحل ياسر عرفات في قضية حصار المقاطعة وحصار كنيسة المهد والدور الحكيم الذي لعبه من اجل انهاء الحصار وخروج المحاصرين سواء من كنيسة المهد او من المقاطعة.

تحدث ايضا عن دور القائد الاب وحرصه على متابعة كافة التقارير عن احوال الشعب الفلسطيني في كل زمان ومكان وكشف عن اجزاء مفصلية من تاريخ الثورة وخفايا المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والاطراف الامريكية والدولية في قضية اعتقال ومحاكمة قتلة الوزير الاسرائيلي "رحبعام زئيفي" .

دنيا الوطن كشفت المزيد من الاسرار التي لا يعلمها احد والتي لم يفصح عنها حتى اللحظة من المشاهد التي كانت تدور في الاروقة داخل المقاطعة اثناء حصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات ودوره في الافراج عن كافة المحاصرين، ولمعرفة المزيد من التفاصيل تابعونا في لقاء مفصل وتوضيحي مع اللواء "ربحي عرفات" قائد الارتباط العسكري ورئيس المحكمة العسكرية لقتلة "زئيفي".

يقول اللواء عرفات لدنيا الوطن: "تعودنا على مراجعة ابو عمار في اي شي حتي الفرشة التي ينام عليها،  فنذهب لنراجعه نجده مستيقظا  بلباسه العسكري الحطه الخاصة به الي جواره وسلاحه على كامل الاستعداد  ,وكان في الليل يوميا ينفذ جولته المسائية ويتفقد الغرف جميعها ليتاكد من الجميع من هو نائم ومن هو مستيقظ".

حياة القائد الشخصية

 وعن حياة القائد الشخصية يستذكر اللواء ربحي عرفات انماطا من حياته خلاله معايشته له في حصار المقاطعة برام الله فيقول : بصراحة كانت الغرفة الخاصة بابو عمار عبارة عن مكتب في النهار ,ولكن نحن ناخذ وجبات الغداء او العشاء في نفس المكتب"  
ويتذكر اللواء عرفات موقفا أثر فيه، يقول: "قمت باحضار تفاحة لابو عمار فسالني من اين التفاحة؟ " يابني الناس كلها هنا اخدت تفاح فقلت له "لا" فقال لي: "خدها رجعها تاني" وأصر أن يعيدها 

ويضيف عرفات: "اعتقد لولا وجود ابو عمار في الحصار 37 يوم لما كان استمر الحصار يوم واحد ,فكان ابو عمار يعطي الجميع دفعات معنوية  لكل الناس كما كان يفعل في حصار بيروت "

حقائق تكشف لأول مرة عن مقتل الوزير الاسرائيلي زئيفي

ويكشف اللواء عرفات تفاصيل للمرة الاولى عن محاكمة قتلة الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي فيقول : "عينني ابو عمار رئيسا للمحكمة العسكرية ,والتي انا اعتبرها "توريطة" لي , ولكن ابو عمار وثق بي وأسرّني بأهداف المحاكمة العسكرية , فكان يحاول تخفيف الضغط السياسي والأمني عليه ".

واستطرد: "كنت كل ليلة اسهر انا والشباب المتهمين بقتل الوزير الاسرائيلي  واتحدث اليهم انه كل ما يحدث مسرحية وتمثيلية كبيرة  كنا نجعل ابو عمار في صورة الكلام  وكان ابو عمار يعلم جيدا  اننا في تمثيلية" .

ويستذكر اللواء عرفات: "عند حضور كولن باول في حينها للمقاطعة كان يصر على ان يسلمهم للاسرائيلين فرفض ابو عمار وقال له وقتها "الا تعلم اننا لدينا محاكم ولدينا سجن نستطيع ان نحاكمهم ونضعهم في السجن" فعلى الفور شكل ابو عمار محكمة عسكرية داخل المقاطعة 

يتابع: " خرج كولن باول وهو غاضب من ابو عمار ومنزعج جدا حتي شكلنا المحكمة وكنا قد اتفقنا مع ابو عمار على مدة المحكومية لكل شخص من المتهمين وكم نحكم عليه بمدة السجن ,ولكن الاسرائيليين رفضوا فك الحاصر الا بتسليمهم "المتهمين" ,بالاضافة الى تسليم فؤاد الشوبكي واحمد سعدات" .

تمثيلية محاكمة قتلة زئيفي
وحول التمثيلية والمحكمة الصورية التي عقدت في المقاطعة لقتلة زئيفي ,اوضح عرفات "لدنيا الوطن" :" كنا 480 شخص داخل مقر المقاطعة وكانت الفكرة في كيفية فك الحصار عنهم فابتدعنا فكرة مهرجان سياسي واعلامي  بدون تسليمهم للإسرائيليين وان نبقي عليهم تحت الرقابة الدولية في سجن اريحا بدون تسليمهم" .

واكد اللواء عرفات أن منفذي العملية هم شرفاء قاموا بعمل وطني، وتابع: "هؤلاء ناس شرفاء لانهم قاموا بعمل وطني وعندما كنت اجلس معهم  واقول لهم لا تلوl,ننا هذه مسرحية حتي ننقذ 480 شخص و انها  ستكون نقطة سوداء في تاريخي الشخصي"

كان اللواء عرفات يزورهم في سجن أريحا، يبين:"عندما ذهبوا الي اريحا كنت مصر علي ان ازور فؤاد الشوبكي في غرفته وايضا اصر علي مقابلة قلتة زئيفي ,وبعدها انتهينا من قصة المحاكمة  وعلى الفور قام ابو عمار بتعيني ان اكون المفاوض بالنسبة لكنيسة المهد وشعرت حينها بأنني سأقع في "ورطة اخرى".

المشهد المؤلم لحصار المهد

يستذكر عرفات قصة "توريطة" مفاوضات كنيسة المهد فيقول: "كان ابو عمار اثناء حصار كنيسة المهد يتلقى اتصالات مكثفة ومتواصلة والجميع يريد فك الحصار بعدما اشتدت بهم السبل" 

وحسب رواية عرفات كان وضع حصار المهد مؤلما وسيئا:"لا طعام ولا شراب والمياه ملوثة  وكان الوضع هناك سئ جدا" 

يكمل: "كان في زيارة الى مقر المقاطعة حينها "موراتينوس" فأمرني ان اخرج معه  ليوصلني الى كنيسة المهد ,فقلت له: ماذا افعل لا يوجد  شيء ,فرد عليا: "عندما تصل الكنيسة ستعلم كل شيء" ,وفعلا لم اجد نفسي بعدها سوى في القدس في فندق الملك داود  ,واضاف: قابلنا هناك اثنان امريكان واسرائيليين و بدأنا في المفاوضات وكل كلمتين يخرج المحاورون ويقولون: نحن لم نتفق مع خالد اسلام علي هذا الشئ  فقلت له حينها يا اخي الذي يتفق معك الان ربحي عرفات وخالد اسلام موجود الان في شرم الشيخ فلترسلوا له ليكمل معكم ويتفق معكم من حيث انتهيتم ".
 
واوضح :" لم نصل لنتيجة وغادرت المكان  وبعد وصولي طلبت من ابو عمار ان اقابل قائد (d.c.o) الارتباط العسكري وقائد الشرطة وقائد المنطقة وصلاح التعمري واعطاني الموافقة ليأتوا الى المفاوضات،  وجاءوا الي المفاوضات عدا صلاح التعمري "فالجميع يعلم وضعه" 

تابع: "جلسنا ثلاث ايام نتفاوض في بيت لحم وهم يريدون ان يخرج الجميع رافعين اسلحتهم وعند خروجهم ان يضعوا سلاحهم علي الحائط ويتخطي باب التفتيش الالكتروني, ويرفع عن ملابسه ومن ثم يخرج الي خيمة بيضاء ,وهنا رفضت هذا الكلام بمجمله بلا استثناء فوافقوا على عدم التفتيش مع وضع السلاح جانبا".

واستطرد: "هنا جائتني فكرة وقمت بمشاورة ابو عمار على ان يتم حفظ قطع السلاح داخل صناديق ويسلم للقنصلية الامريكية ,فرفض الاسرائيليين الاقتراح رفضا نهائيا,واعلنوا رفضهم رغم وجود الامريكان معنا ,وهنا قلت لهم جميعا: "انتهينا من تلك القصة انا ساحمل السلاح من داخل الكنيسة واخرج به"

صدموا من رد عرفات وقالوا له :"انت ستخرج بالسلاح فقلت لهم نعم انا ساخرج بالسلاح" ,فقمت على الفور بالاتصال بابو عمار واخبرته بأنني لم اجد حل لحمل السلاح غير ان احمله شخصيا ,فقال لي: "يا ربحي انت ستحمل السلاح؟".

وتابع عرفات:  "انتهت المكالمة ووفشلت المفاوضات ,ووضعت ابو عمار في الصورة بان المفاوضات فشلت ,وعند صعودي "للجيب" للمغادرة جاءني  احد الامريكان وقال لي ما رأيك "ابو فريد" في ان نضع السلاح داخل صناديق  ونسلمه للقنصلية الامريكية فقلت له: "الله اكبر اقترحنا ذلك منذ البداية"  فقلت له الان انتظر وسارد عليكم ,فقمت على الفورا بالاتصال بابو عمار وقتها واخبرته بمطلب الأمريكان بوضع السلاح في صناديق وتسليمه لهم في القنصلية الامريكية .

وبحسب رواية عرفات: "كان ابو عمار حينها يريد اي حل لاجل الشباب داخل الكنيسة وتم فعلا وضع السلاح في صناديق وتسليمه للقنصلية الامريكية ولكن بالنسبة لموضوع الابعاد والشباب لم يكن لي علاقة به ,اي قضية سياسية في المفاوضات ليس لي علاقة بها وكان وجودي لتحسين الوضع الميداني ,ولم يكن لي اي علاقة في موضوع الابعاد ولكن موضع الاتفاق السياسي "فلان ابعد" وغيرها ليس لنا علاقة به لكن عندما خرجت الساعة الثالثة فجرا وكان بانتظاري الاب نصري ودخلنا من الباب الصغير وانجز الموضوع" .

اشلاء جندي الزيتون وحرص القائد

وانتقل عرفات الى قصة اخرى ليتطرق الى مواقف ابو عمار وحرصه الدائم على ابناء شعبه وقواته الامنية 

واشار الى ان ابو عمار كان حريصا علي كل شي وكان يدقق في كل شي 

يقول عرفات :"  اذكر عندما استلمنا رفات الجندي الاسرائيلي لكي نسلمه في ايرز في بداية السلطة الذي قتل في احد معارك حي الزيتون وللعلم هي بقايا جندي وليس جندي ,وضعناه في كراتين وذهبت انا وسالم درونة ومجموعة كبيرة من الضباط لكي نسلمه فؤجئنا باتصال من ابو عمار وكان مستيقظا لمتابعة الموقف وتحدث الينا وقال لي: "علي بركة الله" .

واضاف:  "كان هناك 18 ضابطا اسرائيليا برتب مختلفة ينتظرون تسليم الرفات وبعد انتهاء التسليم فيما يقارب الساعة الرابعة الا ربع فجرا اتصلت بأبي عمار مرة اخرى فوجدته ايضا مستيقظ فاخبرته بان المهمة قد تمت ,فقال لي" تصبح علي خير الان ومع السلامة".