رحلة مهاجر .. طريقة التهريب مـن غزة الى تركيا عـبر اليونان إلى أوروبا

رحلة مهاجر .. طريقة التهريب مـن غزة الى تركيا عـبر اليونان إلى أوروبا
محمد نشوان
طريقة التهريب  مـن تركيـــــا عـــــبر اليونـــــان إلى أوروبـــــا

تبدأ الرحلة من السفر من فلسطين " قطاع غزة "  مروراً  بالأراضي المصرية و من ثم الى مطار القاهرة بطريقة رسمية لسفر الى تركيا , نحو المجهول ، عن طريق الحصول على تأشيرة سياحية لدخول تركيا " مفابل مبلغ 1500شيكل" ، وفي المقابل تجد  الهجرة السرية التي تنشط بالتنسيق مع أتراك تصطاد ضحاياها من العاصمة اسطنبول فى مدينة اكسراي في الأحياء الشعبية، وحسب معلوماتي ، فإن إحدى هذه العصابات تنشط على مستوى فى اكسراي .

رحلة المجهول ، تبداء بالتسلل إلى اليونان، ومن ثم باقي الدول الأوربية، في رحلة «دون تخطيط»، رغم أنها محكمة التنظيم بقيادة مهربين من مختلف الجنسيات العربية و الاكثر شهرة " عراقيين و جزائريين و فلسطينية و مصريين و سودانيين "  بالتنسيق مع أتراك، وسنقدم لكم  التفاصيل حول رحلة المجهول إلى أوروبا من تركيا عبر اليونان، وطريقة عمل المهربين ، حسب ما عرفته، وحسب بعض الأصدقاء بالأراضي التركية و اليونانية.

·  من 400 إلى 600 دولار مقابل رحلة المجهول الى الأراضي اليونانية : الطريق الأول عبر «إدرنا» بالقطار والمشي 6 ساعات على الأقدام

أفضل طريق تسلكه شبكات تهريب الأشخاص من تركيا إلى اليونان، يكون عبر مدينة «إدرنا» بالقطار، تقع على الحدود البلغارية وتبعد 700 كلم عن اسطنبول، وتنطلق الرحلة على الساعة الرابعة بعد العصر لتصل في منتصف الليل إلى الوجهة، وهنا يعمل قائد الرحلة بالاتفاق مع  المراقبين في القطار، خاصة وأن المهاجرين إلى هنا يكون في وضعية قانونية ، وقبل بلوغ محطة القطار لمدينة يقوم المهرب ببعض الحركات التي يتفق عليها من قبل، ليتوجه كل المهاجرين دون لفت الانتباه إلى مؤخرة القطار ليقوم سائق القطار بتخفيض السرعة بالاتفاق مع «المهرب» أيضا ويقفز المهاجرين في منطقة «أوزوكوبرو»، حيث تعتبر المنطقة المفضلة لانطلاق رحلة المشي على الأقدام ليلا لمدة 6 ساعات كاملة بداية من منتصف الليل إلى غاية 6 صباحا في منطقة شبه غابية تشهد حركة كثيفة لدوريات الدرك التي تسمى باللغة التركية «الجندرما»، وتنتهي رحلة المهرب مع المهاجرين السريين الذين جلبهم معه في قرية صغيرة تسمى «إبيزا» تقع داخل الأراضي اليونانية ، ويعود أدراجه لنقل مهاجرين آخرين من اسطنبول.

·        مواصلة الرحلة بالتوجه إلى مركز الشرطة بـ ""إبيزا"" ومن ثمّة إلى العاصمة أثينا :

هنا ينصح المهرب المهاجرين قبل ان يعود الي تركيا ، أن يسلموا أنفسهم في أقرب مركز شرطة للقرية اليونانية ، من أجل الحصول على وثيقة التنقل بصفة قانونية داخل الأراضي اليونانية، وتسمى «الخرطية» صالحة لمدة 30 يوما، وحسب ما شاهدته داخل الأراضي اليونانية، فإن اغلب المهاجرين  يصرحون بأن جنسيتهم فلسطينية، ليتم نقلهم إلى مركز لإيواء المهاجرين يسمى «الكام» باللغة اليونانية، ويتم احتجازهم فيه ما بين2 إلى 4 أيام مع توفير الأكل والشرب والمبيت ، ليتم النقل بعد مرور مدة الحجز والحصول على ""الخرطية"" إلى محطة القطار بقرية «ابيزا» للتنقل إلى العاصمة اليونانية أثنا التي تبعد عنها بحوالي 800 كلم مرورا بـ ""ألكسندرابولي"" يوجد فى هذه المدينة العديد من المهاجرين الذين ينطلقون منها الى اثنا او سالونيك وما تم ملاحظته ان هناك العديد من الشباب العرب يعملون هناك و يسهلون للمهاجرين العديد من الأمور منها تعريفهم بطريق القطار و السوبر جت و الفنادق الرخيصة و مساعدة من ليس لديهم اموال بتحويل الاموال من أقرابئهم عن طريق الشباب العرب المتواجدين هناك .

·        الطريق الثاني عبر مدينة «أزمير» :

بالرجوع إلى الأراضي التركية توجد طريقتين أيضا للتهريب إلى اليونان الأولى عن طريق البحر يستعملها المهاجرين بكثرة ، وتنطلق الرحلة من اسطنبول مرورا بمدينة «أزمير» التي تبعد عنها بـ 500 كلم ، ويتمّ دفع مبلغ يتراوح ما بين 400 إلى 600يورو حسب الاتفاق ، وتكمل الرحلة فيما بعد بحرا في قارب مجهز بمحرك لكن دون قائد الرحلة الذي يقدم التوجيهات اللازمة للمهاجرين مع بوصلة لتحديد الاتجاهات ومن ثم، يعود أدراجه، باعتبار أن المسافة قصيرة والطريق تكون سهلة إذا تم استعمال البوصلة بطريقة جيدة وتستغرق الرحلة مدة 45 دقيقة وصولا إلى جزيرة «صامص»، ونشير هنا إلى وجود دوريات للبحرية اليونانية، وفي حالة إلقاء القبض عليك يتم إرجاعك مباشرة إلى مدينة أزمير التركية، وفي حالة النجاح تقوم بنفس الخطوات التي ذكرناه في الطريق الأول بداية بالتوجه إلى أقرب مركز شرطة.


·         وهناك طريق ثالث  آخر يسلكه المهاجرين :

 أيضا للدخول إلى الأراضي اليونانية، انطلاقا من تركيا برا، ثم قطع إحدى الأودية باستعمال قارب من الحجم الصغير. وفى  كل الطرق يتم التوجه الى الشرطة اليونانية من أجل الحصول على "" الخرطية ""  .

·        العاصمة أثينا أو بلوغ نصف الرحلة نحو أوروبا :

بسفر المهاجرين للعاصمة أثينا يكون قد قطع نصف مسافة الحلم والعيش في إحدى الدول الأوروبية، ليبدأ من جديد، البحث عن مهربين أخرىن لتهريب البشر، كلاّ حسب معارفه ونقوده، من أجل تسفيره إلى إحدى الدول الأوربية، سواء عن طريق الحصول على وثائق هوية أوربية، كجواز سفر وبطاقة هوية أصلية أو مزورة، ويسافر إما جواً أو براً أو بحراً، " براً " جد صعبة  حسب ما تحدث لنا العديد من الاشخاص ، لأن الحدود اليونانية كبيرة جدا وليس من السهل تجاوزها.

·         الطريقة التى يستخدمها المهاجرين للسفر من اليونان الى اوروبا  :

و هنا يجمع المهاجرين  المبلغ اللازم لإكمال رحلته إلى أوروبا، وباعتبار أن السفر برا أمر صعب ، أول ما يجب فعله هو شراء وثائق هوية أوروبية، سواء كانت أصلية سُرقت من السياح الأوروبيين، أو مزورة يكون مصدرها دون شك , كل شخص على حسب المعارف و الاشخاص الذين يعرفهم ، حيث يحتلون المرتبة الأولى في هذا المجال السودانيون والألبانيون ، ويتراوح سعر جواز سفر أوروبي أصلي بين 500 و1000يورو، وعندما لا يكون هناك تشابه في الصورة يتمّ تغييرها بصورة للمهاجر، بينما يساوي سعر جواز سفر مزور بين 200 400 يورو، في حين نجد أن بطاقة تعريف أصلية من جنسية أوروبية يبلغ سعرها 400 يورو و مقابل 200يورو للمزورة ، وللإشارة فإن نسبة نجاح الرحلة تكون أكثر باستعمال وثائق أصلية، وعن الوجهات المختارة فتكون عادة بالنسبة للفلسطيني : السويد ,  النرويج , بليكا , إيطاليا ،  فرنسا، هولاندا، وألمانيا ، وفي حال تم إلقاء القبض تتم مصادرة  الوثائق الموجودة لدى المهاجر و يبقي فى اليونان ، لتمنح له من جديد «الخرطية» ويعود من جديد في وضعية قانونية.

·        مقدونيا الطريقة الوحيدة للخروج براً من اليونان :

السفر في قطار تجاري من مقدونيا إلى صربيا ثم المجر ,  برا هي الطريقة الوحيدة للخروج، من الأراضي اليونانية تكون عبر مقدونيا، حيث تنشط شبكات عابرة للحدود حسب ما ذكره لى بعض الاصدقاء ، وتنظم هذه العصابات رحلات كل فترة انطلاقا من اليونان وصولا إلى مقدونيا في قطار تجاري مقابل مبلغ 400 يورو و تدفع للشخص المكلف بنقلك، ليبيعك بدوره إلى شبكة أخرى في مقدونيا تتكلف بنقلك إلى الحدود الصربية في قطار تجاري أيضا لتكمل المسافة فيما بعد مشيا على الأقدام مقابل مبلغ 300 أورو، وتباع مرة أخرى إلى شبكة تعمل بالتنسيق مع الشبكات السابقة حيث يتم نقلك في قطار تجاري إلى الأراضي المجرية وهنا يكون المهاجر قد بلغ الاتحاد الأوروبي، إلاّ أن معظم المهاجرين الذين يدخلون المجر برا يتوجهون مباشرة إلى العاصمة النمساوية فيينا عن طريق القطار ومن ثم يختار كل واحد وجهته ، أما عن أكثر الوجهات اختيارا فتكون انطلاقا من فيينا اتجاه فرنسا محطة قطار باريس، ألمانيا محطة فرانكفورت وايطاليا محطة روما لأن الرقابة تكون في هذه المواقع متوسطة " حسب كلام بعض الاشخاص " وبالتالي فرص النجاح تكون كبيرة جدًا.

 هكذا اذا تكون طريق الهجرة من الاراضي التركية الى اليونان و من ثم الى الدول الاوروبية التى يريدها المهاجرين .

الهجرة الى بلد جديد يعنى بداية حياة جديدة , و الاختيار الخطأ ربما يكلف الكثير من سنين العمر , و الكثير من الصحة و الخ , و علينا تذكر ان عدم الهجرة خير الف مرة من الهجرة الى بلد تعيش فيه تعيسا مدى الحياة .

 و عليك التذكر انه بعد عدة سنوات سيتغير بلدك الأصلى من خلفك و ستصبح غريبا ان عدت اليه , و هذا يعنى انك ستضيع كل شئ فى حالة الاختيار الخطأ , بل و ربما ستخسر أولادك مستقبلهم , مثلما هو حاصل الان للكثير من أنباء المهاجرين فى مجال التعليم خصوصاً .

من حقك كأنسان ان تختار المكان المناسب لك و لاطفالك من اجل العيش بامان او حتى برفاهية , و بما ان الناصحين قلة أما بسبب عدم الدراية او ربما بسبب الخوف من الكلام .

نقول لكم ::

اكتب وسطر يا زمن فى سطور كتابك العمر ضاع منى وانا فى سنين عزابك
                              قلبى سقيته مرك وبرده اتحمله ان كان الحزن ناقص القيك بتكمله
اقرا المكتوب عليا فى صفحة وحدتى هتلاقى دموع عنيا بتقلك شكوتى
                            يا زمان متحس بيا حنن قلبك عليا لادموع ولا حزن فيا برده تسكتك

اكتب و سطر يا زمن العمر ضاع فى  غربة بعيدة عن وطن

فى كل يوم موطنى فى خاطرى و القلب يخفق دائم التحنان  لا المال ينسي انني متغرب فلا اري انساني  لو عشت فى ادني الخيام بموطني ليفوق عندى أرفع البنيان متغرب بالجسم احيا غربتي  و هناك فى وطن الجدود جناني .