معالي الوزير : صباح الخير !

معالي الوزير : صباح الخير !
غازي مرتجى
(1)
لم تتركنا فصائل العمل الوطني وبشكل خاص تلك المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية من بياناتها الإستنكارية .. فقد واصلوا العزف على ألحان "لا للمفاوضات" وهم في ذات الساعة يتحدثون عن "عهر" السلطة لاستمرارها في ذات الطريق لكنهم لا يتقدّمون بأي حلول أخرى !

عندما أجريت لقاء مع الأخ أحمدعبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء في عهد الشهيد أبو عمّار , تحدث عن رؤية غاية في المنطقية والواقعية ,  فهذا "اليساري الفتحاوي" ينظر للأمر بأبعاد أكثر وضوحاً ممن يقفون خلف بيانات الاستنكار والشجب والإدانة .. جميعنا ووفد المفاوضات ذاته يعترضون على الطريقة الإسرائيلية في إدارة الملف الشائك ويتمنون التقدم ولو لـ"سنتميتر" واحد في إتجاه الحل الدائم أو أي حل كان ! , أحمد عبدالرحمن يتحدث بلوعة وفخر بالطريقة التي استخدمها العرب لإسقاط رؤسائهم .. ويتمنى أن تحذو فلسطين حذو العرب لإسقاط الإحتلال ..

في شرح آخر .. لماذا لا تُنظم الأحزاب الفلسطينية مجتمعة مسيرات يومية أو أسبوعية تحشد فيها مئات الآلاف وتتجه بها إلى المستوطنات الإسرائيلية ومناطق التماس , لن تستطيع إسرائيل في وقتها مهاجمة هذه الحشود ولا المساس المسلح بهم , بل ستضطر لاتخاذ قرارات سريعة أسهلها إخلاء ولو لحظي لتلك المستوطنات .. ولو استمرّت تلك التظاهرات والحشود ستضطر إسرائيل لاتخاذ قرار نهائي لتبتعد عن "وجعة الراس" وتُخلي تلك المستوطنات .. وعندها بإمكان تلك الحشود التوغّل أكثر وإنهاء كل المستوطنات الإسرائيلية المبنية على حدود دولة فلسطيني التي اعترف بها كل العالم ..  ربما هذا الحل هو الأنجح والأنجع لكسر الإرادة الإسرائيلية والتغوّل الذي تنتهجه الحكومة اليمينة المتطرفة والتي ما إن تساهل الفلسطيني شبراً واحداً وضعت تلك الحكومة دونماً كاملاً من الصعوبات والعراقيل . 

ربما يكون كلام أحمد عبد الرحمن نظري .. لكن بإمكاننا تطبيقه بشكل عملي , فأبطال "النبي صالح" و "بعلين" و "نعلين" حاضرون , ويتلقّون دعماً سياسياً كبيراً .. والرئيس أبو مازن لا يُخفي ثقته بالمقاومة الشعبية وإصراره ودعمه لها بكافة الامكانيات المتاحة .. لماذا لا تخوض حركة فتح تلك التجربة ؟ ولماذا لا يتم تفعيل التنظيم الفتحاوي للإبداع والتطوير ؟ وهل استنكفت أقاليم فتح مكاتبها لتنتظر الموازنة الشهرية فقط !؟ أسئلة على طاولة الجميع .. بدءاً من فتح وانتهاء بأبطال البيانات ! 

(2)

انتهجنا في دنيا الوطن طريق تأريخ التاريخ الفلسطيني والبحث عن بعض الجوانب المفقودة بشكل خاص ممن لا يعشقون الظهور الإعلامي وممن نسيهم "الزمن" لظروفهم الخاصة والعامة أيضاً ..

بصراحة , في خضم حصولي على عدد من الشهادات التاريخية وبشكل خاص تلك التفاصيل الغائبة أو المُغيّبة في حصار الشهيد أبو عمّار , خرجتُ بعقلي وعواطفي إلى العالم الآخر  .. السؤال الذي يطرح نفسه , حركة كفتح وشهيد كياسر عرفات ألا يستحق توثيق تلك الحقبة سواء بقصص مكتوبة أو أفلام مصورّة ؟  .. ربما نحن نعلم ومن يكبرنا يعلم أكثر ومن عاش الحصار بتفاصيله يعلم أكثر وأكثر .. لكن هل سيعرف أبناءنا تلك الحكايا والقصص ؟؟

في فتح ألف مفوضية وألف إعلامي وعشرات المختصين .. لماذا لا تفكر حركة فتح بانتاج فيلم "تمثيلي" عن فترة حصار أبو عمّار .. 
لو تم إنتاجه وإخراجه بشكل جيد ربما يدر الفيلم أرباحاً مادية على فتح غير تلك الأرباح التاريخية المعروفة !! 

(3)

وزير الصحة الدكتور جوّاد عوّاد لم يترك يوماً إلا ويفاجئنا بتصريحات وقرارات غريبة .. أشك أن مساعديه ينتهجون التجربة المصرية في "الشو الإعلامي" , هو بصراحة يطلق تصريحاً ويترك الجميع ليتحدث عنه وعنها.. أطلق في فترة من الفترات إمكانيات وزارته في حال تم ضرب سوريا وانتقل الكيماوي للمناطق الفلسطينية فاقترح اغلاق فتحات التكييف للعمل على القضاء على الكيماوي , ربما كان يقصد يومها كيماوي من نوع آخر ..
أما التصريح الجديد فكان تفاخره بـ"التأمين الصحي" الفلسطيني ووصفه للتأمين الصحي بأنه الأول في العالم .. لا نعرف كيف صنفه كأفضل تأمين صحّي بالعالم وعلى ماذا اعتمد !؟ 

 وآخر تلك التصريحات كانت "اللي بيشتغل بيتكافأ واللي ما بيشتغل بيضل زي ما هو !" بعد قرار منع الأطباء العاملين في الوزارة من افتتاح عيادات خاصة !

سيدي معالي الوزير .. صباح الخير