جاسم فخرو : منتدى الدوحة علامة فارقة في تاريخ المنتديات العالمية للضمان الاجتماعي

جاسم فخرو : منتدى الدوحة علامة فارقة في تاريخ المنتديات العالمية للضمان الاجتماعي
رام الله - دنيا الوطن
اعتبر جاسم فخرو نائب رئيس اللجنة الوطنية المنظمة للمنتدى العالمي للضمان الاجتماعي أن ما عرفه المنتدى في الأيام الماضية يؤكد أن منتدى الدوحة يشكل علامة فارقة في تاريخ المنتديات العالمية للضمان الاجتماعي ومحطة مميزة.
وقال فخرو في مؤتمر صحافي مساء أمس بحضور هانس كونكاسكي الأمين العام للمنظمة الدولية للضمان الاجتماعي: إن اللجنة التنظيمية حرصت على امتداد الأيام الماضية أن تبذل أقصى ما بوسعها لتقديم أرقى خدمات الضيافة والتنظيم والمتابعة والمساهمة بإثراء القضايا المطروحة للنقاش في جلسات العمل لكي تتكلل فعاليات المنتدى بالنجاح، مشيراً لما عرفه المنتدى من محطات مميزة ونوعية كانتخاب قطر رئيسا للدورة الواحدة والثلاثين للجمعية العمومية وتدشين مركز التميز، واستعراض تقرير الأمين العام للأنشطة خلال السنوات الماضية ومقترحات لتعديل دستور الإيسا وإطلاق الدليل الإرشادي.
واعتبر فخرو أن فعاليات المنتدى العالمي للضمان الاجتماعي عرفت جلسات بالغة الأهمية ناقشت قضايا مهمة في الضمان الاجتماعي أثارها المشاركون من كل الوفود بالكثير من الأفكار والخبرات المهمة، معربا عن سعادته بما عرفه المنتدى العالمي للضمان الاجتماعي بقطر من الإنجازات وما لاقاه التنظيم من ثناء وتقدير.
بدوره هانس كونكاسكي الأمين العام للمنظمة الدولية للضمان الاجتماعي (إيسا) المنتدى الذي احتضنته قطر، وتنتهي فعاليته اليوم بأنه علامة فارقة في تاريخ تنظيم المنتديات الدولية، وفتح صفحة جديدة في تاريخ الإيسا، بحيث كان من أكبر اللقاءات العالمية للمتخصصين في مجال الضمان الاجتماعي، بحضور أكثر من ألف مشارك من 127 بلدا بينهم وزراء ومديرو مؤسسات وطنية وممثلون لمنظمات دولية.
وأشاد هانس بالالتزام والإنجازات الرائعة لدولة قطر التي نظمت هذا الحدث وضمنت لهذا المنتدى أن يكون معلما في المنظمة الدولية للضمان الاجتماع (إيسا) وفي تاريخ الضمان الاجتماعي، معربا عن سروره لحضور معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية وتأكيد التزام الحكومة القطرية في مجال الضمان الاجتماعي والاتجاه لمزيد من التحسين للقطريين والمقيمين، مؤكداً أن التزام الطبقة السياسية سوف يجعل بلداننا أكثر تقدما.
وتوجه المتحدث بالشكر للجميع لمن كانوا تحت الأضواء أو خلفها في تنظيم المنتدى، معلنا عن ثقته بأن المشاركين سوف يعودون لبلدانهم وهم يحملون ذكرى الضيافة في هذا البلد الجميل والمدينة الرائعة الدوحة.
وزاد: يفترض منا معرفة هذه المنطقة الديناميكية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة المتطورة، فسوف يعود المشاركون حاملون معهم الإرشادات التوجيهية لبلادهم من خلال مشاركتهم في هذا المنتدى».
وركز هانس في المؤتمر الصحافي على أربع رسائل رئيسية برزت خلال المناقشات والحوارات في المنتدى بين المندوبين، أولها أكد فيها على حقيقة أن الضمان الاجتماعي يتعلق قبل كل شيء بالناس ورفاههم، وهو حماية الناس في الأوقات الأكثر ضعفاً من حياتهم، وضمان للحماية الاجتماعية لجميع الناس، حيث ظهرت في المنتدى، أمثلة على الالتزام السياسي القوي من جانب العديد من البلدان بالضمان الاجتماعي باعتباره عنصرا حيويا في استراتيجيات التنمية الوطنية، وعاملا مهما جدا في التنمية البشرية المستدامة. والرسالة الثانية أن المنتدى برهن على أن الضمان الاجتماعي هو استثمار ضروري، لا يجب النظر إليه على أنه عبأ ومكلف لأنه مفيد للناس وللأسر وللإنتاجية، ويحقق التماسك الاجتماعي، فضلا عن أنه مهم للنمو الاقتصادي بما يعني أن أنظمة الضمان الاجتماعي مفتاح للاستثمار في رأس المال البشري.أما الرسالة الثالثة فتتعلق بالتطور والنقلة النوعية التي شهدها الضمان الاجتماعي، مع مراعاة الاختلافات بين البلدان، حيث إن بعضها يعرف انكماشا في الضمان الاجتماعي وأخرى تعرف توسعا وامتدادا في تغطية الضمان في عدد من المناطق من قبيل ما حصل في البرازيل التي حصلت في المنتدى على جائزة ISSA للإنجاز المتميز في مجال الضمان الاجتماعي للحكومة عن برنامج «بولسا فاميليا».

* 119 دولة قلصت نفقات الضمان

أشادت إيزابيلا أوريتس من قسم الحماية الاجتماعية بمكتب العمل الدولي بدولة قطر واستضفاتها للمنتدى العالمي للضمان الاجتماعي.
وبينت في مداخلتها في جلسة «توسعة شمولية الضمان - حق الحماية الاجتماعية» أن 119 دولة حاولت تقليص النفقات تبعاً لتوصية صندوق النقد الدولي، فيما سعت دول أخرى لتوسيع النفقات في مجال الضمان الاجتماعي من قبيل الصين، مؤكدة أن تقليص النفقات لا يحدث في أوروبا، داعية أنظمة الضمان لحماية الناس في أوقات الأزمات ومواجهة الفقر وعدم المساواة مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات الركود الاقتصادي على الضمان الاجتماعي.
ونوهت المتحدثة إلى تجربة الصين التي واجهت بعض المشاكل في تصدير منتجاتها بسبب الأزمة الاقتصادية، وعندها أدركت ضرورة التوسع في مجال الحماية الاجتماعية، حيث كان هناك دفع باتجاه زيادة الأجور والضمان الاجتماعي والخدمات المقدمة للناس، مشيرة إلى أنه هناك تغيير في النماذج يختلف عن السنوات السابقة، حيث بدأ في العام 2000 ميل نحو توسيع الضمان الاجتماعي، مؤكدة أن الحماية الاجتماعية حق إنساني وهي تساهم في الاستقرار الاقتصادي والسياسي وتجعل المجتمع أكثر استقراراً وتساهم في النمو وهي ضرورية في العولمة والتعافي من الأزمات، وبالتالي الحاجة إلى توسيع أفق الحماية الاجتماعية للقطاعات التي لا تتمتع بالقدرة علي التمثيل في الضمان الاجتماعي.
وأكدت إيزابيلا أن مؤسسات الضمان الاجتماعي تلعب دوراً بالغاً الأهمية لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن منظمة العمل و»الإيسا» على استعداد لتقديم الدعم في هذا الشأن.
إلى ذلك قال هانس هورست الأمين العام للجمعية الدولية «الإيسا»: إن الإرادة السياسية الصلبة والقيادة شرطان أساسيان في نجاح توسيع عملية التغطية، فلا يمكن أن ننجح من دون التزام في التميز الإداري، بالإضافة إلى الاشتراك في الخطط والبرامج، ونوعية الخدمات، إضافة إلى مشاركة أصحاب الشأن المعنيين، وتأمين مستويات عالية من الخدمة الجيدة للمستفيدين

* بحث تحديات الاستثمار في صناديق التقاعد

تدارست جلسة «الاستثمار في مجال صناديق الضمان الاجتماعي» التحديات المختلفة التي تواجه عمليات الاستثمار في هذه صناديق الضمان والتقاعد وكيفية مواجهتها والطرق المناسبة للاستثمار المفيدة والمقوية لأنظمة الضمان الاجتماعي.
ودعا صالح العريمي رئيس اللجنة الفنية لإدارة أموال مؤسسات الضمان الاجتماعي في الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي «الإيسا» لضرورة الاستثمار المناسب في صناديق الضمان الاجتماعي ومواجهة كافة المخاطر المحتمل أن تواجه هذه الاستثمارات، مطالباً في الوقت نفسه بضرورة استقلالية استثمارات صناديق الضمان.
وأشار مدير عام الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية في سلطنة عمان لوجود بعض التحديات المختلفة التي واجه هذا الموضوع الهام منها تحقيق عائدات ملائمة من وراء هذه الاستثمارات مع التحكم في المخاطر المتوقعة من قبيل ضغوط كبيرة في بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة وتعرض البيئة الخارجية لمزيد من التعقيدات، بالإضافة إلى برامج الضمان الاجتماعي التي بلغت مرحلة النضج، وهي تتطلب المزيد من التدفق النقدي.
وطالب المشاركون في الجلسة لضرورة اتخاذ القرار الاستثماري المناسب البعيد عن المخاطر ودون تدخل من الدولة بحيث يتمتع بالاستقلالية من قبل مؤسسات الضمان الاجتماعي وذلك لعدم تعرضه أو خضوعه لأي ضغوط سياسية قد تؤثر على استثمارات صناديق الضمان الاجتماعي، وقد تركز النقاش على كيفية استغلال الاستثمار الجيد في صناديق التقاعد وأن يكون مستقلاً.

* البرازيل تفوز بجائزة «إيسا» للإنجاز والتفوق

فازت الحكومة البرازيلية بجائزة «إيسا» الأولى للإنجاز الأكثر أهمية في مجال الضمانات الاجتماعية، عن برنامجها الاجتماعي المعروف بـ «بولسا فامليا» للحد من الفقر ومحاربة التهميش، وتوفير الحماية الصحية وإيقاف التسرب الدراسي.
واعتبر فرانك استوفيه رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي «الإيسا» صباح أمس في الجلسة الثانية لليوم الرابع للمنتدى العالمي للضمان الاجتماعي بقطر، أن الحكومة البرازيلية جديرة بالجائزة الأولى من نوعها للتفوق لنجاح برنامجها BOLSA FAMILIA الذي انتشل ملايين الأسر والبرازيليين من الفقر والتهميش, وأعاد آلاف الأطفال للمدارس ووفر لهم ولملايين النساء الرعاية الصحية.
وأرجع استوفيه نجاح البرنامج لاندماج الإرادة السياسية لدى المسؤولين من أعلى مستويات الدولة البرازيلية مع الإدارة الفعالة, بالإضافة إلى الاستجابة الإيجابية لملايين البرازيليين لإيجاد مستقبل أفضل، مشددا على أن البرنامج المذكور يشكل مصدر الهام لصناع القرار والسياسات والمسؤولين عن مؤسسات الضمان والتقاعد والتأمينات الاجتماعية.
ونوه استوفيه أن منح البرازيل جائزة التفوق يتزامن مع الاحتفال البرازيلي بالذكرى العاشرة لبرنامج «بولسا فامليا», مشيراً إلى أنه بات نموذجا للعالم بعدما نجح في تحسين حياة ملايين البرازيليين.
وقال استوفيه: إن الجائزة عبارة عن تحفة لفنان إسباني تشبه قصرا يحمي الحياة من المخاطر، ولها واجهتان, الأولى فيها صورة للناس متعاضدين, والثانية يد ترمز للحوار والعمل.
وقد سلم فرانك استوفيه رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي «الإيسا» الجائزة لوزيرة التنمية ومكافحة الفقر بالحكومة البرازيلية تريزا كمبيلو وسط تصفيق ممثلي أكثر من 127 دولة مشاركة في المنتدى العالمي للضمان الاجتماعي بقطر.
وبداية كلمتها شكرت الوزيرة الحكومة القطرية والهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية في شخص رئيسها تركي الخاطر, على استضافة المنتدى، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في المنتدى ونيل بلدها وحكومتها لجائزة التفوق والإنجاز، مقدمة بالمناسبة عرضا عن مراحل وفلسفة برنامج «بولسا فامليا» المبنية على محاربة التهميش والحد من الفقر بتوفير المال للفئات الفقيرة ليضمن كرامتها، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية ومحاربة التسرب أو الهدر المدرسي.
وأوضحت الوزيرة أن برنامج BOLSA FAMILIA ينبني على تحويل الأموال للفئات المستفيدة عبر بطاقة ذكية للحرص على إدماج الأسر المعنية في الأجهزة التربوية والصحية، مشيرة إلى أن البرنامج هو خلاصة انسجام لثلاث شبكات تربوية واجتماعية وصحية مكنت من تخفيض الفقر ومحاربة الجوع وتأمين الرعاية الصحية وإرجاع آلاف الأطفال للمدارس.
ورداً على سؤال لـ «العرب» حول مدى وجود دول طلبت الاستفادة من البرنامج المشار إليه، قالت الوزيرة تريزا كمبيلو: إن ممثلي 63 دولة اتصلوا بهم للاستفادة من البرنامج منهم 25 دولة من إفريقيا ودولتان عربيتان وهما مصر ولبنان.

* «البريكس» تعزز أنظمة الضمان

أشاد المشاركون في جلسة «استراتيجيات التقدم في أنظمة الضمان الاجتماعي بدول البريكس» المقامة على هامش فعاليات المنتدى العالمي للضمان الاجتماعي بتجربة البرازيل وأكدوا على ضرورة تعزيز أنظمة الضمان الاجتماعي وتحقيق الاستقرار.
واستعرضت الجلسة تجربة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقا في أنظمة الضمان الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة, ومجهودات الحكومات لتوسيع تغطية الضمان الاجتماعي ليشمل كل شرائح المجتمع والمناطق. واستعرضت الجلسة رؤية الحكومات وأهم الإنجازات في مجال الضمان الاجتماعي وأهمية مشروع بريكس الذي يضم عددا من الدول التي تمثل %40 من سكان العالم.
وقال دروزودوف رئيس مجلس إدارة صندوق المعاشات في الاتحاد الروسي: إن مشروع بريكس حقق تقدما ملحوظا في مجال توسعة شمولية الضمان الاجتماعي خلال الأعوام الأخيرة من خلال الالتزام السياسي والتركيز على تطوير الكفاءات الإدارية اللازمة, مما جعل الضمان الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من استراتيجيات التطوير في هذه الدول والازدهار الاقتصادي.
وأضاف: إن تجربة دول البريكس تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لأية دولة تعمل على توسعة شمولية الضمان الاجتماعي, معتبرا أن توفير أنظمة الضمان الاجتماعي للمدن الريفية وكذلك تكنولوجيا المعلومات يعتبر جزءا من التوسعة الشمولية لأنظمة الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى الإنجازات التي حققتها الصين في تغطية الضمان الاجتماعي لأغلب سكان الصين.
وأشار دروزودوف لبعض التحديات التي تواجه دول البريكس مثل هجرة العمال ونمو المجتمعات بشكل سريع, مما يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود في مجال الضمان الاجتماعي. وعرضت وزيرة التنمية الاجتماعية بالبرازيل تجربة بلدها حول توسعة شمولية أنظمة الضمان الاجتماعي، والتركيز على المناطق الريفية والأسر الفقيرة بتوفير أوجه وسائل المعيشة لهم من خدمات صحية وبيئية من خلال عدد من البرامج المختلفة للوصول إلى العائلات الفقيرة.
وأشارت الوزيرة إلى أن الكثيرين استفادوا من تلك البرامج، حيث تم خلال عام واحد الوصول إلى 800 ألف عامل ممن يعانون من الفقر الشديد وتم تأهيلهم.
من جهته قال انيل كومار اجاروال مدير عام شركة امبيولييز ستيت انشرونس كوربوريش بالهند: إن دول البريكس تواجه مجموعة من التحديات بسبب حجمها الكبير, وفي الهند هناك الكثير من البرامج الجديدة التي أسهمت في تطوير أنظمة الضمان الاجتماعي، حيث هناك التزام سياسي لهذه البرامج وتم وضع برنامج لتوفير فرص العمل في المناطق الريفية.
وزاد: هناك أيضا برنامج لتوفير الأغذية الرئيسية بأسعار مدعمة، خاصة في المناطق الفقيرة، وهذه البرامج تعتبر ركنا أساسيا من أركان وأنظمة الضمان الاجتماعي، فضلا عن أهمية دور تقنية المعلومات والتكنولوجيا وهناك تغطية شاملة من الضمان الاجتماعي مثل الإصابات والمرض والوفاة أثناء العمل، وغيرها من الضمانات الاجتماعية الأخرى.
إلى ذلك استعرض اكسياواي هو نائب وزير الموارد البرشية والضمان الاجتماعي في الصين أهم الفوائد الخاصة بأنظمة الضمان الاجتماعي في إطار شراكة البريكس، حيث أشار إلى أن الحكومة الصينية أولت اهتماما كبيرا للضمان الاجتماعي, وذلك بهدف تحسين أنظمة الضمان، وأنشأت نظما جديدة بعد ما تم الأخذ في الاعتبار احتياجات كافة المواطنين الصينيين، ثم وضع خطة متكاملة تم بموجبها توسيع أنظمة الضمان الاجتماعي لتتضمن المناطق الريفية المختلفة بالصين.



التعليقات