الحلقة الأولى من حواره مع دنيا الوطن..روحّي فتوح يتذكر:كنا على "سفح الجبل" وفوجئنا ببداية حرب أكتوبر

رام الله -خاص دنيا الوطن
في أصعب مرحلة عاشها الشعب الفلسطيني على الإطلاق , ظهر روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق ليقود رئاسة السلطة الفلسطينية في أخطر 60 يوماً عاشها الفلسطينيون في غزة والضفة .. وربما الشتات .
في أصعب مرحلة عاشها الشعب الفلسطيني على الإطلاق , ظهر روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق ليقود رئاسة السلطة الفلسطينية في أخطر 60 يوماً عاشها الفلسطينيون في غزة والضفة .. وربما الشتات .
في هذه المرحلة الخطرة والحساسة جلس على كرسي الرئاسة أدار "بعض" الوطن الذي كان يخشى المجهول , ليصل بالسلطة المنهكة إلى انتخابات الرئاسة .. أنهى المرحلة الانتقالية بكل أعبائها بسلام .. ثم اختفى روحي فتوح !
أين ذهب ؟ لماذا ابتعد؟ وهل تم إبعاده عن قصد؟
دنيا الوطن طرقت باب الرئيس السابق للسلطة الفلسطينية ومستشار الرئيس أبو مازن .. روحي فتوح , وطرحت عليه بعض الأسئلة التي أجاب عليها بكل صدر رحب في حلقات ننشرها لكم تباعاً ...
كيف كانت علاقة فتوح بالرئيس أبو عمّار ؟ وما هي حكاية تشكيل أول حكومة في عهد ياسر عرفات ؟ كيف تعامل الشهيد أبو عمار مع المجلس التشريعي ؟وما هي تفاصيل لحظة إعلانه رئيساً مؤقتاً ؟ وخشيته من خلط الأوراق خلال المرحلة الانتقالية ..
لماذا حاول البعض اغتياله سياسياً ؟ وحكاية نائب الرئيس !
إلى الحلقة الأولى
1- ماذا تتذكر عن أبوعمار..ومتى التقيت به لأول مرة؟
كنا في البداية نلتقي بالشهيد أبوعمار اثناء تدريباتنا العسكرية , كان يزورنا في القواعد ويتعايش معنا بتواضع شديد، كذلك كان الشهيد ابو جهاد "خليل الوزير" يتواصل معنا بشكل دائم وكذلك الشهيد ابو صبري ،لقد كانوا حريصين على زيارتنا دائما في القواعد،وفي ذلك الحين تأثرنا كفدائيين ومقاتلين بهذه القيادة التي تعيش في وسط عناصرها ومقاتليها ,وفي نفس الوقت تعيش بين جماهيرها،لقد كنا كمقاتلين نشعر بالانبهار لرؤية القائد العام أمامنا ،ونسعد بمصافحته أو تناول الطعام برفقته.
لكن عندما خضنا غمار العمل السياسي والتنظيمي عرفنا أبوعمار السياسي المحنك القادر على إدارة دفة هذه السفينة في الامواج العاتية والمتلاطمة ،لقد كان أبوعمار دائما يشجعنا على البناء التنظيمي ،ويوصينا بأهمية بناء تنظيم قوي ,وأن تحركنا في وسط الجماهير نابع من قوة الثورة .
أتذكر في ذلك الوقت كانت هناك دورة للكادر التنظيمي في "سوق الغرب" وكان الحديث يلوح في الافق عن أجواء حرب ،بالاضافة الى ان هناك نوع من التشكك كان يسود في موضوع الحرب ,و كان البعض يردد ان هذه الحرب ستكون تحريكية فقط ،والبعض الآخر كان يستبعد فكرة الحرب.
كنت من ضمن القوة المتواجدة في "شبعا" و "كفر شوبا" وبشكل طبيعي كان دائما عندنا حالة استنفار في الجنوب وكنا نتعرض بين الحين والاخر لقصف بالطيران الإسرائيلي ,وكنا كفدائيين نأخذ حذرنا باستمرار نتيجة الاعتداءات اليومية .
وفي يوم من الأيام فوجئنا ونحن في القاعدة بأحد الضباط يخبرنا بأن الحرب اندلعت وكنا في حالة استنفار دائم كالمعتاد لحساسية المنطقة التي كنا نتواجد فيها ,ولم يكن لدينا علم حول ساعة الصفر ,لقد أخبرنا الضابط بأن الحرب بدأت وكنا حينها في قاعدة على سفح "جبل الشيخ" وكانت تلة "حرمون" فوقنا الذي عليها الراصد وفعلا بعدها اصبحنا جزءا من المعركة ,ولكن بعد المعركة بوقت قصير "عدة دقائق" علمنا بالمعركة.
بدأت المعركة ولم يكن لدينا علم بذلك ،خصوصا ونحن في المنطقة "الساخنة" في المقدمة تجاه الحدود اللبنانية الاسرائيلية ,وللعلم زوجة الرئيس الراحل انور السادات قالت في تصريحات نسبت لها بأنه "لم يكن احد يعلم ساعة الصفر سوى السادات وحافظ الاسد فقط" وهي ايضا ردت على التسجيل المنسوب لحسني مبارك.
1- ماذا تتذكر عن أبوعمار..ومتى التقيت به لأول مرة؟
كنا في البداية نلتقي بالشهيد أبوعمار اثناء تدريباتنا العسكرية , كان يزورنا في القواعد ويتعايش معنا بتواضع شديد، كذلك كان الشهيد ابو جهاد "خليل الوزير" يتواصل معنا بشكل دائم وكذلك الشهيد ابو صبري ،لقد كانوا حريصين على زيارتنا دائما في القواعد،وفي ذلك الحين تأثرنا كفدائيين ومقاتلين بهذه القيادة التي تعيش في وسط عناصرها ومقاتليها ,وفي نفس الوقت تعيش بين جماهيرها،لقد كنا كمقاتلين نشعر بالانبهار لرؤية القائد العام أمامنا ،ونسعد بمصافحته أو تناول الطعام برفقته.
لكن عندما خضنا غمار العمل السياسي والتنظيمي عرفنا أبوعمار السياسي المحنك القادر على إدارة دفة هذه السفينة في الامواج العاتية والمتلاطمة ،لقد كان أبوعمار دائما يشجعنا على البناء التنظيمي ،ويوصينا بأهمية بناء تنظيم قوي ,وأن تحركنا في وسط الجماهير نابع من قوة الثورة .
واذكر بعد حرب تشرين اكتوبر 1973 وبرنامج النقاط العشر (دعا إلى إقامة السلطة الفلسطينية على أي جزء من الأراضي الفلسطينية), كنت ممن اختلفوا مع ياسر عرفات ،وأنا كنت مع المقاتلين على الجبهة اللبنانية ومن الذين شاركوا في حرب اكتوبر قبل انتقالي لممارسة العمل التنظيمي.
لقد رفض جزء من حركة فتح برنامج النقاط العشر و فكرة اقامة السلطة الفلسطينية ,وأصر على رفضه وبالتالي فإن جزءا كبيرا من فتح اختلف مع فتح واختلف مع ابو عمار ولكن الخلاف كان على المواقف السياسية وليس خلافا على الرئيس ,ابو عمار لم تختلف عليه الساحة الفلسطينية ,ولكنها اختلفت معه في قضايا لها علاقة بالعمل السياسي .
وبعد مرور كل هذه السنوات على رحيل أبوعمار ،أعتقد لا يوجد بيت فلسطيني لا يذكر هذا الرجل , نحن نتذكره دائما ونتذكر موافقه ونتذكر كل المبادئ التي تعلمناها خلال عملنا معه.
وبعد مرور كل هذه السنوات على رحيل أبوعمار ،أعتقد لا يوجد بيت فلسطيني لا يذكر هذا الرجل , نحن نتذكره دائما ونتذكر موافقه ونتذكر كل المبادئ التي تعلمناها خلال عملنا معه.
مبارك اتهم عرفات بتسريب موعد حرب أكتوبر..ما رأيك في هذه التصريحات؟
أتذكر في ذلك الوقت كانت هناك دورة للكادر التنظيمي في "سوق الغرب" وكان الحديث يلوح في الافق عن أجواء حرب ،بالاضافة الى ان هناك نوع من التشكك كان يسود في موضوع الحرب ,و كان البعض يردد ان هذه الحرب ستكون تحريكية فقط ،والبعض الآخر كان يستبعد فكرة الحرب.
كنت من ضمن القوة المتواجدة في "شبعا" و "كفر شوبا" وبشكل طبيعي كان دائما عندنا حالة استنفار في الجنوب وكنا نتعرض بين الحين والاخر لقصف بالطيران الإسرائيلي ,وكنا كفدائيين نأخذ حذرنا باستمرار نتيجة الاعتداءات اليومية .
وفي يوم من الأيام فوجئنا ونحن في القاعدة بأحد الضباط يخبرنا بأن الحرب اندلعت وكنا في حالة استنفار دائم كالمعتاد لحساسية المنطقة التي كنا نتواجد فيها ,ولم يكن لدينا علم حول ساعة الصفر ,لقد أخبرنا الضابط بأن الحرب بدأت وكنا حينها في قاعدة على سفح "جبل الشيخ" وكانت تلة "حرمون" فوقنا الذي عليها الراصد وفعلا بعدها اصبحنا جزءا من المعركة ,ولكن بعد المعركة بوقت قصير "عدة دقائق" علمنا بالمعركة.
بدأت المعركة ولم يكن لدينا علم بذلك ،خصوصا ونحن في المنطقة "الساخنة" في المقدمة تجاه الحدود اللبنانية الاسرائيلية ,وللعلم زوجة الرئيس الراحل انور السادات قالت في تصريحات نسبت لها بأنه "لم يكن احد يعلم ساعة الصفر سوى السادات وحافظ الاسد فقط" وهي ايضا ردت على التسجيل المنسوب لحسني مبارك.
بعد أن كنت مقاتلا ،توجهت إلى العمل التنظيمي الطلابي ..ما طبيعة تلك المرحلة؟
بعد حرب اكتوبر 1973 تركت العمل العسكري وانتقلت للعمل التنظيمي ،وفي ذلك الوقت جاء برنامج النقاط العشر والسلطة الوطنية الفلسطينية .
في هذه المرحلة خضت غمار العمل الطلابي في الحركة الطلابية ، وحين وصلت للإطار النقابي الأعلى للهيئة التنفيذية لاتحاد الطلاب اصبح لي علاقة مباشرة مع ابو عمار .
ومن هنا اصبح لي علاقة مباشرة بالقائد وكنت على اطلاع وكنت قريبا منه , وابو عمار كان دائما حريصا على الاطلاع على كل شيء , حتى البيانات التي كانت تصدر من كل المؤسسات -حتى المؤسسات الشعبية- كان يطلّع عليها .
فمثلا , كان هناك نوع من التطرف تجاه بعض الدول العربية , كان يطلّع على كل شيء حتى لا ننجر الى صراعات جانبية , كل هذه القضايا كنا نتشاور فيها معه.
ونحن كطلاب كان لدينا نوع من المشاركة والتمرد على مواقف كثيرة ,ولكن في نهاية المطاف كنا نلتزم بسياسات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية .
كان ابو عمار حريصا على ان يحضر ويشارك في افتتاح جلسات الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين في كل دورة من دورات المجلس الاداري وكان ايضا حريصا على متابعة نشاطنا الدولي وكان يعطي اهتماما كبيرا للاتحاد العام لطلبة فلسطين ,لأن الاتحاد كان في ذلك الوقت يتمتع ببنية قوية جدا ومنتشرة في "46" دولة في اكثر من "305" وحدة , بما يوازي "305" مدن كبرى في العالم فيها جامعات في مرحلة السبعينيات.
كان ابو عمار حريصا على ان يكون طلابنا في هيئاتنا الادارية ولجاننا عبارة عن سفراء يحملون القضية الفلسطينية ولواء القضية لتوعية وتعريف المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية والظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا .
كان ابو عمار حريصا جدا على كل المنظمات الشعبية مثل اتحاد المرأة والعمال والكتاب والمعلمين" ,وكان مهتما جدا بكل هذه الاتحادات حتى في تشكيلة المجلس الوطني الفلسطيني ،وكان ايضا الرئيس ومعه اللجنة التنفيذية وقيادة الشعب الفلسطيني يمنحون ربع تشكيل المجلس الوطني للمنظمات الشعبية باعتبارها قواعد تنتخب هيئاتها القيادية وبالتالي الهيئات القيادية المنتخبة تكون الاطار التشريعي الاعلى المتمثل في المجلس الوطني الفلسطيني ويمثله المنظمات الشعبية بحرص من ابو عمار بشكل دائم بنسبة "25" % من تشكيلة المجلس الوطني .
دائما المنظمات الشعبية تتميز بنوع من الرفض او المشاركة ,وبالتالي كان ابو عمار حريصا دائما على ان يكون على تنسيق مسبق وتواصل معها ليكون هناك ضبط ايقاع بين المواقف في داخل المجلس الوطني .
وهناك مرحلتين شهد المجلس الوطني فيهما خلاف واضح في دورة النقط العشر في القاهرة ودورة 1988 في الجزائر عند اعلان وثيقة الاستقلال ،ولكن في دورة اعلان الاستقلال 1988 كان الموقف اكثر اتساعا وموافقة من البرنامج في الدورة التي سبقته في القاهرة عام 1974 وبالتالي كان حريصا على هذا الشيء .
وفيما بعد عندما وصلنا إلى اتفاقية اوسلو كان هناك ضبط للوضع اكثر من دورة 1988 و1974 ,لأنه في اطار المجلس المركزي كان عدد الذين اعترضوا قليل في المجلس المركزي الفلسطيني و"بأغلبية طاغية" تم الموافقة على اوسلو ,وفي نفس الوقت انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية في اكتوبر 1993 ,في هذا المجال كنا على تواصل دائم ويومي.
بعد حرب اكتوبر 1973 تركت العمل العسكري وانتقلت للعمل التنظيمي ،وفي ذلك الوقت جاء برنامج النقاط العشر والسلطة الوطنية الفلسطينية .
في هذه المرحلة خضت غمار العمل الطلابي في الحركة الطلابية ، وحين وصلت للإطار النقابي الأعلى للهيئة التنفيذية لاتحاد الطلاب اصبح لي علاقة مباشرة مع ابو عمار .
ومن هنا اصبح لي علاقة مباشرة بالقائد وكنت على اطلاع وكنت قريبا منه , وابو عمار كان دائما حريصا على الاطلاع على كل شيء , حتى البيانات التي كانت تصدر من كل المؤسسات -حتى المؤسسات الشعبية- كان يطلّع عليها .
فمثلا , كان هناك نوع من التطرف تجاه بعض الدول العربية , كان يطلّع على كل شيء حتى لا ننجر الى صراعات جانبية , كل هذه القضايا كنا نتشاور فيها معه.
ونحن كطلاب كان لدينا نوع من المشاركة والتمرد على مواقف كثيرة ,ولكن في نهاية المطاف كنا نلتزم بسياسات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية .
كان ابو عمار حريصا على ان يحضر ويشارك في افتتاح جلسات الاتحاد العام للطلبة الفلسطينيين في كل دورة من دورات المجلس الاداري وكان ايضا حريصا على متابعة نشاطنا الدولي وكان يعطي اهتماما كبيرا للاتحاد العام لطلبة فلسطين ,لأن الاتحاد كان في ذلك الوقت يتمتع ببنية قوية جدا ومنتشرة في "46" دولة في اكثر من "305" وحدة , بما يوازي "305" مدن كبرى في العالم فيها جامعات في مرحلة السبعينيات.
كان ابو عمار حريصا على ان يكون طلابنا في هيئاتنا الادارية ولجاننا عبارة عن سفراء يحملون القضية الفلسطينية ولواء القضية لتوعية وتعريف المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية والظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا .
كان ابو عمار حريصا جدا على كل المنظمات الشعبية مثل اتحاد المرأة والعمال والكتاب والمعلمين" ,وكان مهتما جدا بكل هذه الاتحادات حتى في تشكيلة المجلس الوطني الفلسطيني ،وكان ايضا الرئيس ومعه اللجنة التنفيذية وقيادة الشعب الفلسطيني يمنحون ربع تشكيل المجلس الوطني للمنظمات الشعبية باعتبارها قواعد تنتخب هيئاتها القيادية وبالتالي الهيئات القيادية المنتخبة تكون الاطار التشريعي الاعلى المتمثل في المجلس الوطني الفلسطيني ويمثله المنظمات الشعبية بحرص من ابو عمار بشكل دائم بنسبة "25" % من تشكيلة المجلس الوطني .
دائما المنظمات الشعبية تتميز بنوع من الرفض او المشاركة ,وبالتالي كان ابو عمار حريصا دائما على ان يكون على تنسيق مسبق وتواصل معها ليكون هناك ضبط ايقاع بين المواقف في داخل المجلس الوطني .
وهناك مرحلتين شهد المجلس الوطني فيهما خلاف واضح في دورة النقط العشر في القاهرة ودورة 1988 في الجزائر عند اعلان وثيقة الاستقلال ،ولكن في دورة اعلان الاستقلال 1988 كان الموقف اكثر اتساعا وموافقة من البرنامج في الدورة التي سبقته في القاهرة عام 1974 وبالتالي كان حريصا على هذا الشيء .
وفيما بعد عندما وصلنا إلى اتفاقية اوسلو كان هناك ضبط للوضع اكثر من دورة 1988 و1974 ,لأنه في اطار المجلس المركزي كان عدد الذين اعترضوا قليل في المجلس المركزي الفلسطيني و"بأغلبية طاغية" تم الموافقة على اوسلو ,وفي نفس الوقت انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية في اكتوبر 1993 ,في هذا المجال كنا على تواصل دائم ويومي.