"مدفع رمضان" في بلدية غزة .. تاريخ إنشاء المدفع التركي : ما بين التراث والحاضر .. صور

"مدفع رمضان" في بلدية غزة .. تاريخ إنشاء المدفع التركي : ما بين التراث والحاضر .. صور
غزة - خاص دنيا الوطن-محمد الدهشان 
كان مدفع رمضان جزء أساسي فيما مضى لاعلان موعد الافطار والامساك في شهر رمضان، وكان له أثر نفسي لدى الناس كجزء من عادات المواطن الفلسطيني المتنوعة في الشهر الكريم

ورغم عدم انتشار المدفع في العصر الحالي الا ان مدفع رمضان الذي ينتصب وسط باحة بلدية غزة ما زال يستخدم في شهر رمضان و يعود هذا المدفع للعهد العثماني منذ القرن التاسع عشر 

وقد كان لدنيا الوطن لقاء مع الدكتور نهاد محمود المغني مدير عام الهندسة والتخطيط في بلدية غزة لمعرفة تفاصيل أكثر عن تاريخ المدفع الرمضاني . 

يقول الدكتور المغني إن المدفع الموجود داخل مقر البلدية في ميدان فلسطين هو مدفع تاريخي كان يستخدم في نهاية فترة الحكم التركي لفلسطين في شهر رمضان والمناسبات والأعياد

وبين: "طبعا لم يكن موقعه قديما هنا ، لقد كان في منطقة منتزه البلدية في منطقة المخازن في شارع عمر المختار ، لأنها كانت منطقة واسعة وفارغة ، ولم تكن فيها مبانٍ كثيرة" . 

الية الاستخدام..
قال المغني: "كان يستخدم المدفع هناك عدة مرات في اليوم عند موعد الإفطار وموعد السحور طيلة شهر رمضان وأيضا في المواسم ومواعيد الأعياد". 

يستخدم منذ القدم..
وعن الحقبة التاريخية للمدفع يضيف  المغني ان المدفع صناعة تركية وأول ما وجد  هناك في أواسط القرن التاسع عشر تقريبا في العام 1800 . 

وحسب المغني فانه كان متواجد في غالبية المدن الواقعة تحت الحكم التركي في الشرق الأوسط وبلاد الشام كسوريا ولبنان ومصر وفلسطين والعديد من المدن الفلسطينية . 

وبين المغني أن هذا المدفع أساسه حربي ولكنه استخدم في المدن بواسطة البلديات التي نشأت في نهاية العصر العثماني  بشكل مدني للتذكير بمواعيد معينة مثل الإفطار والصيام ، وظل يستخدم فترات طويلة جدا امتدت إلى ما بعد الحكم العثماني حتى بداية الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة .

اهمال لعادة قديمة..
بعد احتلال الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة ترك المدفع وأهمل ووضع داخل المخازن نتيجة حرب 1967 وأتلف جزء منه وتعطل عن العمل . 

وأشار المغني: "عند قدوم السلطة في العام 1995 وعند تأسيس أول مجلس بلدي برئاسة المرحوم عون الشوا وجدوا المدفع ، وقررت البلدية في وقتها استخدام المدفع للعرض التاريخي فقط وليس للاستخدام فتم ترميمه وإجراء بعض الترميمات لفقدان بعض القطع منه وتم تثبيته على المنصة في مقر بلدية غزة" . 

ويوضح المغني أن سبب عدم عرض المدفع سابقا في ميدان عام قد يكون الوضع غير مناسب لعرضه خارج البلدية وبعرضه داخل البلدية تم المحافظة عليه ليكون شاهدا للتاريخ ومتاح للجميع رؤيته وهو معروض علي نصب في وسط البلدية ، وهي مفتوحة الأبواب للجميع والكل يستطيع مشاهدته من خارج أسوار البلدية .

وعن ما يمثله المدفع يقول المغني المدفع يمثل حقبة وحدث وممارسة تاريخية ، و ان هذه النوعية من المدافع كانت موجودة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكان مستخدم لغرض مدني هنا في غزة .

ويعبر عن ممارسة وسلوك اجتماعي في المدينة  فكانت البلدية شي ضروري مرتبط بحياة الناس فالجميع يوميا ينتظر المدفع في رمضان للإفطار وللامساك فجرا للسحور حتى إن هذا المصطلح موجود حتى الآن وعند أذان المغرب بدل أن يقولوا لقد اذن يقولون ضرب المدفع وهذا شي جميل أن المدفع مرتبط بحياة الناس .








التعليقات