"زواج" بوساطة "دنيا الوطن" .. و"حفلة" الصحف العالمية

"زواج" بوساطة "دنيا الوطن" .. و"حفلة" الصحف العالمية
كتب غازي مرتجى
قبل شهرين تقريباً وصلت دنيا الوطن رسالة من مركز بريطاني يتبع لجامعة أوكسفورد الشهيرة مختص بدراسة الآثار الاجتماعية للانترنت،مفادها اختيار صحيفة دنيا الوطن كأكثر موقع زيارة في فلسطين ، بصراحة شديدة لم نُعر للأمر اهتماما كبيرا وظننته شخصياً رسالة "سبام" .. بعد أسبوع من تلك الرسالة انتشرت على صفحات المواقع العالمية ما أطلق عليه "الخريطة العالمية "و "الجديدة" طبقاً للمواقع الأكثر زيارة .. طالعنا الخريطة كما شاهدها الجميع فوجدنا "دنيا الوطن" مُزيّنة باللون "الوردي" لتُبرز اسم "فلسطين" في الخريطة..

شكّل اختيارنا ووضعنا في الخريطة العالمية دفعة معنوية كبيرة لنا , ولأننا لا نهتم بـ"البهرجة" نشرنا خبراً واحداً وقلنا , كفى الله المؤمنين شر التباهي !.. 

أول أمس , ولأنّ العمل في العيد يكون "محدوداً" تجوّلت في الصحافة العالمية , فوجئت بأن الصحف العالمية تتغنّى بدنيا الوطن دون أن ندري .. وتتساءل كُبريات الصحف العالمية عن "الواتان فويس" من يكون !؟ , طبعاً أجابهم مختصون (أيضاً دون أن ندري" عن ماهية "دنيا الوطن" , ولم تتركنا المواقع الإسرائيلية في حالنا فشنّوا هجوماً على دنيا الوطن وأخذوا بالتحريض الشديد علينا واتهامنا بأننا موقع معادي للسامية , معتبرين أننا الموقع الوحيد الذي يتحدث بلغة "شعبية" لا "رسمية" .. طبعا ً هجوم الصحف الاسرائيلية زادني شخصياً فخراً واعتزازاً ..

يوم أن نشرنا خبر تفوقنا بشهادة "أليكسا" لم يُصدّقنا "المختالون" ويوم أن نشرنا دراسة "أوكسفورد" أقنع "المغتاظون" أنفسهم بأن دنيا الوطن تبحث عن فيديوهات قديمة وتنشرها لذلك أصبحت الصفحة الأولى ! , نسي هؤلاء حجم الانفرادات التي تميّزنا بها .. تناسوا أيضاً أننا الموقع الوحيد الذي يُفتّش عن "المنسيين" و "المناضلين" , وصمّوا آذانهم عن تميّزنا بسرعة نقل الخبر , ولم يشاهدوا صور وفيديوهات مراسلينا في كل مكان.. 

أحدهم يقول  أن دنيا الوطن لا تملك مراسلين .. لا يعرف هذا أن طاقم دنيا الوطن وصل إلى أكثر من 30 مراسل ومحرر ديسك .. ولا يدري هذا أننا ندفع لزملائنا من امكانياتنا الذاتية .. ولم نتلق شيكل واحد خارج عن نطاق "الاعلانات" ..

تحدث إلي الدكتور أحمد أبو هولي النائب عن حركة فتح وبعيداً عن إحساسي بعشقه لدنيا الوطن وفرحته العارمة أقنعني بأن "الناجح يرى نجاح غيره" , و "الفاشل يحاول إفشال غيره" .. أبو هولي أكد لي أن دنيا الوطن لا تنتظر تكريماً أو تبجيلاً من أحد بل هي بحد ذاتها مفخرة لفلسطين , كيف لا وهي من وضعت اسم فلسطين على الخارطة العالمية الانترنتية والكلام هنا للدكتور أبو هولي ..

ربما يباغتني أحدهم بسؤال عن دلالة وضع دنيا الوطن ضمن الخارطة العالمية , وماذا سيختلف لو كانت دنيا الوطن الرقم 1 أو الفيسبوك الرقم 1 , الإجابة لم تكن اجتهاداً مني بل كتبها مدوّن أمريكي قائلاً " الدول القومية لا زالت تحتفظ بهويتها وتعتز بثقافتها" , فالصين  وروسيا تتصدر فيها المواقع المحلية , بينما في كل دول العالم تتصدر شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك - جوجل - ياهو..(..) يقصد هذا المدوّن ان الدول التي تعتز بثقافتها الوطنية تعتمد مواقعها المحلية كموقع رئيسي بينما غالبية الدول تعتمد على مواقع عالمية مشهورة وتسير ضمن ركب تكنولوجيا التواصل الاجتماعي .. ليس هذا فحسب بل أكد هذا المدون أن وضع دنيا الوطن في الخارطة العالمية أثار تساؤلات عدّة , وأصبح الجميع يسأل "كيف ولماذا" ؟ , ففي كازاخستان تصدّر الياهو فأثار تصدره جدلاً واسعاً عن أسباب تصدر الموقع الأقدم على الرغم من وجود مواقع أكثر تفضيلاً وبامكانيات أكبر بكثير من الياهو , فيقول المدوّن فما بالكم بـ"الواتان فويس" ! ..

عندما قمنا في دنيا الوطن بتغطية اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي وحروبه على المواطنين في قطاع غزة كُنّا نشعر بنشوة كبيرة لنقلنا حقيقة الأحداث , كذلك عندما حاولنا قدر الإمكان تغطية الثورات العربية كُنا نبتعد قدر الإمكان عن التحيّز لطرف مقابل الآخر وشعرنا بقوة كبيرة يوم أن وصل عدد قراء خبر واحد عن مصر أكثر من 3 مليون .. نسي "المغتاظون" انفرادنا بقرب تنحّي أمير قطر وكيف نقلت عنّا وسائل الاعلام العالمية والمحلية والعربية الخبر , وكيف أفردت قناة "ام بي سي" حلقة كاملة للحديث عن انفراد دنيا الوطن وتغطيتها الحصرية لمسألة التنحّي .. يطول الحديث عن الانفرادات والتغطيات فكل يوم هناك جديد وجُرأة في الحديث .. 

عندما توجّه الرئيس أبو مازن للأمم المتحدة كانت تغطيتنا للانتصار السياسي العظيم كبيرة على الرغم من عدم تواجد مراسل لنا هناك (لا أدري لماذا!) واعتمدنا على الحديث عبر الهاتف وقمنا بتغطية غير مسبوقة لانتصار الأمم المتحدة والذي سبقه انتصار الإرادة الفلسطينية في غزة .. طبعاً السيد الرئيس ناضل ولا يزال لأجل دولة فلسطين .. يقول أحد كُتّاب الرأي :"وبعد وضع دنيا الوطن على الخارطة العالمية الالكترونية أنه يخشى من مطالبة دنيا الوطن باستبدال "السلطة الفلسطينية" بـ"دولة فلسطين" , على الخارطة المذكورة ".. طبعاً كان شرفاً كبيراً لنا أن نكون ضمن الخارطة العالمية , لكن الشرف الأكبر هو لقرائنا ومتابعينا .. ولدولة فلسطين أيضاً ..

لقد أذهلت دنيا الوطن المدونين وكتاب الرأي ووسائل الإعلام الأجنبية , بينما لم يتحدث زملاء المهنة عن إنجازنا , حتى قيادات الشعب الفلسطيني ممن يتمنّون نشر أخبارهم في رئيسيتنا أجبروا أنفسهم على تناسي الأمر وكأنه لم يكن .. لا ولم ولن نتسوّل تهنئة , فاتصال قاريء وتعليق متابع يكفينا لنعلم أنّ إنجازاتنا لا تذهب هباء ً ..

يتحدث زميل يكتب مقالاً دورياً في دنيا الوطن عن تجربته معنا , فيؤكد أنه ومنذ بدء دراسته لا يذكر يوماً إلا وتصفّح دنيا الوطن فيه .. المفاجأة التي يرويها لي بأن "حماه" وافق على زواجه فقط لأنه شاهد له مقالاً على دنيا الوطن .. طبعاً "حماه" استغرب على زميلي توقفه عن الكتابة في فترة "خطوبته" فخشي زميلي أن يرّد "حماه" زواجه ويرفضه فكتب مقالاً سريعاً ترضيةً لـ"حماه" ... تناولي للقصة على سبيل المُزاح لا أكثر ولزميلنا التوفيق في حياته .. وتيّمنه بدنيا الوطن سيبقيه في المركز الأول كما نحن دوماً ..

عود على بدء , لقد أثبت قرّاء دنيا الوطن أنهم خير الأوفياء لنا ولإنجازاتنا .. فقد وصلتنا رسائل تهنئة من عدد كبير منهم أشكرهم فرداً فرداً ونعدهم بالمزيد واستمرار التميّز ..

تناول الصحافة الأجنبية لإنجاز دنيا الوطن أسعدني بالفعل .. ولا أنسى إتصال الدكتور أحمد أبو هولي ولا تهنئة الدكتور فتحي أبو مغلي أيضاً .. فكانا أول من شاركانا فرحتنا ..