اكرام المناضل الفلسطيني دفنه .. وثورة التحرير بدأت الان بالميجنا والعتابا

اكرام المناضل الفلسطيني دفنه .. وثورة التحرير بدأت الان بالميجنا والعتابا
بقلم: عبدالله عيسى

هنالك خطأ شائع ان اسرائيل كل سياستها عنيفة وهمجية ولكن الصحيح ان لديها سياسة رحيمة منذ بداية السبعينات باتباع سياسة الاغتيالات او الموت الرحيم للمناضلين الفلسطينيين .

اسرائيل وضعت دائما على قائمة الاغتيالات خيرة المناضلين الفلسطينيين واكثرهم عملا ضد اسرائيل ولم يفلت من قائمتهم الا من رحم ربي ومن بقي من المناضلين حيا ليدرك السلطة الفلسطينية تركته اسرائيل لينال عقابا اشد واكثر قسوة من الاغتيال وهو الموت كمدا وهما .

استشهد معظم القادة والكوادر اغتيالا او في معارك الشرف في لبنان وغيرها ونادرا ما سمعنا عن مناضل مات بجلطة او سكتة قلبية ولكن ما ان وصل المناضلون الى مناطق السلطة حتى اصبحت المستشفيات تعج بمرضى القلب من المناضلين الا من اختار له طريقا اخر وهو طريق الفساد او من وضع اذنا من طين ومن عجين وعزل نفسه عن محيطه واستطاع ان يطبق شعار التوجيه المعنوي للعسكر" لا ارى لا اسمع لا اتكلم ".

ترى لو لم تفعل اسرائيل خيرا مع خيرة المناضلين من الثورة الفلسطينية وقدرت لهم الحياة ورؤية واقعنا لوجدنا ابو جهاد وابو اياد وغسان كنفاني وابو علي اياد وقائمة طويلة واكثرهم احتمالا وصبرا على الموبقات يسير على كرسي متحرك وزبائن دائمين في المستشفيات الاردنية قسم القلب .

قائد عملية دلال المغربي بقي حيا ولكن الميت افضل منه للقهر الذي يعيشه وناجي من العملية ذاته عمل لسنوات سائق تاكسي في عمان والقصص كثيرة والانصاف قليل جدا اما شهداء ومناضلين انتفاضة الاقصى حدث ولا حرج .

معظم هؤلاء المناضلين الان قد تقاعدوا من الخدمة يعيشون في غربة حقيقية على ارض الوطن .

يعيشون على ذكريات الزمن الجميل في زمن ليس جميلا ابدا .. في زمن ثورة جديدة شعارها تحرير فلسطين واقامة الدولة بالميجنا والعتابا والجري خلف المشخصاتي  والتمسح بأذياله وكانه قادم من كوكب اخر او من الاولياء الصالحين او من خيرة المناضلين الذين نذكرهم على استحياء وكأنهم يحملون امراضا معدية .

بعد تجربة 20 عاما في السلطة الفلسطينية اصبحت واثقا من ان دولة الفلسطينيين ستقوم ذات يوم توحدهم وترص صفوفهم وتنصفهم  وتنشر العدل والمساواة ولكن موعد الدولة المذكورة ليس بعيدا .. عندما ينطق الحجر والشجر في اخر الزمان في اخر ربع ساعة في قصة الارض والحياة .

لا يحزن احد على وفاة مناضل لان كرامة المناضل في موته فقط يرتاح وترتاح السلطة منه ولا تأسف عليه طبعا فالسلطة مشغولة بثورة جديدة الان بالميجنا والعتابا وعلى بابي واقف قمرين.