غزة وأسبانيا ووجه الشبه .. فيروز وجمعيات "كيلو لحمة"

غازي مرتجى
عندما تقرأ في شريط الأخبار سنوياً وفي ذات التوقيت عن إصابة عدد من المواطنين نتيجة تدافع بينهم وبين "العجول" .. وتبدأ بعدها بالبحث عن "الصور والفيديوهات" لتشاهد باستمتاع غزة الإسبانية حيث "مصارعة العجول" .. عندها لا بد من وقفة حائرة ! .
عندما تقرأ في شريط الأخبار سنوياً وفي ذات التوقيت عن إصابة عدد من المواطنين نتيجة تدافع بينهم وبين "العجول" .. وتبدأ بعدها بالبحث عن "الصور والفيديوهات" لتشاهد باستمتاع غزة الإسبانية حيث "مصارعة العجول" .. عندها لا بد من وقفة حائرة ! .
لا يقف الأمر عند هذا الحد , بل تبدأ بعدها بقراءة عشرات المقالات والتقارير عن المكرهة الصحية التي تُصيب غزة نتيحة الذبح العشوائي في الشوارع أو في مسالخ غير مُهيّأة لذبح "فرخة" .. عدا عن رائحة "الفوارغ" تستمر رائحة "الدماء" لأسابيع بعد "موسم الذبح" .. وكأنّ غزة ينقصها دماء !
الأضحية سُنّة نبوية متوارثة , تنتظر "لحمتها" العائلات المستورة والمحتاجة .. ولكن تعاليم الإسلام تقول أن "لا ضرر ولا ضرار" أيضاً .. يُسعد الجميع رؤية الدماء التي تسيل على صوت "بسم الله الله أكبر" لكن الجميع لا يُعجبه رؤية الدماء على صوت "شو هالقرف" ..
لماذا لا يُسّن قانون للذبح النظيف ؟ , هناك في غزة مسالخ وأماكن مُهيّأة للذبح كثيرة وتستوعب عشرات الأضاحي في ذات الوقت , لماذا لا يُجبر المواطنين على الذبح فيها مع إمكانية تواجدهم لرؤية "الذبيحة" مع عائلته وأطفاله وأصدقائه ؟
تتحدث زميلة فيسبوكية عن حل ظريف لتهدئة "عجول الشراري" فتقترح فتح موسيقى هادئة أو أغاني فيروزية لـ"الشراري" حتى تهدأ أعصابه ويستقر , بدلاً من "الهيجان" الذي يُصاب به نتيجة تجمهر العامة حوله .. الحل ظريف جداً .. لكن هل تستوي "بسم الله الله أكبر" مع "بكتب اسمك يا حبيبي" ! ؟ ما عاذ الله ..
(2)
مساء اليوم الثاني للعيد , أصيب 8 مواطنين نتيجة انفجار "لعبة" في أحد أكبر مدن الملاهي في قطاع غزة .. يبدو أن "الانفجارات" تلاحق غزة من كل مكان .. لكن يجب عدم إغفال طرق السلامة والوقاية المفقودة في معظم مدن الملاهي "وعن تجربة شخصية" !
(3)
طوال العيد نستقبل أخباراً عن "ذبح" جمعية "فلان" أضحية وتوزيعها على الفقراء .. لا يقف الأمر عند "خبر" مُجرّد بل يطلب مُرسل الخبر ضرورة نشر كافة الصور المرفقة .. غالبية المؤسسات الخيرية وزّعت اللحوم على الفقراء والمحتاجين .. لكن المصيبة الأكبر هي "تصويرهم" .. وكأنّ "كيلو لحم" سينقذ العائلة من الفقر وسينشلها من الضياع ! .. اتقوا الله في أعمالكم فإذلال فقير مُحتاج بصورة قد تُضيع أجر أعمالكم فتذهب هباءً ..