للإنجاب وضيق النفس والسحر والانطواء والعين :هوس النساء ينعش عالم السحر والشعوذة
رام الله -غزة- دنيا الوطن-اسامة الكحلوت
قطاع غزة مليء بالخرافات ، حينما يرفض الطفل أكل الطعام يظهر ابو رجل مسلوخة وحينما تتزوج فتاة تقرص صديقاتها ليتزوجن بعدها ، وكأن الاشياء لا يمكنها ان تسير بوتيرة طبيعية دون تدخل أي من القوى او الكائنات الخارقة .
عالم مخيف يتخذه البعض مصدر رزق لبيع الأوهام، واستغلال المرضى، تحت سِتار الرقية الشرعية وبيع العطارة والأعشاب ، حيث يُستغل كثير من الناس في عالم لبيع الأمراض والأوهام، وترويج الخرافات والدجل بين ضعاف النفوس.
وتُمارس الرقية على شريحة ليست بالقليلة من مجتمعنا، معظمهم من المرضى النفسيين أو المصابين بعدة أمراض وتحت مسمى الرقية الشرعية يتم استغلالهم، بالنفث عليهم وبيعهم زيوتا ومياها ربما حملت إليهم عديدا من الأمراض كالكبد الوبائي أو غيرها.
وتتم هذه الممارسات داخل دهاليز مخيفة تفتقر إلى أبسط أساليب النظافة, تحت غطاء بيع العطارة والأعشاب، يمارسون عملهم غير النظامي, لتبدأ رحلة الشك والوسواس لدى من قصدهم.
زيوت ومياه وبخور تصل أسعارها إلى حد عشرات الآلاف، وقراءة الكف والعلاج بالقران والبخور ، وهدفها رفع الحسد عن المحسود وعلاج مرضى يوهمون انفسهم انهم محسودين او ان أحدا وضع لهم " عمل "، فالخرافات على نوعيها الطفولية والبالغة منتشرة في اوساط النساء اللاتي ينفقن الكثير من الاموال لدى المشعوذين والدجالين .
أصرت أم فوزى ، التي تسكن وسط قطاع غزة على أخذ 100شيكل عن الرقية عن كل زيارة من مرضاها من النساء ، وبعد جهد اقتنعت 50 شيكل وقرأت ام فوزى على احدى النساء الموجودات آيات من القرآن ومن ثم النفخ بصوت عال، وقالت لها "أنت مصابة بسحر قام به احد أقاربك " ,وتم الاتفاق معها على الرقية ثلاث مرات بالأسبوع قبل المغرب لمدة شهر وأثناء الجلوس في انتظار الدور للرقية تواجدت العديد من السيدات بمختلف الأعمار مع أبنائهم أيضا .
من بينهم سيدة في الخمسين من العمر تقول عن نفسها بأنها أم أحمد وهي تعاني من ضيق مستمر في التنفس وانقباض في القلب ,وتضيف "أشعر بضيق في التنفس وصداع وسقوط للشعر وأحب العزلة وأكره الاختلاط بأولادي، وقد أتيت لكي أرقي نفسي عند تلك السيدة منذ أسبوعين، وقد وصفت لي الماء المقروء عليه والزيت والبخور والسدر حيث اشتريتها بمقابل مادي يقدر بحوالي 300شيكل، وقد قالت لي أنت مصابة بسحر لتفرقة بينك وبين عائلتك " ، وعندما سألناها هل تحسنت حالتها قالت "لا" ولكن "لسه بدري عشان تبين أثر القراءة علي بدي وقت حتى اشفي من هذا السحر".
أما أم هادى -سيدة مسنة -والتي تعاني من مرض الضغط والسكر فتقول "لا أحب الدواء واعتقد باني مصابة بالعين أنا وأبنائي وحضرت اليوم حتى أتعالج من ذلك باستخدام الرقية الشرعية بعيدة عن الشعوذة واستغني عن وصفات الأطباء من الدواء ".
أما الشابة منار خريجة الجامعة والتي تكبدت العناء في أنجاب مولودها الأول بعد36 سنوات حضرت مع طفلها في الأشهر الأولي من عمرة لرقيته خوفا علية من إصابته بالعين .
رقية في ظلام الليل
بعد عدة محاولات للوصول للشيخ كما يقال عنه أبو عبد الله والذي يعتبر أهم من بعض الوزراء لصعوبة الوصول له فهو يرقي في الظلام معتمدا علي النور المنبعث من الممر الخارجي ,فهو يجلس علي كرسي بعيد عن المريض ويتلوا الرقية بصوت منخفض لمدة عشر دقائق ولا تفهم العديد من الكلمات التي يقولها ومن ثم يعطي الماء ويصر علي شرب المريض للمياه في كاس لا يعلم مصدرها أو مدي نظافتها وبعدها يقوم بتلاوة بعض الآيات القرائية ويسأل عن الاسم واسم العائلة ليعطي بعد ذلك مياه ذكر أنها مقروء عليها الرقية الشرعية .
حاولنا الوصول مرة أخرى لأبوا عبد الله وقد فشلنا ولا نعرف السبب فهو كل مرة في بيت ومكان مختلف ويتقاضي عن كل جلسة علي حسب نوع الرقية مابين 300الى500شيكل ويزعم انه يستخرج الجان والمس من مرضاه ويشفي ويحمي من العين والحسد كما حدث مع احد المرضى حيث اخبره بأنه مصاب بالحسد والعين .
أما الشيخة أم منال - كما تطلق علي نفسها - وهي في العقد الأربعيني فهي تذهب إلى منازل المرضي لرقية وبصراحة هي لا تتقاضي أي مبالغ من المال مقابل الرقية أو الماء المقروء علية ولكن تطلب أن يتم أعطائها مواد تموينية من البيت علي حسب نوع المنزل وترفض المال لاعتقادها أنها تعمل ذلك ولوجه الله فقط والمال يذهب الأجر .
ومن التجارب القاسية في هذه الغوغاء تجربة مني سعيد والتي كانت مصابة بضيق التنفس وتحب الانطواء والخمول والكسل وقد اصاب أهلها الحزن عليها فأخذوها إلى احدهم, واخبرهم أنها مصابة بمس هو السبب في ما تعانيه.
وتقول "لإخراج الجني الذي أصابني بالمس كان من الضروري أن يقوم الشيخ بضربي بشكل جنوني مع قراءة القران, مما الزمني الفراش عدة أشهر بالإضافة إلى فترة طويلة من العلاج اليومي بالماء المقروء علية من حيث الشرب والتغسيل به والدهن بزيت الزيتون مع البخور "
وتؤكد أنها أصبحت بوضع نفسي أكثر سوء مما اضطر والدها إلى أن يأخذها لطبيب ويجري عدة فحوصات ليكتشف بأنه يوجد لديها خلال بالغدة الدرقية فأخذت الدواء ,وهي ألان بصحة جيدة ولكن مازالت متأثرة من ما عانته من الشيخ كما يطلق علي نفسه .
وحذر الأخصائي الاجتماعي خالد النجار من الدجالين، مشيرا إلى خطرهم الكبير على المجتمع مبينا أنهم أخطر من الأمراض الفتاكة لأنهم يلعبون بعقول الناس ويبيعونهم الوهم ويدفعونهم إلى الوسواس والتهيؤات باستخدام الدين الإسلامي .
وأضاف" هم خطر على المجتمع وخاصة عندما يذهب إليهم المريض بمرض ويحتاج إلى الدواء ويوهموهم بأنه فقط يحتاج إلى الرقية وان يستغني عن الدواء مما يتسبب في انتكاسة أو حتى وفاته "
ويبين أن أخطر ما في الأمر هو العبث بعقول مرضى يائسين من الشفاء أو هم مرضى نفسيون يعانون من أمراض تمس أرواحهم وهم يرتاحون لتلاوة القرآن ويستطيعون رقية أنفسهم بأنفسهم أو من أحد الموثوق بهم لِرقيهم وعدم هدر صحتهم وعافيتهم الجسدية والنفسية مع أشخاص يريدون الكسب المادي فقط على حسابهم.
ويقول النجار "لو نظرنا إلى المبالغ المهدرة لوجدنا أنها مبالغ تفوق الخيال وترهق الأسرة خاصة أسر ذوي الدخل المحدود، والمريض أحق بأن يرقي نفسه ويحتسب الأجر من الله والعافية. ويجب أن تراقب تلك الأماكن لأنها تحمل أمراضا منها أمراض الكبد والسل وغيرها ".
ومن المخالفات التي تحدث من الرقاة كثيرة، منها ما يدخل في الجانب الشرعي وآخر سلوكي وثالث تجاري بحت، و الرقابة على الرقاة الشرعيين ما زالت دون المستوى المطلوب .
من جهتها أصدرت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة قراراً للحد من ممارسة أعمال الشعوذة والسحر في قطاع غزة، وقالت إنه يحظر التعاطي بأعمال السحر والشعوذة والدجل وكافة الأعمال التي تنطوي على التغرير بالغير، ويعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بالعقوبة المقررة قانوناً.
قطاع غزة مليء بالخرافات ، حينما يرفض الطفل أكل الطعام يظهر ابو رجل مسلوخة وحينما تتزوج فتاة تقرص صديقاتها ليتزوجن بعدها ، وكأن الاشياء لا يمكنها ان تسير بوتيرة طبيعية دون تدخل أي من القوى او الكائنات الخارقة .
عالم مخيف يتخذه البعض مصدر رزق لبيع الأوهام، واستغلال المرضى، تحت سِتار الرقية الشرعية وبيع العطارة والأعشاب ، حيث يُستغل كثير من الناس في عالم لبيع الأمراض والأوهام، وترويج الخرافات والدجل بين ضعاف النفوس.
وتُمارس الرقية على شريحة ليست بالقليلة من مجتمعنا، معظمهم من المرضى النفسيين أو المصابين بعدة أمراض وتحت مسمى الرقية الشرعية يتم استغلالهم، بالنفث عليهم وبيعهم زيوتا ومياها ربما حملت إليهم عديدا من الأمراض كالكبد الوبائي أو غيرها.
وتتم هذه الممارسات داخل دهاليز مخيفة تفتقر إلى أبسط أساليب النظافة, تحت غطاء بيع العطارة والأعشاب، يمارسون عملهم غير النظامي, لتبدأ رحلة الشك والوسواس لدى من قصدهم.
زيوت ومياه وبخور تصل أسعارها إلى حد عشرات الآلاف، وقراءة الكف والعلاج بالقران والبخور ، وهدفها رفع الحسد عن المحسود وعلاج مرضى يوهمون انفسهم انهم محسودين او ان أحدا وضع لهم " عمل "، فالخرافات على نوعيها الطفولية والبالغة منتشرة في اوساط النساء اللاتي ينفقن الكثير من الاموال لدى المشعوذين والدجالين .
أصرت أم فوزى ، التي تسكن وسط قطاع غزة على أخذ 100شيكل عن الرقية عن كل زيارة من مرضاها من النساء ، وبعد جهد اقتنعت 50 شيكل وقرأت ام فوزى على احدى النساء الموجودات آيات من القرآن ومن ثم النفخ بصوت عال، وقالت لها "أنت مصابة بسحر قام به احد أقاربك " ,وتم الاتفاق معها على الرقية ثلاث مرات بالأسبوع قبل المغرب لمدة شهر وأثناء الجلوس في انتظار الدور للرقية تواجدت العديد من السيدات بمختلف الأعمار مع أبنائهم أيضا .
من بينهم سيدة في الخمسين من العمر تقول عن نفسها بأنها أم أحمد وهي تعاني من ضيق مستمر في التنفس وانقباض في القلب ,وتضيف "أشعر بضيق في التنفس وصداع وسقوط للشعر وأحب العزلة وأكره الاختلاط بأولادي، وقد أتيت لكي أرقي نفسي عند تلك السيدة منذ أسبوعين، وقد وصفت لي الماء المقروء عليه والزيت والبخور والسدر حيث اشتريتها بمقابل مادي يقدر بحوالي 300شيكل، وقد قالت لي أنت مصابة بسحر لتفرقة بينك وبين عائلتك " ، وعندما سألناها هل تحسنت حالتها قالت "لا" ولكن "لسه بدري عشان تبين أثر القراءة علي بدي وقت حتى اشفي من هذا السحر".
أما أم هادى -سيدة مسنة -والتي تعاني من مرض الضغط والسكر فتقول "لا أحب الدواء واعتقد باني مصابة بالعين أنا وأبنائي وحضرت اليوم حتى أتعالج من ذلك باستخدام الرقية الشرعية بعيدة عن الشعوذة واستغني عن وصفات الأطباء من الدواء ".
أما الشابة منار خريجة الجامعة والتي تكبدت العناء في أنجاب مولودها الأول بعد36 سنوات حضرت مع طفلها في الأشهر الأولي من عمرة لرقيته خوفا علية من إصابته بالعين .
رقية في ظلام الليل
بعد عدة محاولات للوصول للشيخ كما يقال عنه أبو عبد الله والذي يعتبر أهم من بعض الوزراء لصعوبة الوصول له فهو يرقي في الظلام معتمدا علي النور المنبعث من الممر الخارجي ,فهو يجلس علي كرسي بعيد عن المريض ويتلوا الرقية بصوت منخفض لمدة عشر دقائق ولا تفهم العديد من الكلمات التي يقولها ومن ثم يعطي الماء ويصر علي شرب المريض للمياه في كاس لا يعلم مصدرها أو مدي نظافتها وبعدها يقوم بتلاوة بعض الآيات القرائية ويسأل عن الاسم واسم العائلة ليعطي بعد ذلك مياه ذكر أنها مقروء عليها الرقية الشرعية .
حاولنا الوصول مرة أخرى لأبوا عبد الله وقد فشلنا ولا نعرف السبب فهو كل مرة في بيت ومكان مختلف ويتقاضي عن كل جلسة علي حسب نوع الرقية مابين 300الى500شيكل ويزعم انه يستخرج الجان والمس من مرضاه ويشفي ويحمي من العين والحسد كما حدث مع احد المرضى حيث اخبره بأنه مصاب بالحسد والعين .
أما الشيخة أم منال - كما تطلق علي نفسها - وهي في العقد الأربعيني فهي تذهب إلى منازل المرضي لرقية وبصراحة هي لا تتقاضي أي مبالغ من المال مقابل الرقية أو الماء المقروء علية ولكن تطلب أن يتم أعطائها مواد تموينية من البيت علي حسب نوع المنزل وترفض المال لاعتقادها أنها تعمل ذلك ولوجه الله فقط والمال يذهب الأجر .
ومن التجارب القاسية في هذه الغوغاء تجربة مني سعيد والتي كانت مصابة بضيق التنفس وتحب الانطواء والخمول والكسل وقد اصاب أهلها الحزن عليها فأخذوها إلى احدهم, واخبرهم أنها مصابة بمس هو السبب في ما تعانيه.
وتقول "لإخراج الجني الذي أصابني بالمس كان من الضروري أن يقوم الشيخ بضربي بشكل جنوني مع قراءة القران, مما الزمني الفراش عدة أشهر بالإضافة إلى فترة طويلة من العلاج اليومي بالماء المقروء علية من حيث الشرب والتغسيل به والدهن بزيت الزيتون مع البخور "
وتؤكد أنها أصبحت بوضع نفسي أكثر سوء مما اضطر والدها إلى أن يأخذها لطبيب ويجري عدة فحوصات ليكتشف بأنه يوجد لديها خلال بالغدة الدرقية فأخذت الدواء ,وهي ألان بصحة جيدة ولكن مازالت متأثرة من ما عانته من الشيخ كما يطلق علي نفسه .
وحذر الأخصائي الاجتماعي خالد النجار من الدجالين، مشيرا إلى خطرهم الكبير على المجتمع مبينا أنهم أخطر من الأمراض الفتاكة لأنهم يلعبون بعقول الناس ويبيعونهم الوهم ويدفعونهم إلى الوسواس والتهيؤات باستخدام الدين الإسلامي .
وأضاف" هم خطر على المجتمع وخاصة عندما يذهب إليهم المريض بمرض ويحتاج إلى الدواء ويوهموهم بأنه فقط يحتاج إلى الرقية وان يستغني عن الدواء مما يتسبب في انتكاسة أو حتى وفاته "
ويبين أن أخطر ما في الأمر هو العبث بعقول مرضى يائسين من الشفاء أو هم مرضى نفسيون يعانون من أمراض تمس أرواحهم وهم يرتاحون لتلاوة القرآن ويستطيعون رقية أنفسهم بأنفسهم أو من أحد الموثوق بهم لِرقيهم وعدم هدر صحتهم وعافيتهم الجسدية والنفسية مع أشخاص يريدون الكسب المادي فقط على حسابهم.
ويقول النجار "لو نظرنا إلى المبالغ المهدرة لوجدنا أنها مبالغ تفوق الخيال وترهق الأسرة خاصة أسر ذوي الدخل المحدود، والمريض أحق بأن يرقي نفسه ويحتسب الأجر من الله والعافية. ويجب أن تراقب تلك الأماكن لأنها تحمل أمراضا منها أمراض الكبد والسل وغيرها ".
ومن المخالفات التي تحدث من الرقاة كثيرة، منها ما يدخل في الجانب الشرعي وآخر سلوكي وثالث تجاري بحت، و الرقابة على الرقاة الشرعيين ما زالت دون المستوى المطلوب .
من جهتها أصدرت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة قراراً للحد من ممارسة أعمال الشعوذة والسحر في قطاع غزة، وقالت إنه يحظر التعاطي بأعمال السحر والشعوذة والدجل وكافة الأعمال التي تنطوي على التغرير بالغير، ويعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بالعقوبة المقررة قانوناً.
التعليقات