دور القوات الفلسطينية في حرب اكتوبر 1973

دور القوات الفلسطينية في حرب اكتوبر 1973
رام الله - دنيا الوطن
اوضح اللواء مازن عز الدين المفوض السياسي للسلطة الوطنية الفلسطينية سابقا انه  بعد حرب حزيران 1967 م وهزيمية الجيوش العربية واحتلال كل ارض فلسطين الى جانب شبه جزيرة سيناء من مصر والجولان من سوريا وعدة كيلو مترات من الاردن في وادي عربة ،ان هذه النكسة التي سماها عبد الناصر أضافت أعباء على ألامه العربية تساوي أن لم تكن اكبر من نكبة عام 1948 .

واضاف: لقد حققت الحركة الصهيونية اكبر بكثير من حلمها باقامة " اسرائيل " وتجاوزته بالتوسع والخروج عن حدودها لتصبح دفاعاتها العسكرية بعيدة عن التجمعات السكانية الاسرائلية والعمق الامني الاسرائيلي بشكل عام . 

وتابع: على ضوء ذلك عقدت قمة الخرطوم في الفترة ما بين 29 اب ( اغسطس ) الى ايلول ( سبتمبر ) 1967 وصدر عنها ما اتفق عليه سياسياً بمصطلح اللاءات الثلاثة وهي ( لا صلح – لا مفاوضات – لا اعتراف ) ودخلت الامة العربية في النفق المظلم الى ان اتى الامل وشعاع من النور من قوات الثورة الفلسطينية وتحديداً من حركة فتح التي اخذت قرار الانطلاقة المسلحة لتكون العسكرية الفلسطينية هي أول من اوجد ادارة التحدي وتكون بذلك راس الرمح العربي الموجه لصدر " اسرائيل ".

القوات الفلسطينية تقاتل على الجبهتين 

واشار الى ان الدور الأول للقوات الفلسطينية كان تحركها السريع لجمع الاسلحة والعتاد من الجبهات العربية التي منيت بالهزيمة وتخزينها وأعادت انطلاقتها بقوة وراحت توجه الضربات بقوة الى جنود العدو الذين كانو منشغلين بانتصارهم السهل والسريع في حرب حزيران 1967 وأخذت الأمة العربية جماهيرها وانظمتها تقدم الدعم للثورة الفلسطينية التي اصبح لها قوات وتشكيلات حديثة تمتد على اتساع الحدود الاردنية من خليج العقبة حتى حدود سوريا ومنطقة الجولان وجنوب لبنان وتوجت الثورة الفلسطينية ضرباتها بانتزاع أول انتصار على العدو في معركة الكرامة عام 1968 . 

القوات الفلسطينية وامتصاص الضربات الاسرائلية 
 
واكد عز الدين ان للضربات الفلسطينية الموجه لاسرائيل كانت نتائج هامة على صعيد اعادة بناء وتشكيل وتاهيل القوات المسلحة في كل من الاردن وسوريا ولبنان حيث انها شغلت الفراغ الناتج عن الهزيمة اولاً وجعلت إسرائيل تنتقل لردات الفعل التي كانت تلاحق قواعد الثورة الفلسطينة والمخيمات في الشتات وابعدت ذهن القيادة العسكرية والسياسية الاسرائلية عن أعادة البناء التي كانت تتم على قدم وساق في دول الطوق ، حيث كانت القوات الاسرائلية تقوم بقصف المواقع الفلسطينية في الاردن وسوريا ولبنان بالطائرات و كان ذلك يتم شبه يومي ، من اجل منع القوات الفلسطينة من التطور وكاجراءات استباقية لمنع الهجمات الفلسطينية على قواتها ومستوطناتها هذا .

ومن جانب أخر لالحاق الهزيمة بها استكمالاً لهزيمة الجيوش العربية ، ولكن هزيمتها في معركة الكرامة ، اجهض واضاع منهم الجانب المعنوي لانتصارهم وكان ذلك واضحاً بمقولة دايان وزير الحرب الاسرائلي عندما قال المقاومة الفلسطينية " كألبيضة في يدي اكسرها متى اشاء ". 

واضاف: كان من ابرز ما حققته المقاومة الفلسطينية في تلك المرحلة انها قد اكملت مأسسة قواتها واصبح لديها قدرة نيران كبيرة الى جانب بنائها لخلايا فدائية عالية في اختيار الاهداف الاسرائلية وتنفيذ العمليات العسكرية ضدها ، .

واشا الى انه في 27 – 30 ينانير 1973 عقد في القاهرة مجلس الدفاع المشترك وهي من الاجهزة التابعة للجامعة العربية بحث فيه موضوع قومية المعركة بحضور وزراء الدفاع العرب ووزراء الخارجية ، وقد تقدم الفريق اول احمد اسماعيل على باسم مصر بتقرير حول الاوضاع في اطارها الاستراتيجي وقد كان ذلك بمثابة خطة عامة لشن الحرب على اسرائيل ومما جاء فيه ان التخطيط للعمليات التعرضية للعمل العسكري العربي المشترك يجب ان يهدف الى : - 
1. ارغام العدو على القتال في كل الجبهات في وقت واحد لحرمانه من استراتيجيته المبنية على العمل ضد جبهة واحده في وقت واحد . 
2. استخدام الجبهتين السورية والاردنيه لتهديد قلب العدو بنيراننا وخاصة القوات الجوية . 
3. العمل على تشتيت احتياطات العدو التعبوية والاستراتيجية . 
4. قطع خطوط مواصلات العدو البحرية في البحرين المتوسط والاحمر . 
5. استخدام الفدائيين على نطاق واسع داخل اسرائيل . 
6. ان تبداء العمليات التعرضية في اقرب وقت ممكن . 

وكشف عز الدين "من المعلوم ان الحرب بدأت من الجبهة المصرية والسورية ولم تفتح الجبهة الاردنية التي تم تعويضها بفتح الجبهة الثالثة من قبل القوات الفلسطينية في لبنان حيث فاقت كل التقديرات التي وضعت لها في البند الخامس من تقرير الفريق اول احمد اسماعيل على الذي اشار الى تدعيم العمل الفدائي ليلعب دوراً اساسياً في المعركة ويعتبر هذا العمل جزء لا يتجزء من قومية المعركة ويجب ان يعمل العمل الفدائي من جميع الجبهات لتشتيت جهود العدو ضمن الخطة العامة للقوات العربية وتزال العقبات التي تعترض طريقه . 

الاستعدادات الفلسطينية لحرب 1973 

اكد المفوض السياسي للسلطة الفلسطينية ان حركة فتح ساهمت في بناء الاطر والخلايا التنظمية والعسكرية وحاولت بناء قواعد ارتكازية داخل فلسطين المحتلة ، ولهذا ارسلت ياسر عرفات وممدوح صبري صيدم (أبو صبري) ، ومازن جودت ابو غزالة ، حيث اسسوا ما عرف بالانطلاقة الثانية للكفاح المسلح وكان ذلك في 27 / 8/1967 حيث تم نقل مقر القيادة لحركة فتح من عمان الى رام الله  . 

وقد نجحت قوات العاصفة في تجميع كميات من الاسلحة وتخزينها وانشأت المجموعات العسكرية التي انطلقت بعملياتها ضد اسرائيل حيث حظيت حركة المقاومة الفلسطينية باحترام الجميع وعلى راسهم الزعيم جمال عبد الناصر الذي قال عنها انها انبل ظاهرة انجبتها الامة العربية.

 واضاف "انها وجدت لتبقى " وفتحت سوريا ابوابها لاحتضان المعسكرات والمستودعات التي تدفقت عليها الاسلحة والذخائر من الدول الصديقة والشقيقة حيث نزلت اول طائرة محملة بالسلاح هدية من الصين في مطار المزة الذي اغلقة الرئيس الاسد " الاب " من اجل هذه الغاية حيث بدأت مرحلة متقدمة في تطور العمل الفدائي وهي مرحلة استيعاب الاسلحة الحديثة وبناء التشكيلات الخاصة بذلك والتي مكنت الثورة الفلسطينية بجدارة من مشاغلة العدو من عام 1967 حتى بدء حرب اكتوبر 1973 مما مكن مصر وسوريا من اعادة البناء والتاهيل واجراء المناورات التدربية على مستوى الفرق والالوية واستعداداً للحرب حيث كانت ردود الفعل الإسرائيلية ضد العمل الفلسطيني شبه يومية و كبيرة حيث استخدم سلاح الجو بكثافة الى الحد انه مسح مخيم النبطية عن الوجود ، وتابعت قوات الثورة الفلسطينية عملياتها من جنوب لبنان على شكل ضربات سريعة تنزلها بالعدو في منطقة القشرة وقد ساعد على ذلك طبيعة الارض في الجنوب حيث كان التسلل ممكناً وحيث لم يكن هناك عائق مائي او خط حواجز اسرائلي على طول الحدود اللبنانية وحيث كانت الاهداف قريبة . 


واكد على ان القوات الفلسطينية نجحت في استدراج القيادة الاسرائلية للاشتباك المتواصل معها من عام 1967 حتى بدء حرب 1973 م الى ان اوصلتها الرسالة واضحة بان التشجيع العربي للثورة الفلسطينية واتساع الحرب معها قد يعني ان العرب لا يفكرو في شن حرب عليها وقد استنفرت قوات الجيش الاسرئيلي في البروالبحر والجو ، وقد وجه الطرفان ضربات موجعة لبعضهما البعض ، وسرت بين بعض المحللين معلومات تفيد بان التصعيد الفلسطيني تم بالاتفاق مع الرئيس السادات واجهزته لابعاد اهتمام اسرائيل عن الجهة الغربية حتى تتمكن مصر من شن هجومها . 
 
السادات يبلغ عرفات بقرار الحرب 

وبين عز الدين ان معرفة مصر وسوريا بالمدى الذي وصلت اليه الثورة الفلسيطينة في تطور قدرتها وخبراتها القتالية في التصدي للاحتلال ومدى النجاح الذي حققته في عملياتها ، جعلتهما يعملان على وضع هذه القدرات في المعركة الكبرى التي يجري الاستعداد لها ونظراً للمصداقية التي مارستها القيادة الفلسطينية مع قيادة مصر وسوريا فقد تم ابلاغ القيادة الفلسطينية بالحرب وضرورة المشاركة الفلسطينية .

واضاف: يؤكد امين الهندي ان مصداقية ابو اياد مع القيادة المصرية هي التي دعت الرئيس السادات يتحدث مع القيادة الفلسطينة بقرار الحرب وكان ابو عمار يردد دائماً لم تكن جيهتنان بل ثلاثة جبهات حيث كانت الجبهة الثالثة هي الجبهة الفلسطينية من جنوب لبنان واسرائيل اعترفت بذلك  . 

واشار الى ان الرئيس السادات وقبل الحرب بعدة ايام كان قد دعى الرئيس ياسر عرفات لزيارة القاهرة فتوجه عرفات برفقة كل من خليل الوزير " ابو جهاد " وصلاح خلف " ابو اياد " وخالد الحسن " ابو السعيد " وسعد صايل " ابو الوليد " وجميعهم أعضاء في اللجنة المركزية لفتح . 

واضاف: تحدث الرئيس السادات مع وفد فتح عن خطط مصر المستقبلية ، وابلغهم بأنه سيشن حرب لعبور القنال وتحرير سيناء في شهر اكتوبر وكان ذلك اللقاء في شهر ايلول ( سبتمر ) 1973 وكان ياسر عرفات واخوته في قيادة فتح هم الوحيدين الذين ابلغهم السادات بموعد المعركة التي ستخوضها مصر بشكل مؤكد. 

ونوه الى انه لم تفت ابو عمار "فرصة العمر" بدفع جيش التحرير الفلسطيني بالمشاركة في حرب 1973 على الجبهتين المصرية والسورية .

الامر الذي دفع ابو عمار بان يتحدث عن الجبهة الثالثة التي فتحتها فعلاً على الرغم من التعتيم الاعلامي آنئذ الى ان اعترف العدو بذلك عندما وقف مندوبه في الامم المتحدة عشية بحث مجلس الامن في قرار لوقف الحرب على جبهتي القتال ليقول ان حكومته تشترط كذلك التزاماً عربياً بايقاف النار على الجبهة الثالثة التي يحارب فيها الفلسطينيون . 

المشاركة الفلسطينية الميدانية 

اولاً على الجبهة المصرية قوات عين جالوت 
 
اوضح عز الدين ان قوات عين جالوت الفلسطينية عملت بامرة الجيش المصري قبل اندلاع الحرب وقد اسندت اليها مهام ضمن خطة العمليات على الجبهة المصرية والحقت بالجيش الثالث بمهمة الدفاع خلف منطقة العبور. 

واضاف: قامت بدفع مجموعات استطلاع امام دفاعاتها حيث تمكنت من التبليغ عن الاعمال الاولى للخرق الاسرائيلي في منطقة الدفرسوار يوم 16/10/1973 كما قامت بالتصدي للوحدات الاسرائلية التي تسللت خلف مواقعها وخسرت 30 شهيداً و70 جريحاً .

 وفي اشارة منه الى ان الفريق عبد الرازق المجايده رئيس اركان قوات عين جالوت في حرب اكتوبر قال ان قوات عين جالوت اصطدمت مع طلائع القوات الاسرائلية التي عبرت غرب القنال ودار قتال عنيف امام دفاعتا مما اضطر القوات الإسرائيلية إلى التراجع والالتفاف بعيداً عن مواقعنا وقد ابلغنا العمليات الحربية المصرية بذلك ونضيف وقد قاتل معنا قوة اساسية من قوات العاصفة التابعة لحركة فتح . 

واوضح عز الدين ان قوات عين جالوت شاركت بثلاثة كتائب وهي ك 39 والتي يقودها الرائد حسن ابو لبدة وك 49 والتي يقودها الرائد نمر حجاج ، وك 59 والتي يقودها الرائد محمد ابو مهادي وكانت القوات بقيادة العقيد منصور الشريف .

 واكد ان القوات الفلسطينية الحقت بثلاثة كتائب مدفعية بقيادة المقدم صلاح الدين عبد الرحمن وقد سجلت قوات عين جالوت نجاحاً واضحاً في الجهد الجماعي للقوات العربية المتمركزة في منطقتها الى جانب اختيار مجموعات قتال تم اختيارها للعمل خلف خطوط العدو بامرة الجيش الميداني الثاني تم دفعها مع الوحدات الخاصة المصرية . 

واضاف: بالتفاهم المسبق بين القيادة المصرية والفلسطينة تم ارسال قوات اضافية مكونة من مجموعات خاصة من الضفادع البشرية ومن مقاتلي حركة فتح اسندت لهم مهام خاصة في اطار خطة الحرب .

 كما اشار الى انه في احتفال رسمي بعد انتهاء الحرب وجهت دعوة رسمية للرئيس ياسر عرفات من الفريق اول احمد اسماعيل علي لزيارة الجبهة المصرية تم وضع ارفع وسام على العلم الفلسطيني تقديراً للمشاركة الفلسطينية في القتال على الجبهة المصرية . 

القتال على الجبهة السورية 

اكد اللواء مازن عز الدين ان قوات حطين وقوات العاصفة وقوات الصاعقة وقوات القادسية جميعها قاتلت على الجبهة السورية حيث ادت مهام قتالية متنوعة منها عميات محمولة جواً وهي معركة تل الفرس في 7 تشرين الاول اكتوبر ومعركة واسط كفر نفاح في 9 تشرين الاول " اكتوبر " 1973 وعمليات الاغارة على مواقع العدو وخلف خطوطه مثل " عملية تل الشعار في 11 تشرين الاول ( اكتوبر ) وتل مطوق في 13 تشرين الاول ( اكتوبر ) وتل شمس في 16 تشرين الأول ( اكتوبر ) وغيرها. 

واضاف: اما قوات القادسية التي بقيت مؤلفة من كتيبتين في احتياط جيش التحرير فقد تمركزت في بعض المناطق الهامة في عمق الجبهة السورية ولم تستخدم هذه القوات في المجابهة المباشرة مع العدو ، بل كلفت باحباط اية محاولة للعدو للضرب في العمق والتصدي لاي محاولة إنزال جوي .

وفي ذات السياق اوضح زهير محسن القائد العام لقوات الصاعقة ورئيس الدائرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية رداً على سؤال عن دور المقاومة الفلسطينية في القتال : ان القوات الفلسطينية النظامية منها والفدائية تشارك على نطاق واسع في القتال الذي بدأ منذ السادس من تشرين الاول وكتائب جيش التحرير المعسكرة في سوريا قامت بدورها كاملاً الى جانب القوات السورية الباسلة ، ان سرية من جيش التحرير هي التي إقتحمت نقطة تل الفرس في الجولان ، وعملت خلف خطوط العدو ، كذلك نفذ الفدائيون عمليات هامه خلف الخطوط في المنطقة السورية .

ونوه الى ان جانب الدور المباشر لجيش التحرير الفلسطيني وقوات الصاعقة تم زج ثلاثة كتائب من قوات العاصفة التابعة لحركة فتح هي : 
1. الكتيبة الثالثة بقيادة الرائد حسن ابو شنار . 
2. الكتيبة الثانية بقيادة الرائد زياد صغير . 
3. كتيبة قطاع الجولان بقيادة المقدم نصر يوسف ، الى جانب سرية خالد بن الوليد التي يقودها النقيب صلاح ابو زرد والتي استشهد منها ستة ضباط في كمين نفذته وحدة خاصة اسرائلية ما بين قرية دربل وكفر حور وقد تمركزت هذه القوات حسب الخطة العملياتيه السورية ، ونجحت في تحرير بعض التلال والاحتفاظ بها الى ما بعد وقف اطلاق النار ، ويقول المشير محمد عبد الغني الجمسي " بذلت المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية كل جهد ممكن في كل مجال وطوال السنوات الطويلة ولقد كانت الفرصة متاحة عام 1973 لوضع فكرة وفلسفه قومية المعركة موضع التنفيذ .

الجبهة الثالثة / جنوب لبنان 

واوضح عز الدين ان عماد الجبهة الثالثة قوات العاصفة التي فتحت جبهة ممتدة من البحر المتوسط غرباً حتى بلدة كفر شوبا وكفر حمام شرقاً في قطاع العرقوب وكانت تقاتل في المحاور التقليدية الثلاث وهي المحور الغربي ، والاوسط ، والشرقي وكان الحشد كبيراً.

 وتابع: عملت قوات العاصفة بكل تشكيلاتها ووحداتها الفرعية الى جانب كتيبة مصعب بن عمير من قوات القادسية من جيش التحرير ، وجميع قوات الثورة الفلسطينية التي تتشكل منها قوات فصائل م – ت – ف . 

وتركزت العلميات القتالية باسلوبين 
الاول: باستخدام المدفعية وراجمات الصورايخ الحديثة 
الثاني :بالعمليات الفدائية الراجلة التي كانت تقوم بالاغارة وزرع الغام والعبوات واستهداف كافة مناحي الحياة في اسرائيل ، مصانع ، اذاعات ، محطات توليد وقطارات .............الخ 

ونوه الى ان وزير الدفاع الاسرائيلي قد اعترف في حينه موشي ديان بشدة العمل الفدائي الفلسطيني في مذكراته حيث قال : " ففي المفاوضات التي كانت مستمرة للاتفاق على وقف اطلاق النار وتنظيم مؤتمر جنبف راحت المنظمات الارهابية تزيد من نشاطها وتفتح صفحة جديدة والقبض على رهائن والتهديد بنقلهم والموت معهم اذا لم تنفذ مطالبهم باطلاق ( ارهابين ) من السجن . 

واشار الى ان الرئيس هواري بومدين رئيس مجلس الثورة الجزائري وجه رسالة الى ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول القتال الدائر على الجبهات العربية يوم 10/10/1973 اشاد فيها بالدور الفلسطيني في معركة اكتوبر حيث قال "تقوم المقاومة الفلسطينة بدورها الكامل في المعركة ، وتؤدي واجبتها في تنظيم طاقات الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو الصهوني مواجه منتصرة ، وان اندفاع شعبكم الشقيق بقيادة ثورته المسلحة الى تحمل مسؤلياته بكل ما لديه من امكانيات ووسائل في معركة التحرير الشاملة ، يشكل عاملاً اساسياً لتحقيق النصر" . 

انعكسات حرب اكتوبر 1973 على الثورة الفلسطينية 
 
وفي هذا الصدد قال اللواء عز الدين ان حرب تشرين الاول " اكتوبر " 1973 لم تعد على الشعب الفلسطيني بفوائد مباشرة ، مثل تحرير جزء من ارض فلسطين الا انها حققت له العديد من المكاسب على المستوى السياسي والعسكري : 
اولاً على المستوى السياسي : 
1. النهوض الجماهيري الواسع والتفافها حول المقاومة الفلسطينية بعد مشاركتها في الحرب الذي ثبت انها الرقم الصعب الذي لا يمكن شطبه من المعادلة . 
2. اعتراف الجامعة العربية بالمنظمة ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في قمة الرباط اكتوبر 1974 .

3. انهاء الخلاف الاردني – الفلسطيني حول موضوع الممثل الشرعي الوحيد ودعوة مؤتمر القمة في الرباط كل من مصر وسوريا والاردن ومنظمة التحرير الى وضع صيغة لتنظيم العلاقات فيما بينهم . 

4. قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974 م بضرورة توجيه الدعوة لمنظمة التحرير للاشتراك في مداولاتها حول القضية الفلسطينية كعضو مستقل  . 

وتم دعوة الرئيس ياسر عرفات لالقاء كلمة فلسطين " حيث قال جئتكم احمل غصن الزيتون بيد ، والبندقية في اليد الاخرى ، فلا تسقطو الغصن الاخضر من يدي . وكانت من اهم نتائج حرب اكتوبر . 

5. تبنت الجمعية العامة قرارين تاريخيين الاول في الدورة 26 بتاريخ 22 تشرين ثاني " نوفبر " 1974 وينص على تأكيد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحق العودة والاستقلال الوطني والسيادة وتبنت الجمعية العامة هذا القرار باغلبية الاصوات ، اما الثاني في الدورة 29 بتاريخ 22 نوفمبر ( تشرين الثاني ) 1974 بالاعتراف بحق م – ت – ف بالمشاركة في جلسات واعمال الجمعية العامة وكل المؤتمرات التي تعقد تحت اشراف الامم المتحدة بصفة مراقب .
 
6. حولت منظمة التحرير الفلسطينية من قوة عربية داخلية الى قوة اقليمية ودولية ومعترف بها في كافة المنظمات الدولية .
 
7. اجبرت الولايات المتحدة ان تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية وان تستقبل ياسر عرفات في البيت الابيض اكثر بكثير من اي رئيس اثناء تبني عملية السلام بينها وبين اسرائيل . 

8. اجبرت قادة المقاومة على اعادة التفكير في الكثير من المفاهيم السياسية المتعلقة بايجاد حلول للقضية . 

9. ابرزت الحرب التناقضات الفلسطينية التي ظهر فيها اتجاهين : الاول ينوي مواصلة العمليات العسكرية ضد اسرائيل والثاني يبحث عن السبل الواقعية لحل القضية الفلسطينية مما ادى الى خروج عدد من التنظيمات الفلسطينية من اللجنة التنفذية ل م – ت – ف وهي ( الجبهة الشعبية ، والقياده العامة ، وجبهة التحرير العربية ، وجبهة النضال الشعبي ، وتم تشكيل جبهة الرفض ( جبهة القوى الرافضة لمشاريع التسوية الاستسلامية ) واتخذت بعض التدابير التنظيمية فشكلت مجلساً مركزياً وقيادة يومية وبدأت تصدر صحيفة الصمود الاسبوعية . 

النتائج على الصعيد العسكري 
 وفند اللواء عزالدين النتائج على الصعيد العسكري في عدة نقاط اهمها:

1. اكدت ان القوات العسكرية الفلسطينية لديها قدرة اشتباك لا يستهان بها ضد اسرائيل . 

2. اعتراف العدو الاسرائيلي بالجبهة التي فتحتها قوات الثورة الفلسطينية وطالب بان يشملها وقف اطلاق النار وسميت بالجبهة الثالثة . 

3. تميزت عن غيرها من القوات العربية التي قدمت جهداً عسكرياً في اكتوبر 1973 بانها نجحت في القدرة على زج قوة مهمة في الجبهات الثلاثة . 

4. اكتسبت مزيداً من الخبرات القتالية ضد اسرائيل . 

5. وضعت ارفع الاوسمة على العلم الفلسطيني وعدداً من الضباط والقادة الفلسطينيين الشجعان .
 
6. الاستعداد لمرحلة جديدة أعادتها لوضعها قبل حرب اكتوبر 1973 لتقاتل في الوضع الدفاعي ضد اعدائها في الداخل اللبناني ومواصلة الوضع الهجومي في العمليات ضد اسرائيل .

الجدير بالذكر ان اللواء مازن عز الدين المفوض السياسي السابق في السلطة الوطنية الفلسطينية عرض في قراءة سريعة المشاركة الفلسطينية ودور القوات الفلسطينية في حرب اكتوبر عام 73 في المشاركة بالحرب ودورها المميز في حرب الاستنزاف التي قادتها القوات الفلسطينية على الجبهة الشمالية لاضعاف قدرات الجيش الاسرائيلي قبل الحرب .

كما اوضح الدور الاساسي الذي لعبته القوات في الحرب بغض النظر عن النهاية التي كان مخطط لها من قبل الرئيس السادات كما اوضح مسبقا رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الذي تحدث بصراحة عن الاجتماع التي تم بينه وبين السادات في برج العرب وحينها ابلغهم السادات بشكل الحرب واين ستصل ومتى ستتوقف .

ولكن من خلال القراءة التاريخية والتفصيلية التي عرضها اللواء عزالدين اوضحت ان القوات الفلسطينية كانت تستميت في التقدم نحو تحرير فلسطين .

التعليقات