ظاهرة أم حدث عابر .. فتيات يشكرن "ضحية التحرش بمعبر رفح" على جرأتها .. ومواطنون يطالبون الشرطة بفضح أصحاب الغرائز الحيوانية

ظاهرة أم حدث عابر .. فتيات يشكرن "ضحية التحرش بمعبر رفح" على جرأتها .. ومواطنون يطالبون الشرطة بفضح أصحاب الغرائز الحيوانية
غزة -خاص دنيا الوطن
أن نكسر حاجز الصمت ليس سهلا في مجتمعاتنا المحافظة، وحين الحديث عن ظاهرة مخجلة  يثور الناس مدافعين بأننا مجتمع محافظ لا يحدث فيه أي عيب وأن الأمور كلها على ما يرام، هذه ليست الحقيقة وانما الصمت يطبق على الأفواه من زاوية يحسبها كل شخص حسب أهواءه

أثارت دنيا الوطن بالأمس جدلا في الشارع الفلسطيني بعد نشر فيديو لشاب يتحرش بفتاة أثناء تظاهرة أمام بوابة معبر رفح، البعض ثار ساخطا لنشر الفيديو معتبرا أن التحرش في فلسطين وفي غزة بالتحديد ليس ظاهرة وانما حدث عابر، وآخرون أكدوا أن التحرش ظاهرة ولكن صمت الفتيات خجلا أو خوفا يخفي الحقيقة كاملة

وفي مقابلة ل دنيا الوطن مع المواطنين بينت سوسن أن التحرش ظاهرة في غزة ولكن الفتيات يخجلن من الحديث عن مواقف واجهتهم مما يعطي جرأة أكثر للشباب في ممارسة التحرش.

وتؤكد أن التحرش بالعادة يكون في المناسبات والأعياد والأسواق المزدحمة، وتروي موقفا حصل معها " في يوم كنت بالسوق وتعرضت لتحرش فتلقائيا لطشت الشاب كفا وتجمهر الشباب وضربوه" على حد تعبيرها

مبينة أن على كل شاب أن ينظر الى الفتاة في الشارع وكأنها أخته والا يتعرض لها بأي سوء.

واعتبرت المواطنة "منى" أن هذه ليست ظاهرة مقارنة مع دول أخرى رغم تأكيدها أنها تتعرض لتحرش سواء بالنظرات أو الكلام من الشباب والرجال في شوارع غزة

في السيارات العمومية وفي الأسواق يتعرضن الفتيات للتحرش وقد يكتفين بتوجيه كلمة للشاب بتمتمة غير مفهومة خوفا من الفضائح، تقول  "ريم" : " تعرضت أكثر من مرة للتحرش في الأسواق وفي السيارة حتى بعد أن تزوجت ويكون ابني معي مع ذلك أتعرض للتحرش لكن ليس لدي الجرأة  بأن ابهدل الشاب بصوت عالي"

وحول نشر فيديو التحرش الذي حدث أمس في معبر رفح، قالت ريم: " نشر الفيديو مهم لكي يردع الشباب ولكن يجب معرفة كيف تم التعامل مع الشاب بعد أن تحرش بالفتاة وهل تم اعتقاله أم لا"

وأيدتها المواطنة سماح في ذلك مبينة أن التحرش ظاهرة في غزة ويجب فضح كل من يقوم بمثل ذلك ليكون رادعا لغيره وتنتهي تلك الظاهرة وأن تكون الفتاة أكثر جرأة وقوة لتشير باصبع الاتهام لمن يتحرش بها

ومن جانبه أكد المواطن محمد بأن التحرش ظاهرة في غزة ولكن لايتم الحديث عنها، أيده في ذلك المواطن موسى بأن التحرش يحدث كثيرا والشرطة تعاقب من يقوم بالتحرش وتترصد لهم في الأعياد والمناسبات

وعن نشر فيديو التحرش أكدوا بأن ذلك يبعث خوفا لدى الشباب من فضحهم والمثول للعقاب مما يمثل رادعا قويا لتنتهي تلك الظاهرة قبل تفاقمها

وعن خروج الفتاة شهد أبو سلامة بكل جرأة وتتحدث لدنيا الوطن عن تحرش الشاب بها في معبر رفح، قد يعطي قوة للفتيات لكسر حاجز الصمت وأن التحرش اشارة اتهام معيبة بحق الشاب فالفتاة اليوم أصبحت ليست مكسورة الجناح وتستطيع أن تدافع عن نفسها.

مواطنون على الفيسبوك طالبوا الشرطة الفلسطينية بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه باستخدام غرائزه الحيوانية للتحرش بأخوات دلال المغربي وريم الرياشي , وطالبوا بفضحهم حتى يتم ردع كل من تسول له نفسه بالقياد بحركات صبيانية غرائزية .

وكان قد أثار فيديو نشر الأحد عبر صفحات التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا حيث يظهر قيام احد المواطنين المتجمهرين امام بوابة معبر رفح بالتحرش بفتاة تقف امامه انتظارا لدورها في دخول بوابة المعبر .

ويظهر في الفيديو تحرش الشاب بالفتاة مما دفع الاخيرة للالتفات إليه والدفاع عن نفسها والصراخ في وجهه , فقام الشرطي فورا بالهجوم على المتحرش ودفعه بعيدا عن الفتاة بقوة .

ورغم أن الفتاة قد تم تغطية وجهها في الفيديو المنشور على صفحات الانترنت إلا أنها وبجرأة غير معهودة وشجاعة فائقة أعلنت عبر صفحتها على الفيسبوك أنها الفتاة التي ظهرت في فيديو التحرش ،وطالبت بكلمات مؤثرة المرأة والمجتمع الفلسطيني باحترام حقوق المرأة وإنسانيتها .

الطالبة شهد أبوسلامة قالت فى تصريح خاص بدنيا الوطن مساء اليوم أنها كانت ترغب بالسفر لتركيا فى منحة دراسية (ماجستير ) وأن موعد سفرها  كان فى 23 الشهر الحالي ومع  أحوال المعبر لم تتمكن من المغادرة .

وناشدت أبو سلامة عبر دنيا الوطن المسؤولين فى معبر رفح بالتحرك من اجل إيجاد حل جذري لحل مشكلة الطلبة والمرضى. كما ناشدت القيادة الفلسطينية بكافة فصائلها أن تتحد كرجل واحد لنصره حقوق شعبها المسلوبة ولا تقف مكتوفة الايدي أمام ما يعانونه من اهانة وعنصرية وحصار خانق لا انساني لا يحترم ابسط الحقوق الفلسطينية.

 وكانت أبوسلامة قد كتبت فى تعليق لها عبر صفحتها على الفيس بوك :"أعلم أن الكثير منكم رأى الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاحتماعي بحادثة التحرش التي حصلت أثناء التظاهرة التي قام بها مجموعة من الطلبة والمرضى واصحاب الاقامات الموشكة على الانتهاء بشكل عفوي وقاموا باقتحام بوابة معبر رفح- الجانب الفلسطيني. لن أخجل من أن اقول وبكل جرأة أني كنت ضحية هذا المتحرّش الحقير الذي استغل تجمهر الطلبة الذين انتفضوا لينادوا بأبسط حقوقهم لكي يرضي شهوته القذرة، فليس أنا من يجب أن أخجل، بل هو وكل من مثله. بعضا من الحياء يا عديمين الاحساس والانسانية، بعضا من الخجل. ودعوا ذلك الفيديو ينتشر حتى يكون هذا عديم الأخلاق عبرة لمن يعتبر. أمثالك أيها الحقير السافل لا يستحق كل الذل. سأمشي رافعة رأسي إلى السماء لأني دافعت عن نفسي ولقنت ذاك الحيوان درسا مبرحا لن ينساه لأنه اعتقد أني ولمجرد أني امرأة سأكون تلك المرأة ذات "الجناح المكسور" وأقبل أن اكون ضحية غريزته الحيوانية. أما هو فليغمد وجهه بالتراب. لست جناحا مكسورا وأستطيع أن اكون عند لزوم الأمر أشد من ١٠٠ رجل! حان الأوان أن تتحرروا من جهلكم وتعاملوا المرأة بانسانية وتحترموها ولا تحجموها في صورة جسد. عار عليكم! 

منذ بداية الثورة الفلسطينية والمرأة جنبا إلى جنب مع الرجل تحمل شعلة النضال.. بل هي أم الثورة ومفجرتها. وسنبقى كذلك حتى ولو اضررنا أن ندفع بجانب ضريبة كوننا نقع تحت احتلال وحصار خانق اسرائيلي-مصري ضريبة أخرى: وهي كوننا نعيش في مجتمع ذكوري يوجه اصبع اللوم دائما على المرأة حتى وان كانت الضحية. 

وأوجه رسالة للاعلام الانقسامي البغيض بأن يكفوا عن نشر الفتن. الشرطي ليس "حمساوي" بل هو مواطن فلسطيني يؤدي عمله. والشاب الحقير ليس "فتحاوي" مدسوس في تظاهرة غاضبين يسعون لتحقيق حل لحياتهم التي تتدمر على بوابة معبر رفح.. الشرطي هو مثال لما يجب أن يكون عليه الشرطي الفلسطيني ساندني في تلقين ذلك الحقير المتحرش الدرس الذي يستحقه. كفانا انقساما.. ولا تحوروا قضيتنا الانسانية والسبب التي ثارت لأجله كل تلك الأصوات الغاضبة والمظلومة والمكبوتة التي قررت أن تصرخ بدلا من ان تقبل بواقع لا انساني لا يحترم أبسط حقوقهم الانسانية، لقضية رجل حقير مجرد من الانسانية والاخلاق تحرش بفتاة .









التعليقات