بوتين: على اسرائيل ان تنزع سلاحها النووي، سوريا تسلحت بسلاح كيميائي كرد على ذلك

بوتين: على اسرائيل ان تنزع سلاحها النووي، سوريا تسلحت بسلاح كيميائي كرد على ذلك
رام الله - دنيا الوطن

بعد أن ألمح الروس في اليومين الاخيرين بانهم غير واثقين في اتفاق نزع السلاح الكيميائي السوري، امتشق أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورقة جديدة في المفاوضات مع الامريكيين: الترسانة النووية الاسرائيلية. 

في مؤتمر فلداي السنوي، الذي انعقد في منطقة ريفية على مسافة نحو 400كم شمالي موسكو بمشاركة خبراء من روسيا ومن العالم، أصر الرئيس الروسي مثلما في الماضي على أنه لا يوجد دليل على أن الاسد استخدم سلاحا كيميائيا. وتساءل، "ماذا اذا كانت المعارضة هي التي استخدمته؟ احد لا يتحدث ماذا سيجرى لها". ولكن حين سُئل عن المصاعب المتوقعة في تطبيق اتفاق لازالة السلاح الكيميائي، سارع الى جر اسرائيل الى المعادلة وأحدث مساواة بين السلاح غير التقليدي الذي في حوزتها وبين السلاح الكيميائي في سوريا والبرنامج النووي الايراني.

 وقال في بداية حديثه ان "سوريا تزودت بالسلاح الكيميائي كرد على السلاح النووي الاسرائيلي... اسرائيل سبقت بوقت طويل دول اخرى في المجال النووي، وسلاحها النووي يثقل عليها". واذا لم يكن هذا كافيا، فقد ذكر الرئيس الروسي ثلاث مرات جاسوس النووي مردخاي فعنونو، دون أن يذكر اسمه. وقال متطرقا لفعنونو ان "في اسرائيل يوجد ايضا من يعارض النووي. ولم يكن شيء مناهض لاسرائيل في خطوته". وبعد الخطاب اكد بوتين في حديث جانبي مع أحد مشاركي المؤتمر على أن حديثه لم يكن مصادفا، وأوضح بانه ينتظر من اسرائيل ان تنزع سلاحها النووي. وعندما سئل لماذا لا تنزع روسيا ايضا سلاحها النووي اجاب ان "روسيا هي عضو في النادي، اما اسرائيل فليست عضوا فيه". 

والى ذلك، بعد أن استمتع  الروس  بالانجاز الدبلوماسي حيال الامريكيين في أعقاب بلورة الاتفاق لنزع السلاح الكيميائي للاسد، فهموا بانه محكوم عليهم بالفشل، وبالتالي شرعوا في الايام الاخيرة ببعض التعديلات. فمنذ أول أمس حاول مصدر كبير جدا في الكرملين تبريد الانجاز الدبلوماسي لبوتين والمح بان روسيا ستكتفي ايضا بتعطيل جزء من السلاح الكيميائي السوري. وفي اثناء مداولات مؤتمر فلداي. أعرب المصدر عن أمله في تدمير السلاح الكيميائي، "أو قسم منه يدمر". وأمس هاجم الروس في الجبهة الثانية – مسألة الادلة. فقد أعلن وزير الخارجية سيرجيه لافروف بان لدى روسيا أدلة على أن الثوار هم الذين اطلقوا السلاح الكيميائي ف 21 آب وأنه يعتزم نقل هذه الادلة الى الامم المتحدة.  

وقال لافروف وناطقون آخرون في الحكم الروسي في الايام الاخيرة بان نوع السلاح الذي اطلق والمكان الذي اطلق منه يشيران الى أن الثوار وليس قوات الاسد هم المسؤولون عن الهجوم. بل وادعى أول أمس مصدر كبير في محيط بوتين بانه تلقى نتائج من الميدان تشير الى أن السلاح الكيميائي الذي استخدم في الهجوم تشكل على ما يبدو من عناصر تم تهريبها من ليبيا. وقال ان هذه وسائل قتالية قديمة جدا انتجت في الخمسينيات أو الستينيات في الصناعة العسكرية السوفييتية وليس جزءا من الترسانة التي لدى الاسد. واضاف: "نحن لن نعرف ابدا كم صاروخ كتف وقذيفة صاروخية سرقت من ليبيا ونقلت الى مالي. لدينا تخمينات وليس براهين الى أين وصل كل السلاح. التقدير هو ان هذه الاجزاء القديمة مع بقايا سارين انتجت بشكل محلي في الكراجات". وعلى الرغم من ذلك، وخلافا للبراهين المزعومة التي تصر روسيا عليها في الايام الاخيرة، اعترف بانه ليس واثقا مائة في المائة بان المعارضة هي المسؤولة عن الهجوم.  

ويشرح السفير الاسرائيلي السابق في موسكو تسفي مغين، الذي يعمل اليوم كباحث كبير في معهد بحوث الامن القومي، يشرح بان طرح الموضوع الاسرائيلي في هذا السياق من خلال ذكر السلاح النووي الاسرائيلي هو ظاهرة جديدة. "حتى الان تحدث الروس بلطف وايجابية عن اسرائيل. وهذه انعطافة في سياستهم. هذه ليست ذلة لسان بل رسالة واضحة نقلت على مدى ثلاثة ايام من محافل حاكمة مختلفة في مؤتمر فلداي". 

وأضاف مغين الذي يشارك في المؤتمر بانه يبدو أن الروس قرروا جر الموضوع الاسرائيلي الى مسألة التسوية السورية من جهة والايرانية من جهة اخرى، كرافعة ضغط ضد الامريكيين. في كل ما يتعلق بايران، فان التفسير المحتمل لذلك كفيل بان يكون مرتبطا بالتطورات الايجابية الجديدة في علاقاتها مع الغرب. 

 "الروس يخشون من ان الايرانيين، المتعلقين بهم اليوم، يعتزمون عقد صفقات مع الامريكيين. وهم يحاولون الان التلميح لهم بانهم بوسعهم الحرص على مصالحهم بالشكل الذي لا يمكن للامريكيين أن يفعلوه"، قال مغين. وشدد على أنه "اذا لم يكن الحديث يدور عن فصل عابر، فهذه صفحة جديدة وغير ايجابية في العلاقات مع روسيا".  

والى ذلك، علم أمس بان مشروع القرار بنزع السلاح الكيميائي السوري، والذي كان يفترض أن يقر في مجلس الامن هذا الاسبوع، سيتأخر على الاقل حتى منتصف الاسبوع القادم وربما أكثر. وافادت مصادر دبلوماسية في باريس ضالعة في المحادثات بان السبب

التعليقات