حاول الإضراب عن الطعام وتناول المهدئات .. تفاصيل جديدة ومثيرة عن حياة شاليط في غزة
رام الله - دنيا الوطن
عدنان عوض عن الجزيرة
يتناول الكتاب الذي ألفه "غرشون باسكين"، الذي أشرف على الجهود التي بذلتها حكومة الاحتلال من وراء الستار للإفراج عن جنديها الأسير لدى حماس منذ يونيو/حزيران 2006، وقد قضى 1941 يوما في بقعة جغرافية ضيقة مثل قطاع غزة، من خلال ستة فصول أساسية كافة مراحل الصفقة قبل أن تخرج إلى حيز النور في أكتوبر/تشرين الأول 2011.
جاء الفصل الأول ليقدم ملخصا للمراسلات السرية التي قامت بين المؤلف وجملة من ضباط الأمن الاسرائيليين المكلفين بإبرام الصفقة من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقد كشف النقاب عن عدد منهم، ومن بينهم: عوفر ديكل نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الأسبق، وقد عينه رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت للقيام بهذه المهمة، وحغاي هداس مساعد رئيس جهاز الموساد الأسبق، وقد مر ملف شاليط في عهده بجمود كامل، ودافيد ميدان رجل الموساد البارز، وقد وافق على انطلاق الجهود السرية التي قام بها مؤلف الكتاب، وفي عهده عاد شاليط إلى البيت وتمت الصفقة مع حماس.
ويذكر في ذات الفصل عددا من الشخصيات الفلسطينية التي ساهمت بصورة فاعلة في إبرام صفقة التبادل، ومعظمها من قادة حماس أبرزهم: خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق نائبه، أحمد الجعبري قائد جناحها العسكري الذي اغتيل في الحرب الأخيرة، وإسماعيل هنية رئيس حكومتها في غزة، ومحمود الزهار، وأحمد يوسف، وغازي حمد الشريك في القناة السرية لمفاوضات صفقة التبادل.
ينتقل الكتاب في الفصل الثاني للحديث عن ما أسماها "خيبات الأمل" التي لاحقت الاسرائليين فور نجاح حماس في أسر الجندي، وعدم تمكن الوساطات الأولية معها في الإفراج عنه بأقل الأثمان التي يمكن للكيان أن يدفعه.
وانتقل في الفصل الثالث إلى بدء الوساطات الإقليمية والدولية ممثلة بالوسيط المصري اللواء نادر الأعصر رجل جهاز المخابرات، الذي استطاع تذليل الكثير من الصعاب لتمرير صفقة التبادل، ونظيره الألماني غيرهارد كونراد، الذي خاض نقاشات مستفيضة بين حماس والكيان للبحث في أسماء قوائم الأسرى الذين سيفرج عنهم خلال الصفقة.
الفصل الرابع من الكتاب، يخصصه بالكامل لما أسماها "رواية حماس للصفقة من خلال غازي حمد وكيل وزارة الخارجية الحالي في حكومة غزة، الذي كان شريك المؤلف في الوصول بالصفقة إلى بر الأمان، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبه حمد في إنجاح الصفقة من خلال علاقاته الوثيقة بقيادة حماس، والصلاحيات التي منح إياها من قبل القيادتين السياسية والعسكرية في الحركة.
ثم يصل المؤلف في الفصل الخامس إلى تحقق الصفقة أخيرا رغم كل الصعاب التي واجهتها طوال سنوات خمس سابقة، ملخصا في الفصل السادس أهم الدروس والعبر والمخاطر التي يمكن لصانع القرار الاسرائيلي أن يستفيد منها في صفقات تبادل قادمة.
يقول المؤلف: صفقة التبادل مع حماس أعظم شيء قمت به في حياتي كلها، ويشير إلى أنه استطاع أن يفعلها رغم كل الصعاب، وما وصفها بـ"الجرعات الكبيرة من التشكيك والسخرية" ممن قادوا المفاوضات نيابة عن الحكومة الاسرائيلية
ويبرر ذلك بقوله إنه نجح حيث فشل الآخرون، وتمكن من فتح قناة خلفية سرية مع حماس جلبت الجندي الأسير شاليط لنهاية سعيدة، بعد 5 سنوات و4 أشهر، مقابل ألف أسير فلسطيني، ، وبات من الممكن التوصل إلى تفاهم وتوافق، من خلال إنشاء قناة اتصال ذات أهمية غير مسبوقة بين الطرفين.
الحوار مع حماس
ويضيف تمثلت أكبر مشكلة لدي في إقناع القيادة الاسرائيلية للتحدث مباشرة مع حماس، لأن لغة القوة هي الوحيدة السائدة للتواصل بين الجانبين، وقد قام الجيش الاسرائلي وأجهزة المخابرات بجهود أمنية وعسكرية حثيثة للعثور على الجندي دون جدوى، لأن حركة حماس نظرت للجندي منذ اللحظة الأولى لأسره على أنه "كنز إستراتيجي"، سيمنحها في حال إبرام الصفقة المأمولة أهمية شعبية ورصيدا جماهيريا أكثر من أي أمر آخر. يتحدث الكتاب عن بقاء شاليط طوال السنوات الخمس في مخبأ تحت الأرض بعدة طوابق، يحاط مكانه بسرية فائقة، وكيف أنه واجه معاناة كبيرة خلال أسره، لعل أهمها إصابته بيده، وعلاجه بطريقة سرية ومتكتمة، بحيث لم ترسل حماس له طبيبا معروفا ماهرا خوفا من اكتشاف الأمر.
الغريب أن الكتاب يكشف النقاب عن أمور جديدة، لا يعرف مدى دقتها أو حقيقتها، ومنها أن الجندي رفض بداية أسره تناول الطعام، مما اضطر آسريه لإجباره على تناول الماء المملح، واحتاج لتناول أقراص مهدئة، كما واجه عدة أزمات نفسية خلال فترة أسره، لكنه سرعان ما تعافى بعد مرور بعض الوقت.
يقر المؤلف بأن تل أبيب بذلت جهودا أمنية استخبارية وعسكرية "مضنية" للعثور على الجندي، بما فيها الوسائل التقنية الإلكترونية الدقيقة، بجانب تشغيل عدد هائل من العملاء والمتعاونين والجواسيس، ووصل الأمر بها لأن تعلن عن منح جائزة تقدر بـ10 ملايين دولار لكل من يدل على مكان أسره، ومع ذلك، فلم يكن لكل هذه المغريات أي أثر أو جدوى.
يكشف المؤلف لأول مرة للقارئ الاسرائيلي بعض التفاصيل عن حادثة الأسر، في ضوء امتلاكه مصادر وثيقة ومطلعة في الكيان وغزة، ولذلك فإن الكتاب فور خروجه للمكتبات، لاقى رواجا منقطع النظير، وقد دعا مؤلفه عائلة"شاليط للاحتفال بتوقيعه النسخة الأولى منه.
الكتاب يحاول أن يقدم سردا تفصيليا لمجريات صفقة التبادل مع حماس، ويبقي على التكتم على مصادره التي زودته بهذه المعلومات، سواء من بعض كوادر حماس في غزة والقاهرة وتل أبيب، وعدد من العواصم الغربية.
والمطالع لصفحات هذا الكتاب يشعر كما لو كان بوسكين داخل الغرفة التي احتجز فيها شاليط، والتفاصيل الدقيقة الواردة فيه تظهر أن آسري الجندي أنفسهم من تحدثوا إليه، مع التأكيد على أن المؤلف ذاته يشير إلى أن حراس شاليط والقائمين على إخفائه عاشوا بمعزل عن العالم الخارجي، ومنقطعين عن كل ما يتصل بما هو خارج غرفة الاحتجاز.
أهمية الكتاب
يتلقى المؤلف شهادات اسرائيلية جادة بأن المعلومات التي أوردها في كتابه عن تفاصيل عملية الأسر دقيقة وأمينة وموثوقة، كاشفا النقاب عن أن حكومة الاحتلال وضعت أهدافا غير معلنة لحربها على غزة (2008-2009)، مستندا في ذلك لمصادر مطلعة لم يفصح عن هويتها، مما أثار جدلا صاخبا في الكيان، واتهام الحكومة بالتفريط في حياة جنودها، بل وقتلهم، بدلا من محاولة تخليصهم، بدفع الثمن ولو كان باهظا ومكلفا ومؤلما.
تكمن أهمية الكتاب في سرعة صدوره، وأن مؤلفه ذو صلة مباشرة بصفقة التبادل مع حماس، وهو أكاديمي اسرائيلي باحث في العلاقات الدولية وناشط سياسي منذ 35 عاما، ويجتهد لإقامة قنوات اتصال بين الكيان والعرب، وقد أنشأ لهذا الغرض معهدا دراسيا لبحث سبل التعايش بين الجانبين، كما أسس المركز الاسرائيلي الفلسطيني للتعجيل بتطبيق حل الدولتين.
كما يتميز الكتاب بتقديمه رواية شخصية لمجريات صفقة التبادل عبر تضمنه أكثر من 700 رسالة سرية، أرسلها واستقبلها المؤلف، وبالتالي فهو متابع حثيث ومراقب دقيق لمجريات الصفقة منذ بداياتها الأولى.
كما أن الكتاب يرى النور في وقت يشتد الحديث فيه اسرائيليا عن جهود مضنية تبذلها حركة حماس وفصائل المقاومة لأسر جنود آخرين، وإبرام صفقة تبادل جديدة تفرج عمن تبقى من الأسرى الفلسطينيين، فضلا عن أن المؤلف جمع إفادات وشهادات من عدد من قيادات حماس وكوادرها، ومن مصادر أجنبية أخرى، وهي أطراف راقبت عن كثب التفاصيل الدقيقة التي واكبت أسر الجندي منذ يوم اختطافه، ولها بعض الصلات مع آسريه.
الكتاب أيضا يحمل أهمية إضافية لكونه يكشف النقاب عن طبيعة عملية الأسر التي تمت من النواحي الميدانية والتقنية، وما يقول عنه من نقاشات داخل حماس بشأن الأسر، والصراع الحقيقي الذي أدارته حماس مع الكيان، بما كان سيؤثر حتما على مصير الجندي الاسرائيلي داخل غزة، والمفاوضات التي جرت منذ اللحظة الأولى لتحريره وإطلاق سراحه
يتناول الكتاب الذي ألفه "غرشون باسكين"، الذي أشرف على الجهود التي بذلتها حكومة الاحتلال من وراء الستار للإفراج عن جنديها الأسير لدى حماس منذ يونيو/حزيران 2006، وقد قضى 1941 يوما في بقعة جغرافية ضيقة مثل قطاع غزة، من خلال ستة فصول أساسية كافة مراحل الصفقة قبل أن تخرج إلى حيز النور في أكتوبر/تشرين الأول 2011.
جاء الفصل الأول ليقدم ملخصا للمراسلات السرية التي قامت بين المؤلف وجملة من ضباط الأمن الاسرائيليين المكلفين بإبرام الصفقة من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقد كشف النقاب عن عدد منهم، ومن بينهم: عوفر ديكل نائب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الأسبق، وقد عينه رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت للقيام بهذه المهمة، وحغاي هداس مساعد رئيس جهاز الموساد الأسبق، وقد مر ملف شاليط في عهده بجمود كامل، ودافيد ميدان رجل الموساد البارز، وقد وافق على انطلاق الجهود السرية التي قام بها مؤلف الكتاب، وفي عهده عاد شاليط إلى البيت وتمت الصفقة مع حماس.
ويذكر في ذات الفصل عددا من الشخصيات الفلسطينية التي ساهمت بصورة فاعلة في إبرام صفقة التبادل، ومعظمها من قادة حماس أبرزهم: خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي، موسى أبو مرزوق نائبه، أحمد الجعبري قائد جناحها العسكري الذي اغتيل في الحرب الأخيرة، وإسماعيل هنية رئيس حكومتها في غزة، ومحمود الزهار، وأحمد يوسف، وغازي حمد الشريك في القناة السرية لمفاوضات صفقة التبادل.
ينتقل الكتاب في الفصل الثاني للحديث عن ما أسماها "خيبات الأمل" التي لاحقت الاسرائليين فور نجاح حماس في أسر الجندي، وعدم تمكن الوساطات الأولية معها في الإفراج عنه بأقل الأثمان التي يمكن للكيان أن يدفعه.
وانتقل في الفصل الثالث إلى بدء الوساطات الإقليمية والدولية ممثلة بالوسيط المصري اللواء نادر الأعصر رجل جهاز المخابرات، الذي استطاع تذليل الكثير من الصعاب لتمرير صفقة التبادل، ونظيره الألماني غيرهارد كونراد، الذي خاض نقاشات مستفيضة بين حماس والكيان للبحث في أسماء قوائم الأسرى الذين سيفرج عنهم خلال الصفقة.
الفصل الرابع من الكتاب، يخصصه بالكامل لما أسماها "رواية حماس للصفقة من خلال غازي حمد وكيل وزارة الخارجية الحالي في حكومة غزة، الذي كان شريك المؤلف في الوصول بالصفقة إلى بر الأمان، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبه حمد في إنجاح الصفقة من خلال علاقاته الوثيقة بقيادة حماس، والصلاحيات التي منح إياها من قبل القيادتين السياسية والعسكرية في الحركة.
ثم يصل المؤلف في الفصل الخامس إلى تحقق الصفقة أخيرا رغم كل الصعاب التي واجهتها طوال سنوات خمس سابقة، ملخصا في الفصل السادس أهم الدروس والعبر والمخاطر التي يمكن لصانع القرار الاسرائيلي أن يستفيد منها في صفقات تبادل قادمة.
يقول المؤلف: صفقة التبادل مع حماس أعظم شيء قمت به في حياتي كلها، ويشير إلى أنه استطاع أن يفعلها رغم كل الصعاب، وما وصفها بـ"الجرعات الكبيرة من التشكيك والسخرية" ممن قادوا المفاوضات نيابة عن الحكومة الاسرائيلية
ويبرر ذلك بقوله إنه نجح حيث فشل الآخرون، وتمكن من فتح قناة خلفية سرية مع حماس جلبت الجندي الأسير شاليط لنهاية سعيدة، بعد 5 سنوات و4 أشهر، مقابل ألف أسير فلسطيني، ، وبات من الممكن التوصل إلى تفاهم وتوافق، من خلال إنشاء قناة اتصال ذات أهمية غير مسبوقة بين الطرفين.
الحوار مع حماس
ويضيف تمثلت أكبر مشكلة لدي في إقناع القيادة الاسرائيلية للتحدث مباشرة مع حماس، لأن لغة القوة هي الوحيدة السائدة للتواصل بين الجانبين، وقد قام الجيش الاسرائلي وأجهزة المخابرات بجهود أمنية وعسكرية حثيثة للعثور على الجندي دون جدوى، لأن حركة حماس نظرت للجندي منذ اللحظة الأولى لأسره على أنه "كنز إستراتيجي"، سيمنحها في حال إبرام الصفقة المأمولة أهمية شعبية ورصيدا جماهيريا أكثر من أي أمر آخر. يتحدث الكتاب عن بقاء شاليط طوال السنوات الخمس في مخبأ تحت الأرض بعدة طوابق، يحاط مكانه بسرية فائقة، وكيف أنه واجه معاناة كبيرة خلال أسره، لعل أهمها إصابته بيده، وعلاجه بطريقة سرية ومتكتمة، بحيث لم ترسل حماس له طبيبا معروفا ماهرا خوفا من اكتشاف الأمر.
الغريب أن الكتاب يكشف النقاب عن أمور جديدة، لا يعرف مدى دقتها أو حقيقتها، ومنها أن الجندي رفض بداية أسره تناول الطعام، مما اضطر آسريه لإجباره على تناول الماء المملح، واحتاج لتناول أقراص مهدئة، كما واجه عدة أزمات نفسية خلال فترة أسره، لكنه سرعان ما تعافى بعد مرور بعض الوقت.
يقر المؤلف بأن تل أبيب بذلت جهودا أمنية استخبارية وعسكرية "مضنية" للعثور على الجندي، بما فيها الوسائل التقنية الإلكترونية الدقيقة، بجانب تشغيل عدد هائل من العملاء والمتعاونين والجواسيس، ووصل الأمر بها لأن تعلن عن منح جائزة تقدر بـ10 ملايين دولار لكل من يدل على مكان أسره، ومع ذلك، فلم يكن لكل هذه المغريات أي أثر أو جدوى.
يكشف المؤلف لأول مرة للقارئ الاسرائيلي بعض التفاصيل عن حادثة الأسر، في ضوء امتلاكه مصادر وثيقة ومطلعة في الكيان وغزة، ولذلك فإن الكتاب فور خروجه للمكتبات، لاقى رواجا منقطع النظير، وقد دعا مؤلفه عائلة"شاليط للاحتفال بتوقيعه النسخة الأولى منه.
الكتاب يحاول أن يقدم سردا تفصيليا لمجريات صفقة التبادل مع حماس، ويبقي على التكتم على مصادره التي زودته بهذه المعلومات، سواء من بعض كوادر حماس في غزة والقاهرة وتل أبيب، وعدد من العواصم الغربية.
والمطالع لصفحات هذا الكتاب يشعر كما لو كان بوسكين داخل الغرفة التي احتجز فيها شاليط، والتفاصيل الدقيقة الواردة فيه تظهر أن آسري الجندي أنفسهم من تحدثوا إليه، مع التأكيد على أن المؤلف ذاته يشير إلى أن حراس شاليط والقائمين على إخفائه عاشوا بمعزل عن العالم الخارجي، ومنقطعين عن كل ما يتصل بما هو خارج غرفة الاحتجاز.
أهمية الكتاب
يتلقى المؤلف شهادات اسرائيلية جادة بأن المعلومات التي أوردها في كتابه عن تفاصيل عملية الأسر دقيقة وأمينة وموثوقة، كاشفا النقاب عن أن حكومة الاحتلال وضعت أهدافا غير معلنة لحربها على غزة (2008-2009)، مستندا في ذلك لمصادر مطلعة لم يفصح عن هويتها، مما أثار جدلا صاخبا في الكيان، واتهام الحكومة بالتفريط في حياة جنودها، بل وقتلهم، بدلا من محاولة تخليصهم، بدفع الثمن ولو كان باهظا ومكلفا ومؤلما.
تكمن أهمية الكتاب في سرعة صدوره، وأن مؤلفه ذو صلة مباشرة بصفقة التبادل مع حماس، وهو أكاديمي اسرائيلي باحث في العلاقات الدولية وناشط سياسي منذ 35 عاما، ويجتهد لإقامة قنوات اتصال بين الكيان والعرب، وقد أنشأ لهذا الغرض معهدا دراسيا لبحث سبل التعايش بين الجانبين، كما أسس المركز الاسرائيلي الفلسطيني للتعجيل بتطبيق حل الدولتين.
كما يتميز الكتاب بتقديمه رواية شخصية لمجريات صفقة التبادل عبر تضمنه أكثر من 700 رسالة سرية، أرسلها واستقبلها المؤلف، وبالتالي فهو متابع حثيث ومراقب دقيق لمجريات الصفقة منذ بداياتها الأولى.
كما أن الكتاب يرى النور في وقت يشتد الحديث فيه اسرائيليا عن جهود مضنية تبذلها حركة حماس وفصائل المقاومة لأسر جنود آخرين، وإبرام صفقة تبادل جديدة تفرج عمن تبقى من الأسرى الفلسطينيين، فضلا عن أن المؤلف جمع إفادات وشهادات من عدد من قيادات حماس وكوادرها، ومن مصادر أجنبية أخرى، وهي أطراف راقبت عن كثب التفاصيل الدقيقة التي واكبت أسر الجندي منذ يوم اختطافه، ولها بعض الصلات مع آسريه.
الكتاب أيضا يحمل أهمية إضافية لكونه يكشف النقاب عن طبيعة عملية الأسر التي تمت من النواحي الميدانية والتقنية، وما يقول عنه من نقاشات داخل حماس بشأن الأسر، والصراع الحقيقي الذي أدارته حماس مع الكيان، بما كان سيؤثر حتما على مصير الجندي الاسرائيلي داخل غزة، والمفاوضات التي جرت منذ اللحظة الأولى لتحريره وإطلاق سراحه
التعليقات