كيماوي وزير الصحة الفلسطيني .. وأوباما

كيماوي وزير الصحة الفلسطيني .. وأوباما
كتب غازي مرتجى
(1)
على الفيسبوك تجد العجب العُجاب , ولمن أراد بالفعل معرفة رأي الشارع وحديثه وتفكير العامة متابعة الفيسبوك , هي دعوة ايضاً لمراكز الاحصاء لاجراء استبيانات رأي عبر الفيسبوك , دون سؤال للشخص بل بقراءة "بوستاته" .. في أيام التصعيد الأمريكي الأخير ضد سوريا كانت الغالبية بموقف حيادي ووجدت بالفعل حجم "المعاناة" في ترجيح رؤية مقابل أخرى , فلا يستطع أي "فيسبوكي عاقل" تأييد الأسد بالمطلق لاعتبارات منها إسلامية ومنها طائفية وليس آخرها إنسانية .. وبالتأكيد المطلق ليس من المنطق مشاهدة "فيسبوكي عربي" يؤيد غزو أمريكي جديد ولا حتى تهديد لبلد عربي بعيداً عن حاكمها .. هي حيرة ما بعدها حيرة والناجي منها من اتخذّ موقف الصامت بلا موقف أو من ميّع رأيه (ومنهم أنا) بأنني ضد النظام السوري بقتله شعبه وضد أي تهديد وليس هجوم على الأراضي السورية .. هي فعلاً معادلة صعبة نتائجها في كل الحالات صفر .. أعجبني رأي صديق فيسبوكي باقتراحه أن تقوم "تركيا" كبلد إسلامي أو "السعودية" أو حتى "قطر" بتخليص الشعب السوري من نظامه .. عندها يصبح من الممكن انقراض فئة أصحاب الرأي "المايع" ..

(2)
هذا الأسود الأصفر أوباما سيخلده تاريخ الولايات المتحدة , فقد أوصل حال العرب إلى مناداته بدلاً من المعتصم فأصبح الشعار الرسمي والوحيد للعرب "وا أوباماه" .. نعم لقد جرّبت أمريكا في زمن الأرعن "بوش" الحرب بمعناها المجرّد , فكانت بالطبع تُحسب ويُنظر لها حرب استغلال وسيطرة على الموارد وطمع .. وساوى الأمريكي (لما قبل 3 سنوات) الإسرائيلي في النظرة إليه .. فجاء أوباما والذي ضحك علينا إعلامهم العالمي بأنه من أصل "مسلم" بل وقبل يومين قرأت في صحف مصرية كبيرة ورسمية بأن شقيقه يُعتبر "زعيم تنظيم الإخوان المسلمين العالمي" , أصبحت أمريكا هي الخلاص الوحيد وهي حامي الحمى .. 

لمن تتبّع خطاب أوباما الأخير باللغة الانجليزية , قال حرفياً أن تحرّك الولايات المتحدة ضد سوريا سيكون للمصلحة الأمريكية فقط وأنها الأساس لأي تحرك .. بالطبع وسائل اعلامنا "جباهذة الترجمة المغلوطة" لم يأتوا على ما قال أوباما وأصبحت هذه الجملة "سقطة للرئيس الأمريكي" بوجهة نظر "إعلامنا العربي الفذ" ..

لقد نجحت إدارة أوباما "وأبصم لها بأصابعي العشرين" في غزو العالم العربي فكرياً وكفّرت أخطاء الإدارات السابقة لأعوام ليست بقليلة مستقبلاً .. فنسي العرب كيف رفعت أمريكا "الفيتو" لما يفوق الـ 100 قرار لصالح فلسطين .. وكيف قتلت 2 مليون عراقي .. وكيف ذبحت أفغانستان .. وكيف مزقّت ليبيا .. وكيف دعمت إسرائيل لقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين على مدار تاريخها الأسود .. نعم يا سادة لقد انتشر الوباء الأمريكي وأصبح "المُتأمرك" هو المُنقذ لحقوق الإنسان والديمقراطية العالمية .. عذراً "الجلبي" لقد أخطأنا عندما وصفناك بالطفل الأمريكي .

(3)
طلب مني صديق فيسبوكي رائع إبداء رأيي في أحاديث نُسبت إلى قيادات في السلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة عبر دبابة مصرية , المنسوب له الحديث نفى ما قيل عنه .. لكن رأيي وبعيداً عن الأسماء والمُسميّات والنفي والإثبات.. سأقف دون تردد ضد أي قرار بالعودة ولو على ظهر "فأر" خارجي .. لنقتنع جميعاً بأن المصالحة هي الدبّابة الوحيدة التي تعود بها لُحمة الوطن وترجع بها البوصلة نحو الاحتلال ..

(4)
هاجمت الجبهة الشعبية دنيا الوطن لنشرها فيديو يُظهر كلام مسيء تلفّظ به بعض المشاركين في التظاهرة .. أنا ضد إسقاط ما تبجّح به البعض على الجميع فبينهم أول من اخترع "اضراب الإداري" الشيخ خضر عدنان .. لكن على الجبهة الشعبية "ربط" ألسنة مُتحدثيها لأنّ الشمس لا تُغطى بغربال ..

(5)
وزير الصحة الفلسطيني د جواد عوّاد خرج بتصريحات "كيماوية" اليوم , فأعلن أن وزارته قررت اغلاق المكيّفات الهوائية في حال حدوث حرب على سوريا لمنع تسرب أي غازات كيماوية من فتحات التكييف .. بصراحة لا أجد تعليقاً على هذا التصريح سوى وصفه بـ"الكيماوي"

(6)
يتحدث البعض عن توقعاتهم في حال ضرب أمريكا لسوريا , فيعتقدون أن غزة ستُدافع عن سوريا بصواريخها وبدماء أبنائها .. أعتقد أن فصائلنا الوطنية والإسلامية أذكى ولديها حس وطني يمنعها من جر البلاد إلى ما لا يُطيقه العباد .. نعم نتضامن مع سوريا لكن لا نُتاجر بدماء الوطن ..

(7)
أحن إلى رؤية بوابة معبر رفح .. يكفي !