اختتام اعمال المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس

اختتام اعمال المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس
رام الله - دنيا الوطن
اختتم مركز "قدس نت" للدراسات والإعلام والنشر الإلكتروني، بنجاح اعمال المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس، والذي عقد، اليوم السبت، بمقر المركز في مدينة غزة برعاية اعلامية من قناة "هنا القدس" الفضائية ، تحت عنوان "القدس: خطر الحاضر ورؤى المستقبل " وحظى المؤتمر بمشاركة فلسطينية وعربية وحضور دولي واسع من (40) شخصية اعتبارية ونخب سياسية وأكاديمية وحقوقيون ومؤرخون ومثقفون واعلاميون، ومن بين الدول التي شاركت في المؤتمر "الأردن والجزائر وليبيا ولبنان وتونس والسودان والمغرب" وشخصيات فلسطينية من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. 

وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي والتي أدارها أستاذ علوم اللغة العربية في جامعة الأزهر بغزة الدكتور صادق عبد الله أبو سليمان، بكلمة اللجنة التحضيرية، تحدث فيها خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الفلسطيني الأسبق الشيخ يوسف جمعة سلامة، عن المخاطر التي تحيط بمدينة القدس ومواطنيها بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص. 

وقال الحص، في رسالة وجهها للمؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس:" في الذكرى الرابعة والأربعين لظهور المحاولات البغيضة الحاقدة في التطاول على الأقصى وتدنيس طهره واجتياحه وإحراقه، أهيب بالمسلمين قاطبة والعرب أجمعين أن يصوبوا المسار، ويوحدوا الجهود، ويضاعفوا الانتباه واليقظة والحذر، ليردوا عن المناسك والمحرمات والمقدسات كل محاولات الكيد والتطاول والإهانات، وصون طهارة الدين وسلامة العقيدة". وبدأت الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر والتي ترأسها عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر الدكتور نعيم المصري بتقديم العديد من الأوراق البحثية في إطار "المحور الديني" المحدد للجلسة، من قبل خمسة مشاركين، فحمل الشيخ محمد لافي في جعبته بحث تحت عنوان "الابعاد الدينية والسياسية لضرورة التمسك بالقدس".  
أما المشارك عن ورقة بحث "حقيقة الحرية الدينية في ظل سياسات القمع الإسرائيلية في القدس" محمد سعيد العمور، فوضع العديد من الملاحظات على الحريات الدينية المزعومة بالقدس والمسجد الأقصى، بدأها بالحديث عن كيفية وصول المصليين للمسجد الأقصى للصلاة به.
 المشارك وجدي الزيان سرد تاريخ المسجد الأقصى وما تعرض له من حرق وتهويد واعتداءات على يد الصهاينة وغيرهم، من خلال الورقة البحثية التي قدمها بالاشتراك مع أخيه الدكتور ماجد الزيان تحت عنوان "سبل التعاون لحماية القدس ونصرتها في ضوء عداء اليهود للإسلام".  
من جانبه، شدد المتحدث باسم حركة المقاومة الشعبية خالد الأزبط ، خلال ورقته التي حملت عنوان "الأبعاد الدينية والسياسية لضرورة التمسك بالقدس"، على ضرورة شد المسلمين الرحال للمسجد الأقصى، وأن يدركوا بأن للقدس مكانة في عقيدة الاسلام لا تقل أهمية عن المسجد الحرام والنبوي الشريف. 
وترأس الجلسة الثانية من المؤتمر التي جاءت تحت عنوان "المحور السياسي" استاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور رياض العيلة، وقال في مقدمة سبقت حديث الباحثين المشاركين :" يعقد هذا المؤتمر اليوم بعد مرور نحو 44 عاما على حرق المسجد الأقصى، وما زلنا ننتظر ومعتصماه، ويأتي بظل انقسام فلسطيني ساهم بتسريع تهويد القدس". 
وتحدث الخبير بالشؤون الإسرائيلية توفيق أبو شومر بورقة بحثية تحت عنوان "تهويد القدس بقوانين ومؤامرات احتلالية"، قائلا :"نحن وفلسطين لا وجود لنا بدون القدس، فالقدس تناديكم وأول شعارتها أن نأد الانقسام ، فالقدس صودرت وما زالت تصادر على نار هادئة. 
من ناحيته، عرض الباحث بالمركز الفلسطيني للتخطيط، خالد رجب شعبان ورقة بحث عن "القدس خلال الحملة الانتخابية للكنيست التاسعة عشر 2013"، وما تخلل ذلك من حملات إعلامية وتهويد للقدس على حساب زيادة أصوات الناخبين لحزب معين عن الحزب الآخر، وعمليات البناء بمناطق معينة.
 أما الباحث رائد موسى فتطرق بورقة بحثه الى "القدس بالخطاب السياسي الفلسطيني الرسمي"، وقال : "تم تحليل الخطاب من حيث المستوى الصرفي والصوتي والدلالي واللغة المستخدمة، ومفاتيح الكلمات، وتم الاقتصار على تحليل للهيئة العليا الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن، فالقدس كانت حاضرة في خطابه بالأمم المتحدة وأمام الجمعية العامة، وبخطاب عيد الفطر.
" بدوره، أشار الدكتور كمال الأسطل بورقة بحثه التي حملت عنوان "غياب وتغيب قضية القدس وفلسطين في الخطاب السياسي والإعلامي العربي والإسلامي"، إلى أن الصراع تحول من تحرير القدس للصراع وسفك الدماء وقتل المسلم بشتى أنحاء العالم خاصة الإسلامي والعربي.
 المشارك مجدي الكردي الذي أعد ورقة بحثية حول "القدس بين التهويد الصهيوني والصمود العربي"، شدد قائلا : "وجدت ببداية حديثي بأنه لا بد من التطرق لتهويد القدس ووضع بعض المعلومات الثقافية عنها، في ظل التجاهل الكبير لدى ثقافة الطلبة بالمدارس والجامعات حولها". محور الاستيطان ---- وترأس الجلسة الثالثة من المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس والتي جاءت تحت عنوان "محور الاستيطان" استاذ التاريخ في جامعة الأزهر الدكتور رياض الاسطل، بمشاركة ثمانية باحثون متخصصون في شئون الاستيطان في القدس. 
وتناول الباحثون عدت جوانب مختلفة للاستيطان في مدينة القدس منها البناء الاستيطاني في القدس ..اين النهاية ؟ الخصائص العامة للأشكال الهندسية في الفن المعماري بالمسجد الأقصى ، والسياسة الاستيطانية الإسرائيلية في القدس ( بين التهويد العمراني والعزل السياسي ) ، جغرافية الاستيطان في القدس ، القدس من منظور جغرافي والفكر الإسرائيلي والاستيطان في القدس .
 المشارك في اعمال المؤتمر جهاد البطش قدم ورقة بحثية بعنوان "البناء الاستيطاني في القدس ..اين النهاية ؟ شدد خلالها على أهمية ان يعرف الفلسطينيون وان يتوقعوا مجرى الاستيطان في المستقبل، وهذا واجب يجب تنفيذه لمد اصحاب القرار الفلسطينيون بالمعلومات الحقيقية حول مجرى الاستيطان ، والتنبؤ في اماكن تنفيذه لاتخاذ القرارات المناسبة للتصدي للاستيطان . "الخصائص العامة للأشكال الهندسية في الفن المعماري بالمسجد الاقصى" ورقة بحثية قدمها المشاركان، الدكتور حازم زكي عيسي والدكتور نعيم أبو غلوة، تحدثت عن الخصائص العامة للأشكال الهندسية في الفن المعماري بالمسجد الأقصى، وهدفت لإثبات الهوية المعمارية الإسلامية في مدينة القدس، من خلال دراسة جميع العهود الإسلامية التي مرت في القدس وفي المنطقة العربية بشكل عام . 
اما الدكتور خالد عبد الله، فعرض ورقة بحثية بعنوان "السياسة الاستيطانية الإسرائيلية في القدس (بين التهويد العمراني والعزل السياسي) اوضح من خلالها بان القدس تحتل مكانة في التفكير الصهيوني لما لها ارتباط في التوراة كما يزعمون، وبين أن اسرائيل تحاول ان تبقي على القدس موحدة عاصمة لدولة اسرائيل، وتحاول تنفيذ مشاريع تهويدية في البلدات العربية في القدس، وعرض الدكتور عبد الحميد أبو النصر، ورقة بحثية بعنوان "جغرافية الاستيطان في مدينة القدس"، موضحا بان الاستيطان ارتكز بنائه فوق الجبال المحيطة في القدس للسيطرة على المدينة، والتحايل على التضاريس التي كانت تشكل سدا منيعا لها في وجه الغزاة، لان طبيعة تضاريس القدس متعرجة ويكثر فيها الجبال، واسرائيل ادركت ذلك وبنت المستوطنات على قمم الجبال .
 وبين أبو النصر بان المدينة ترتكز على مخزون مائي مرتبط بالضفة الغربية، واسرائيل عملت للسيطرة عليه نظرا لأهميته للتحكم في المياه الجوفية ، كما وانها ادركت اهمية المناخ ، فمناخ القدس هو مناخ البحر الابيض المتوسط ويناسب انواع كثيرة من الزراعة . 
واوضح أن إسرائيل عملت على ربط الواقع الاستيطاني في الواقع الجيولوجي ويتضح من حديث الباحث أبو النصر بان القدس تقع على قرب من الانهدام الجيولجي الذي يمتد الى البحر الميت، حيث انها معرضة لأى لحظة لزلزال، والحفريات المستمرة تحت المدينة والتي تمارسها اسرائيل تحت المسجد الأقصى تحديدا تشكل خطرا محدقا وتخوفا حقيقيا على المسجد الأقصى . الدكتور مؤمن نصر قدم بالمشاركة مع الباحث خالد أبو ربيع ورقة بحث حول "القدس من منظور جغرافي" اظهر من خلالها واقع القدس الهام والذي شكل في التاريخ القديم والحديث مكان مهم لكل الحضارات المتعاقبة، هذا المكان جعل جميع انظار العالم ترنوا إلى هذه المدينة .
 بدوره اعتبر الباحث يحيى سعيد قاعود في ورقة قدمها بعنوان "الفكر الإسرائيلي والاستيطان في القدس" أن الاستيطان هو الوسيلة والهدف الذي تتخذه اسرائيل في السيطرة على المدينة خصوصا وفلسطين عموما. 
المحور الاجتماعي والثقافي والإعلامي ---- الجلسة الرابعة والأخيرة في المؤتمر تناولت "المحور الاجتماعي والثقافي والإعلامي" وترأسها استاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة القدس المفتوحة في خان يونس الدكتور عبد الناصر الفرا، مستهلا مناقشة هذا المحور في عرض توضيحي لمدى اهمية الثقافة في بناء جيل فلسطيني قوي يحمل تحرير القدس على عاتقه ، وشارك في هذا المحور ستة باحثون.
 وقدم الدكتور اسماعيل صالح الفرا ورقة بحثية بعنوان "مكتبات بين المقدس..(تاريخ ثقافي وتعليمي يتهدده التهويد)، شرح عبرها أهم المكتبات التي احتوتها مدينة القدس، والتي ضمت آلاف الكتب القيمة والمخطوطات والخرائط، موضحا بان الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يبحث عن وجود تاريخي له في المدينة لكن الحقيقية تبقى ساطعة بان القدس عربية منذ تاريخها . وفي ورقة مشتركة قدم الدكتور حازم زكي عيسى والدكتور محمد عليان بحث بعنوان "نحو تجسيد ثقافة القدس في المناهج الفلسطينية(المسجد الاقصى نموذج)".
 الدكتور ناهض فورة والدكتور طلال محمد خلف، قدما بحث بعنوان " كيف نعمق مكانة القدس في المنهاج الفلسطيني"، وطالبا من خلاله بضرورة ان يعرف الطالب تاريخ القدس ومباني وساحات وحارات والشوارع التي تحتويها مدينة القدس . 
وفي ورقة بحثية بعنوان "استراتيجية اعلامية للنهوض بقضايا القدس"، طالب الدكتور ماجد سالم تربان، استاذ الصحافة في جامعة الأقصى بغزة، بوضع استراتيجية اعلامية للنهوض بقضية القدس. وقال تربان :" وهذا يتطلب الارتقاء في المستوى الاعلامي الفلسطيني المكتوب والمسموع والمرئي ، واختيار الاوقات المناسبة لتناول قضية القدس اثناء ذروة المشاهدة ، على الا يكون تناول قضية القدس بصورة موسمية فقط .
" وتضمن المؤتمر الدولي الخامس لنصرة القدس، العديد من المداخلات الهامة، ونقاشات ساخنه، من المشاركين والحضور، تحدثوا خلالها عن مدينة القدس وواقعها ومستقبلها والامكانيات التي يجب أن توظف في خدمة المدينة المقدسة ، والأخطاء التي وقع فيها الباحثون خلال المؤتمر ، حيث طالب جزء منهم بضرورة وضع استراتيجية قائمة على تقوية الوجود الفلسطيني بالمدينة ووضع الحلول بدل الاقتصار على مناقشة المشكلة ودراستها. 
ويأتي هذا المؤتمر بمناسبة الذكرى الرابعة و الأربعين لإحراق المسجد الأقصى، وفي ظل لحظة راهنة وفارقه يمتزج فيها الضياع بنار الصراعات الداخلية والمذهبية التي تنتشر في الوطن العربي والإسلامي .
 وفي ختام المؤتمر كرم مركز "قدس نت" للدراسات والإعلام والنشر الإلكتروني"، الاكاديميون والباحثون الذي شاركوا في انجاح هذا المؤتمر، وقدم لهم شهادة شكر لمساهمتهم في أعمال المؤتمر الخامس الدولي لنصرة القدس.



التعليقات