عاجل

  • الدفاع المدني بغزة: طواقمنا بمحافظة غزة تهرع الان لاستهداف شقة في عمارة "العهد" بشارع اليرموك وسط مدينة غزة

  • الاحتلال يقصف بناية في محيط مطعم التاج بمدينة غزة

دعوة لتشكيل جبهة إنقاذ وطني

دعوة لتشكيل جبهة إنقاذ وطني
كتب غازي مرتجى
لو نظرنا إلى حالنا الفلسطيني الداخلي ستجد انقساماً حاداً في طبقات المجتمع المختلفة , ناهيك عن الداء المصري الجديد الذي نعيشه , فحالة الانقسام ولدّت اليأس لدى المواطنين , فأصبح اقناع المواطن بإمكانية تطبيق اتفاق مصالحة أو إبقاء الأمل بانهاء الإنقسام من سابع المستحيلات .. فأول كلمة ينطق بها المواطن لدى سماعه كلمة مصالحة أو وحدة وطنية هي "زهقنا" .. طبعاً تأتي هذه الكلمة بعد ضحكة طويلة عريضة ساخرة يائسة مُستهزئة ..

عند توصيف الحال الفلسطيني الداخلي تجد الاستقطاب وصل ذروته بين حركتي فتح وحماس , بل ربما أصبح الاستقطاب بن مشروع يعتبر نفسه صاحب فكرة الدولة المدنية الديمقراطية يضم في طياته الحركات الليبرالية واليسارية , وفريق آخر يعتبر نفسه الوصي على الدولة الإسلامية وصاحب توجهات إسلامية بحتة مع قليل من البراغماتية .. في الحالة المصرية مثلاً التي أثق تمام الثقة بأنه لن يكون لنا فيها ناقة ولا بعير ادخلت المواطنين في معترك الاستقطاب مرة أخرى وخلقت الحالة المصرية إنقساماً جديداً أوشك على تجاوز حدة إنقسامنا , فالمواطنون يتجادلون فيما بينهم وكأنهم الأوصياء على الإرادة المصرية , ويتصارعون وكأنّ ما يحدث سيصب في صالح أحد الأطراف على حساب الآخر .. قلتها مرة وأكررها , ما يحدث هو لرفع اليد المصرية العتيدة والكبيرة والمؤثرة عن القضية الفلسطينية مرة وإلى الأبد وأدعو ربي أن أكون مخطئاً في ذلك ..

أضف إلى توصيف الحالة الفلسطينية الحالات الشاذة التي ربت وكبرت على "مجاري الإنقسام" وتطفّلت على القمامة .. فاستغلّت الانقسام لأهدافها الشخصية , فخرج علينا عدد ممن أسموا أنفسهم بالمثقفين , وبعدها خرج مجموعة أسمت نفسها بالمستقلين , وهكذا دواليك .. حتى افتقد الشعب الفلسطيني والمواطن لغة العقل والاقتناع بأي من هؤلاء "الخوارج" !

توصيف الإنقسام وحالة الشد العنيفة التي تمر بها , لا يحتاج لحديث , بل يحتاج لتدخل "حكيم" و قرار "رزين" ..

منذ سنوات وعندما أقوم بالاتصال بأي من قيادات طرفي الانقسام وعند السؤال عن بعض التفاصيل الشائكة بقضايا الانقسام تكون الاجابة تم ترحيل الملف إلى "اللجنة العيا" أو إلى "لجنة الكبار" .. فمثلاً هناك مشكلة كبيرة وهي الموظفون المستنكفون والذين طُلب منهم الجلوس في بيوتهم بعد الانقسام , لم نستمع لحل من أي من طرفي الانقسام , وهو الأمر الأكثر الحاحاً بل وعند تقديم العلاج لهذا المرض ربما "يلحلح" بعض القضايا الشائكة بين الطرفين .. والأمثلة كثيرة وقضايا ما بعد الانقسام عديدة ..

أطالب بتشكيل "جبهة الإنقاذ الوطني", ولتقم هذه الجبهة بطرح حلول عملية تُرضي الجميع .. وليتنازل طرفي الإنقسام ليس لأجل مصالحهم بل لأجل قضيتهم .. على هذه الجبهة أن تكون من الشخصيات "اللامحروقة" , ومن الشخصيات التي تلقى قبولاً شعبياً .. ولتطرح مبادرتها على الهواء مباشرة , وستتبناها دنيا الوطن إعلامياً , وردود طرفي الإنقسام تكون علنية وعلى مرآى ومسمع الشعب الفلسطيني بشطري الوطن .. ولنحكم .. ولنرى .. لعلّ وعسى !