أكثر من ثلاثمائة الف مشاهد لفيلم مذبحة المسلمين في أوزبكستان

أكثر من ثلاثمائة الف مشاهد لفيلم مذبحة المسلمين في أوزبكستان
رام الله - دنيا الوطن - إيهاب سليم
لم يكن يتوقّع رئيس أوزبكستان "إسلام كريموف" انه سيتلقى في يوم من الأيام هدية مرسلة إليه من الكاتب والصحفي الدنماركي "مايكل أندرسن"، كما انه لم يكن يتوقع إن هذه الهدية ليست إلا فيلم يحمل عنوان "مذبحة أنديجان في أوزبكستان". وهكذا حضى كريموف بمشاهدة أكثر من ثلاثمائة ألف شخص من مستخدمي موقع اليوتوب حتى الآن، وهو رقم قياسي لأول فيلم سياسي يتحدث بثلاث لغات -الأوزبكية والروسية والإنجليزية- عن الجريمة الدموية التي قام بها كريموف ضد الآلاف من المتظاهرين المسلمين في مدينة أنديجان، 267 كم شرق العاصمة طشقند.

وقال أندرسن إن مذبحة أنديجان التي حدثت في الثالث عشر من مايو ايار سنة 2005م عندما فتحت القوات الامنية الحكومية نيران أسلحتها الرشاشة ضد الآلاف من المتظاهرين المدنيين ليست إلا واحدة من الصفحات الحمراء في عصر كريموف الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 24 عام.    

وأضاف أندرسن: "إن هدفي من إنتاج الفيلم هو إيصال صوت هؤلاء الابرياء لأكبر عدد ممكن من الناس، ومنهم داخل أوزبكستان، لمعرفة حقيقة المذبحة في أنديجان". ويبين أندرسن انه على الرغم من مرور ثماني سنوات لمأساة المذبحة إلا انه لم يحدث شيء يعيد حقوق أكثر من 1000 قتيل ومئات الجرحى والمعتقلين المدنيين".
 
ووجه أندرسن اتهامه للدول الغربية بالتعاون مع نظام كريموف مقابل تسخير الكثير من إمكانات بلاده في الحرب على أفغانستان. واختتم أندرسن بالقول: "يريد الناس الحقيقة وليس سماع أكاذيب كريموف ومشاهدة رقص السياسيين الغربيين على دماء المذبحة".

إما النشطاء الأوزبك فيؤكدون من جانبهم إن هناك نحو 1500 قتيل مدني سقط في المذبحة، وجرى التخلص من الغالبية العظمى من الجثث إما عن طريق الدفن في مقابر جماعية أو القاءها في نهر كاراسو. ويتهم النشطاء "الحكومات الصينية والروسية والامريكية في دعم حكومة كريموف لتجنب إجراء تحقيق دولي".

يذكر إن كريموف شغل منصب رئيس الحزب الشيوعي الأوزبكي (1989-1991م)، ثم رئيس حزب الشعب الديمقراطي الأوزبكي (1991-2007م)، واخيرًا رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الأوزبكي منذ سنة 2007م. وهو الشخصية الذي غالبًا ما كانَ يواجه انتقادات امريكية، ولكن رأي أمريكا المنتقد له تغير جذريًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ايلول، إذا اعتبرته حليفا استراتيجيا في مجموعة الدولة المتحالفة للقضاء على ما يسمى "الإرهاب". فأقامت الولايات المتحدة على أرض أوزبكستان قاعدة كارشي خاناباد قادت منها الولايات المتحدة العمليات على أفغانستان من اجل إسقاط حُكم طالبان.






التعليقات