الشخصيات الفلسطينية المستقلة .. ومبادرة نحن هنا !

كتب غازي مرتجى
فاجأ تجمع الشخصيات الوطنية الفلسطينية المستقلة الجميع بإعلان مبادرة إصلاحية لما أسموها للمتخاصمين في مصر , المبادرة التي أُعلنت على الإعلام قبل تسليمها لذوي الاختصاص في مصر تنص بشكل رئيسي على إطلاق سراح الرئيسين المخلوعين محمد مبارك ومحمد مرسي .
يبدو أن جماعة "المستقلّين" قد برعوا في تقديم مبادرات "الهرطقة الإعلامية" وكما نجحوا باستخدام الانقسام الفلسطيني الداخلي لأهدافهم الشخصية ومصالحهم التجارية يحاولون الآن أن يكون لهم موطيء قدم في جمهورية مصر (بعد أن فقدوه بفقدانهم كبيرهم الأول!) .
لنعود إلى جسم الشخصيات الفلسطينية المستقلة , هذا الجسم الذي أنشأه مجموعة من الشخصيات الوطنية بعد الإنقسام الفلسطيني مباشرة , حاولوا من خلاله رأب الصدع بين حركتي حماس وفتح فاستخدمتهم الحركتان المتنخاصمتان أسوأ إستخدام .. هذا الجسم الذي شهد من الإنشقاقات المُعلنة ما يزيد عن ثلاث مرات , حاول ولا زال يحاول بشكل دوري على مفاجأة طرفي الإنقسام الفلسطيني الداخلي بمبادرات على الهواء مباشرة وفي كل بداية لجلسات المصالحة الثنائية تطل علينا الشخصيات المستقلة ببيانات الكشف والتوقع طبقاً للمصادر الخاصة بهم وهم بالأصل لا يُشاركون في جلسات المصالحة المزدوجة !
في إحدى جلسات المصالحة وصلت المفاوضات بين حركتي فتح وحماس إلى أشدها وبدأ الحديث في الإعلام عن تشكيل حكومة وفاق وطني , أرسل لنا أحد المُقربّين من تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة (وربما يكون أحدهم) قائمة بأسماء مقترحة للحكومة الوطنية ككفاءات ومستقلّين , القائمة تتضمن كافة أسماء القيادة العليا لتجمع الشخصيات المستقلة, وفي كل حديث عن قرب تشكيل حكومة يكشف نفس المصدر لذات الصحفي عن إمكانية تولّي "فلان العلاني" لمنصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية !
لقد كشفت مبادرة المستقلين وجوه أصحاب المبادرة وكأنهم أصبحوا ضليعين في الإنقسامات والتجاذبات , فمنذ بداية الإنقسام الفلسطيني استغلّ من أسموا أنفسهم بمستقلين الإنقسام الفلسطيني لصالح شركاتهم وتجارتهم ولا شكّ أن معظم هؤلاء المستقلين من أصحاب التوكيلات التجارية والمصانع الكبيرة وهم رجال إقتصاد بالأصل , أحدهم استغلّ الانقسام الفلسطيني وحصل على أكبر توكيل تجاري من إسرائيل , وآخر استغل حالة الشد والجذب بين حماس وفتح وشيّد فندقاً فاخراً .. وثالث عمل كمكتب سفريات وحصل على تصاريح دخول لدول الجوار , ورابع حمى مصالحه التجارية (المتضعضعة) واستغلّ الانقسام , وخامس وسادس .. الخ
في البيان المنشور على وكالات الأنباء حول المبادرة المذكورة , تطالب المبادرة ببدء حوار وطني شامل , هل تسعى مبادرة المستقلين لإستغلال غزة والضفة مثلاً كمناطق سياحية لإدارة جلسات المفاوضات بين الأطراف المصرية المتخاصمة ؟ وهل سيتحوّل الحوار إلى بيزنطي كما اعتادت عليه تلك الشخصيات ؟
تطالب المبادرة بإطلاق سراح الرئيسين السابقين محمد مبارك ومحمد مرسي .. سؤالي : ما دخل مرسي بمبارك ؟
تنص المبادرة على إطلاق سراح كافة الحزبيين والشخصيات المصرية المعروفة ما لم تكن أيديهم ملطخة بالدماء , أولا ملطخة بالدماء هو تعدّي فكري على الصحافة العبرية !, ثانياً هذه النقطة تجعل من المبادرة المذكورة ممتدة لقرون قادمة بعد انتهاء اجراءات التحقيق في قضايا القتل والدم !
النقطة الرابعة من المبادرة المذكورة تنص على اعتماد الضحايا منذ 25 يناير حتى الآن كشهداء .. لماذا لا نقوم بنقل تجربة مؤسسة أسر الشهداء إلى مصر ؟ والمستقلون ضليعون في ذلك !؟
تشكل وزارة العدالة الانتقالية لمتابعة المتضررين من الأحداث الداخلية بمصر .. لماذا لا تقوموا باقتراح انشاء وزارة المصالحة الفلسطينية في حكومتي هنية والحمدلله ؟
أتوجّه إلى تجمع الشخصيات المستقلة بمبادرة شخصية , توحدوا كتجمع شخصيات مستقلة وأعدكم بأنه لو نجحتم في التوحّد وإنهاء الانقسام فيما بينكم كمستقلين سينتهي الانقسام الفلسطيني وبعدها ستتحصلّوا جميعاً على شهادات "الآيزو" كخبراء حل الخلافات !