قطاع غزة أكثر المناطق استهلاكا للقهوة

قطاع غزة أكثر المناطق استهلاكا للقهوة
رفح - دنيا الوطن -سوسن ابو طه

قطاع غزة واحدا من أكثر المناطق العربية استهلاكا للقهوة بالمقارنة بعدد السكان , بحيث فى السنوات الأخيرة تضاعف عدد شركات إنتاج القهوة .

وباتت القهوة المشروب الأول في القطاع فيتناولها  النساء والرجال وتقدم في المناسبات كالأفراح والمآتم .

وتنبعث روائح ونكهات مختلفة من حبات البن المطحونة عند تحميصها في  شركات إنتاج القهوة المختلفة في غزة , فتجذب المواطنين الذين يستهلكون أكثر من خمسة أطنان منها , بعد أن يتم تجهيزها وتوزيعها فى السوق المحلى .

و يصنف قطاع غزة كأحد اكبر خطوط إنتاج واستهلاك القهوة في منطقة " الشرق الأوسط  " وتتوفر القهوة من خلال عشرات المصانع والشركات التي تستورد البن من العديد من الدول المجاورة , حيث يقصد سكان غزة المقاهي لشرب القهوة الفاخرة , بما إن  القهوة مشروبا شعبيا لا غنى عنه .

وطعم القهوة الأصيل ذو المذاق الرائع والنكهة الجميلة لا يتم التوصل إليها بسهولة , بل لها خلطات معقدة وخطوات انتاج متعددة وهذا على اعتبار ما يتقاوله القائمين على الإنتاج في العديد من المصانع .

من المصانع المشهورة في قطاع غزة هما شركة  "ديليس " و شركة " بدري وهنية "  , وهذه المصانع تؤكد على انتقائها الجيد لأجود حبات البن وخاصة " ديليس " لاختيارها لنوعين تعرفان  باسم " أرابيكا " أي القهوة العربية و" رويستا " وهى من أقوى النكهات .

وتعد الشركة الوحيدة التي تستورد البن الاثيوبى الذي يعتبر  أفخم أنواع البن في العالم  , ثم يضيف اليها المياه النقية ليتوصل إلى قهوة يستمتع بها المواطنون مع كل رشفة .

وهذا ما يؤكده لدنيا الوطن  المواطن نضال رشوان فى لقاؤنا معه في احد المقاهي بقطاع غزة بقوله : "إن قهوة ديليس اعتبرها أفضل أنواع القهوة في القطاع فتأثيرها الذي تتركه قهوة ديليس هو الذي يدفعني ويدفع الكثير من المواطنين على شرائها و رغم أنها أعلى سعر في القطاع وهذا لاحتوائها على تركيبة مميزة .

هناك المئات من الاسر في قطاع غزة تعتاش من خلال بيع وتسويق وطحن البن , بدءا بالمصانع والموزعين وأصحاب المحلات التجارية وليس انتهاءا بافتتاح المقاهي التي توفر الدخل لتلك العائلات .

قال لدنيا الوطن المواطن احمد القططى وهو احد العاملين في المقاهي العربية : إن القهوة هي المشروب الاساسى فى مقهانا , ونسبة كبيرة ممن يترددون على المقهى لا يتناولون إلا القهوة , فتعتبر هي المصدر الاساسى للمقهى وهو يعتمد عليها لإدخال العائد الجيد على المقهى .

 ووفق إحصائيات توصلت لها شركة بدري وهنية  من خلال تواصلها مع موزعي القهوة في قطاع غزة , أن اهالى القطاع يستهلكون أكثر من  خمسة أطنانا يوميا من القهوة .

قبل عشر سنوات لم يكن سوى شركتي " ديليس " و "بدري هنية " وبعض الشركات الخاصة ,أما الآن فوصل عدد الشركات إلى 26 شركة في القطاع تتنافس على الجودة والأسعار,  ولا توجد أية  زراعة للبن في غزة بل يتم الاستيراد من الخارج وخاصة  الهند .

وهنا أيضا نجد أن الحصار الاسرائيلى المفروض على قطاع غزة يلعب دورا في حرم شركات إنتاج القهوة من تحقيق

حلمها بالتصدير للخارج , في الوقت الذي تثبت فيه شركات ومصانع إنتاج القهوة قدرتها على  التصدير الى الخارج

لكن الحصار وأوضاع معابر القطاع لا يساعد على ذلك .

ومع اشتداد الحصار الاسرائيلى  على قطاع غزة قبل عامين ,ارتفع سعر طن القهوة من 2900دولار إلى 6200دولار

بشكل تدريجي , كما ارتفع كيلو حب الهال من 25شيكلا إلى 106شواكل , واستمرت هكذا لفترة ثم بدأت بالانخفاض تدريجيا لكنها لم تعد كما كانت سابقا .

وفى سؤال لدنيا الوطن  لأحد المواطنين عن سبب تناوله للقهوة  , هل هي مزاج أم تفريغ للانفعال الداخلي ؟

كان جوابه : " بشرب القهوة يوميا مزاج لانى اتعودت عليها اشربها كل يوم في الفترة الصباحية عند صحياني من النوم

وإذا لم اشربها  بأشعر بشئ ما ينقصني ويحدث معي صداع  " .

مواطن آخر  " شرب القهوة بالنسبة لي هروب من الضغط العصبي والنفسي الذي  نعيشه فبشعر أن القهوة تهدئ أعصابي

شوي "  .

فباتت  القهوة شربها ما بين المزاج والهروب من واقع مرير يمر به مواطنونا في قطاع غزة  بشعوره بالهدوء عند تناولها.

كما أن القهوة مشروب الأدباء والمثقفين هو مشروب ذو مكانة  لا تنافس فى فلسطين وفقرة فى قصائدها لا تزحزحها الظروف  .