حفيدة الخميني تعتبر "فرضه" غير شرعي.. محجبات في ايران يتعرضن للضرب

حفيدة الخميني تعتبر "فرضه" غير شرعي.. محجبات في ايران يتعرضن للضرب
رام الله - دنيا الوطن
شهدت طهران وبعض المدن الايرانية الكبيرة في الفترات الأخيرة موجة من الاعتداءات من قبل الايرانيات "اللاتي لا يراعين الحجاب" ضد "المحجبات" التابعات لقوات "البسيج" ولاجهزة ما يعرف بـ "شرطة الاخلاق والاحتشام" او دائرة "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" التابعة لها. وقد سجلت مراكز الامن ارتفاعا ملحوظا في حدوث مثل هذه الحالات في الاسابيع الأخيرة.

وعادة ما تحدث هذه الحالات في فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة ما يدفع بالعديد من الايرانيات الى "التساهل" في لبس "الحجاب" او "التبرج" حسب وصف السلطات ما يؤدي الى ايقافهن في الطريق من قبل "شرطة الاخلاق"، الامر الذي بات يواجه باعتراض وردود افعال شديدة من النساء ضد ما يعتبرنه مضايقات وانتهاكا لحقوقهن الشخصية وقد ينتهي بمشادات كلامية وشجار وحتى اعتداء بالضرب ضد "المحجبات" اللاتي يعترضن طريقهن.

وقد اثارت هذه الحالات مجددا جدلا في ايران حول موضوع "الحجاب" وتعريف "الحجاب الإسلامي" وماهي ضوابطه وكيف يطبق والى اي مدى يمكن فرضه على المرأة. ودار النقاش حوله في الصحف والاعلام وتناقلته شبكات التواصل الاجتماعي حتى جرى طرحه في احدى جلسات مجلس الامن القومي التابع للبرلمان الإيراني.

تحت عنوان "اعتداء ثاني بالضرب على "محجبة" في منطقة خاني آباد" كتبت وكالة انباء فارس تقول: لم تمر سوى ايام على انتهاك حرمة احدى المحجبات "الآمرة بالمعروف" في منطقة "بونك" (شمال العاصمة) حتى تعرضت "محجبة" أخرى في حي "خاني آباد" (وسط طهران) الى اعتداء بالضرب من قبل "شبه محجبة".

وأوضحت الوكالة: ان الحادثة الأولى كانت فاضحة و"جرحت مشاعر كل المسلمين في المجتمع" اذ أقدمت امرأة "غير محجبة" على الاعتداء على مسؤولة محجبة عمرها 30 عاما تابعة لدائرة "الامر بالمعروف" وتدعى "شمس"، محاولة سحب شادورها (العباءة الايرانية) وخلع حجابها في الشارع، بعد ان طلبت الأخيرة منها بأدب مراعاة "الحجاب"، مشيرة الى "ان هذا يحدث في شهر رمضان المبارك".

واجرت وكالة فارس مقابلة مع الأخيرة وتدعى معصومة فراهاني التي تعرضت للاعتداء وسط طهران اذ قالت: "كنت صائمة فذهبت وطفلي الصغير ذي 3 سنوات الى المسجد للصلاة والافطار. وعند عودتي في طريقي الى البيت رأيت سيدتين تسيران باتجاه سيارتهما وهن خالعات غطاء الرأس وواضعاته حول عنقيهما. فالقيت نظرة لهما للتنبيه كي يراعين الحجاب. لكنهما ردتا بنظرة استهجانية تجاهي، فاقتربت منهما قائلة: "عذرا ايتها السيدتان اين نحن، ألسنا في ايران؟" فأجابتا "ثم ماذا؟" فقلت: ألا يجب علينا احترام قوانين البلد الذي نعيش فيه؟". وتضيف فراهاني: "فجأة وبدون أن تردا علي بشيء انهالتا علي بالضرب من كل جانب".

وقالت فراهاني ان احداهما أمسكتها بيدها بينما راحت الأخرى تضربها على رأسها وتلكمها على جهها أمام طفلها الصغير. "حتى جاء رجل ملتحي فأخذ طفلي ليحميه .. وفي هذه الاثناء تجمع عدد من "الاوباش والبلطجية" مدافعين عن "غير المحجبات"، حتى جاءت عناصر من البسيج وخلصوني منهما".

وتضيف: "ذهبنا مع البسيج الى مركز الشرطة وعملوا محضرا بالقضية وذهبت في ما بعد الى الطب القانوني لتسجيل الاصابات وآثار الضرب والكدمات التي تحملتها. طلبوا (المدافعون عن المرأتين) مني التنازل عن القضية لكني قدمت شكوى ضدهما بتهمة الاعتداء المبرح على وعدم ارتداء الحجاب".

في حادثة أخرى ذكرت الصحف الإيرانية ان "محجبة"، وهي مسؤولة في دائرة "الامر بالمعروف"، تعرضت للاعتداء في العاصمة طهران من قبل "غير محجبة" بعد ان اعترضتها طالبةً منها ان "ترتدي الحجاب بصورة صحيحة"، ما دفع بالاخيرة الى شتمها واهانتها قائلة "انت عليك ان تخلعي الحجاب لا ان تطلبي مني العكس، ساخلعه عنك بنفسي .. انتم اقلية، لامكان لكم هنا .. لقد دمرتم كل شيء في هذا البلد، ولّوا من هنا، اغربوا عنا".

ونقلت الصحف عن المسؤولة "المحجبة" قولها انها ذهبت الى الشرطة لكنهم لم يساعدوها، وتشكو: يبدو انه لم يعد احد يكترث بقضية "الامر بالمعروف". وتضيف: "لقد توصلت الى نتيجة الان وهي انه لو ارادت احدى النساء المسلمات هنا الالتزام بالحجاب وشرع الله فعليها ان توفر الحماية لنفسها وان لا تعتمد كثيرا على مساعدة السلطات.. انقلبت الامور الان اذ ليس هناك من يحمي الحقوق المدنية للمحجبات، هل يعقل؟ هذا يحدث هنا في طهران عاصمة ايران الإسلامية، مدينة الحشمة والاخلاق".

في هذه الاثناء طالب عدد من المحافظين المتشددين السلطات الأمنية بالعمل بجدية من اجل توفير الحماية لـ "المحجبات" وتطبيق القوانين الإسلامية مذكرين بان "الحجاب هو فرض الهي" لا يجب التسامح فيه.

من جهة أخرى قالت دائرة "الامر بالمعروف" والجهات الخاصة بفرض "الاحتشام" والحجاب الإسلامي في توصيات الى العاملين فيها بان يتجنبوا "الامر بالمعروف" لو كان لا يجدي نفعا وان لا يصطدموا مع "غير المحجبات"، مذكرين بان الامر بالمعروف يتم بطرق متعددة، بالقلب واللسان والفعل.

وأيد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي وجهات في المعارضة الإيرانية تحدي النساء الايرانيات لفرض الحجاب معتبرين ان ما قمن به أخيرا في طهران ضد السلطات و"عملائهم" في قضية "الحجاب" هو وجه آخر من الاحتجاج ضد النظام.

ولم ينجح نظام الجمهورية الإسلامية منذ تأسيسه في تطبيق "الحجاب الإسلامي" وتسبب فرضه بردة فعل عكسية من قبل النساء الايرانيات المعروفات بانفتاحهن الاجتماعي. حتى ان من يزورون طهران لا يصدقون ما تراه اعينهم من انفتاح وتساهل في ارتداء الحجاب من قبل الايرانيات وخاصة في شمال العاصمة طهران. حتى انك تشاهد تحجبا بين المسلمات في لندن وباريس اكثر مما تراه في طهران.

انتقدت حفيدة مؤسس الجمهورية الإسلامية الامام الخميني في وقت سابق فرض الحجاب في ايران قائلة "كنا نسعى من خلال فرضنا الحجاب الى توفير اكبر قدر ممكن من الامن في المجتمع لكن ما حققناه هو عكس ذلك اذ تراجع الامن ولم يزدد.. الحجاب بالتأكيد امر شرعي. لكن ما هو غير شرعي هو فرضه، لقد افرطنا في ذلك".

التعليقات