مخطط برافر .. واستراتيجيات الصمود وتجربة "الأس أم أس"

كتب غازي مرتجى
قبل أسبوع ونصف بدأ الإعلام المصري بحملة لجمع تبرعات لصندوق مصر , وحققت الحملة نجاحاً غير مسبوق , يواجه اليوم أهالي النقب وضمن مخطط "برافر" خططاً لتهويد أراضيهم وابتلاعها وضمها للدولة الإسرائيلية وهو ما لم تتمكن منه الدولة العبرية على مدار عقود .. مخطط برافر هو مخطط استيطاني اسرائيلي أقرته الحكومة الاسرائيلية قبل أكثر من عامين وستبدأ بتنفيذه مباشرة قريباً بعد رفض الاعتراضات عليه مؤخراً , هذا المخطط يستهدف تهجير أكثر من 60 ألف مواطن بدوي فلسطيني من سكان النقب ويستهدف اكثر من 90 % من مجموع الاراضي التي يطالب العرب بضمها لهم في النقب بما مجمله 750 ألف دونم تتوزع فيها منازل البدو في أكثر من 45 قرية ,
هذا المخطط يُعيد لنا شريط الذكريات التي قرأنا عنها وسمعنا بها في الـ 47 و الـ 48 وكيف سيطرت العصابات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية في الداخل بالقوة تارة وبالمال أحياناً وبالبلطجة في الأغلب .. يأتي هذا المخطط والذي أقرّ بقوة القانون الإسرائيلي وبسيطرة من اللوبي اليميني المتطرف لإقراره وتهجير سكان النقب ..
قبل فترة ليست بالطويلة أسس نشطاء شباب فلسطينيون قرى أسميتها في حينها "استيطان فلسطيني" مع اختلاف معاني "الاستيطان" في الحالتين الفلسطينية والاسرائيلية , كانت تلك الخطوة جريئة جداً ونوع جديد من المقاومة الشرعية الناجحة , ما لبث أن فشل المخطط وفشلت التوجهات الشبابية بقصد أو بدون قصد , ولم نعد نسمع بتلك الحملات .. رغم أنها لاقت صدى دولي ومحلي واسعين .. لكنها لم تُتابع بجدية وهو ما أفشلها باعتقادي .
في النقب .. أوضاع المواطنين المأساوية ربما تدفعهم لعدم مقاومة هذا المخطط بالمستوى المطلوب , وآلة القتل الإسرائيلية لا زالت تعمل .. والمخطط سيستمر ويُنفّذ .. فالإرادة الإسرائيلية هنا تغلب .. ويبقى الأمل الوحيد لتقويض المخطط الإستيطاني الأكبر في تاريخ إسرائيل من أهل النقب أنفسهم ..
لكن..! لماذا لا نتقدّم خطوة للأمام .. ولماذا لم نبدأ باستراتيجيات إفشال المخطط وإنهاؤه ؟ بعد أن فشل أهالي النقب من إفشاله بالقانون الإسرائيلي الذي تفتخر به إسرائيل بأنها دولة القانون , لكنه القانون الذي يسير في ركب الدولة وحلم الصهيونية الكبير ..
أقترح على السلطة الفلسطينية وأعضاء الكنيست من عرب الداخل إنشاء صندوق الصمود .. ولنفتح باب التبرع والتصويت "بالأس أم أس" لصالح الصندوق .. لدينا تجارب ناجحة للـ"أس أم أس" وباعتقادي أن الحملة لو تم توجيهها في وجهتها الصحيحة ستلاقي نجاحاً غير مسبوق ..
علينا التوجه لرجالات الأعمال .. لأشقائنا العرب .. لعمقنا الإسلامي .. ولتبدأ حملة دعم صمود أهالي النقب ضد مخططات الحكومة الإسرائيلية ..
ربما يقول البعض أن لا سلطة لسلطتنا على تلك الأراضي .. لكن أهلنا في النقب غير معترف بهم كمواطنين إسرائيليين .. ولا يحملوا الهوية الفلسطينية فتستطيع تسميتهم بـ"البدون" .. أتمنى أن يلقى إقتراحي مكاناً في مقترحات الصمود وكسر المخططات الإسرائيلية .. وأتمنى من الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية .. ولتكن البداية ..
التعليقات