أسباب استثناء إخوان سوريا من الرفض الخليجي

كتب شاكر الجوهري
وقوف بعض الدول العربية ضد الإخوان المسلمين في مصر، وفي كل مكان، ووقوفها معهم في سوريا أمر يستحق بذل محاولة للفهم..
موقف الإمارات العربية المتحدة المعارض للإخوان المسلمين، شديد الوضوح من خلال تصريحات وتعليقات وتهديدات ضاحي خلفان مدير الأمن العام في دبي.. والمحاكمات التي تعقد لهم في الدولة.
التهنئة المبكرة لعدلي منصور الرئيس الإنتقالي في مصر، من قبل العاهل السعودي، وقبل أن يقسم منصور اليمين الدستورية، مؤشر على معارضة المملكة للإخوان المسلمين في مصر.. وهذه المعارضة كانت باحت بها تصريحات قديمة للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السابق.
الكويت، حلت مجلس الأمة عدة مرات بسبب معارضة نواب الإخوان المسلمين للحكومة.
فيما يخص سوريا يبدو الأمر مختلفا.. مع أن مواقف الدول المعنية غير متطابقة فيما يخص الثورة السورية من حيث الدرجة، لكنها تنزع إلى معارضة النظام السوري.
آخر المؤشرات على اهتمام الدول الخليجية بالذات بدعم المعارضة السورية، تجلى في إصرار السعودية على تولى أحد حلفائها رئاسة الإئتلاف الوطني السوري.
وفي بواكير تصريحاته، أعلن أحمد الجربا، وهو سجين سابق لدى النظام السوري، أن السعودية قررت تزويد المعارضة بأسلحة حديثة.
التسليح السعودي للمعارضة كان رهنا بتولي الجربا قيادة الإئتلاف.
الإحتضان القطري للمعارضة السورية أبرز من أن تتم الإشارة إليه، أو الخوض في تفصيلاته.
في السابق كانت المعارضة السورية تتعمد اختيار شخصية مسيحية أو كردية أو شيوعية لرئاسة الإئتلاف، في محاولة لإبعاد شبهة الصبغة الإسلامية للمعارضة في سوريا.
في هذه المرة إنصب الإهتمام، بل والمنافسة على اختيار شخص معروف بحميمية علاقاته مع السعودية.
والرجل (الجربا) هو أحد شيوخ العشائر العربية في سوريا، (عشيرة شمّر التي لها امتدادات ديمغرافية في عدد كبير من دول المنطقة خاصة في السعودية)، وهو من كتلة السياسي والمفكر المعارض ميشيل كيلو المعروفة بالكتلة الديمقراطية.. عشائري ديمقراطي..
لكن اختيار الجربا بعد أكثر من جولة انتخابات، لم يحصل فيها أحد من المتنافسين على الأغلبية، لا يغير من حقيقة أن الإخوان المسلمين، هم المكون الأساس للإئتلاف الوطني السوري.
جبهة النصرة السلفية، ليست عضوا في الإئتلاف. وعلى ذلك فإن السلاح السعودي، في حال وصوله إلى المعارضة، سيستفيد منه مقاتلو الإخوان المسلمين، المنضوين ضمن الجيش الحر، والكتائب التابعة له، دون مقاتلي جبهة النصرة.
بل إن من المهمات غير المعلنة لهذا السلاح إضعاف جبهة النصرة، التي تضم متطوعين سلفيين سعوديين.
إضعاف جبهة النصرة هدف هام بالنسبة للسعودية، خصوصا لأنها تضم مقاتلين سعوديين..!
معروف أن السلفيين الجهاديين (القاعدة) خاضوا حربا قاسية ضد الدولة السعودية خلال السنوات الماضية، كما مع عدد آخر من الدول العربية.
وعليه، فإن السعودية معنية بدعم المعارضة (غير السلفية) في سوريا، لسببين رئيسين:
السبب الثاني: الحيلولة دون وصول السلفيين إلى مركز متقدم في تشكيلة نظام الحكم المقبل في سوريا.. خشية أن ينعكس ذلك سلبا على الأمن الداخلي للملكة.
السبب الأول: العمل على عزل وإضعاف تحالفات إيران، التي تشكل تهديدا داخليا وخارجيا للسعودية.
التهديد الداخلي يتمثل في إمكانية تحريك أنصار إيران داخل الأراضي السعودية. وقد حدث ذلك مرارا من قبل، خاصة في مواسم الحج.
أما التهديد الخارجي فهو تهديد استراتيجي بالغ الخطورة، ويتمثل في الملف النووي الإيراني، وأهداف هذا الملف..!!!
في الرياض، وغيرها من عواصم دول الخليج العربي يعتقدون ـ وهم محقون ـ أن امتلاك إيران لقنبلة نووية يستهدف أمن المنطقة أولا.. ويستهدف النفط الخليجي، بأكثر مما يستهدف اسرائيل.
صحيح أن اسرائيل هي المحرض العلني الأول على الملف النووي الإيراني، لكن خطر هذا الملف يطال دول الخليج النفطية أكثر من اسرائيل..!
كيف..؟!
ترى السياسات الخليجية أن طبيعة العلاقات بين ايران واسرائيل هي تنافسية على مناطق النفوذ في العالم العربي عموما، وفي منطقة الخليج العربي خصوصا.. وليست رفضا ايرانيا لوجود اسرائيل.
مهمة اسرائيل الإستراتيجية الأولى في الشرق الأوسط هي تأمين مصالح اميركا النفطية في الأحوال العادية. أما في الأحوال غير العادية (احتلال العراق للكويت سنة 1990) فإن القوات الأميركية تولت الدفاع مباشرة عن هذه المصالح.
للتذكير، فإن مجلس التعاون الخليجي الذي تم تشكيله هلى هامش الحرب العراقية ـ الإيرانية سنة 1981، بعد مخاض بدأ منذ سنة 1975، تتشكل أهدافه الرئيسة في حماية الدول الخليجية من الطموحات الإيرانية والعراقية معا.
وتتمثل الأخطار الإيرانية على دول الخليج العربي والجزيرة العربية في:
أولا: تدخلها ديمغرافيا في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
ثانيا: سعيها الحثيث لإثارة النزاعات الداخلية في عدد من دول المنطقة، ودعم المعارضة في:
1. البحرين، حيث تدعم محاولات اسقاط نظام الحكم، علما أن إيران سحبت في عهد الخميني اعترافها بنتائج الإستفتاء البحريني الذي قرر فيه البحارنة استقلال بلدهم، وعدم ضمه لإيران.
2. اليمن.. حيث أنها دعمت مؤامرة انفصال الجنوب سنة 1994 عن دولة الوحدة، كما أنها تدعم التمرد الحوثي في صعدة، على حدود السعودية مشكلة خطرا داخليا في اليمن، وخطرا عسكريا خارجيا بالنسبة للسعودية.
3. إثارة النزعات والنزاعات المذهبية في عموم دول المنطقة.
ثالثا: التهديد العسكري لهذه الدول ومصالحها الإستراتيجية.
للتذكير، فقد صدرت تهديدات ايرانية علنية، على ألسنة كبار المسؤولين الإيرانيين بقصف وتفجير آبار النفط في الدول الخليجية في حال تعرضت إيران لعدوان اميركي أو اسرائيلي. وجاء في هذه التصريحات أن هنالك بنك أهداف ايرانية في دول الخليج العربي ستقصف، كما سيتم إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره معظم صادرات النفط والغاز الخليجي.
للأسباب الواردة أعلاه، دعمت الدول الخليجية العراق خلال سنوات الحرب الثمان مع إيران، فيما انحازت سوريا إلى جانب إيران.
أحد اشكال الإنحياز السوري إلى جانب ايران في تلك الحرب تمثل في عمليات تفجير وقعت في عدد من الدول الخليجية، من بينها محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، التي نفذها حزب الله بتاريخ 25/5/1985 بسبب دعمه للعراق في الحرب.
إيران، بدون نظام الحكم الحالي في سوريا تكون أقل خطرا على جيرانها.. فضلا عن أن النظام السوري سيكون أكثر خطرا على هذه الدول في حال استمراره.. انتقاما لنفسه في هذه المرة، بعد أن سبقت تجربة انتقاماته لحساب إيران من قبل.
هذه هي قناعة دول الخليج العربي.
وهي قناعة تستحق حسبة مختلفة في التعامل مع الإخوان المسلمين في سوريا، خروجا عن الموقف العام من الإخوان المسلمين في كل مكان.
وقوف بعض الدول العربية ضد الإخوان المسلمين في مصر، وفي كل مكان، ووقوفها معهم في سوريا أمر يستحق بذل محاولة للفهم..
موقف الإمارات العربية المتحدة المعارض للإخوان المسلمين، شديد الوضوح من خلال تصريحات وتعليقات وتهديدات ضاحي خلفان مدير الأمن العام في دبي.. والمحاكمات التي تعقد لهم في الدولة.
التهنئة المبكرة لعدلي منصور الرئيس الإنتقالي في مصر، من قبل العاهل السعودي، وقبل أن يقسم منصور اليمين الدستورية، مؤشر على معارضة المملكة للإخوان المسلمين في مصر.. وهذه المعارضة كانت باحت بها تصريحات قديمة للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السابق.
الكويت، حلت مجلس الأمة عدة مرات بسبب معارضة نواب الإخوان المسلمين للحكومة.
فيما يخص سوريا يبدو الأمر مختلفا.. مع أن مواقف الدول المعنية غير متطابقة فيما يخص الثورة السورية من حيث الدرجة، لكنها تنزع إلى معارضة النظام السوري.
آخر المؤشرات على اهتمام الدول الخليجية بالذات بدعم المعارضة السورية، تجلى في إصرار السعودية على تولى أحد حلفائها رئاسة الإئتلاف الوطني السوري.
وفي بواكير تصريحاته، أعلن أحمد الجربا، وهو سجين سابق لدى النظام السوري، أن السعودية قررت تزويد المعارضة بأسلحة حديثة.
التسليح السعودي للمعارضة كان رهنا بتولي الجربا قيادة الإئتلاف.
الإحتضان القطري للمعارضة السورية أبرز من أن تتم الإشارة إليه، أو الخوض في تفصيلاته.
في السابق كانت المعارضة السورية تتعمد اختيار شخصية مسيحية أو كردية أو شيوعية لرئاسة الإئتلاف، في محاولة لإبعاد شبهة الصبغة الإسلامية للمعارضة في سوريا.
في هذه المرة إنصب الإهتمام، بل والمنافسة على اختيار شخص معروف بحميمية علاقاته مع السعودية.
والرجل (الجربا) هو أحد شيوخ العشائر العربية في سوريا، (عشيرة شمّر التي لها امتدادات ديمغرافية في عدد كبير من دول المنطقة خاصة في السعودية)، وهو من كتلة السياسي والمفكر المعارض ميشيل كيلو المعروفة بالكتلة الديمقراطية.. عشائري ديمقراطي..
لكن اختيار الجربا بعد أكثر من جولة انتخابات، لم يحصل فيها أحد من المتنافسين على الأغلبية، لا يغير من حقيقة أن الإخوان المسلمين، هم المكون الأساس للإئتلاف الوطني السوري.
جبهة النصرة السلفية، ليست عضوا في الإئتلاف. وعلى ذلك فإن السلاح السعودي، في حال وصوله إلى المعارضة، سيستفيد منه مقاتلو الإخوان المسلمين، المنضوين ضمن الجيش الحر، والكتائب التابعة له، دون مقاتلي جبهة النصرة.
بل إن من المهمات غير المعلنة لهذا السلاح إضعاف جبهة النصرة، التي تضم متطوعين سلفيين سعوديين.
إضعاف جبهة النصرة هدف هام بالنسبة للسعودية، خصوصا لأنها تضم مقاتلين سعوديين..!
معروف أن السلفيين الجهاديين (القاعدة) خاضوا حربا قاسية ضد الدولة السعودية خلال السنوات الماضية، كما مع عدد آخر من الدول العربية.
وعليه، فإن السعودية معنية بدعم المعارضة (غير السلفية) في سوريا، لسببين رئيسين:
السبب الثاني: الحيلولة دون وصول السلفيين إلى مركز متقدم في تشكيلة نظام الحكم المقبل في سوريا.. خشية أن ينعكس ذلك سلبا على الأمن الداخلي للملكة.
السبب الأول: العمل على عزل وإضعاف تحالفات إيران، التي تشكل تهديدا داخليا وخارجيا للسعودية.
التهديد الداخلي يتمثل في إمكانية تحريك أنصار إيران داخل الأراضي السعودية. وقد حدث ذلك مرارا من قبل، خاصة في مواسم الحج.
أما التهديد الخارجي فهو تهديد استراتيجي بالغ الخطورة، ويتمثل في الملف النووي الإيراني، وأهداف هذا الملف..!!!
في الرياض، وغيرها من عواصم دول الخليج العربي يعتقدون ـ وهم محقون ـ أن امتلاك إيران لقنبلة نووية يستهدف أمن المنطقة أولا.. ويستهدف النفط الخليجي، بأكثر مما يستهدف اسرائيل.
صحيح أن اسرائيل هي المحرض العلني الأول على الملف النووي الإيراني، لكن خطر هذا الملف يطال دول الخليج النفطية أكثر من اسرائيل..!
كيف..؟!
ترى السياسات الخليجية أن طبيعة العلاقات بين ايران واسرائيل هي تنافسية على مناطق النفوذ في العالم العربي عموما، وفي منطقة الخليج العربي خصوصا.. وليست رفضا ايرانيا لوجود اسرائيل.
مهمة اسرائيل الإستراتيجية الأولى في الشرق الأوسط هي تأمين مصالح اميركا النفطية في الأحوال العادية. أما في الأحوال غير العادية (احتلال العراق للكويت سنة 1990) فإن القوات الأميركية تولت الدفاع مباشرة عن هذه المصالح.
للتذكير، فإن مجلس التعاون الخليجي الذي تم تشكيله هلى هامش الحرب العراقية ـ الإيرانية سنة 1981، بعد مخاض بدأ منذ سنة 1975، تتشكل أهدافه الرئيسة في حماية الدول الخليجية من الطموحات الإيرانية والعراقية معا.
وتتمثل الأخطار الإيرانية على دول الخليج العربي والجزيرة العربية في:
أولا: تدخلها ديمغرافيا في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
ثانيا: سعيها الحثيث لإثارة النزاعات الداخلية في عدد من دول المنطقة، ودعم المعارضة في:
1. البحرين، حيث تدعم محاولات اسقاط نظام الحكم، علما أن إيران سحبت في عهد الخميني اعترافها بنتائج الإستفتاء البحريني الذي قرر فيه البحارنة استقلال بلدهم، وعدم ضمه لإيران.
2. اليمن.. حيث أنها دعمت مؤامرة انفصال الجنوب سنة 1994 عن دولة الوحدة، كما أنها تدعم التمرد الحوثي في صعدة، على حدود السعودية مشكلة خطرا داخليا في اليمن، وخطرا عسكريا خارجيا بالنسبة للسعودية.
3. إثارة النزعات والنزاعات المذهبية في عموم دول المنطقة.
ثالثا: التهديد العسكري لهذه الدول ومصالحها الإستراتيجية.
للتذكير، فقد صدرت تهديدات ايرانية علنية، على ألسنة كبار المسؤولين الإيرانيين بقصف وتفجير آبار النفط في الدول الخليجية في حال تعرضت إيران لعدوان اميركي أو اسرائيلي. وجاء في هذه التصريحات أن هنالك بنك أهداف ايرانية في دول الخليج العربي ستقصف، كما سيتم إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره معظم صادرات النفط والغاز الخليجي.
للأسباب الواردة أعلاه، دعمت الدول الخليجية العراق خلال سنوات الحرب الثمان مع إيران، فيما انحازت سوريا إلى جانب إيران.
أحد اشكال الإنحياز السوري إلى جانب ايران في تلك الحرب تمثل في عمليات تفجير وقعت في عدد من الدول الخليجية، من بينها محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد، التي نفذها حزب الله بتاريخ 25/5/1985 بسبب دعمه للعراق في الحرب.
إيران، بدون نظام الحكم الحالي في سوريا تكون أقل خطرا على جيرانها.. فضلا عن أن النظام السوري سيكون أكثر خطرا على هذه الدول في حال استمراره.. انتقاما لنفسه في هذه المرة، بعد أن سبقت تجربة انتقاماته لحساب إيران من قبل.
هذه هي قناعة دول الخليج العربي.
وهي قناعة تستحق حسبة مختلفة في التعامل مع الإخوان المسلمين في سوريا، خروجا عن الموقف العام من الإخوان المسلمين في كل مكان.
التعليقات