أبو مازن

كتب غازي مرتجى
عمود الخيمة , هو التوصيف المناسب للرئيس محمود عبّاس , فهو الشخص الوحيد الذي يمتلك كل الأدوات ليس لحبه للاستحواذ أو عشقه للحكم فهو بحسب أحد أعضاء اللجنة المركزية زاهد في الحكم ولا يأبه كما غيره ليوم ما بعد انتهاء ولايته الرئاسية ولا يزال حتى اللحظة مُصراً على عدم الترشح لأي منصب سياسي كان ..
الرئيس أبو مازن هو "اللعّيب" الذي يتفنن في تسجيل الأهداف , وللأمانة والتاريخ لا أحد يستطيع أن يفهم كيف يفكّر هذا الرجل ويُفاجيء الجميع بقراراته أو أوراقه .. فلديه جراب أكبر حاوي يُخرج أوراقه وألعابه في الأوقات الصحيحة .. ولا أحد يفهم لماذا ؟ وبعد إنتهاء الأشواط الإضافية يفهم ويعرف الجميع لماذا وكيف وما الهدف من استخدام هذه الأوراق ..
ينتقده الكثيرون , تُمارس عليه الضغوط , يُطعن بنزاهته , والمشكلة فيه صراحته "السكر زيادة" , هو يُصر ألّا يبيع الوهم للمواطن والشعب الفلسطيني , رغم أننا شعب يعشق "الكذب" عليه ..
انتقده الكثيرون لاحتضانه لعسّاف , وانتقده أكثر يوم أن مسحت على رأسه عجوز فقير طلبت راتباً , وانتقدوه أكثر وأكثر يوم عاد بالدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة . لم يأبه لتلك الانتقادات واستمرّ ولا يزال بطريقه ..
يتخوّف الكثيرون من اتفاق سياسي قادم , تلك التخوفات أكاد أجزم أن السد المنيع لها سيكون الرئيس عبّاس , فبحسب ما علمت هُدّد الرئيس بداية ثورات الربيع العربي أنه سيكون القادم ما لم يوافق على حل سياسي شامل , ولم يأبه ورفض أن يُسجّل التاريخ عليه ذلك , وقبلها تم تهديده إن ذهب للأمم المتحدة بأنه سيخسر كثيراً ولم يرضخ .. وكثيرة هي الضغوط ..
جولات كيري المكوكية كان باستطاعة الرئيس ابو مازن الموافقة على أي طرح وبحسب ما قرأت وما تحدث به الدكتور صائب عريقات فأطروحات "كيري" مثالية للمواطنين , ومثالية لإقتصاد وطني واعد .. رفض أبو مازن وعلّق استئناف التفاوض بوقف الاستيطان ووقف التجاوزات الاسرائيلية والاعتراف بالدولة الفلسطينية .. على الرغم لو وافق الرئيس على عروض وأطروحات "كيري" فسيلقى تجاوباً شعبياً كبيراً لأن العامة شظّوا من السياسة وملّوا الانتظار وأصبح هدفهم "العيش" .. لكن الرئيس يريدها "عيش بكرامة" ..
في زيارته الأخيرة للبنان قاطعته إحدى المراسلات في قناة لبنانية شهيرة واعترفت أنهم كانوا يصفوه بالرئيس المنتهية ولايته والغير شرعي , فردّ عليها رداً مفاجئاً بأنه بالفعل رئيس انتهت ولايته الشرعية وهو ينتظر الانتخابات اليوم قبل الغد .. اعتذرت المذيعة نيابة عن فئة كبيرة جداً في لبنان وقالت له " لكن الآن التوبة ان نعيد قول ذلك بعدما جربنا غيرك"... واختصرت ما أتحدث عنه .. هو يقوم بأمور ويفكّر بالأحداث قبل الجميع .. وبعد فترة يكتشف الجميع .. كيف ولماذا ..
أكتب ما سبق وأنا على يقين أن الرئيس أبو مازن لن يُخلف وعده .. وسيبقى الأمين على مقدرّات الشعب الفلسطيني وثوابته .. وسيكون الحامي للقدس والأقصى ..