انت وعلمك تحت جزمتي هذه

بقلم: عبدالله عيسى

ذات مرة سالت مسؤولا :لماذا لا تستفيدون من خبرة وكفاءة فلان في مؤسسة كذا ".

فقال المسؤول ببساطة :" انت تعلم ان مدير المؤسسة بحقد على أي شخص فهمان ".

وذات مرة جاءني عالم فلسطيني شاب من ابناء غزة وكان قد توصل الى نظريات رهيبة في مجال الطاقة النووية وعرض علي رسائل من مراكز ابحاث امريكية وباكستانية واوروبية والجامعة العبرية في اسرائيل جميعهم يرحبون به ان يأتي اليهم كي يجري تجاربه على نظرياته العلمية حتى ان الجامعة العبرية قالت له يكفي ان تصل حاجز ايرز وتتصل بنا ويأتيك وفد من الجامعة العبرية على الجانب الاخر وينقلك الى الجامعة .

الشاب طلب مني ان تتبناه  دنيا الوطن اعلاميا فرحبت وكنت سعيدا جدا بهذا الشاب النابغة ونشرت عدة مرات عن نظرياته فاستدعاه الرئيس الراحل ابو عمار الى مكتبه بغزة وكرمه وقال له :انك مفخرة لفلسطين ". وطلب الشاب من الزعيم ابو عمار منحة دراسية لأمريكا لأنه لم يرغب ان يذهب الى مراكز الابحاث حتى يبقى حرا طليقا في قراره ورفض طبعا عرض الجامعة العبرية .

عاد الي فرحا مسرورا ثم توجه الى قسم المنح الدراسية في السلطة فقيل له لا يوجد لدينا منح دراسية لأمريكا  وعلمت بعدها انهم اوفدوا طالبا فاشلا كلف السلطة مئات الاف من الدولارات وكانت نتيجته في الثانوية العامة 55% ولكن والده مسؤول !!.

اصبت بإحباط وقلت للشاب :" انا اتوقع لك مستقبلا باهرا في السلطة سياتي يوم ترتدي فيه ملابس نابليون وتمشي المرور للسيارات بغزة .. أي يصاب بالجنون .

وهل اتاكم حديث عصام النمر العالم الفلسطيني ابن جنين الذي عمل في ( ناسا )/ وكالة الفضاء الأمريكية ضمن القلة القليلة من العلماء الذين يعطون الإشارة النهائية لإطلاق مركبات الفضاء وشارك في إطلاق مركبة (أبوللو – 11) التي كانت أول مركبة فضائية تهبط على سطح القمر عام 1969 .

ويذكر حافظ طوقان في مقالة كتبها عام 1993 في جريدة نابلس الأسبوعية انه عند سؤاله للدكتور عصام (( هل صحيح انك سلمت رواد مركبة( أبوللو -11) حجرا مكتوب عليه اسم مدينة جنين وان هذا الحجر موجود الآن على سطح القمر ؟قال : نعم . وعند سؤاله : لم لم تكتب اسم فلسطين أيضا على الحجر قال : حتى نتمكن من إيصاله إلى هناك .
توفي عصام النمر في عام 2005 ودفن بصمت .