د.نبيل شعث .. ومجاملة عوفاديا !

تابعنا أيضا عبر تويتر @alwatanvoice

"هذا جزء من حملة تشويه دنيا الوطن ضد الدكتور القائد نبيل شعث" , " كيف سنحصل عل حقوقنا يا دنيا الوطن لو لم تكن هذه الجلسات" , "أنتم تتعمدّون الإساءة لنبيل شعث .. لماذا؟" 

ما سبق , هو ثلاث تعليقات من أصل عشرات التعليقات التي نُشرت وحُجبت أو حُذفت لاحتوائها على اساءات شخصية , من التقرير المنشور على صدر أخبار دنيا الوطن نقلاً عن يديعوت أحرونوت الإسرائيلية .. بالطبع نسبة ثلاث تعليقات ربما قرأت فقط العنوان ولم تقرأ نص الخبر , أو ربما من أصدقاء وأحباب الدكتور نبيل شعث .. لا تُخفي هذه التعليقات الثلاثة حجم الغضب والاستنكار من حديث الدكتور شعث , ووصل الأمر لحد المطالبة بمحاسبة الدكتور نبيل شعث تنظيمياً .

ورد في التقرير المنشور في أحرونوت أنّ الدكتور نبيل شعث تمنّى للحاخام الإسرائيلي "عوفاديا يوسف" الشفاء العاجل !

في البداية , لست ضد الجلسات مع الإسرائيليين , ولا ضد المفاوضات لو لم تتجاوز الخطوط الفلسطينية الحمراء , ولا أعارض الجلوس مع أقصى أقصى اليمين في إسرائيل لعلّ جملة أو حركة أو تعليق يُغيّر بعض المفاهيم الخاطئة لديهم .. لكن وكما يقول صديقي الدكتور فتحي أبو مغلي الوزير السابق "ليس بالتذلل نصنع السلام" .. ما سبق لتوضيح موقفي قبل البدء .. 

لمن لا يعرف العراقي الأصل الحاخام عوفاديا يوسف فإني أوجز لكم سيرته الذاتية ببضعة كلمات وتصريحات شهيرة للمذكور .

في 29 آب من العام 2010 نشرت الصحافة الإسرائيلية بعض من أقوال عوفاديا يوسف وطبيعة تفكيره وهمجيته وعنصريته ضد الفلسطينيين والعرب , فهذا العوفاديا تمنّى من الله أن يصيب أعداء إسرائيل "وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني والرئيس أبو مازن" ضربة قاضية وأن الإنسانية تنتظر موتهم جميعاً .

ففي 30 أغسطس 2010 تمنى عوڤاديا يوسف في كلمته الاسبوعية أن "يختفي الذين يكرهون اسرائيل مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفلسطينيين من العالم"

أما فتاوي الحروب والعمليات العسكرية ومنظّرهم الروحي فهو ذاته عوفاديا .. فالمذكور يقول في إحدى تصريحاته الشهيرة "أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين، وأنه جاء في التلمود إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم".

أما نظرة عوفاديا للعرب والفلسطينيين بشكل عام فيلخصها تصريحه التالي /

(في أغسطس 2004 قال عوفاديا يوسف في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".)

وكما تمنّى الدكتور شعث لعوفاديا السلامة والصحة فإن عوفاديا تمنى الموت للعرب جميعاً .. في تصريح شهير للحاخام المذكور يقول فيه ..

(في يوليو 2001 دعا الحاخام اليهودي إلى "إبادة العرب بالصواريخ"، وأضاف في "عظة" السبت في كنيس بالقدس بمناسبة عيد الفصح اليهودي إن العرب "يجب ألا نرأف بهم, ولا بد من قصفهم بالصواريخ وإبادة هؤلاء الأشرار والملعونين".)

أما مرابطوا المدينة المقدسة فلم يشذوا عن قاعدة عوفاديا .. فقال بحقهم في تصريحاته الصحفية :"العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل". وقال "إن عليهم أن يذهبوا إلى الجحيم".

ولم يكن آرئيل شارون بعيداً عن انتقادات عوفاديا .. لكن سبب انتقاده لهم هو حرية الفلسطينيين , فقال في تصريح شهير

دعا الله في خطبة دينية أن "يقضي" على رئيس الوزراء السابق أرييل شارون بسبب خطته للانسحاب من قطاع غزة.

قال "فليقض الله عليه.. إنه يعذب شعب إسرائيل"

اللقاء الذي عُقد ف يمقر المقاطعة الفلسطينية "بيت الفلسطينيين جميعاً" , وبعلم الرئيس أبو مازن بالتأكيد .. لكني أجزم تماماً أن الرئيس أبو مازن لم يقل للدكتور شعث بأن يتمنّى السلامة لعوفاديا يوسف .. ولم يطلب منه أن يجامل اليمين الإسرائيلي  بهذا القدر الغريب !

لا شك ّ أن القيادة الفلسطينية تعلم مدى رضا الجمهور الفلسطيني عليها .. وتعلم مدى سعادتهم بمواقفها الرافضة للمفاوضات دون الحصول على المطالب الفلسطينية , وستجد الشعب الفلسطيني بأكمله مع القيادة الفلسطينية كما هو اليوم لو حقّقت المفاوضات لنا ما نريد .. ستجد الجميع يهتف للقيادة الفلسطينية وعلى رأسهم د.نبيل شعث لو حقّقوا أماني الشعب الوطنية , لو أقاموا دولة مستقلة بالقدس عاصمة ..

يا دكتور انت لا تتحدث باسمك فقط .. أنت تتحدث باسم الشعب الفلسطيني , ولا أعتقد أن 1 من مليون في المائة يوافق على حديثك .. وأجزم تماماً مرة أخرى أن القيادة الفلسطينية مجتمعة لا توافق على مجاملاتك هذه !

أختصرها لك يا د.شعث في مقارنة بسيطة .. لو أراد السيد الرئيس تقديم تنازل من أي نوع حتى بمجاملة "بحجم مجاملتك" فسيعود اليميني المتطرف نتنياهو للمفاوضات وسترضى أمريكا وسيُعلن كيري أن الدولة الفلسطينية قريبة .. فكيف تسمح لنفسك أن تُجامل بهذا النوع من المجاملات .. ولمن .. لأكبر حاقد على الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم السيد الرئيس أبو مازن !.

من هنا .. أطالب الدكتور نبيل شعث بتقديم اعتذار رسمي وعلني للشعب الفلسطيني على هذا التصرف الغير مسؤول .. وأطالب الدكتور محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بتوضيح موقفه أيضاً حيث كان حاضراً للقاء ..

لا أنسى .. على الرغم من جلساته الكثيرة بحكم مسؤوليته ككبير مفاوضين , لم يجرؤ الدكتور صائب عريقات على هكذا مجاملات حتى في ساعات الضرورة .. أطالبه أيضاً بإيضاح موقفه من هذه المجاملة الغريبة !

ملاحظة هامة : الدكتور نبيل شعث ذو الـ75 عاما ً , من الرعيل الأول في حركة فتح وله مواقف وطنية كثيرة ,دبلوماسي محنّك , ووزير سابق , .. لذلك كان الانتقاد .. ووجب عليه التوضيح .