الشهداء .. نداء إلى الرئيس أبو مازن

كتب غازي مرتجى
منذ فترة يُحدثنا بعض من عائلات شهداء الحربين الأخيرتين على غزة , هؤلاء الآباء والأمهات فقدوا أبناءهم وفقدوا رزق أبنائهم منهم من تكلّف وتكفّل بمعيشة أبناء أبنائهم فأرهقتهم الدُنيا فقدّموا ما استطاعوا ولا زالوا .. لكنها الحاجة والعوز ..
بحسب الإحصائيات المتوفرة فإن ما يزيد عن 1000 شهيد في الحرب الأولى 2008 لم يتم اعتمادهم , وأكثر من 160 شهيد في الحرب الثانية 2011 ,هؤلاء لم يتم اعتمادهم كشهداء ولم يتم الاعتراف بهم , عدا عن جرحى الحربين والذين فقدوا الأمل بأن تُصرف لهم مًستحقات مالية أو بدل جريح كما يتقاضى أقرانهم في الانتفاضتين الأولى والثانية ..
نحن على أبواب شهر الخير , ستجلس تلك العائلات على مائدة الإفطار وقد فقدت ابنها وربما تفقد أيضاً أكلها الذي ستفطر به .. ربما "يحّن" عليهم أحدهم ويقوم بإفطارهم يوماً أو يومين ..على ذكرى نجلهم الشهيد .. ورحم الله ابنكم وعفى عنه .. وسلام عليكم من الله .. وصورتين .. وكفى !.
طرح صديقي الدكتور أحمد أبو هولي النائب في المجلس التشريعي حلاً توافقياً فطالب رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدلله ووزير الشؤون الاجتماعية د.كمال الشرافي (هذا الغزّي الذي عاش الحربين في غزة وعرف معنى أن تفقد أسرة ابنها وكان معرض دوماً لأن يكون شهيداً) .. طالب بأن تُضاف تلك الأسر لوزارة الشؤون الاجتماعية , فتتحصّل على دخل شهري ولو بسيط حتى يتم حل الأزمة المالية التي تعيشها السلطة .. وعندها يتم إضافة المذكورين للمؤسسة الخاصة بهم .
لن أزيد في وصف حالة أسر الشهداء .. لن أتناول مشاكلهم اليومية والنفسية .. ولن أتناول أي شيء يخصهم .. فيكفي أنهم قدّموا أعز ما يملكون فداء ً لله .. وللوطن .
في احتفالاتنا العامة والخاصة .. نستذكر هؤلاء الشهداء .. نقف دقيقة صمت ونقرأ الفاتحة على أرواحهم .. فهم الأكرم منا جميعاً .. فلا تجعلوهم يتنّدموا ولو "بالكلام" على فداء الوطن .. ولا تجعلوهم يدّوا أيديهم بحثاً عن لقمة عيش في وطن أصبحت لقمة العيش فيها الأصعب ..
سيدي رئيس دولة فلسطين .. الرئيس محمود عباس .. أنت والد الجميع .. أنت "أبو الوطنية" .. أنت "أبو الشهداء" .. لا تخذلهم ولا تمنع حنانك عنهم ..
كل عام وأنتم بخير ..