حكم الإخوان المسلمين في مصر والخيارات أمام الحركة

حكم الإخوان المسلمين في مصر والخيارات أمام الحركة
بقلم المحامي علي ابوحبله
يبدوا أن حركة الإخوان المسلمين في مصر بدأت تستشعر بهزيمتها وخسرانها للحكم في مصر بعد أن فشلت بوضع برنامج اقتصادي وسياسي واجتماعي ينهض بمصر ويكون بمقدوره إخراج مصر مما كانت تعاني منه ، جموع المصريين بملايين الملايين قد خرجوا في الثلاثين من حزيران 2013 ليعبروا عن رفضهم لاستمرار حكم الرئيس محمد مرسي هذه الجماهير مليونية المليونية قد نجحت بإسقاط الشرعية عن حكم الرئيس محمد مرسي وان هذه الملايين أحدثت هزة دوليه وإقليميه جعلت من الرئيس الأمريكي أمام هزيمة جديدة تلحق بالسياسة الامريكيه في المنطقة وان هذه الهزيمة هي استكمالا لسلسة هزائم أدت لتقهقر المشروع الأمريكي الصهيوني ، مصر تستنهض نفسها وتكمل مسيرة الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر الذي رفض الاستسلام لهزيمة يونيو 67 ورفض الاستلام لأي شروط تملى على مصر عقب هزيمة الرابع من حزيران عام 67 ، خرج مؤتمر الخرطوم في لاءات ثلاث لا صلح ولا استسلام ولا اعتراف في إسرائيل ، بنا الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر الجيش المصري عقب هزيمة حزيران وأعاد لهذا الجيش أهميته ودوره بالانتصار الذي تحقق لمصر في حرب تشرين 73 ، لم يستكمل من خلف عبد الناصر في حكم مصر مسيرة الرئيس جمال عبد الناصر ولم يكملوا مشواره في قيادة مصر التي تبوأت قيادة العالم العربي وكانت من أولى الدول لدعائم حركة الانحياز ، كان لمصر دورها وحضورها الإقليمي والدولي وكانت مصر عبد الناصر في قلب إفريقيا وفي عمق أسيا ، التواجد والحضور المصري أيام حكم عبد الناصر جعل لمصر أهمية قوميه عربيه وأهمية إقليميه وأهمية دوليه ، تقوقعت مصر على نفسها بعد كامب ديفيد حوصرت مصر واستسلمت للمخططات الامريكيه الصهيونية مما جعل مصر تتراجع عن مواقعها العربية والدولية والاقليميه إلى أن كانت ثورة 25 يناير 2011 التي هدفت لإخراج مصر من قوقعتها لتعود مصر إلى عمقها العربي والإسلامي ويعود لمصر دورها الإقليمي والدولي ، اختطفت ثورة المصريين في 25 يناير 2011 وخضعت لأجندات حكم الإخوان المسلمين وبدلا من أن تنهض مصر خضعت للاستغلال والهيمنة من قبل دول صغيره أخذت تملي على مصر سياستها ومواقفها لتدور مصر في فلك الصغير بدلا من أن تقود مصر الصغير والكبير وتقود وتدعم حركات التحرر العربي وتنهي التبعية الامريكيه الصهيونية التي كبلت يد مصر وغلتها وأبعدتها عن بعدها القومي والإقليمي والدولي ، حركة الإخوان المسلمين بنجاح مرشحها لانتخابات الرئاسة في مصر الدكتور محمد مرسي لم يعد بمقدورهم وبمستطاعهم التحرر من أجنداتهم وتحالفاتهم الحزبية مما اثر في حكمهم لمصر ، لم يتعلموا من التاريخ ولم يأخذوا العبر لكيفية ترجمة أماني وتطلعات الشعب المصري ، بقيت حركة الإخوان المسلمين أسرى لأفكار الماضي ولتصفية حساب الماضي الذي كان المفروض فيهم أن يكون الماضي دافعهم للتقدم والانتصار للاراده المصرية بتحررهم بكثير من الاتفاقات والمعاهدات التي كانت السبب في انعزالية الدور المصر وهدر الكرامة الوطنية المصرية ، بعد عام من حكم الإخوان المسلمين الذين ثبت فشلهم في قيادة مصر لانعدام استراتجيه للحكم تنبع أساسا من رحم الشعب المصري ومن ثورة الشعب المصري في 25يناير 2011 لم تأخذ بتطلعات الشعب المصري وإذا بالقرارات والمواقف لحكم الإخوان المسلمين لم تتغير مما أثار حفيظة المصريين الذين ثاروا لكرامتهم ولعزتهم انتصارا لمبدأ التحرر من التبعية الامريكيه الصهيونية ، بيان الجيش المصري الذي ألقاه وزير الحربية المصرية رئيس هيئة التصنيع العسكري اللواء عبد الفتاح السيسي الذي جاء فيه أن القوات المسلحة تقف لجانب الشعب المصري ولجانب الشرعية الشعبية بمطالبها وان على كافة الفر قاء التوافق خلال ثمانية وأربعون ساعة لان مصر وأمنها القومي في خطر ، استشعرت حركة الإخوان المسلمين خطورة البيان الصادر عن الجيش المصري حين استكمله وإلا فان الجيش المصري يملك خارطة طريق لإخراج مصر من مأزقها الحالي ، هذا البيان الذي أثار حفيظة حركة الإخوان المسلمين وجعلتهم يحشدون أنصارهم تحت شعار الانتصار لشرعية مرسي ، لكن ما يجري في مصر يتهدد كيان ألدوله المصرية بهذه الاستقالات الجماعية لمختلف الوزارات والمؤسسات وان التهديد بالعصيان المدني يهدد بانفلات زمام الأمور ويعقدها ، وخيارات الإخوان المسلمين إما أن يقدم الرئيس محمد مرسي على الاستقالة ويعلن عن إجراء انتخابات مبكرة وهذه اقصر الطرق وأفضلها للخروج بمصر لبر الأمان ، أو أن يرفض الاستقالة ويتسلم الجيش المصري زمام القيادة ويعلن عن انتخابات جديدة بعد أن يسقط شرعية محمد مرسي ، تقرر جماعة الإخوان المسلمين المواجهة لتدخل مصر في حرب لا تعرف وجهتها ولا نتائجها خاصة وان هناك اليوم من يتبوأ مراكز الإفتاء في حركة الإخوان المسلمين الذين قد يعلنون الجهاد ضد كل من يخالفهم كما هو حاصل في سوريا ، إن الخيارات المطروحة جميعها تضع حركة الإخوان المسلمين أمام امتحان ، إما الانتماء لمصر قبل أن يكون الانتماء لحركة الإخوان المسلمين ومصلحة مصر وأمنها قبل التمسك بالحكم بتبعيته ونتائجه الخطيرة ، وانه في المحصلة احترام الاراده الشرعية للشعب المصري الذي يستكمل ثورته انتصارا لمبادئها وأهدافها وتصحيح مسارها للعودة بمصر كما يريدها ثوار مصر يريدون مصر أن تبقى عربيه وان يكون عمقها عربي ويريدون لمصر أن تبقى على مسافة واحده من الجميع يريدونها أن تتصدر مكان القيادة والصدارة يريدونها حرة متحررة من التبعية الامريكيه والصهيونية ويريدون إنهاء كل الاتفاقات والمعاهدات التي أدت بهذا التدهور والانعزال بالدور المصري يريدون لمصر أن تنهض باقتصادها وان يتحرر اقتصادها من الهيمنة والاستحواذ عليه من قبل فئة تريد أن تحكم وتتحكم بمقدرات وقوت الشعب المصري يريدون لمصر أن تتحقق العدالة الاجتماعية فيها وان تتغلب على البطالة وان يعم الخير كل المصريين وهذا ما عجز حكم الإخوان المسلمين في مصر من تحقيقه ، لا بد من انتصار ألحكمه والتعقل على التعصب ولا بد من القبول بالشرعية الثورية للشعب المصري والتسليم لإرادة المصريين الذين يستكملون ثورتهم لتحقيق برنامجها الثوري بما يمكنهم من إعادة بنائها وفق الأهداف الثورية المستندة لاستراتجيه ثوريه تنبع من الاراده الشعبية المصرية
[email protected]

التعليقات