بنزين

كتب غازي مرتجى
يستطيع الآن عُشّاق "التفحيط" في قطاع غزة التفحيط والتنطيط والتطويط في شوارع غزة دون المعاناة من "الازدحام" ويُمنع عليهم التوجه نحو المناطق التي تتواجد بها "محطة بنزين" .
وأنا أسير في شوارع غزة لاحظت شاباً مسكيناً يسير مُمسكاً بزجاجة "بنزين" وعندما سألت أحد المتواجدين بالشارع عن قصته فأكد لي أن هذا "الغلبان" لا يشحذ ولا يطلب أموالاً بل تجده في كل شوارع غزة وأحياناً يتوجه جنوباً فقط يريد بنزين لـ"يشمه" , لا ضرر منه ولا ضرار .. هو مدمن "بنزين" وبصراحة لا يُثير أي "خوف" أو "شك" لذلك يسير في شوارع غزة وأصبح "ظاهرة عادية" .
لحظة كتابتي للمقال جاء هذا الشاب ببالي , وسألت نفسي ماذا سيفعل هذا الشخص في حال شح "البنزين" وكيف سيعيش ؟
من يسير في شوارع قطاع غزة منذ أسبوع يدرك حجم الأزمة التي يعيشها القطاع , ويبدو أن تتر أغنية "الحصار" سينتشر مجدداً , وسنبدأ بالمعاناة من جديد . ولولا الرقابة الشديدة من الجهات المسؤولة في غزة على التجار لواجهنا حصاراً من نوع آخر برفع الأسعار والاحتكار .. لكنه حتى الآن مُسيطر عليه ..
فوجئت بالأمس بأن كل أصدقائي الفيسبوكيين يُتابعون كلمة الرئيس المصري محمد مرسي , وفوجئت أكثر صباحاً عندما تحدث معي أكثر من شخص قابلتهم عن الخطاب وتوقعاتهم وتحليلاتهم .. ودائماً كان التحليل الأسوأ حاضراً .. فقطاع غزة يعتمد اعتماداً كلياً على مصر بمواده الغذائية ومستلزمات البناء والعمار والمشتقات النفطية .. والكثير .. فمن الطبيعي أن ترى وتشاهد وتلاحظ علامات انتظار الأسوأ والخوف على وجوه الناس .. فقد مررنا جميعاً بتجربة "الحصار" المريرة والتي أثّرت نفسياً على كل من عاش بالقطاع ..
أزمة السولار والبنزين تنتشر والخوف من المستقبل القريب يزداد , ولا حلول في الأفق ..
ملاحظة : خطاب الرئيس المصري "محمد مرسي" كشف وجود أزمة كبيرة جداً لها دلالات ونهايات خطيرة للغاية ..
حمى الله مصر وحفظ شعبها من كل سوء .