تزاحم المصريين على المخابز ومحطات الوقود لتأمين قوتهم قبل 30 يونيو تخوفا من تطور الأحداث

تزاحم المصريين على المخابز ومحطات الوقود لتأمين قوتهم قبل 30 يونيو تخوفا من تطور الأحداث
صورة تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن وكالات
تراصت علب المأكولات المحفوظة فوق بعضها البعض حتى بدت عربة المشتريات كهرم صغير تدفعه بيد وتمنع سقوط مكوناته باليد الأخرى فيتعرج سيره ويرتطم بالعربات الأخرى التي تسد ممرات المتجر الذي اكتظت مساحاته الشاسعة بمشترين يتدافعون على البضائع وسط ضجيج يصم الآذان في محاولة لتخزين سلع غذائية تحسبا لتظاهرات 30 يونيو التي يتوقع المصريون أن تكون حاشدة وعنيفة.ووسط حالة من الترقب والقلق، يستعد المصريون ليوم 30 يونيو الذي دعت حركة تمرد المصرية، والتي دعمتها قوى المعارضة، ليكون موعدا لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي في الذكرى الأولى لانتخابه بسبب "فشله في إدارة البلاد"، حسب ما تقول المعارضة.

وأعلنت "تمرد" عن حصولها على ما يفوق 20 مليون توقيع بسحب الثقة من الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بينما تتوالى دعوات أنصار مرسي من الحركات الإسلامية بالحشد ضد ما يقولون أنه "انقلاب على الشرعية" متوعدين بحمايته حتى وإن سالت الدماء.

"لا نعلم كم سيطول الأمر، والكل يتوقع أن تسود أعمال عنف وشغب قد تمنعنا من ترك منازلنا لعدة أيام ويجب أن نؤمن الطعام والشراب لنا ولأطفالنا"، كما تقول منة الله حسنين لسكاي نيوز عربية.
ويضيف زوجها منير سعد الدين، محاسب بشركة تأمين، أنه "قد تقوم الحكومة بقطع الاتصالات والمياه والكهرباء وتتوقف حركة المواصلات كما حدث أيام ثورة 25 يناير2011 إذا ما رأت تزايد المعارضة والحشود في الشوارع".

وكانت حكومة الرئيس السابق محمد حسني مبارك قد قطعت اتصالات الهواتف المحمولة وأوقفت شبكة الإنترنت عن البلاد وتوقفت حركة حافلات النقل العام لعدة أيام أثناء ثورة يناير التي استمرت 18 يوما تنحى مبارك في نهايتها مسلما حكم البلاد إلى مجلس عسكري.

ويقبل المستهلكون خاصة على شراء السلع الغذائية التي يمكنهم تخزينها لمدة طويلة دون أن يصيبها العطب كعلب الفول وأسماك التونة والسردين وأكياس الأرز والبقول والمكرونة. كما يشترون كميات مهولة من زجاجات المياه المعدنية وحليب الأطفال المجفف والسكر والشاي.

"إذا ما سلم الأمر ولم تحدث حرب أهلية أو أعمال عنف وانتهى الأمر بسلام، يمكننا أن نستهلك هذه المأكولات على فترات طويلة خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب وسوف نحتاجها أيا كان الوضع"، كما تؤكد شيماء مختار، موظفة بشركة حكومية وأم لطفلين أحدهما رضيع.

يقول إسلام عبدالمعطي، البائع بالمتجر إن "تدفق المشترين بدأ مع بداية الأسبوع ويزداد كلما اقترب تاريخ 30 يونيو حتى اضطرت إدارة المتجر إلى عرض مخزونها من بعض السلع، خاصة المياه، والذي كانت تستعد لطرحه في شهر رمضان".

ويضيف وهو يصد عن جسده دفع عربات السلع التي تتسابق على رفوف السكر، "ينتظر البعض من قبل افتتاح المتجر في الصباح الباكر وما أن نفتح الأبواب حتى يتدافع الخلق وكأنهم سيل من فيضان النيل، ويزيد عدد المشترين مع حلول المساء وحتى موعد الإغلاق عند منتصف الليل".

يقبل المصريون أيضا على محطات الوقود لملء خزانات سياراتهم مما أدى إلى تفاقم أزمة الوقود التي تظهر من وقت إلى آخر في البلاد. وظهرت صفوف طويلة من السيارات أمام محطات الوقود ووصل التسابق على الدور إلى حد التشابك بالأيدي في بعض الحالات وأدى إلى شلل تام في المرور في بعض أحياء القاهرة المزدحمة حيث يقطن أكثر من 15 مليون نسمة.

وفي مدينة شرم الشيخ السياحية على البحر الأحمر، أغلقت أغلبية محطات الوقود بعد نفاد مخزونه وعدم وصول سيارات الإمداد من المنبع، حسب ما أفاد شهود عيان.
وشهدت المصارف ازدحاما وإقبالا على سحب العملات المحلية والأجنبية.

يقول محي السيد، عميل بأحد البنوك وهو يطلب سحب مبلغ كبير من المال، إن "هناك اشاعات عن قيام البنوك بسحب النقود وإفراغ آلات الصرف الأتوماتيكية حتى لا تتعرض للنهب إذا ما قامت أعمال شغب لذا نريد تأمين مبلغ من المال لمواجهة الطوارئ". 
وتنأى بعض العائلات ذات الدخل المرتفع عن خوض ازدحام المتاجر والصراع على السلع.

"أطلب مشترياتي وما أريد تخزينه عبر الهاتف من بقالة الحي وينقلونها لي وتصلني عند باب الدار دون أدنى تعب"، كما تقول ماهيتاب قدري، طبيبة أسنان.

وتستطرد قائلة "هذا ليس فقط لتفادي الازدحام ولكن لأن عيادتي مزدحمة هذه الأيام ولا يمكنني تركها حيث يريد المرضى معالجة أسنانهم التي تؤلمهم قبل يوم 30 يونيو خشية من عدم تمكنهم من الوصول إلى الطبيب".

وقد قامت إدارة مستشفى القصر العيني، أكبر مستشفى حكومي بالبلاد والقريب نسبيا إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، بنقل المرضى من العنابر إلى مستشفيات أخرى بعيدة وتم إلغاء عطلات الأطباء إلى أجل غير مسمى، حسب ما أفاد مصدر طبي من المستشفى إلى سكاي نيوز عربية.

"أبلغتنا الإدارة أن من يتغيب عن الحضور في اليوم الموعود والأيام التي تليه سوف يقدم إلى التحقيق وتتم مجازاته"، حسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه.

هذا وقد حدثت في الأيام الأخيرة مشادات وأعمال عنف بين مؤيدي ومعارضي مرسي في عدة أماكن من البلاد على خلفية الحشد ليوم 30 يونيو مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفيات.

التعليقات