فقه الأولويات لفتوى الجهاد في سوريا فهم خاطئ

فقه الأولويات لفتوى الجهاد في سوريا  فهم خاطئ
بقلم المحامي علي ابوحبله
يبدوا أننا نعيش في زمن قد انقلبت فيه المفاهيم وانعدمت فيه القيم وأصبح الشرع مسخر لخدمة أهداف وأجندات حزبيه ونفعيه لا تمت للصالح العام ولا لصالح المسلمين بصله وان بعض من علماء ألامه لا ينظر فيما يفتي فيه أو يصرح بما يتوافق عليه ومصالح ألامه المتوافقة مع نصوص الشرع ، وان هذه المواقف لهؤلاء العلماء هي دون النظر فيها لمصلحة الوطن والمواطن في عالمنا العربي ، ليس مهما لدى البعض الحفاظ على الكرامة الانسانيه أو حفظ دماء المسلمين بل أصبح التكفير والتخوين من ضمن علامات أولويات الفقه لتتوافق رؤيا البعض وفتاوى بعض العلماء لما يؤمنوا به هم أنفسهم وليس ضمن رؤيا رحبة وواسعة تأخذ في دلائلها ونصوصها وشرعها مصلحة ألامه الاسلاميه وما يحفظ وجودها في مواجهة خطر ما يتهددها ، في هذا الموضوع لا ندافع عن سوريا كونها احد أهم مكونات المجتمع العربي الإسلامي ولا عن دوله احتضنت المقاومة الفلسطينية وكل قوى المقاومة واحتضنت من ضمنها حركة حماس في وقت ضاقت الأرض بهم ، هذه الانظمه التي تحارب سوريا اليوم ووقفت موقف المتفرج أحيانا وموقف المعادي أحيانا أخرى ضد الفلسطينيين هي من ترعى حربها على سوريا بإمرة أمريكا والغرب والصهيونية وهي تحتضن حركة حماس بإمرة أمريكا والغرب بهدف أن تمسك بالورقة الفلسطينية في مواجهة محور المقاومة والممانعة وهي محاوله مكشوفة ومفضوحة وان هدف هذه الدول أن تخرج حركة المقاومة حماس عن مبادئها وقيمها التي بها نهضت وبها اكتسبت ود وتأييد الجماهير العربية والاسلاميه وكل ذلك بهدف أن تنخرط حماس بركب وسياسة هذه الدول التي هي جزء من المخطط المرسوم لاستهداف سوريا وتصفية القضية الفلسطينية بدليل أن دولة قطر حرفت الخارطة الفلسطينية التاريخية وهي من تساوم على موضوع استبدال الأراضي وتتحالف مع إسرائيل وتقيم علاقات تنسيق معها ضمن مشروع يستهدف الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ، ما يلفت النظر حقا ويتطلب الدراسة الموضوعية هو تصريحات الدكتور عبد العزيز دويك الذي شغل منصب المجلس التشريعي الفلسطيني المنتهية ولايته منذ عامين تقريبا إلى صحيفة الشروق الجزائرية حيث صرح الدكتور عبد العزيز دويك بان دعم ما يجري في سوريا واجب واعتبر في حديثه بان فقه الأولويات يفرض الجهاد في سوريا على أي قضايا أخرى ، والغريب أن يصدر التصريح من قبل الدكتور عبد العزيز ألدويك الذي مثل الشرعية الفلسطينية وفلسطين ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي وتصريحه مخالفه شرعيه لجميع نصوص القران وان في تصريحه زج للفلسطينيين في حرب هي تستهدفهم وتستهدف وجودهم وتستهدف حق العودة للفلسطينيين ، والسؤال الذي يطرح نفسه حول مخاطر هذا الاجتهاد المسمى في فكر الدكتور عزيز ألدويك فقه الأولويات ، هل من مصلحة المسلمين أن يحللوا سفك الدم السوري استنادا إلى فقه الأولويات الذي تطرق له الدكتور عزيز ألدويك ، وهل من مصلحة المسلمين تدمير مقومات الجيش العربي السوري القوة ألاستراتجيه في مواجهة إسرائيل والتي تعد القوه الأوحد التي بقيت في صراعها مع الكيان الإسرائيلي ،وهل من مصلحة المسلمين قبول هدنه مع إسرائيل لتتمكن حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في تهويد القدس والتخطيط لهدم المسجد الأقصى لصالح إقامة الهيكل الثالث ، وهل ما يجري من تهويد واستيلاء على الأراضي والتوسع في الاستيطان ومن خنق اقتصادي واستمرار في سياسة الاعتقال السياسي يعد من الثانويات أم المفروض أن يكون أولى الأولويات في فقه الأولويات وان الفتاوى في فقه الأولويات وجهتها وواجبها فلسطين وليس الجهاد في سوريا ، اعتقد جازما أن الدكتور عزيز ألدويك قد اخطأ في اجتهاده في فقه الأولويات مع أن ما تعرض له الدكتور عزيز ألدويك من اعتقال غير مبرر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المفروض فيه أن يزن فقه الأولويات ضمن ميزان فلسطيني لما تتعرض له فلسطين من مخاطر التهويد ومخاطر التهجير لما تبقى من الشعب الفلسطيني بفعل عدوانية الكيان الإسرائيلي الغاصب للحق الفلسطيني وليس بميزان حزبي أجندته لا تتوافق وتطلعات الشعوب العربية المتطلعة للتحرر والانعتاق من الهيمنة الامريكيه والغربية والصهيونية لا الاستمرار في هذه التبعية وفق ما أصبح يعرف عن الربيع العربي وثورات الربيع العربي الذي وفق مفهومه يسير باجنده امريكيه غربيه صهيونيه ضمن ما أصبح يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد تسود فيه إسرائيل العالم العربي ضمن محاولات بث الفتن المذهبية الشيعية السنية ، إن تطلعات الفلسطينيين والعرب تحرير القدس والأقصى والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة من يد الغاصب المحتل الإسرائيلي وليس تحرير المسجد الأموي وإسقاط دمشق ليعيث الغرب فسادا فيها كما فعل في ليبيا وما تعاني منه مصر وتونس واليمن ولبنان إضعافا لقوة العرب وبثا للفرقة بين المسلمين ، أن حرب سوريا ومحاولات إسقاط دمشق لا يستفيد منها سوى الكيان الإسرائيلي وأمريكا والغرب للحفاظ على مصالحهما ألاستراتجيه ، وهنا السؤال الثاني عن حقيقة فقه الأولويات الذي لم نسمع بذكره حين احتضنت سوريا حركة حماس وقوى المقاومة وقد تعرضت للمخاطر الجمة هذه التناقضات في المواقف والتصريحات بين الأمس التي أشادت في سوريا لمواقفها الداعمة للحق الفلسطيني ودعمها للمقاومة الفلسطينية وبين ما أصبحت عليه دمشق اليوم من هدف واستهداف مقصود ضمن التعريف أو التطرق إلى فقه الأولويات واعتبار الجهاد في سوريا واجب بينما في فلسطين هو أصبح مرهون بفعل الظروف والتغاضي عن ممارسات الاحتلال ، إن تصريحات الدكتور عبد العزيز دويك وآخرين أصبحت مصدر ضرر بالفلسطينيين وأمنهم ووجودهم على الأراضي السورية وهم ضيوف سوريا منذ أكثر من أربعة وستون عاما هم مواطنون سوريون عليهم من الحقوق والواجبات تجاه ألدوله السورية ما للمواطن السوري من حق المواطنة التي تحفظ سوريا وتحفظ وحدة سوريا وتحفظ وتصون وحدة الجيش العربي السوري وليس من حق الفلسطيني أن يخون الزيت والملح الذين شاركوا فيه السوريين الفلسطينيين وكان الأجدر بان لا يزج الفلسطيني بصراعات ونزاعات جميعنا نعلم أنها مؤامرة تستهدف سوريا وتستهدف المقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرها لأجل هدف تحقيق امن إسرائيل التي تعتبر أمريكا نفسها أنها حامية للأمن الإسرائيلي على حساب الحق العربي الفلسطيني والحقوق الوطنية الفلسطينية ، إن حقيقة ما أصبحنا نعاني منه من بعض علماء الدين الذين أصبحوا يتصدرون ويتبؤون المراكز الدينية أنهم طفوا على السطح ولم ينزلوا إلى الأعماق لأنهم غير مؤهلين للفهم الصحيح لأصول الدين ونصوص الشرع فشغلتهم الظواهر عن الأسرار والمقاصد وألهتهم الفروع عن الأصول وعرضوا دين الله وأحكام شريعته على عباده تفا ريق متناثرة لا يجمعها جامع ولا ترتبط بعله فظهرت الشريعة على ألسنتهم وأقلامهم كأنها قاصرة عن تحقيق مصالح الخلق والقصور ليس في الشريعة ، وإنما هو إفهامهم ، التي قطعت الروابط بين الأحكام بعضها ببعض وهو ما لم تأت به الشريعة قط كما بين ذلك المحققون الراسخون ، كثيرا ما أدت هذه الحرفية الظاهرية إلى تحجير ما وسع الله وتعسير ما يسر الشرع وتجميد ما من شانه أن يتطور وتقييد ما من شانه أن يتجدد ويتحرر ، إن رجال الدين والحركات الاسلاميه الأجدر بهم التخطيط للمستقبل دون أن تجري الأمور وفق أهوائهم وأجنداتهم وبضرورة الأخذ والانتفاع بتجارب الأمس ، وبضرورة تقويم الخطأ من الصواب وبضرورة الأخذ في مصادر القوه ونقاط الضعف في مجتمعنا وكذلك عند خصومنا ولا بد من التعريف
بحقيقة خصومنا الحقيقيين من الخصوم الدائمون والخصوم العارضون ومن منهم يمكن كسبه ومن لا يمكن كسبه ومن يمكن محاورته ومن لا يمكن فلا ينبغي التسوية بين الخصوم وهم في الواقع متفاوتون ، إن هذا كله لا يعرف إلا بالعلم والدراسة الموضوعية البعيدة عن حكم العواطف والمتحررة من تأثيرات الظروف الشخصية والبيئية والوقتية ما استطاع الإنسان أن يتجرد مع أن التحرر الكامل والمطلق يكاد يكون مستحيلا ، إن اخطر ما أصبحنا نواجهه نحن المسلمين من بعض الأئمة والوعاظ ومن علماء الدعوة الاسلاميه ومن العاملين على العمل الإسلامي هو جر المسلمين باستمرار إلى الأمور الخلافية التي لا ينتهي الخلاف فيها إمعانا من هؤلاء لإرضاء سلاطينهم ورغبة منهم لاستمرارية الخلاف الذي ينذر بضرب وحدة المسلمين وضرب النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي ، لان هؤلاء الوعاظ والعلماء لو تمعنوا في قوله تعالى حين خاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم القول " لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ، هذا هو الإسلام وهذه هي المقاربة التوافقية لفقه الأولويات أن تجمع بين المسلمين لا تفرقهم وان توحد بينهم لا أن تباعد ، إن جر الناس للأمور الخلافية التي لا ينتهي الخلاف فيها وإدارة الملاحم الساخنة حولها وتصنيف الناس على أساس مواقفهم منها وتحديد الولاء لهم أو البراءة منهم بناء على ذلك إذ هناك فرق بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم إن هذا النوع من الاختلاف ضرورة ورحمه وسعة وان إزالته غير ممكنه وغير مفيدة ، ليس معنى ذلك عدم التطرق للأمور الخلافية ولا أن نرجح رأي على آخر في قضيه عقديه أو فقهيه أو سلوكيه وهذا مستحيل وان عمل العلماء أن يصححوا ويرجحوا ويختاروا وهذا كله لا يعرف إلا بالعلم والدراسة الموضوعية البعيدة عن حكم العواطف المتحررة من الظروف الشخصية والحزبية والمصلحة النفعية ، ليس من مصلحة المسلم ولا من مصلحة ألامه أن تعرض على الناس القضايا المختلف فيها اختلافا كبيرا على أنها قضايا مسلم فيها لا نزاع فيها ولا خلاف عليها متجاهلين بهذا رأي الآخرين الذين لهم وجهتهم ولهم أدلتهم ، وكثيرا ما يكون الرأي الآخر هو رأي الجمهور الأكبر من علماء ألامه وهو إن لم يكن معصوما لأنه ليس بإجماع مستيقن ، لا يجوز أن يهون من شانه ، إن ما يجري في عالمنا العربي يعد جريمة من الجرائم التي نهانا عنها ديننا الحنيف ونهانا عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال المسلمون في توادهم وترحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الجسد بالسهر والحمى )، علينا ألا نحرف في دين الله وان لا نخرج بتعريفات هي اقرب إلى ضلال ألامه ومتاهتها ، إن أولى الأولويات في فقه الأولويات هي فلسطين وليس سوريا وان أولى الأولويات في فقه الأولويات وحدة المسلمين وليس التفرقة بينهم بجمعهم وليس بتقسيمهم لشيعه وسنه وان أولى الأولويات في فقه الأولويات القدس والأقصى هي مسرى نبينا محمد وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين وهي التي يتهددها الاحتلال ويعمل على هدم الأقصى وتهويد أرضها ، وان الذي يسفك دماء المسلمين ويستبيح حرماتهم هم أولئك الداعمون لأمن إسرائيل والداعمون للاحتلال الإسرائيلي وحين التنادي في فقه الأولويات لنعتبر الجهاد في سوريا واجب والمسلمون يغضون أبصارهم عن ما يجري في فلسطين هو تحريف لنصوص القران ولأوامره ونواهيه ولتكن لنا في قول الله تعالى حكمة حين قال " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقوله واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ما ترهبون به عدوكم وآخرين لا تعلموهم الله يعلمهم " هذا هو فقه الأولويات بالنص ألقراني وليس فقه الأولويات بهذا الخلاف الذي عليه المسلمين وبهذا التحليل لسفك دماء المسلمين وليس بهذا الانقسام الذي عليه الفلسطينيين [email protected]

التعليقات