قفشات عسّافية

قفشات عسّافية
كتب غازي مرتجى 
بصراحة شديدة , لم أكن من متابعي البرنامج ولم أتعاطى مع الحالة الجماهيرية التي شكلّها "محمد" في بداية مشاركته بالبرنامج , ربما بسبب إيماني بأنّ الفرح مُحرّم علينا .. وبأن هذا الشاب سيصل إلى مرحلة ما ومن ثمّ إلى غزة مرة أخرى ..

لن أطيل .. لقد شكّل محمد عسّاف حالة جماهيرية غير مسبوقة , وأعاد للأذهان جمال وحلاوة وطعامة الشعب الفلسطيني مُوحداً .. هذا الشاب البسيط الرائع لم يتصنّع الضحك ولم يتصنّع الاحتفال ولم يتصنّع أي شيء .. كانت تصرفاته كلها طبيعية وغير مصطنعة حتى أقحمه ساستنا ورجال أعمالنا بدهاليزهم فتعامل معهم جميعاً سواء .. ولم يصد أحداً .. يقول صديق لي أن محمد يمتلك "بيبي فيس" مكّنه من احتلال قلوب الملايين , وانا أقول أنه ملأ فراغاً كبيراً لم يستطع ولن يتمكّن غيره منه ..

ألخّص متابعتي للبرنامج "في حلقاته الأخيرة" بالقفشات التالية :

** أغنية "علّي الكوفية" كانت من أقرب الأغاني لقلبي , في السنوات الأربع التي مضت نسيت لحنها وكلماتها .. جاء عسّاف ليذكر الجميع بها وتصبح عالمية .. أشبّهها الآن بأغنية الكوري الجنوبي الشهيرة (غانغام ستايل) مع فارق التشبيه ضمناً وموضوعاً ..

** سجدة محمد عسّاف لحظة تتويجه باللقب كانت رائعة .. وأرسلت عدد كبير من الرسائل للجميع ..

** "يابا ويمّا" كلمتان تميّز بهما الفنان الفلسطيني , وإن دلّت فإنما تدل على أصله ..

** الفرحة جعلت أحد موظفي دنيا الوطن يرفض تحرير أحد الاخبار التي أسندت له .. وقال : بطّلت مجمّع وأعصابي فلتت مع الفوز ! .. سيُخصم يومين عليه ..

** انتفاضة الفلسطينيين في المسرح كشفت عن الفرحة الغامرة التي يحياها الفلسطيني في كافة البقاع .. لكنها أكّدت أننا لا نُسيطر على أعصابنا (جيدة أو سيئة) وأننا شعب يحتاج مزيداً من التنظيم !

** الانقسام الفلسطيني الداخلي بدا واضحاً في بداية البرنامج وبدأت حفلات السباب وتبادل الاتهامات واضحة للجميع , في نهاية البرنامج كان محمد سبباً في توقيع اتفاق مصالحة فيسبوكي , فخرج نجل الشهيد نزار ريان ومن قبله عضو التشريعي د.يحيى موسى , ومن قبلهما السيد فوزي برهوم .. وغيرهم ليُهنّئوا محمد عساف , وستُنظّم له الحكومة في غزة احتفالاً وكذلك الحكومة في رام الله .. ويعود الإنقسام من جديد !

** الإنقسام الفتحاوي الداخلي ظهر جلياً على مسرح الآراب آيدول , ويبدو أن مخرج "آراب آيدول" يعلم بتلك المشاحنات ففصل الطرفين عن بعضهما البعض , وبحسب ما شاهدت كان كل طرف يهتف لـ"عسّاف" من جانب .. فلم نسمع إلا صوت "أحمد جمال"  ! "اللي فاهم يفهم" 

** حركات "منيب المصري" كانت تنّم عن عشقه لـ"محمد عساف" وأنه بالفعل مُقتنع بموهبة هذا الشاب .. ومن معرفتي بالسيد "منيب" فهو يعشق الشباب ويسعى لصالحهم .. لا أعرف لماذا هوجم "منيب" لكني مقتنع أننا شعب "المُعارضة" .

** قبل نهاية الحلقة شاهدت نجل الرئيس السيد "ياسر محمود عباس" يتصّل بهاتفه النقّال فتأكّدت من فوز "محمد" وأن ياسر يُبلغ والده بالنتيجة "تحليل" .. 

** راغب علامة كان الأكثر فرحاً بفوز محمد عسّاف , واقتنعت أن المعاناة لا بدّ أن تجمعهما معاً ..

** حاولت بعض الصحف المصرية إبراز تهنئة الناطق باسم الجيش الاسرائيلي للفنان الفلسطيني محمد عسّاف .. أين الروح الرياضية ؟

** تابعت الدكتور إبراهيم حمامي ومتابعته لنتائج الآراب آيدول وكيف هاجم واستشاط غضباً في كل "بوست" له .. يا دكتور إبراهيم المُعارضة ليست كما تكتب !

** نجلا الشهيد نزار ريان كتبا رأيهما في "عسّاف" وكيف من الواجب على الإسلاميين التعايش مع الأيدلوجيات والثقافات الأخرى .. أسجل إحترامي لهما .

** لفت انتباهي عشق رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض للفنان الغزّي عساف .. بدأت العلاقة الغرامية مع "عسّاف" وقت كان فيّاض رئيساً للوزراء فاعتبرها البعض (ركوباً للأمواج) , ازدادت تلك العلاقة الشرعية الغرامية بعد مغادرة فيّاض لرئاسة الحكومة .. بل وفتح صفحته الشهيرة على الفيسبوك لدعم هذا "الشاب" .. 

** اتصّل بي أحد الإعلاميين المعروفين .. صوته يدل على أن هناك "مصيبة" .. هو أيضاً لا يتصنّع بل أقنعني بالفعل أن الحالة الجماهيرية التي أوجدها "عسّاف" يجب إستغلالها ..وخشي أن تتلاشى الروح الجماعية التي خلقها عساف , أسجّل اعتذاري لهذا الاعلامي ..

** انتقدت حالة "التنطط" و "الركوب" على صوت "عسّاف" , ربما أخطأت تقدير الموقف فلم أتوقّع أن تهتز لي شعرة عند إعلان نتيجة فوزه .. لكن "بدني" اهتزّ لدى إعلان الفوز .. وأيقنت أننا شعب يُحب الحياة .. ولو جاء الموت فأهلاً به ..

** أعادني جو العمل في دنيا الوطن إلى حرب الأيام الثمانية , فتواجد على الموقع عشرات الآلاف في ذات اللحظة , وانتشرت شبكة مراسلينا في أرجاء المحافظات ليضج "إيميلي" الشخصي بالرسائل الواردة وتبدأ "حالة اللخمة" ذاتها التي عشتها في أيام الحرب .. فانتصر عسّاف كما انتصرت مُقاومتنا يومها ..

** الفنان المنسي جمال النجّار هو "الأب" لهذا الفوز .. أسجّل احترام وتقدير الشعب الفلسطيني لك .. ولا تحزن فالنهاية جميلة ..

** الفنان السعودي ناصر القصبي غرّد على تويتر بتغريدة تُلخّص الحالة الفلسطينية , فقال : لا تستكثروا الفرحة على فلسطين وان كانت بنجاح مغني في برنامج هواة . كما سكتم سنين على موتهم اليوم دعوهم بسلام ولو لليلة .. لك كل الإحترام والتقدير ..

** ابني مدحت يلخّص الحالة العسّافية التي انتشرت شظاياها في الوطن .. فهو يفتح التلفاز ليطلب "أسّاف" .. وإن أغلقت التلفاز تشاركه شقيقته "البكاء" وهي لا تعلم لماذا ! .. هنيئاً لك يا عسّاف رضى "مدحت" ..

** كنت جداً أنفعل لحظة تحدث الفنانة الإماراتية أحلام .. فهي الوحيدة التي تتصنع في كل شيء .. في كلامها وإطرائها ومشيتها ووقفتها .. يبدوا أنها تعاني من طفولة صعبة ..

** تزامن اجتماع السيد الرئيس مع السيد رئيس الحكومة قبيل حلقة النتائج الأخيرة .. بالأمس كان خبر الاجتماع هو الخبر الأول للعامّة والخاصة .. بينما اليوم كان خبراً هامشياً ولم يتذكّر الناس أن رئيس وزرائهم الجديد قد استقال .. وأغلب المسؤولين والمصادر والإعلاميين .. أغلقوا هواتفهم أو وضعوها "صامتة" .. نيّالك يا "عسّاف" 

** شهر واحد أمام عسّاف قبل أن يبدأ أصحاب "خلقت لأعترض" على تصيّد الأخطاء له ومحاولة إنهاء حالته .. استغلها جيداً وحاول الحذر فنحن شعب "مزاجي" .

** فيديو يلخّص الحالة العسّافية لو بقي رهن إشارات "الرُكّاب" كان ببيت لحم , حيث انفضّ المولد "العسّافي" بإلقاء الكراسي وتكسيرها ..

** يرفض الإحتلال الإسرائيلي ان يفرح الفلسطيني بأي شيء .. فهاجم احتفالية "باب العامود" بالقدس .. وخرج "درعي" ليُفسد الفرحة بمحاولته تعميق الإنقسام والتغريد خارج السرب !

** البرنامج لم يغب عن الواقع بل كان سياسياً بامتياز ,تأهل ثلاثي "مصري - فلسطيني - سوري" للنهائي لم يكن صدفة .. فأهل سوريا ملّوا العنف والاقتتال الداخلي , وشعب مصر أكّدوا أنهم أهل الفن .. وأهل فلسطين أثبتوا بتأهل عسّاف كل شيء .. وكل شيء تعني الكثير ..

** المسرحية الغنائية التي أدّاها المشتركون كانت أكثر ما أعجبني في البرنامج .. هي تُلخّص حاجات العرب الآن !.

** "فجر الحرية ابتدا" .. نتمنى أن يبدأ فجر إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة .. وأعدكم سيأتي عسّاف ويُغني للجميع "كلٌ على ليلاه" ..