اصطفاف المحاور هل يشعل نيران الحرب على سوريا

اصطفاف المحاور هل يشعل نيران الحرب على سوريا
اصطفاف المحاور هل يشعل نيران الحرب على سوريا
بقلم المحامي علي ابوحبله
التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة بتحالفاتها واصطفافها بين المعسكر الأمريكي الصهيوني بتحالفاته وبين سوريا بتحالفاتها الدولية والاقليميه ، هي مؤشرات قد تؤدي إلى نشوب الحرب في المنطقة برمتها ، نذر اشتعال الحرب إن وقعت ستكون تدميريه لأنها ستمتد إلى دول الجوار السوري وجوار الجوار السوري ، إن وقعت الحرب ستشمل المنطقة الاقليميه برمتها ولن يكون مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية ، الموقف الأمريكي من الصراع على سوريا في جملة التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض الأمريكي أن سوريا قد تخطت الخطوط الحمراء حيث تتهمها الاداره الامريكيه باستعمال السلاح الكيماوي والتهديدات الموجهة لحزب الله بضرورة سحب قواته من سوريا ، هذه التهديدات تترافق مع مناورات الأسد المتأهب التي قررت فيها أمريكا إبقاء ما يقارب من أربعة آلاف جندي أمريكي في الأراضي الاردنيه مع الإبقاء على معدات حربيه من ضمنها بطارية صواريخ الباترويوت وطائرات أف 16 شاركت في المناورات المقرر أن تنتهي نهاية الشهر الحالي ، قرار أمريكا بتسليح المعارضة السورية بسلاح ثقيل يشمل صواريخ مضادة للطائرات والدروع هو بهدف النيل من منظومة الجيش العربي السوري ضمن محاولات إضعافه ما يمكن القوى المتآمرة على سوريا من إسقاط ألدوله السورية وتقسيمها ، التطور الدراماتيكي للموقف الأمريكي رافقه تأهب سعودي مع ما يشار إليه من تحركات للجيش السعودي وتجميع للقوات السعودية على الحدود الاردنيه هذا التحرك رافقه موقف الرئيس المصري مرسي الذي بادر إلى قطع علاقاته مع سوريا وتهديده لحزب الله بسحب قواته من سوريا فورا ، التحرك الخليجي والقرار الصادر عن مجلس التعاون الخليجي لاتخاذ إجراءات عقابيه ضد ألشيعه اللبنانيين والشيعة بشكل عام ، هذه المواقف المتسارعه كانت انعكاس إلى سقوط القصير الذي عدته أمريكا وحلفائها انهزاما وانعكاس الأحداث في تركيا الذي اعتبرته دول المحور المشاركة في الحرب على سوريا خطرا يتهدد مصالحها ، إن إسرائيل في قلب هذا الصراع وهي تنسق مع دول المحور الموالي لأمريكا وتدفع باتجاه التصعيد للحرب خاصة وان نجاح الانتخابات الايرانيه والمشاركة الفاعلة لهذه الانتخابات ، إن نجاح الرئيس حسن روحاني الذي يعد وسطيا بين الإصلاحيين والمتشددين الأمر التي عدته إسرائيل خطرا يتهدد وجودها ومصالحها في المنطقة نظرا لما يتمتع به الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني من قدرات سياسيه تمكنه من تجنيب المشروع النووي الإيراني للاستهداف حيث سبق له وان جنب المشروع الإيراني أن يبحث في مجلس الأمن ، إن هذا الاصطفاف لعلماء السلاطين في القاهرة على رأسهم الشيخ القرضاوي وإصدارهم فتوى الجهاد في سوريا الأمر الذي تعده إيران وسوريا وحزب الله يستهدفهما وتؤدي الفتوى الغير مستنده لقرائن ودلائل ومبررات شرعيه وهي بمثابة حرب مذهبيه شيعيه سنيه ، وتعد من أولى توصيات مؤتمر هرتزل ، إن مؤشرات الاستعداد والاصطفاف لقوى المحور هي مؤشرات تؤكد أن الحرب واقعه لامحاله خاصة وان انعكاس هذه التطورات على الساحة اللبنانية بهذا القتل غير المبرر بالفتن التي تحاول بعض القوى المحسوبة على الاعتدال العربي بإحداثها وإيقاعها في لبنان ، هذه القوى في الساحة اللبنانية المرتبطة إقليميا والمحسوبة على أمريكا تسعى لتفجير الساحة اللبنانية ضمن محاولات تضييق الخناق على حزب الله ومحاصرته لتجنيبه وتحييده عن الحرب التي يتم الإعداد لها على سوريا ضمن محاولات تجنب إشعال الحرب مع إسرائيل ، إن هذا الاصطفاف المحوري بالغطاء الأمريكي البريطاني الفرنسي ضمن رسائل توجهها الاداره الامريكيه إلى روسيا لترفع غطائها عن دعم سوريا ضمن محاولات تمرير نموذج ليبيا بتدخل حلف الناتو والتمكن من إسقاط النظام في سوريا ، لكن مؤشرات الوضع تؤكد أن النموذج الليبي لم يكن بمقدور هذه القوى من تمريره في سوريا خاصة أن روسيا تدعم بثقلها سوريا وتقف إلى جانب دعم ألدوله السورية ، إن تصريحات بوتن أن روسيا تزود الشرعية في سوريا وأنها تستعد لتقديم صواريخ أس 400 إضافة للصفقة التي تم عقدها مع سوريا وهي صفقة أس 300 والتي حاولت إسرائيل من خلال زيارة نتنياهو لثني روسيا عن تزويد سوريا بهذه الاسلحه التي تعتبرها إخلالا بالتوازن الاستراتيجي وهذه ردا على القرار الأمريكي لتزويد المعارضة بالا سلحه ، إن كتاب ألصحافه الصفراء يحشدون بكتاباتهم الرأي العام وذلك تحريضا لضرورة التدخل الأمريكي في الحرب على سوريا ويسعى هؤلاء لحشد المنطقة ضد سوريا وحزب الله وإيران ، إن ما تشهده المنطقة من تصعيد واستعداد وحشد يسبق قمة الرئيس الأمريكي اوباما مع الرئيس الروسي بوتن الذي من المقرر أن تتم على هامش اجتماعات الدول الثماني الكبار في دبلن ، وتبقى المراهنة على إمكانية استثمار الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير خارجية روسيا ديمتري لافروف وأدت إلى التوافق على الحل السياسي لعقد مؤتمر جنيف 2 ، إلا أن مؤشرات الوضع تؤكد أن أمريكا قد تجد نفسها قد خسرت وجودها ونفوذها في المنطقة لأسباب منها ضعف وتشتت المعارضة السورية ، وان الخسارة التي منيت بها المعارضة في القصير والعديد من المناطق على الأراضي السورية عدت خسارة امريكيه وللتغطية على هذه الخسارة دفعت بهذا التمحور والحشد ، إن المنطقة أصبحت على فوهة الانفجار إن لم تتم المبادرة لتلافي هذا التح شيد وهذه الاستعدادات من خلال استمرارية التوافق على الحل السياسي فان المنطقة جميعها ستنفجر ولن يكون بمقدور أمريكا وحلفائها من السيطرة عليها وأنها ستغير وجهة المنطقة وبوصلتها وستؤدي إلى تغير حقيقي في موازين القوى ، إن مراهنة البعض على ضعف الجيش السوري وان يعزو البعض الانتصارات في القصير إلى حزب الله هو مخطئ في الحسابات ، سوريا لن تكون وحدها على ساحة هذا الصراع وان هناك مشاركة فاعله لحلفاء وأنصار وأصدقاء سوريا الأمر الذي قد يغير الكثير من المعادلات التي تؤدي حقيقة لفشل المشروع الأمريكي الصهيوني وفشل كل المراهنين على التغيير باستعمال القوه العسكرية بالحرب التي يعد عدتها محور أمريكا في المنطقة الذي سيجر ويلات خسارته
[email protected]

التعليقات