صورتي مع محمد عسّاف

صورتي مع محمد عسّاف
كتب غازي مرتجى
كعادة مواقع التواصل الاجتماعي , فإن حدثاً ما يطغو على معظم "البوستات" أو "التويتات" فيه , الفيسبوك الفلسطيني يتحوّل يومي الجمعة والسبت إلى "فيسبوك عسّافي" بامتياز , فتجد الجميع يُهنيء وآخرون يتمنّون الفوز وعدد آخر يعملون على صد هؤلاء .. ما يشد انتباهي هو بوستات التقرّب والتنطط والاستغلال .. فتجد أحدهم ينشر صورة له مع عسّاف كان في السابق يضعها في مجلد غير معروف على محرّك غير مرئي وظلّ يبحث عنها حتى وجدها فيقول .. "صورتي مع محمد عساف" , ومجموعة أخرى لها باع في النصب الاحترافي وركوب الأمواج حرفتها , فيذهب الى بيروت فقط ليلتقط صورة مع الفنان الصاعد لينشرها عبر صفحته الشخصية ويبدأ بحصد المعجبات والمعجبين , وثالث ينشر قصة له مع محمد قبل مشاركته في الآيدول "محمد عساف أحيا العديد من الحفلات الشبابية قبل مشاركته في الآيدول" ومنهم من يقول أعطيت محمد 50 شيكل وآخر يريد منه 200 شيكل وهكذا .. وتستمر بوستات "التقرّب" و "الاستغلال" وللأسف يستمر مسلسل النفاق والإستعباد !!

بصراحة أصبحت تلك البوستات "مُملّة" ولا تعدو كونها "نطنطة" على تميّز  ونجاح هذا الشاب الفلسطيني الغزّي , وأستغرب من "نفاق" أصدقاء صاحب البوست .. فـ"محمد" ليس من كوكب آخر بل هو ابن المخيم , و "عسّاف" ليس من بني غير بني الإنس فهو من صُلب غزة , و"آيدول العرب" لم يُولد وبفمه ملعقة ذهب أو مايكريفون وأصبح مُغنياً في ليلة وضُحاها , فشوارع غزة وسهرات شبابها وحفلاتها تعرفه .. ولم يكن "برجوازياً" ليخرج إلى "الأرسترقراطية" , بل كان "كادحاً" نجل "كادحٍ" وخرج إلى عالم أثبت فيه حجم معاناته ..

لم نُشاهد المهرجان الفيسبوكي وقت كان محمد عسّاف يُغني في الأفراح .. يُشارك ببرنامج محلي وخرج لأن صوته "يع" , أو عندما كادت موهبته أن تذهب أدراج الرياح ويُصبح في خبر كان !

أساليب التنطط والركوب على أكتاف عساف وحصد جهوده لمصالح شخصية أو سياسية "ضيقة" أو حتى فنية محلية وعربية أصبحت مكشوفة , وأنا على يقين أنه بعد شهر واحد عندما تنتهي "زوبعة عساف" سيبدأ عساف نفسه بالاتصال على "المُتسابقين لالتقاط الصور معه الآن" , بل لربما يمسح هؤلاء بوستاتهم الفيسبوكية بعد انتهاء المهرجان وفض "المولد" ..

البرنامج تحوّل من برنامج لاختيار المواهب الغنائية "وهو عساف بلا أدنى شك" إلى برنامج سياسي , ولم تغب المتناقضات كـ "الفلول والشرعية " "حماس وفتح" "الجيش الحر والأسد" عنه .. بل تطوّر الأمر في الأسبوع الأخير إلى سايكس بيكو آيدولية بامتياز .. فالصحف المصرية بدأت بتشويه صورة المشتركة السورية ومحمد عسّاف فالأولى "شبّيحة" والثاني "غزّاوي" .. وكذلك تفعل بعض الصفحات الفلسطينية وبعض السورية أيضاً ..

تنويه : في مصر لو صوّت كل شخص لمشترك "الآيدول" سيفوز أحمد جمال .. ويحتاج "محمد"  90 صوت من كل فلسطيني  ليفوز فإذا ما قارننا أعداد المشجعين في فلسطين ومصر .. فالفارق كبير.. لذا عسّاف يحتاج تصويت ولا يحتاج "صوركم" أو "حواديت الماضي العتيد".

ملاحظة هامة : تصلنا شكاوي عديدة من مواطنين يتعرضّون لشتى أساليب الظلم والتحقير في مستشفياتنا الفلسطينية .. هل سيقوم "الفيسبوكيون" بحملة لإعادة الإعتبار لـ"المواطن المريض" ؟