أبعاد قرار مرسي يقطع علاقات بلاده مع سوريا ومطالبته بحظر جوي

أبعاد قرار  مرسي يقطع علاقات بلاده مع  سوريا ومطالبته  بحظر جوي
بقلم المحامي علي ابوحبله
• قرار محمد مرسي الرئيس المصري أمام حشد من أنصاره أعلن عن قطع علاقات بلاده الديبلوماسيه مع ألدوله السورية وأعلن عن سحب القائم بأعمال السفارة المصرية من دمشق وطالب مجلس الأمن لفرض منطقة حظر جوي على سوريا وتهدد وتوعد حزب الله مطالبا إياه بالانسحاب من سوريا ، تأتي خطوة الرئيس المصري ليعلن مواقفه هذه مع اجتماع لعلماء من مفتي السلاطين ترؤسهم الشيخ القرضاوي ليصدروا فتوى الجهاد في سوريا ، الخطوات ألتصعيديه ضد سوريا جاءت متزامنة مع ما أعلنه الرئيس الأمريكي اوباما عن أن سوريا تخطت الخطوط الحمراء حسب وجهة النظر الامريكيه وان أمريكا ستزود المعارضة السورية بالسلاح ، إن الدعوة لفرض منطقة حظر جوي التي دعا إليها الرئيس مرسي تصطدم بالكثير من العقبات لأنها بحاجه لاستصدار قرار من مجلس الأمن وان هذا غير ممكن في ظل الموقف الروسي الصيني الداعم لسوريا ، حيث أن أي قرار بهذا الخصوص يصطدم بالفيتو الروسي الصيني ، هذا في ظل ما تعتقد أمريكا بقدرة قوات الدفاع الجوي السوري من التصدي للطائرات الاسرائيليه ، خطوة الرئيس المصري في قطع العلاقات الديبلوماسيه مع دمشق جاءت بفعل ضغوط مورست على مصر من قبل دول خليجيه ، وهي مواقف تأتي منسجمة مع المواقف الامريكيه ، الرئيس المصري مرسي بخطوته قد حسم موقفه وموقف حزبه من ألازمه السورية وبهذا الموقف يكون قد اصطف إلى جانب المشروع الأمريكي الصهيوني بالشأن السوري والى جانب الدول الخليجية وتركيا وإسرائيل بدعمهما للمعارضة السورية ، إن قطع العلاقات مع دمشق وايقائها مع إسرائيل يجعل قرار الرئيس المصري موضع تساؤل خاصة وان إسرائيل هي من تقف إلى جانب إثيوبيا وتدعم توجهها في بناء سد النهضة وهي من تهدد امن مصر القومي وتسعى للضغط على حكومة مرسي لتزويد إسرائيل بمياه نهر النيل ، وان إبقاء العلاقات الديبلوماسيه مع إسرائيل واستمرار التنسيق معها في ظل مواقفها المتعنتة والرافضة لعملية السلام مع الاستمرار في تهويد المسجد الأقصى ، والقدس ، وسياسة الاستيطان ، ما يدعوا للحيرة والإرباك للموقف الذي اتخذه الرئيس المصري حيال دمشق وقطع العلاقات الديبلوماسيه معها هو أنها كانت شريكة القاهرة في اتخاذ قرار حرب تشرين 73 ، إن ما أقدم عليه الرئيس المصري محمد مرسي يتقاطع مع معارضه مصريه من هذه المواقف وان مواقفه هذه لا تنسجم مع المواقف للجيش العربي المصري الذي يدرك خطورة ما تتعرض له مصر وأمنها القومي بنتيجة المواقف السياسية للرئيس المصري ألمحكومه بسقف سياسي حزبي لا يأخذ بأبعاد قراراته السياسة امن مصر القومي وبعدها القومي العربي ، وان هذه السياسة أصبحت محكومه بمواقف هي اقرب لتكتلات وتحالفات تقود المنطقة إلى ما لاتحمد عقباه وقد تغرق مصر بفوضى تؤدي إلى الإضرار بالأمن والسلم الاجتماعي المصري وتقود لفتنه داخليه مصرية ، إن المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتستهدف الجيش العربي السوري شريك الجيش العربي المصري في حرب أكتوبر وتؤدي إلى تقسيم سوريا وفق انتماءات طائفيه عرقيه تشكل مساسا بالأمن القومي العربي وإضعافا لمصر وموقعها الإقليمي ضمن المخطط المرسوم للمنطقة وفق أهداف وغايات المشروع الأمريكي الصهيوني القاضي بالحفاظ على امن إسرائيل ، إن المؤامرة التي تتعرض لها سوريا قد عبر عنها وزير الخارجية الفرنسي السابق ديما بولان حين صرح للبي بي سي ، إن ما يجري في سوريا مخطط له من سنتين وهدفه تدمير سوريا لمعاداتها لإسرائيل وان رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب عن تكفله بدول الجوار وان من يرفض الانخراط في المؤامرة على سوريا ستحاربه إسرائيل ، كل تلك الدلائل التي تشير للمؤامرة التي تتعرض لها سوريا هدفها ضرب محور المقاومة وإحداث الفتنه الشيعية السنية ، وان موقف الرئيس المصري بالاشاره الضمنية إلى التحالفات والمواقف التي عليها السياسة المصرية ما يؤدي إلى أن تغرق مصر بهذه الفتنه التي تؤدي إلى تدمير كل مقومات وحدة العالم العربي والإسلامي وتمس بكل مكونات المجتمع العربي والإسلامي ، إن أبعاد القرار المصري بقطع علاقاته مع سوريا تحمل دلائل خطيرة تؤدي لإبعاد مصر عن موقعها الإقليمي واصطفافها حول مشاريع في هدفها وغاياتها امن إسرائيل على حساب الأمن القومي العربي ، وان الإبقاء المصري على سفارة إسرائيل والتنسيق معها يحمل دلالات خطيرة ، خاصة وان الموقف المصري والخليجي اللامبالي من عدوان إسرائيل الذي استهدف سوريا هو دلاله على انخراط إسرائيل في المخطط الذي يستهدف امن ألامه العربية ويستهدف امن مصر القومي ما يتطلب إلى إعادة النظر في القرار الذي اتخذه مرسي من سوريا الذي غالبية المصريين لا يؤيدونه بموقفه من سوريا للعلاقات الوثيقة التي تربط المصريين بالشعب السوري وترفض أي مساس بأمن سوريا وشعب سوريا ، وان هذه العلاقات وثقتها الوحدة السورية المصرية أيام ثورة 23 يوليوا 52 وان التوجهات المصرية الوحدوية التي أرسى معالمها ومبادئها الرئيس المرحوم جمال عبد الناصر تأبى أن تسير بالمخطط الذي يقود مصر لحرفها عن موقعها وثقلها العربي والإقليمي بهذه السياسة التي من شانها أن تبعد مصر عن محيطها العربي وتقود للفتنه المذهبية والدينية
تحريرا في 16/6/2013
[email protected]

التعليقات