تفاصيل المرشحّين والنتائج غداً : الإيرانيون يستعدون لتوديع نجاد .. هل هو التنافس بين الحرب والسلام ؟

رام الله - دنيا الوطن-وكالات
رصدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية استعداد الإيرانيين للذهاب صباح الغد إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد خلفا لمحمود أحمدي نجاد بعد ثمانية أعوام قضاها في الحكم.
وذكرت الصحيفة البريطانية - في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- أنه من غير الواضح بعد ما إذا كان الرئيس الإيراني الجديد سيتبع سياسات جديدة مغايرة لتلك التي تبعها نجاد والتي أثارت الكثير من الخلافات وتمخضت عن عزل طهران دوليا بسبب طموحاتها النووية ، إضافة إلى وقوفها على شفا الانهيار الاقتصادي.
ورصدت الصحيفة توقعات البعض أن يؤدي انتصار المرشح الإصلاحي المتبقي حسن روحاني، إلى تغيير حقيقي، فيما يشكك البعض الآخر في قدرة أي من المرشحين على تغيير إرادة المرشد الإيراني على خامنئي ، معتبرين أن الانتخابات ليست سوى مجرد تمثيلية.
واعتبرت دعوة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، المعتدلين من الإيرانيين قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع إلى انتخاب روحاني، بمثابة هدية من الأول إلى روحاني.
ولفتت الصحيفة إلى الزخم الذي بدأ يتجمع حول روحاني، المفاوض النووي السابق، مشيرة إلى ما حظي به من استقبال حار في مدينة "مشهد" شمال شرق إيران أمس الأربعاء.
ورصدت "الاندبندنت" الجهود المبذولة في إيران لاحترام نتائج انتخابات الغد والحيلولة دون تكرار ما حدث في انتخابات عام 2009 عندما جاب الآلاف الشوارع احتجاجا على عودة نجاد إلى الرئاسة.
وأشارت في هذا الصدد إلى ما تواتر على موقع "جوجل" الأسبوع الجاري حول تمكن الحكومة من إحباط محاولة باختراق الآلاف من حسابات البريد الإلكتروني لإيرانيين على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
ونوهت الصحيفة عن صعوبة تخمين المفضل من بين المرشحين في ظل انعدام وجود إعلام إيراني محايد من ناحية، وعدم سماح الحكومة من الناحية الأخرى لتغطية دولية للانتخابات، قائلة ان أحدا لا يدري ماذا يجري في الأقاليم والقرى ولا فيم يفكر أهالي تلك المناطق.
وقال الصحفي يوسف عزيزي في مقال نشره بعنوان هل هو تنافس بين الحرب والسلام قائلا
بعد ايام من المفاجآت والتأرجحات على الساحة السياسية الايرانية اصبح المشهد الانتخابي كالتالي: مرشح واحد للاصلاحيين والمعتدلين هو الدكتور حسن روحاني، و5 مرشحين محافظين هم: سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، وعلي اكبر ولايتي، ومحسن رضائي، و محمد غرضي. فالاثنان الاخيران مرشحان مستقلان وحظوظهما في الفوز اقل من الاخرين. اي في الواقع ان المنافسة الحقيقة هي بين حسن روحاني من جهة وجليلي وقاليباف وولايتي من جهة اخرى.
ويجب التذكير ان الانتخابات الاخيرة في ايران ليست حرة ونزيهة كالانتخابات التي تجري في الدول الديمقراطية بل ترافقت مع ضغوط امنية وقمع للصحافيين ونشطاء حقوق الانسان وتضييق للحريات السياسية للمواطنين في ايران.
فقد حاولت السلطة الايرانية والاجنحة المتشددة المهيمنة عليها ان تحول دون ترشح شخصيات اصلاحية ومعتدلة بارزة كالرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني خوفا منها من ان يفوز مرشح هذا المعسكر في الجولة الاولي من الانتخابات.
غير ان مجلس صيانة الدستور – المسؤول عن تزكية المرشحين – قام بتزكية اثنين من المحسوبين على معسكر الاصلاح والاعتدال هما حسن روحاني ومحمد رضا عارف، ضنا منه ان عدم شهرتهما – قياسا بخاتمي ورفسنجاني – وتشتتهما سيؤدي الى فشلهما في الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية المزمع اجراءها يوم غد الجمعة 14 حزيران (يونيو). غيران انسحاب محمدرضا عارف من معركة الانتخابات خيب أمال مجلس صيانة الدستور وسهل الامر على الاصلاحيين والمعتدلين كي يساندوا مرشح واحد هو حسن روحاني.
فما هي النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية؟ من هو الفائز يوم غد الجمعة في هذه الانتخابات؟ هذا هو التساؤل المطروح حاليا، ايرانيا واقليميا وعالميا. وقبل الرد على هذا السؤال يجب ان نذكر ان لاول مرة اصبح العامل الخارجي في صميم الحملة الانتخابية للمرشحين من المعسكرين المتخاصمين، وهوالملف النووي والمواجهة مع الغرب، اذ ورغم ظاهره السياسي الخارجي غير انه هو العامل الاقتصادي في الداخل الذي يتجسد بالعقوبات والازمة الاقتصادية الخانقة في ايران. وفيما يؤكد سعيد جليلي على ضرورة ما يصفه بالصمود امام الغرب، ينتقده زميله المحافظ علي اكبر ولايتي ويتهمه بافشال المفاوضات النووية الاخيرة في الماتي. اي ان المحافظين ليسوا مشتتين بل وايضا يختلفون في الرأي ايضا. وهذا يؤكد ان الخلاف في هذا الشأن يمتد الى مكتب المرشد الاعلى علي خامنئي، اذ نعلم ان جليلي هو كبير المفاوضين النوويين المدعوم من قبل المرشد وولايتي مستشاره الاعلى للشؤون الدولية.
وفي المقابل يؤكد المرشح المعتدل حسن روحاني على ضرورة التعامل مع الغرب بدل مواجهته. وقد انقسم الموالون للحركة الاصلاحية في ايران الى شطرين، الاول، يطالب بالمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح د. حسن روحاني والثاني يقاطعها، ويبدو ان عدد المؤيدين للمشاركة اكبر اثر مطالبة زعيمي الحركة الاصلاحية والاعتدال في ايران محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني بضرورة المشاركة والتصويت لصالح حسن روحاني. وحول حظوظ روحاني في الفوز يمكن القول انه سيفوز في الانتخابات الرئاسية اذا اجتمعت 3 شروط معا:اولا، اذا لن يأتلف المحافظون فيما بينهم لتبقى صفوف مؤيديهم مشتتة وهو امر اصبح مؤكدا حتى اللحظة.
ثانيا، اذا لم يتم تزوير الانتخابات وهو امر ليس مؤكد حيث اخذت الاشاعاءات تدور في ايران ان الحرس الثوري الايراني بدأ بالتحضير للقيام بمثل هذا العمل وسيقوم بذلك اذا شعر بفوز مرشح الاصلاحيين في الجولة الاولى للانتخابات.
فهذا الامر ليس مستغربا في الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث تم التلاعب بالاصوات في الانتخابات الرئاسية عامي 2005 و2009 وقد ادى ذلك قبل اربع سنوات الى وقوع اضطرابات واحتجاجات واسعة ضد التزوير لصالح احمدي نجاد وعلى حساب المرشحين الاصلاحيين ميرحسين موسوي ومهدي كروبي.
ثالثا، اذا كانت المشاركة واسعة يوم الانتخابات فالقيام بالتزوير سيصبح امرا صعبا ولكن ليس محالا. اي يجب ان يشارك في الانتخابات نحو 70 – 80 في المئة من المؤهلين للتصويت حتى لايؤثر فيها التزوير بمقدار مليون او مليونيين من الاصوات.
لكن المؤشرات تؤكد ان نسبة المشاركة ستكون بين 50 – 60 في المئة اللهم الا تمت مفاجأة يوم غد الجمعة وعادة الشعوب الايرانية تفاجئنا في مثل هذه المناسبات.
ويرى البعض في ايران ان المنافسة الراهنة بين المرشحين ليس بين الاصلاحيين والمعتدلين من جهة، والمحافظين والمتشددين من جهة اخرى، بل هي منافسة بين المواجهة والتعامل مع العالم والمنطقة، اي بين الحرب والسلام. ويخشى الاصلاحيون والقوميون الفرس من ان وصول مرشح متشدد مثل سعيد جليلي بل وحتى محمد باقر قاليباف سيؤدي الى استمرار النهج الحالي في التعامل مع الغرب وفي نهاية المطاف الى الحرب والدمار، والخطر الناجم منها لا يتمثل باسقاط النظام فحسب بل انهيار الدولة الايرانية ككل وتقسيم ايران الى عدة دول.
يسعى الإصلاحيون اليوم الى الفوز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد أربع سنوات على انتزاع محمود أحمدي نجاد الرئاسة، من خلال نجاحهم في الاتحاد مع المعتدلين في مواجهة معسكر المحافظين الذي بدا منقسماً قبل ساعات من بدء الاقتراع، في حين قال أحمد شهيد المقرر الدولي الخاص حول وضع حقوق الإنسان في إيران إن الانتخابات الرئاسية ليست حرة ولا نزيهة بعد أن تم إسكات الصحافيين وزعماء المعارضة.
يذكر ان نتائج الانتخابات ستظهر صباح السبت كنتائج أولية ..
رصدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية استعداد الإيرانيين للذهاب صباح الغد إلى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس جديد خلفا لمحمود أحمدي نجاد بعد ثمانية أعوام قضاها في الحكم.
وذكرت الصحيفة البريطانية - في تعليق على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- أنه من غير الواضح بعد ما إذا كان الرئيس الإيراني الجديد سيتبع سياسات جديدة مغايرة لتلك التي تبعها نجاد والتي أثارت الكثير من الخلافات وتمخضت عن عزل طهران دوليا بسبب طموحاتها النووية ، إضافة إلى وقوفها على شفا الانهيار الاقتصادي.
ورصدت الصحيفة توقعات البعض أن يؤدي انتصار المرشح الإصلاحي المتبقي حسن روحاني، إلى تغيير حقيقي، فيما يشكك البعض الآخر في قدرة أي من المرشحين على تغيير إرادة المرشد الإيراني على خامنئي ، معتبرين أن الانتخابات ليست سوى مجرد تمثيلية.
واعتبرت دعوة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني، المعتدلين من الإيرانيين قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع إلى انتخاب روحاني، بمثابة هدية من الأول إلى روحاني.
ولفتت الصحيفة إلى الزخم الذي بدأ يتجمع حول روحاني، المفاوض النووي السابق، مشيرة إلى ما حظي به من استقبال حار في مدينة "مشهد" شمال شرق إيران أمس الأربعاء.
ورصدت "الاندبندنت" الجهود المبذولة في إيران لاحترام نتائج انتخابات الغد والحيلولة دون تكرار ما حدث في انتخابات عام 2009 عندما جاب الآلاف الشوارع احتجاجا على عودة نجاد إلى الرئاسة.
وأشارت في هذا الصدد إلى ما تواتر على موقع "جوجل" الأسبوع الجاري حول تمكن الحكومة من إحباط محاولة باختراق الآلاف من حسابات البريد الإلكتروني لإيرانيين على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
ونوهت الصحيفة عن صعوبة تخمين المفضل من بين المرشحين في ظل انعدام وجود إعلام إيراني محايد من ناحية، وعدم سماح الحكومة من الناحية الأخرى لتغطية دولية للانتخابات، قائلة ان أحدا لا يدري ماذا يجري في الأقاليم والقرى ولا فيم يفكر أهالي تلك المناطق.
وقال الصحفي يوسف عزيزي في مقال نشره بعنوان هل هو تنافس بين الحرب والسلام قائلا
بعد ايام من المفاجآت والتأرجحات على الساحة السياسية الايرانية اصبح المشهد الانتخابي كالتالي: مرشح واحد للاصلاحيين والمعتدلين هو الدكتور حسن روحاني، و5 مرشحين محافظين هم: سعيد جليلي، ومحمد باقر قاليباف، وعلي اكبر ولايتي، ومحسن رضائي، و محمد غرضي. فالاثنان الاخيران مرشحان مستقلان وحظوظهما في الفوز اقل من الاخرين. اي في الواقع ان المنافسة الحقيقة هي بين حسن روحاني من جهة وجليلي وقاليباف وولايتي من جهة اخرى.
ويجب التذكير ان الانتخابات الاخيرة في ايران ليست حرة ونزيهة كالانتخابات التي تجري في الدول الديمقراطية بل ترافقت مع ضغوط امنية وقمع للصحافيين ونشطاء حقوق الانسان وتضييق للحريات السياسية للمواطنين في ايران.
فقد حاولت السلطة الايرانية والاجنحة المتشددة المهيمنة عليها ان تحول دون ترشح شخصيات اصلاحية ومعتدلة بارزة كالرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني خوفا منها من ان يفوز مرشح هذا المعسكر في الجولة الاولي من الانتخابات.
غير ان مجلس صيانة الدستور – المسؤول عن تزكية المرشحين – قام بتزكية اثنين من المحسوبين على معسكر الاصلاح والاعتدال هما حسن روحاني ومحمد رضا عارف، ضنا منه ان عدم شهرتهما – قياسا بخاتمي ورفسنجاني – وتشتتهما سيؤدي الى فشلهما في الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية المزمع اجراءها يوم غد الجمعة 14 حزيران (يونيو). غيران انسحاب محمدرضا عارف من معركة الانتخابات خيب أمال مجلس صيانة الدستور وسهل الامر على الاصلاحيين والمعتدلين كي يساندوا مرشح واحد هو حسن روحاني.
فما هي النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية؟ من هو الفائز يوم غد الجمعة في هذه الانتخابات؟ هذا هو التساؤل المطروح حاليا، ايرانيا واقليميا وعالميا. وقبل الرد على هذا السؤال يجب ان نذكر ان لاول مرة اصبح العامل الخارجي في صميم الحملة الانتخابية للمرشحين من المعسكرين المتخاصمين، وهوالملف النووي والمواجهة مع الغرب، اذ ورغم ظاهره السياسي الخارجي غير انه هو العامل الاقتصادي في الداخل الذي يتجسد بالعقوبات والازمة الاقتصادية الخانقة في ايران. وفيما يؤكد سعيد جليلي على ضرورة ما يصفه بالصمود امام الغرب، ينتقده زميله المحافظ علي اكبر ولايتي ويتهمه بافشال المفاوضات النووية الاخيرة في الماتي. اي ان المحافظين ليسوا مشتتين بل وايضا يختلفون في الرأي ايضا. وهذا يؤكد ان الخلاف في هذا الشأن يمتد الى مكتب المرشد الاعلى علي خامنئي، اذ نعلم ان جليلي هو كبير المفاوضين النوويين المدعوم من قبل المرشد وولايتي مستشاره الاعلى للشؤون الدولية.
وفي المقابل يؤكد المرشح المعتدل حسن روحاني على ضرورة التعامل مع الغرب بدل مواجهته. وقد انقسم الموالون للحركة الاصلاحية في ايران الى شطرين، الاول، يطالب بالمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح د. حسن روحاني والثاني يقاطعها، ويبدو ان عدد المؤيدين للمشاركة اكبر اثر مطالبة زعيمي الحركة الاصلاحية والاعتدال في ايران محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني بضرورة المشاركة والتصويت لصالح حسن روحاني. وحول حظوظ روحاني في الفوز يمكن القول انه سيفوز في الانتخابات الرئاسية اذا اجتمعت 3 شروط معا:اولا، اذا لن يأتلف المحافظون فيما بينهم لتبقى صفوف مؤيديهم مشتتة وهو امر اصبح مؤكدا حتى اللحظة.
ثانيا، اذا لم يتم تزوير الانتخابات وهو امر ليس مؤكد حيث اخذت الاشاعاءات تدور في ايران ان الحرس الثوري الايراني بدأ بالتحضير للقيام بمثل هذا العمل وسيقوم بذلك اذا شعر بفوز مرشح الاصلاحيين في الجولة الاولى للانتخابات.
فهذا الامر ليس مستغربا في الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث تم التلاعب بالاصوات في الانتخابات الرئاسية عامي 2005 و2009 وقد ادى ذلك قبل اربع سنوات الى وقوع اضطرابات واحتجاجات واسعة ضد التزوير لصالح احمدي نجاد وعلى حساب المرشحين الاصلاحيين ميرحسين موسوي ومهدي كروبي.
ثالثا، اذا كانت المشاركة واسعة يوم الانتخابات فالقيام بالتزوير سيصبح امرا صعبا ولكن ليس محالا. اي يجب ان يشارك في الانتخابات نحو 70 – 80 في المئة من المؤهلين للتصويت حتى لايؤثر فيها التزوير بمقدار مليون او مليونيين من الاصوات.
لكن المؤشرات تؤكد ان نسبة المشاركة ستكون بين 50 – 60 في المئة اللهم الا تمت مفاجأة يوم غد الجمعة وعادة الشعوب الايرانية تفاجئنا في مثل هذه المناسبات.
ويرى البعض في ايران ان المنافسة الراهنة بين المرشحين ليس بين الاصلاحيين والمعتدلين من جهة، والمحافظين والمتشددين من جهة اخرى، بل هي منافسة بين المواجهة والتعامل مع العالم والمنطقة، اي بين الحرب والسلام. ويخشى الاصلاحيون والقوميون الفرس من ان وصول مرشح متشدد مثل سعيد جليلي بل وحتى محمد باقر قاليباف سيؤدي الى استمرار النهج الحالي في التعامل مع الغرب وفي نهاية المطاف الى الحرب والدمار، والخطر الناجم منها لا يتمثل باسقاط النظام فحسب بل انهيار الدولة الايرانية ككل وتقسيم ايران الى عدة دول.
مسؤول دولي: انتخابات إيران ليست حرة ولا نزيهة
ومن المرشحين الستة الذين لا يزالون يخوضون الاقتراع برز ثلاثة في صفوف المحافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي.
وانتهت الحملة في الساعة الثامنة مساء أمس، لكن المفاوضات مستمرة في الكواليس لمنع المعتدل حسن روحاني من الاستمرار في السباق في 21 حزيران.
واتحد المعتدلون والإصلاحيون وراء روحاني بعد انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء. ومذذاك تحرك مناصروه على شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا الى التصويت بكثافة له.
وقبل أربع سنوات كانت إعادة انتخاب أحمدي نجاد أفقدت الإصلاحيين كل أمل.
ودان المرشحان الخاسران مير حسين موسوي ومهدي كروبي عمليات التزوير على نطاق واسع وطلبا من مناصريهما التظاهر. وكانت حركة الاحتجاج قمعت بقوة ووضع الزعيمان الإصلاحيان في الإقامة الجبرية منذ 2011.
وصرح مهدي فضائلي المحلل السياسي المحافظ ومقره طهران لفرانس برس "يعتبر حسن روحاني الآن من أبرز المرشحين وفرصه في الوصول الى الدورة الثانية إذا اقتضى الأمر كبيرة" بعد اتحاد الإصلاحيين والمعتدلين.
وفي جانب المحافظين، تضاعفت الدعوات للتنازل لصالح المرشح الأوفر حظاً في حين يبدو أن قاليباف وجليلي في أفضل موقع. لكن المرشحين الثلاثة لخلافة أحمدي نجاد استبعدوا الأربعاء فكرة الانسحاب من السباق وأكدوا أنهم ماضون حتى النهاية.
وكتب حسين شريعة مداري كاتب الافتتاحية في صحيفة "كيهان" المحافظة أمس أن المرشحين من خلال العناد "يشتتون أصوات المحافظين".
من جهته، قال رضا مراشي من المجلس الوطني الإيراني الأميركي ومقره واشنطن لوكالة فرانس برس "حتى الآن التحالف بين الإصلاحيين والوسطيين نجح حيث أخفق المحافظون: بناء تحالف والاتحاد حول مرشح واحد".
وحصل حسن روحاني المرشح المعتدل البالغ الـ64 من العمر على دعم الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني (المعتدل) ومحمد خاتمي (الإصلاحي).كما حظي المفاوض السابق لملف إيران النووي بين عامي 2003 و2005 بدعم من جمعية قدامى المحاربين التي تضم رجال دين إصلاحيين وتعتبر قريبة من الرئيس خاتمي.
وأعلن خاتمي الذي تولى الرئاسة في إيران بين العامين 1997 و2005 الثلاثاء في رسالة "أطلب من الجميع وخصوصاً الاإصلاحيين" التصويت لروحاني. وبعد ذلك دعا رفسنجاني الذي تولى السلطة بين عامي 1989 و1997 واستبعد من الاقتراع الرئاسي، الناخبين الى المشاركة في التصويت رغم "الشكوك". وأكد بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء مهر أن "الاستطلاعات تظهر أن روحاني في الطليعة".
وكانت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي في صلب الحملة الانتخابية. وتشتبه الدول العظمى بأن إيران تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية وهو ما تنفيه طهران. وبرزت هوة بين المرشحين حول الموقف الواجب انتهاجه مع الغرب. ويؤيد جليلي الممثل المباشر للمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي النهج المتشدد داعياً الى "اقتصاد مقاومة" ورفض تقديم أي "تنازلات" للدول الكبرى.
أما علي أكبر ولايتي فهو يعتمد على خبرة اكتسبها بتوليه حقيبة الخارجية 16 عاماً لخفض الضغوط على إيران. وقال "الديبلوماسية ليست فقط العنف والصرامة بل هي التسوية والتوافق". ويريد قاليباف تحريك المفاوضات المستمرة منذ 2005 "بحكمة".
وهم يعلمون جميعاً أنه لن يكون لديهم سوى نفوذ محدود على الملف النووي لأن المسائل الاستراتيجية تحت سلطة آية الله خامنئي المباشرة.
ودعا المرشد الأعلى الذي لم يختر أياً من المرشحين الى مشاركة مكثفة في الاقتراع. وأكد أن "البعض لا يريدون ربما دعم الجمهورية الإسلامية لسبب ما لكن من أجل بلادهم عليهم الإدلاء بأصواتهم".
ودعت شبكات التواصل الاجتماعي التي نجحت في استئناف نشاطاتها المتوقفة منذ أربع سنوات على اثر مساهمتها في التعبئة ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، الى التصويت اليوم.
وكان المرشحان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي اعتمدا على موقعي فيسبوك وتويتر للدعوة الى التظاهر ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد في 2009. ومنذ ذلك الحين حجب الموقعان.
وقلل البيت الأبيض أمس من تأثير الانتخابات الرئاسية الإيرانية على الملف النووي لطهران، لكنه أمل في أن تكون طهران مستعدة لاستئناف المفاوضات "مهما كانت نتيجة" الانتخابات.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما "في الملفات السياسية، وخصوصاً في المواضيع التي تشكل مصدر خلاف كبير بين إيران وبقية العالم، فإن السلطة تعود الى المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي)". وأضاف كارني "ما زلنا نامل في أن تكون السلطات الإيرانية مستعدة للبدء جدياً بمفاوضات مع مجموعة +خمسة زائد واحد+ مهما كانت نتيجة الانتخابات". وأكد أن المجموعة المذكورة "مستعدة للاجتماع مع إيران حين تكون إيران مستعدة للرد في شكل جوهري على الاقتراحات المتوازنة التي قدمتها (المجموعة) في الماتي" في كازاخستان في بداية نيسان.
وفي السياق نفسه، قال أحمد شهيد المقرر الدولي الخاص حول وضع حقوق الإنسان في إيران إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية ليست حرة ولا نزيهة بعد أن تم إسكات الصحافيين وزعماء المعارضة. وكان شهيد حذر في آذار من أنه قلق من أن تفتقر نتيجة الانتخابات الى الشرعية لأن عشرات الصحافيين الإيرانيين معتقلون ومئات السجناء السياسيين ما زالوا محتجزين. وصرح لوكالة فرانس برس على هامش المؤتمر العالمي ضد عقوبة الإعدام "أعتقد أن تلك المخاوف كانت مبررة كما أظهرت الأحداث". وقال إن "عدم قبول ترشيح عدد كبير من المرشحين خصوصاً لأسباب لم تكن شفافة وبدت غير منطقية بتاتاً تنتهك حق المشاركة السياسية".
وأضاف أن "عدداً من السياسيين البارزين لم يتمكنوا من خوض هذه الانتخابات. تم منع أحزاب، كما أن قادة سابقين معتقلون، وكل ذلك يؤدي الى نقص فرص إجراء انتخابات حرة ونزيهة".
وفي تقرير قدمه الى الأمم المتحدة في آذار قال شهيد إن إيران أخفقت في التحقيق في "الانتهاكات الواسعة والمنهجية لحقوق الإنسان". كما دعا إيران الى الافراج الفوري عن دعاة حقوق الإنسان والصحافيين والمحامين وغيرهم من المعتقلين السياسيين المسجونين بسبب ممارستهم حقهم في حرية التعبير خلال احتجاجات على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أدت الى فوز محمود أحمدي نجاد في 2009.
يذكر ان نتائج الانتخابات ستظهر صباح السبت كنتائج أولية ..
التعليقات